كارلا شمعون لـ«الشرق الأوسط»: بعض الفنانين يتمسكون بـ{كراسيهم} كما السياسيين

وجهت عتباً إلى من لا يساند المواهب الجديدة

«خط الرجعة» أحدث أغانيها الجديدة    -   تحيي شمعون في أبريل المقبل حفلاً في كازينو لبنان (الشرق الأوسط)
«خط الرجعة» أحدث أغانيها الجديدة - تحيي شمعون في أبريل المقبل حفلاً في كازينو لبنان (الشرق الأوسط)
TT

كارلا شمعون لـ«الشرق الأوسط»: بعض الفنانين يتمسكون بـ{كراسيهم} كما السياسيين

«خط الرجعة» أحدث أغانيها الجديدة    -   تحيي شمعون في أبريل المقبل حفلاً في كازينو لبنان (الشرق الأوسط)
«خط الرجعة» أحدث أغانيها الجديدة - تحيي شمعون في أبريل المقبل حفلاً في كازينو لبنان (الشرق الأوسط)

«خط الرجعة» هي أحدث أعمال الفنانة اللبنانية كارلا شمعون التي أطلقتها أخيراً، من كلمات وألحان نبيل خوري. كارلا التي غنت الحب والخيانة كما الانفصال في هذه الأغنية، رسمت لنفسها هوية فنية لا تشبه غيرها من زميلاتها الجديدات، فركزت على تناول موضوعات تحاكي المرأة وتحفزها على التجرؤ وأخذ القرارات اللازمة من دون خوف. وتقول شمعون في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لا تتخيلي إلى أي درجة يهمني هذا الموضوع المتعلق بالمرأة العربية. فمنذ بداياتي حرصت على الإسهام في تمكين النساء وحثهن على حضور يليق بهن في مجتمعنا. وفي (خط الرجعة) أتناول قصة حب جميلة كان لا بد أن تنتهي بقرار من الشريكة».
وبالفعل سبق ومررت شمعون رسائل إلى المرأة العربية في عدد من أغانيها كما في «بعد اليوم» و«حبيبي». وفي هذه الأخيرة كسرت قاعدة أن يسبقها الرجل في التعبير عن مشاعره، فتحكي كيف أن الفتاة في استطاعتها أن تكون السباقة وتختار شريكها بدل العكس. «تدور معظم الرسائل في أغنياتي عن المرأة القوية التي تعرف ما تريد ولا تشكل حملا على الغير. وحتى في (خط الرجعة) قدمتها امرأة صلبة وسلسة في آن، بحيث وضعت نقطة النهاية لقصتها من دون ندم».
تؤكد شمعون أن الغناء من دون إحساس يبقى ناقصاً حتى لو تمتع صاحبه بصوت جميل. ومن يتابعها يلاحظ مدى انسجامها في أدائها بحيث تذوب في كلام ولحن الأغنية. وتعلق: «أي مشاعر أغنيها تتملكني فأترجمها بلغة جسدي وبنظراتي وصوتي. وإذا كان كلام الأغنية لا يلامسني عن قرب أرفضه. فعندما أغني أنسى كل ما يدور حولي وأصبح ملك أحاسيسي وحدها».
تملك كارلا شمعون هوية فنية رسمتها بتأنٍ، فهي تتنبه لخطواتها وتحرص على أن تكون ثابتة. ففي ظل عجقة الفنانين على الساحة وجدت صعوبة في شق طريقها. تخصصت في مجال الإعلام ومارسته كمهنة، ثم ما لبثت أن شعرت بأن الغناء هو مكانها المنشود. فالوقوف على المسرح والتفاعل مع الجمهور بأغنيات تمثلها كان حلمها وحققته عندما سنحت لها الفرصة.
برأيها أن لكل فنان ميزة معينة تجعله مختلفاً عن غيره، ولذلك عندما دخلت عالم الغناء تمسكت بضرورة عدم تقليد أحد. وعندما كانوا يشبهون صوتها بفنانة معينة، كانت تعيد حساباتها كي لا يتأثر الناس بذلك. وتقول في سياق حديثها: «كان من الصعب اختراق الساحة الفنية المزدحمة بأسماء كبيرة وصغيرة. فالمنافسة قوية ويتخللها نوع من الاحتكار. فنجوم لبنان معروفون منذ أكثر من 30 عاماً، وهم يتشبثون بكراسيهم تماماً كما السياسيين، حتى أن بعضهم لا يساند المواهب الجديدة. وهو أسلوب تتبعه أيضاً بعض وسائل الإعلام».
شاءت الصدف أن تقدم لكارلا الفرصة على يد شركة الإنتاج «وان سكستين» التي تبنت موهبتها. «ما دفعني لتلقف هذه الفرصة هو تقبل هذه الشركة موهبتي كما هي. صاحبها لوسيان سلوم آمن بها من دون إجراء أي تعديلات وتغييرات كي تواكب الرائج على الساحة. هذا الأمر شجعني وزودني بالراحة والحرية معاً وانطلقت في مشواري».
صقلت كارلا موهبتها بدروس الموسيقى حتى أنها تعلمت العزف على آلة البيانو. ورغبت من خلال جهدها هذا أن تدخل الساحة بعزم متسلحة بالعلم، كي لا تبدو غريبة، بل ملمة بعناصرها الأساسية.
فكارلا التي غنت لزكي ناصيف في «عاشقة الورد» ومن ثم قدمت أغنيات بلهجات مصرية وخليجية ولبنانية استطاعت أن تلفت النظر بصوتها العذب. وتعلق: «بالنسبة لي اللهجات المغناة ليست بالأمر السهل. فأن يتقبلك هذا الجمهور أو ذاك بأعمال تنبع من لهجته وبلاده لهو أمر دقيق يلزمه الكثير من العناية والجهد. فأنا أحب الثقافات المتعددة، وعندما غنيت اللون الجزائري تقبلني هذا الشعب الرائع وصفق لي. عندما لا يجيد الفنان لهجة معينة ويتمسك بالغناء بها، أشعر بأنها تتسبب له بنوع من الإهانة لا أحبذه بتاتاً».
قريباً تصدر شمعون أغنية ثنائية مع المغني الجزائري المعروف أمين بابيلون صاحب أغنية «زينة». وهي متحمسة لهذا التعاون كونه سيربطها بفنان له مكانته عند الجمهور العربي.
تحدث كارلا نفسها بين وقت وآخر متسائلة عن الغد وما يضمر لها. «أعرف أن هناك صعوبة وطريقا طويلا علي السير به كي أحقق تمنياتي. بالتأكيد لن أستسلم مهما واجهت من عراقيل فيما لو وجدت. ولكن أكثر ما يستفزني هو هذا الاحتكار الذي يمارسه فنانون كبار على الساحة. كذلك هذا التعتيم الذي نلاقيه كفنانين صاعدين من قبل الإعلام. الموضوع يضحكني ويستفزني، سيما وأني عملت في مهنة الإعلام وأعرف زواريبها. فهل سأستطيع خرق الساحة وإكمال طريقي كما أحلم؟ هو السؤال الذي يراودني. وفي الوقت نفسه يزودني بالقوة كي أستمر. فعتبي كبير على كل من لا يساند ويشجع المواهب الفنية الجديدة».
في أغنيتها «هذه الروح» لإياد الريماوي تأخذك شمعون إلى عالم الغناء الأصيل، فهل تنوي التوجه إلى أسواق الخليج بأغنيات خليجية؟ ترد: «ولِمَ لا، فهذه اللهجة أحبها كثيراً، كما أني معجبة بما يحدث من انفتاح في المملكة العربية السعودية. وأنتظر الفرصة المناسبة كي ألتقي بجمهوري هناك، الذي أتلقف إعجابه كما في الكويت والإمارات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي».
وعن اسم الملحن الذي يراودها للقيام بهذه الخطوة ترد: «أكن إعجابا كبيراً لفنان خليجي شامل ألا وهو حسين الجسمي، وأتمنى أن يجمعني به تعاون فني».
في أبريل (نيسان) المقبل تقف كارلا شمعون على مسرح كازينو لبنان لإحياء حفل خاص بها ينظمه مهرجان جونيه الدولي. «سأقدم في هذا الحفل مجموعة من أغانيّ المعروفة وأخرى جديدة. وسترافقني على المسرح لوحات استعراضية بحيث يطبع الحفل هوية خاصة بي. وتختم كارلا التي تسكنها ملامح الطفولة مما يولد تناغماً سريعا بينها وبين مشاهدها: «حاولت الحفاظ على هذه الروح في أعماقي، وهي تطفو تلقائياً على معالمي. وبرأيي أن الطفولة من شأنها أن تنعكس إيجاباً علينا مهما كبرنا، ولذلك أتمسك بها بشكل عفوي».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
TT

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ نجمتين عالميتين تقديراً لمسيرتيهما، هما الأميركية فيولا ديفيس، والهندية بريانكا شوبرا.

واختتم المهرجان عروضه بفيلم «مودي... 3 أيام على حافة الجنون» الذي أخرجه النجم الأميركي جوني ديب، ويروي حكاية الرسام والنحات الإيطالي أميديو موديلياني، خلال خوضه 72 ساعة من الصراع في الحرب العالمية الأولى.

واختير فيلم «الذراري الحمر» للمخرج التونسي لطفي عاشور لجائزة «اليُسر الذهبية» كأفضل فيلم روائي، أما «اليُسر الفضية» لأفضل فيلم طويل، فنالها فيلم «إلى عالم مجهول» للفلسطيني مهدي فليفل، بالإضافة إلى جائزة خاصة من لجنة التحكيم نالها فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» لخالد منصور.