اتسمت حركة الأسهم على المؤشرات العالمية بالارتباك، أمس، قبيل بدء شهادة جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بالكونغرس، بينما تخلت أسهم شركات السلع الفاخرة عن مكاسبها بفعل بيانات صينية قاتمة.
وتحظى شهادة باول أمام الكونغرس، التي كان من المقرر أن تبدأ في الساعة 15.00 بتوقيت غرينتش، باهتمام شديد، إذ ستتضمن إشارات إلى خطوة المركزي الأميركي التالية بخصوص أسعار الفائدة.
وأظهرت بيانات تجارية صينية انخفاض الصادرات والواردات في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط)، وهو ما يشير إلى استمرار الضعف في الطلب على منتجات البلاد.
وسجلت الأسهم الأوروبية انخفاضاً طفيفاً في مستهل تعاملات يوم الثلاثاء، وقادت أسهم شركات التكنولوجيا التراجع. وانخفض المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.1 في المائة بحلول الساعة 08.16 بتوقيت غرينتش مع هبوط مؤشر أسهم شركات التكنولوجيا، شديد التأثر بحركة أسعار الفائدة، بنسبة 0.8 في المائة.
في المقابل، ارتفع المؤشر «نيكي» للأسهم اليابانية مسجلاً أعلى مستوى في ثلاثة أشهر يوم الثلاثاء، وبلغ المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً أعلى مستوياته منذ أواخر 2021، مع تحسن معنويات المستثمرين بفضل تراجع عائدات سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل.
لكن محللين قالوا إن حالة من عدم التيقن حدت من المكاسب قبيل شهادة باول أمام الكونغرس، وصدور تقرير الوظائف الأميركية المهم يوم الجمعة، واتخاذ المحافظ الحالي لبنك اليابان المركزي هاروهيكو كورودا، آخر قراراته بشأن أسعار الفائدة قبل تقاعده هذا الأسبوع.
وأغلق المؤشر «نيكي» مرتفعاً 0.25 في المائة عند 28309.16 نقطة، بعدما لامس مستوى 28398.27 خلال الجلسة، وهو أعلى مستوياته منذ الأول من ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وصعد المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.42 في المائة ليغلق عند 2044.98 نقطة بعدما سجل 2046.11 نقطة، وهو أعلى مستوياته منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.
وفقدت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات أكثر مما ربحته الليلة السابقة ليجري تداولها عند حوالي 3.95 في المائة في طوكيو، بعدما سجلت أعلى مستوى في عدة أشهر عند 4.091 في المائة الأسبوع الماضي.
من جانبه، تراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 1843.25 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 11.12 بتوقيت غرينتش. وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 في المائة إلى 1848.40 دولار. وتراجعت الأسعار عن أعلى مستوياتها في أكثر من أسبوعين عند 1858.19 دولار يوم الاثنين، لكن التراجع لا يزال محدوداً. وصعد مؤشر الدولار 0.1 في المائة، مما جعل المعدن أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين من خارج الولايات المتحدة.
وقال هان تان كبير محللي الأسواق في «إكسينيتي»، إن مسار الذهب نحو زيادة مكاسبه سيتأثر بشدة هذا الأسبوع بالمؤشرات المحتملة حول السياسة النقدية من شهادة باول وتقرير الوظائف الأميركية القادم.
وأضاف أنه إذا أظهرت بيانات الوظائف يوم الجمعة مرونة كبيرة في سوق العمل الأميركية، فمن شأن ذلك تمهيد الطريق لمزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وقد يطيح بالمكاسب التي حققها الذهب منذ بداية الشهر.
ورغم أن اقتناء الذهب إحدى الوسائل المعروفة للتحوط من التضخم، فإن أسعار الفائدة المرتفعة تؤثر على الإقبال على شراء المعدن، لأنها تزيد من تكلفة الفرصة البديلة لاقتناء أصول لا تدر عائداً مثل الذهب.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة 0.3 في المائة في التعاملات الفورية لتصل إلى 20.97 دولار، فيما انخفض البلاتين 0.9 في المائة إلى 967.54 دولار، وتراجع البلاديوم 0.7 في المائة إلى 1430.82 دولار.