التضخم في منطقة اليورو يتضاءل

أسعار المواد الغذائية باتت محركاً رئيسياً للمرة الأولى منذ عامين

«أسعار رخيصة من أجلك» في أحد المحال بفرنسا وسط تصاعد أسعار الأغذية في مؤشر التضخم الأوروبي (رويترز)
«أسعار رخيصة من أجلك» في أحد المحال بفرنسا وسط تصاعد أسعار الأغذية في مؤشر التضخم الأوروبي (رويترز)
TT

التضخم في منطقة اليورو يتضاءل

«أسعار رخيصة من أجلك» في أحد المحال بفرنسا وسط تصاعد أسعار الأغذية في مؤشر التضخم الأوروبي (رويترز)
«أسعار رخيصة من أجلك» في أحد المحال بفرنسا وسط تصاعد أسعار الأغذية في مؤشر التضخم الأوروبي (رويترز)

في حين تراجع اليورو مقابل الدولار، على أثره، أمس (الخميس)، أظهرت بيانات رسمية أن التضخم في منطقة اليورو تراجع للشهر الرابع على التوالي، رغم أنه لم يكن أكثر بالقدر الذي تخوف منه المستثمرون بعد قراءات نشرتها دول في المنطقة خلال الأيام الماضية.
ولم يشهد التضخم في منطقة اليورو انخفاضاً محسوساً في فبراير (شباط) المنصرم، على غرار الأشهر السابقة، بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، الذي عوّض انخفاض أسعار الطاقة، إذ سجل تراجعاً بنسبة متدنية جداً (0.1%) مقارنةً بما سُجّل في الأشهر الثلاثة السابقة، وفقًا لأرقام «يوروستات» الصادرة (الخميس).
وانخفض التضخم بمنطقة اليورو –التي تضم 20 دولة- إلى 8.5% في فبراير مقابل 8.6% قبل شهر رغم هبوط أسعار الطاقة، لكنه جاء أعلى من توقعات الخبراء في مسح أجرته «رويترز» بتضخم عند 8.2%.
وجاءت رد فعل العملة الأوروبية محدوداً، إذ ارتفع اليورو 0.9% أمام الدولار (الأربعاء) مسجلاً أكبر قفزة يومية له في شهر، وذلك بعدما ارتفعت الأسعار في ألمانيا -الاقتصاد الأكبر في المنطقة- بأكثر من التوقعات في الشهر الماضي.
وجاء التضخم في ألمانيا أعلى من المتوقع، كذلك في فبراير، بعد قراءات مرتفعة أيضاً في فرنسا وإسبانيا، مما يعزز توجه البنك المركزي الأوروبي لرفع الفائدة.
وارتفع معدل التضخم الأساسي، الذي يستبعد أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة، وهو مؤشر مهم يراقبه «المركزي الأوروبي» عن كثب، إلى 5.6% من 5.3% متجاوزاً التوقعات بالبقاء دون تغيير.
وزاد نمو الأسعار في قطاع الخدمات، أكبر مكونات التضخم الأساسي، إلى 4.8% من 4.4%.
وترتفع أسعار السلع الصناعية والخدمات، ما ينذر برفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة من جديد خلال الأشهر المقبلة.
وبلغت نسبة التضخم في أكتوبر (تشرين الأول) مستويات غير مسبوقة عند 10.6%، بعد عام ونصف من الارتفاع المتواصل، على خلفية الحرب في أوكرانيا. وعادت نسبة التضخم لتشهد انخفاضاً حاداً في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) بفعل انخفاض أسعار الغاز والنفط والكهرباء.
وللمرة الأولى منذ عامين، أصبحت أسعار المواد الغذائية المحرك الرئيسي للتضخم حالياً في البيانات الأخيرة مع تسارع ارتفاع الأسعار الغذائية الاستهلاكية في فبراير ليبلغ 15% على أساس سنوي بعدما كان 14.1% في يناير الماضي.
وحول التداعيات على العملات الرئيسية، هبط اليورو 0.5% مقابل الدولار إلى 1.0618 دولار، بينما هبط الجنيه الإسترليني 0.46% إلى 1.1970 دولار بعد تصريحات محافظ بنك إنجلترا آندرو بيلي، الذي قال إنه «لم يتم تحديد أي شيء» فيما يتعلق برفع أسعار الفائدة في المستقبل، الأمر الذي دفع المتداولين إلى تقليص رهاناتهم على رفع أكبر للفائدة.
وهبط الين 0.3% إلى 136.65 للدولار في التعاملات المبكرة، بينما نزل الدولار الأسترالي والدولار النيوزلندي واليوان الصيني قليلاً بعد مكاسب (الأربعاء) إثر بيانات نشاط التصنيع في الصين التي أظهرت أن نشاط المصانع في فبراير نما بأسرع معدلاته منذ عقد.


مقالات ذات صلة

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

الاقتصاد خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

يتجه المصرف المركزي الأوروبي الخميس إلى إقرار رفع جديد لمعدلات الفائدة، وسط انقسام بين مسؤوليه والمحللين على النسبة التي يجب اعتمادها في ظل تواصل التضخم والتقلب في أداء الأسواق. ويرجح على نطاق واسع أن يقرّر المصرف زيادة معدلات الفائدة للمرة السابعة توالياً وخصوصاً أن زيادة مؤشر أسعار الاستهلاك لا تزال أعلى من مستوى اثنين في المائة الذي حدده المصرف هدفاً له.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

واجه وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، اقتراحا من قبل المفوضية الأوروبية لمنح دول التكتل المثقلة بالديون المزيد من الوقت لتقليص ديونها، بردود فعل متباينة. وأكد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر أن مقترحات المفوضية الأوروبية لمراجعة قواعد ديون الاتحاد الأوروبي «ما زالت مجرد خطوة أولى» في عملية الإصلاح.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنسبة بلغت 0,1 % في الربع الأول من العام 2023 مقارنة بالربع السابق، بعدما بقي ثابتا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2022، وفق أرقام مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات). بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي برمّته، انتعش نمو الناتج المحلي الإجمالي بزيادة بلغت نسبتها 0,3 % بعد انخفاض بنسبة 0,1 % في الربع الأخير من العام 2022، وفق «يوروستات». وفي حين تضررت أوروبا بشدة من ارتفاع أسعار الطاقة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما يغذي تضخما ما زال مرتفعا للغاية، فإن هذا الانتعاش الطفيف للنمو يخفي تباينات حادة بين الدول العشرين التي تشترك في العملة الموحدة. وخلال الأش

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

من المقرر أن تحصل دول الاتحاد الأوروبي المثقلة بالديون على مزيد من الوقت لتقليص الديون العامة، لتمكين الاستثمارات المطلوبة، بموجب خطط إصلاح اقترحتها المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: «نحتاج إلى قواعد مالية ملائمة لتحديات هذا العقد»، وأضافت «تمكننا الموارد المالية القوية من الاستثمار أكثر في مكافحة تغير المناخ، ولرقمنة اقتصادنا، ولتمويل نموذجنا الاجتماعي الأوروبي الشامل، ولجعل اقتصادنا أكثر قدرة على المنافسة». يشار إلى أنه تم تعليق قواعد الديون والعجز الصارمة للتكتل منذ أن دفعت جائحة فيروس «كورونا» - حتى البلدان المقتصدة مثل ألمانيا - إلى الا

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

مسؤول بـ«إكسون موبيل»: منتجو النفط والغاز الأميركيون لن يزيدوا الإنتاج في ظل رئاسة ترمب

منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا 14 نوفمبر 2024 (رويترز)
منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا 14 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

مسؤول بـ«إكسون موبيل»: منتجو النفط والغاز الأميركيون لن يزيدوا الإنتاج في ظل رئاسة ترمب

منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا 14 نوفمبر 2024 (رويترز)
منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا 14 نوفمبر 2024 (رويترز)

قال مسؤول تنفيذي في شركة إكسون موبيل، اليوم الثلاثاء، إن منتجي النفط والغاز الأميركيين من غير المرجح أن يزيدوا إنتاجهم بشكل جذري في ظل رئاسة الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع استمرار تركيز الشركات على الانضباط الرأسمالي.

وقال ليام مالون، رئيس قسم المنبع في «إكسون موبيل»، في منتدى «إنيرجي إنتليجنس» في لندن: «لن نرى أحداً في وضع (احفر يا صغيري احفر)».

و«دريل بيبي دريل» أو «احفر يا صغيري، احفر»، كان شعار حملة الحزب الجمهوري لعام 2008، الذي استخدم لأول مرة في المؤتمر الوطني الجمهوري لعام 2008، ويعبر الشعار عن دعمه لزيادة الحفر بحثاً عن النفط والغاز كونهما مصدرين للطاقة الإضافية، واستخدم الرئيس المنتخب دونالد ترمب العبارة مراراً وتكراراً خلال حملته الرئاسية لعام 2024.

وأضاف مالون: «من غير المرجح أن يحدث تغيير جذري (في الإنتاج) لأن الغالبية العظمى إن لم يكن الجميع يركزون على اقتصاديات ما يفعلونه». وتابع: «الحفاظ على الانضباط وزيادة الجودة من شأنهما أن يحدا بشكل طبيعي من معدل النمو هذا».

وأضاف أن تخفيف إجراءات السماح بالتراخيص في الأراضي الفيدرالية، قد يوفر دفعة قصيرة الأجل للإنتاج.

وتعهد ترمب خلال الحملة الانتخابية بتعزيز إنتاج النفط والغاز الطبيعي المحلي، وذكرت وكالة «رويترز» يوم الاثنين أن فريق الرئيس المنتخب يعمل على إعداد حزمة واسعة النطاق من الطاقة لطرحها في غضون أيام من توليه منصبه.

والولايات المتحدة هي بالفعل أكبر منتج للنفط في العالم بعد زيادة إنتاج النفط الصخري، حيث تضخ أكثر من 13 مليون برميل يومياً.