إسرائيل تقتل 6 في جنين... وغزة تهدد

الرئاسة الفلسطينية اتهمت حكومة نتنياهو بتدمير كل شيء

اشتباكات بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية خلال اقتحام مخيم جنين بالضفة الغربية الثلاثاء (رويترز)
اشتباكات بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية خلال اقتحام مخيم جنين بالضفة الغربية الثلاثاء (رويترز)
TT

إسرائيل تقتل 6 في جنين... وغزة تهدد

اشتباكات بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية خلال اقتحام مخيم جنين بالضفة الغربية الثلاثاء (رويترز)
اشتباكات بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية خلال اقتحام مخيم جنين بالضفة الغربية الثلاثاء (رويترز)

قتل الجيش الإسرائيلي 6 فلسطينيين في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، في هجوم دموي قالت السلطة الفلسطينية إنه يثبت أن حكومة بنيامين نتنياهو اختارت «مسار التصعيد»، فيما أرسلت حركة «حماس» للوسطاء بأن «صبرها بدأ ينفد»، وهي مستعدة لمواجهة عسكرية حتى لو كانت في شهر رمضان.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن القوات الإسرائيلية قتلت 6 فلسطينيين هم: محمد غزاوي (26 عاماً)، ومجد حسينية (26 عاماً)، وطارق ناطور (27 عاماً)، وزياد الزرعيني (29 عاماً)، وعبد الفتاح خروشة (49 عاماً)، ومعتصم صباغ (22 عاماً)، كما أصابت 15 آخرين بالرصاص في الهجوم على مخيم جنين.
واقتحم الجيش المخيم مستهدفاً عبد الفتاح خروشة المنحدر أصلاً من نابلس، الذي قتل 2 من المستوطنين قرب بلدة حوارة الأحد قبل الماضي. وأكدت إذاعة «كان» أن الجيش قتل المنفذ بعد حصار منزل كان يتحصن فيه في مخيم جنين.
وتسللت قوات إسرائيلية إلى المخيم بسيارة نقل عادية بدت كسيارة منقولات تابعة لشركة عربية، ثم حاصرت منزلاً قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة هناك استخدم فيها الجيش الإسرائيلي طائرات مسيرة وقوة نيران كثيفة، تضمنت إطلاق صواريخ محمولة تجاه المنزل الذي كان يتحصن فيه أربعة فلسطينيين قبل أن يقضوا.
وحوّل الجيش مخيم جنين إلى ساحة حرب اندلعت فيها مواجهات مسلحة وشعبية، أطلقت خلالها صواريخ، وسمعت أصوات انفجارات غطت مع سيارات الإسعاف والدخان الكثيف على المشهد هناك، قبل أن يسقط مقاتلون طائرة درون إسرائيلية، وفي أثناء الاشتباكات أصيب اثنان من وحدات «اليمام» الإسرائيلية الخاصة.
وخروشة قيادي في حركة «حماس» من مخيم عسكر الجديد في نابلس، أسير محرر قضى في السجون الإسرائيلية 8 سنوات، وأفرج عنه قبل شهرين فقط. وفي أثناء محاصرته خروشة في جنين، اقتحم الجيش الإسرائيلي، مخيم عسكر في نابلس مسقط رأس خروشة، واعتقل اثنين من أبنائه على الأقل. وقال ناطق باسم الجيش، إن العملية في مخيم جنين وفي نابلس مرتبطتان.
وجاء الهجوم على مخيم جنين في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة والأردن ومصر، تثبيت تفاهمات هشة جرت في مدينة العقبة الأردنية في 26 من الشهر الماضي، لخفض التصعيد بين الطرفين، تجنباً لتصعيد أكبر في شهر رمضان.
واتهمت الرئاسة الفلسطينية إسرائيل بشن حرب شاملة على الشعب الفلسطيني، وتدمير كل التفاهمات. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن «عمليات القتل اليومية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا، والتي كان آخرها ما جرى اليوم في مخيم جنين، من اقتحام قوات الاحتلال وقتلها، وإصابتها عدداً من المواطنين، وقصف منازلهم بالصواريخ والقذائف المتفجرة، هي حرب شاملة وتدمير لكل شيء».
وأكد أبو ردينة، أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي ينذر بتفجر الأوضاع وتدمير كل الجهود الرامية لإعادة الاستقرار. وأكد أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لإفشال جميع الجهود الإقليمية والدولية الرامية لوقف جميع الأعمال الأحادية، التي يصر الجانب الإسرائيلي على الاستمرار بها.
وطالب أبو ردينة الإدارة الأميركية بالتحرك الفوري، والضغط الفاعل على الحكومة الإسرائيلية لوقف جرائمها وعدوانها المتواصل على الفلسطينيين، مؤكداً أن الأحداث الجارية أثبتت أن حل القضية الفلسطينية وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه بالحرية والاستقلال، هما المفتاحان الحقيقيان لحل أزمات المنطقة.
وتجعل هذه العملية، مشاركة الفلسطينيين في اجتماع ثانٍ مفترض في شرم الشيخ منتصف الشهر الجاري، أكثر صعوبة.
وقبل العملية كان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ أثناء لقائه عشرات السفراء والقناصل العرب والأجانب، وأعضاء البعثات الدبلوماسية العاملة في فلسطين يتهم إسرائيل بالتنصل من الاتفاقيات المبرمة مع الجانب الفلسطيني، من خلال الاقتحامات اليومية للمناطق المصنفة «أ»، وعمليات القتل والاعتقالات والاستيطان، واستباحة الدم الفلسطيني، وهو ما يزيد من حالة الاحتقان والتوتر.
وعرض الشيخ خلال اللقاء بنود الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في العقبة، وقال إن القيادة تجري اتصالات مع الأردن ومصر قبل التوجه لشرم الشيخ لمناقشة جدوى اللقاء، ولأنها بحاجة لضمانات تطبيق ما تم الاتفاق عليه أولاً.
وبعد العملية، اتهم الشيخ إسرائيل بترحيل أزماتها الداخلية إلى ساحة الضفة الغربية، وقال إن «عصابات الإجرام لديها قرار واضح بفتح حرب شاملة ضد الشعب الفلسطيني باستمرار المذابح والاستيطان، وهدم البيوت، وحرق القرى، وها هي ترتكب مجزرة جديدة في جنين».
في أثناء ذلك، فاخر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن قواته قتلت منفذ العملية «الإرهابية» في حوارة، مضيفاً: «لقد نفذ جنودنا الشجعان عملية شجاعة في قلب عرين القتلة».
لكن حركة «حماس» أرسلت للوسطاء حسب وسائل إعلام إسرائيلية، أن صبرها بدأ ينفد، وأنها «مستعدة لمواجهة عسكرية حتى في شهر رمضان».
كما قال القيادي في «الجهاد الإسلامي» أحمد المدلل، إن غزة تراقب ما يجري في الضفة من جرائم ويدها على الزناد. وبعد العملية، رفعت إسرائيل حالة التأهب في الضفة وفي محيط غزة، وقالت إذاعة «كان» إن ذلك شمل منظومة القبة الحديدية في الجنوب، استعداداً لاحتمال إطلاق صواريخ من القطاع.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

مسيّرة إسرائيلية تقصف منطقة وطى الخيام في جنوب لبنان

مبان مدمرة نتيجة القصف الإسرائيلي على قرية ميس الجبل في جنوب لبنان (إ.ب.أ)
مبان مدمرة نتيجة القصف الإسرائيلي على قرية ميس الجبل في جنوب لبنان (إ.ب.أ)
TT

مسيّرة إسرائيلية تقصف منطقة وطى الخيام في جنوب لبنان

مبان مدمرة نتيجة القصف الإسرائيلي على قرية ميس الجبل في جنوب لبنان (إ.ب.أ)
مبان مدمرة نتيجة القصف الإسرائيلي على قرية ميس الجبل في جنوب لبنان (إ.ب.أ)

ذكرت قناة «تلفزيون الجديد»، اليوم الجمعة، أن طائرة مسيّرة إسرائيلية أطلقت صاروخين على منطقة وطى الخيام في جنوب لبنان. ولم يذكر التلفزيون تفاصيل أخرى عن القصف.

كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق من اليوم قصف منصة صاروخية متحركة تابعة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، فجر يوم الأربعاء الماضي بالتوقيت المحلي، بهدف إنهاء أحدث صراع بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» بعد نحو عام من تبادل إطلاق النار بين الجانبين.

وتشهد الهدنة بعض الخروق؛ إذ اتهم الجيش اللبناني الذي أعلن البدء بالانتشار في الجنوب، إسرائيل، الخميس، بـ«خرق» اتفاق وقف إطلاق النار «مرات عدة» خلال يومين.

وقال الجيش اللبناني في بيان: «بتاريخَي 27 و28 - 11 - 2024، بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، أقدم العدو الإسرائيلي على خرق الاتفاق عدة مرات، من خلال الخروق الجوية، واستهداف الأراضي اللبنانية بأسلحة مختلفة».

بدورها، قالت جينين هينيس - بلاسخارت، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون لبنان، اليوم (الجمعة)، إن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي التي احتلها في جنوب لبنان وتعزيز انتشار الجيش اللبناني في هذه المناطق، لا يمكن أن تتم «بين ليلة وضحاها».