هل أعادت الحرب الحياة إلى «الناتو» أم أيقظته «مرحلياً»؟

هل أعادت الحرب الحياة إلى «الناتو» أم أيقظته «مرحلياً»؟
TT

هل أعادت الحرب الحياة إلى «الناتو» أم أيقظته «مرحلياً»؟

هل أعادت الحرب الحياة إلى «الناتو» أم أيقظته «مرحلياً»؟

قبل عامين من بدء الحرب في أوكرانيا وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حلف شمال الأطلسي بأنه «ميت دماغياً»، وقبله سعى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب للانسحاب حتى من التحالف الذي لم يوفر انتقادات له.
ولكن اليوم يبدو حلف الناتو النقطة المحورية التي تدور حولها الدول الداعمة لأوكرانيا، وتُنسَّق عبرها المساعدات العسكرية، وبات أيضاً مرجعاً أمنياً للدول التي تشعر بتهديد من روسيا بعد غزوها أوكرانيا. وعوضاً عن الحديث عن أن الناتو بات «ميتاً» ولم يعد يؤدي دوره، يبدو التحالف الأمني على الطريق للتوسع مرة أخرى، فهل أعادت الحرب في أوكرانيا فعلاً الحياة إلى الناتو، أم أن «يقظته» هذه «مرحلية» وستمر بعد انتهاء الحرب؟
ليست هذه المخاوف بعيدة عن تفكير دول شرق أوروبا القلقة اليوم أكثر من أي وقت مضى من أن تكون هي محطة روسيا «التوسعية» التالية بعد أوكرانيا. وقد حذرت رئيسة حكومة إستونيا، الدولة البلطيقية الصغيرة المجاورة لروسيا، من تردد بعض الدول داخل حلف الناتو في تعزيز قدراتها العسكرية. وقالت كايا كالاس في مؤتمر ميونيخ للأمن قبل أيام، إن بعض الدول «تأمل أن تنتهي الحرب ولا تضطر معها» لزيادة إنفاقها العسكري.
هذا الدور المحوري الذي يلعبه الناتو اليوم يعود بسبب أساسي لموقف الولايات المتحدة التي تقود جهود دعم أوكرانيا منذ البداية. ويعي الأوروبيون ذلك جيدا، وأكثر من ذلك يعرفون أن وجود الرئيس جو بايدن تحديداً في البيت الأبيض، هو سبب هذا الزخم المتجدد للحلف. فقد تساءل مفوض الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل علناً قبل أيام «هل تعتقدون أنه لو لم يكن بايدن في البيت الأبيض لكان الدعم لأوكرانيا بالشكل نفسه؟ بالتأكيد لا». وكان بوريل يقارن بين عهد بايدن وعهد ترمب الذي كان هدد حتى بوقف الدعم لأوكرانيا عندما كان رئيساً.
وفي وارسو، وكما كان متوقعاً، سلط بايدن في خطابه من حدائق القلعة الملكية في وارسو الضوء على التزام الولايات المتحدة وبولندا والحلفاء الآخرين حيال أوكرانيا، مذكراً بخطابه في مارس (آذار) الماضي من المكان ذاته. وقال: «عندما غزت روسيا، لم تكن أوكرانيا وحدها موضع الاختبار. واجه العالم كله اختباراً»، مؤكداً أن «مصلحة أميركا القومية ومصلحة أوروبا تتطلب منع روسيا من الحصول على مكافأة لغزوها دولة ذات سيادة». وهاجم نظيره الروسي الذي «كان يعتقد أننا سنتراجع»، مضيفاً أن بوتين «كان يعتقد أن المستبدين من أمثاله أقوياء وأن الأميركيين ناعمون». ولكنه، أي زعيم الكرملين، «يواجه شيئاً اليوم لم يكن يعتقد أنه ممكن قبل عام: عزيمة فولاذية لدى الولايات المتحدة»، موضحاً بلهجة تهكمية أن بوتين حصل على «انضمام فنلندا لحلف شمال الأطلسي» بدلاً من تفكك الحلف الغربي القوي، وقال إن «دعمنا لأوكرانيا لن يتراجع ولن ينقسم الناتو ولن نتعب»، مشدداً على أن «شهوة الرئيس بوتين الجبانة للأرض والسلطة ستفشل».

وتربط الصحافية والمحللة في معهد كارنيغي جودي دمبسي مستقبل الناتو القريب، بمن سيشغل البيت الأبيض في الانتخابات المقبلة. وتقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن الدور الذي سيلعبه الناتو في السنوات المقبلة «يعتمد على من سيصبح الرئيس الأميركي المقبل، وما إذا كان بايدن سيترشح مجددا أو ما إذا كان الديمقراطيون سيفوزون بالانتخابات». ولكنها مع ذلك تقول إن القواعد الجديدة للناتو في شمال القارة الأوروبية «ستبقى من دون شك».
وقد أظهرت الحرب في أوكرانيا فعلاً مدى اعتماد الناتو على الولايات المتحدة. ويقول جايمي شاي الذي شغل منصب نائب الأمين العام المساعد للتحديات الأمنية الناشئة في الناتو حتى تقاعده عام 2018 إن الحرب في أوكرانيا «أظهرت أن التحالف بحاجة إلى الأميركيين كي يكون فعالاً، ولتوحيد الصفوف داخل الحلف». ويرى شاي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن الحرب الأوكرانية لم تغير الناتو، «بل أعادته إلى مهمته الأصلية»، وهي الحماية الجماعية للدول الأعضاء «ليس ضد الاتحاد السوفياتي، بل خليفته روسيا». ويقول: «طوال 40 عاماً خلال الحرب الباردة كانت مهمة الناتو هي نفسها، أوروبا ضد الاتحاد السوفياتي، وهذا توقف بعد سقوط جدار برلين عام 1990، وبعد ذلك كان على الناتو أن يجد دوراً جديداً لنفسه، في البوسنة وكوسوفو وأفغانستان والعراق... كل هذه الأمور التي لا علاقة لها بالدفاع المشترك».
وبالفعل، فإن الدور المستعاد للناتو جعله أيضاً يسير على خُطى التوسع مرة جديدة، رغم ما قد يحمل ذلك من مخاطر، فروسيا تقول إن توسع الناتو على حدودها هو ما دفعها لغزو أوكرانيا، بعد أن شعرت بالتهديد من الحلف. وبعيد بدء الحرب في أوكرانيا تقدمت كل من السويد وفنلندا بطلب عضوية للحلف، لتنهي الدولتان عقودا من عدم الانحياز.
ولكن شاي ودمبسي يصفان الكلام بأن توسع الناتو كان سبباً في الحرب، بأنه «بروباغندا روسية». ويقول شاي الذي شغل أيضا منصب المتحدث باسم الحلف أيام عملية الناتو في كوسوفو، إن «الناتو لا يذهب بحثاً عن أعضاء جدد، وهو ليس وكالة تجنيد تقنع دولاً بالانضمام إليه». ويشير شاي إلى أنه شارك في معظم عمليات توسع الناتو عندما كان يعمل في الحلف، مضيفاً أن الدول تطلب الانضمام بعد «شعورها بالتهديد» من قبل روسيا. ويرى أن روسيا «هي التي تتحمل بشكل أو بآخر عملية التوسيع»، ويقول: «لذا الأمر ليس توسعاً من الغرب إلى الشرق، على العكس نحن نشهد أن الشرق يريد أن ينضم للغرب». ويشير إلى أن روسيا وقعت على أكثر من اتفاقية أوروبية تضمن حق الدول باختيار الانتماء لأي تحالف تختار.
ومن هذا المبدأ، تقول دمبسي أيضا إن «السويد وفنلندا تريدان الانضمام للناتو لكي تشعرا بالأمن». وتضيف «نسمع البعض يقول إن الناتو يستفز روسيا، ولكن الواقع أن السويد وفنلندا ما كان ليتقدم كلاهما بطلب عضوية لو لم تشعرا بأنهما مهددتان». وما زال ضم الدولتين غير نهائي بسبب معارضة تركيا التي لم توافق بعد على طلب السويد، رغم أنها أعلنت مؤخرا أنها ستوافق على طلب فنلندا. وتتهم تركيا السويد بإيواء «إرهابيين» من حزب العمال الكردستاني، وتطالبها بتسليم عدد من المطلوبين لديها، فيما ترفض استوكهولم ذلك. وبقيت الدولتان الاسكندنافيتان على الحياد طوال عقود، حتى أن هلسنكي استضافت مرة قمة بين الرئيسين السابق ترمب والرئيس بوتين لتخفيف التوتر بين الطرفين. ولكن بعد الحرب في أوكرانيا، أعلنت الدولتان رغبتهما في الانضمام سويا إلى الحلف.

وقد وجه الرئيس الفنلندي سولي نينيستو نداء إلى تركيا بالموافقة على طلب السويد وليس فقط طلب بلاده، لكي يتمكنا من الانضمام سويا. ويرى شاي أن الزلزال الذي ضرب تركيا وتسبب بأضرار كبيرة قد يكون «فرصة» للسويد «لتصحيح» علاقتها بتركيا. وأشار إلى أن السويد التي ترأس الاتحاد الأوروبي لـ6 أشهر، عرضت استضافة مؤتمر دولي للمانحين لإعادة إعمار تركيا، مضيفا أن «دبلوماسية الزلزال» قد تكون جيدة لتحسين العلاقات وتخطي الخلافات حول حزب العمال الكردستاني. وقال إن تحرك السويد سريعا لمساعدة تركيا في إعادة الإعمار «هذا سيعطي إردوغان طريقة خروج جيدة، وسيكون جيداً بالنسبة له قبل الانتخابات، خصوصاً أنه بات أضعف بقليل مما كان عليه قبل الزلزال». ويشير المسؤول السابق في الحلف إلى أن تركيا «لينت» موقفها أصلاً، وبدأت الآن تقول إنها تقبل بعضوية فنلندا وليس السويد، بعد أن كانت ترفض ضم الدولتين. وأشار إلى أن السويد يمكنها أن تعجل بتبني قوانين لمكافحة الإرهاب أسوة بفنلندا لتسريع العملية.
وليست هذه المرة الأولى التي تثبت فيها تركيا أنها شريك «صعب»، فهي تسببت في أزمة مع حلفائها في الناتو بعد أن اشترت أنظمة دفاع جوي روسية قال الناتو إن ذلك لا يتماشى مع أنظمة الحلف. وتصف دمبسي تركيا بالعضو «غير السهل»، خصوصاً بسبب «علاقتها بروسيا وإيران وما تقوم به في سوريا»، ولكنها تضيف أن الناتو «لا يمكنه تهميش أو انتقاد تركيا بسبب دورها الاستراتيجي في البحر الأسود وهذه المنطقة في الشرق الأوسط»، وتشير إلى أن «التعاطي مع تركيا سيتطلب الكثير من الدبلوماسية والصبر».
ويرى شاي أن تركيا داخل الحلف أفضل من أن تكون خارجه، ويتحدث أيضا عن الأهمية الاستراتيجية التي تؤمنها تركيا للناتو، من قاعدة إنجرليك العسكرية، لاستضافتها قواعد أميركية وأسلحة نووية أميركية، ليضيف أن «الناتو من دون تركيا سيكون في وضع أصعب بكثير للدفاع عن نفسه». هذه الخلافات يراها شاي «طبيعية» بين مجموعة كبيرة من الدول، ولا تؤثر على اتحاد أو قوة الحلف.
وبعودة الناتو إلى مهمته الأصلية التي تأسس لأجلها، وتوسعه ليضم دولا جديدة، تبقى المخاوف من أن انتهاء الحرب قد يعيد التحالف إلى دور مبهم غير واضح، خصوصاً في حالة تلكأت الدول الأعضاء في إنفاق 2 في المائة من إنتاجها الإجمالي على ميزانها الدفاعي، كما يوصي الحلف. وهذا تحديداً ما حصل حتى الآن مع كثير من الدول التي تحججت بالوضع الاقتصادي لتخفيف إنفاقها العسكري.
الكرملين أمام انتصار بعيد... وهزيمة مستحيلة
بوتين «معزول» عالمياً وأمام «طريق مسدود» ... وروسيا خسرت أوكرانيا «إلى الأبد»
زيلينسكي... الممثل الهزلي لعب أدواراً كوميدية بحضور بوتين
 


مقالات ذات صلة

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

العالم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم (السبت) أن بلاده تتوقع أن آلافاً من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريباً» في القتال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

التقى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الجمعة، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في بالم بيتش في ولاية فلوريدا، فيما يدرس تعيين مبعوث خاص لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)

زيلينسكي يتهم بوتين بارتكاب جرائم حرب «جديدة»

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بارتكاب جرائم حرب جديدة بعد الهجوم الصاروخي على مدينة دنيبرو بصاروخ جديد متوسط المدى.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (ا.ب)

أوستن: قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك في الحرب «قريباً»

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، اليوم (السبت)، أن بلاده تتوقع أن الآلاف من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريباً» في القتال ضد أوكرانيا

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقمة دول مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل (أ.ف.ب)

بايدن وماكرون يناقشان الصراعين في أوكرانيا والشرق الأوسط

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا الصراعين الدائرين في أوكرانيا والشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«اعتقال نتنياهو وغالانت»: التزام أوروبي ورفض أميركي... ومجموعة السبع تدرس الأمر

بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
TT

«اعتقال نتنياهو وغالانت»: التزام أوروبي ورفض أميركي... ومجموعة السبع تدرس الأمر

بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)

أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم (الجمعة)، أن وزراء خارجية مجموعة السبع سيناقشون خلال اجتماعهم يومي الاثنين والثلاثاء قرب روما، مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، والتي شملت خصوصاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت ميلوني في بيان، إن «الرئاسة الإيطالية لمجموعة السبع تعتزم إدراج هذا الموضوع على جدول أعمال الاجتماع الوزاري المقبل الذي سيعقد في فيوجي بين 25 و26 نوفمبر (تشرين الثاني). وتستهدف مذكرات التوقيف الصادرة يوم الخميس، نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، وقائد الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، محمد الضيف.

وأضافت ميلوني: «هناك نقطة واحدة ثابتة: لا يمكن أن يكون هناك تكافؤ بين مسؤوليات دولة إسرائيل وحركة (حماس) الإرهابية».

رفض أميركي

وندَّد الرئيس الأميركي جو بايدن بشدة، أمس (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر الاعتقال بحق نتنياهو وغالات، وعدّ هذا الإجراء «أمراً شائناً».

وقال بايدن في بيان: «دعوني أكُن واضحاً مرة أخرى: أياً كان ما قد تعنيه ضمناً المحكمة الجنائية الدولية، فلا يوجد تكافؤ بين إسرائيل و(حماس)». وأضاف: «سنقف دوماً إلى جانب إسرائيل ضد التهديدات التي تواجه أمنها».

المجر

بدوره، أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الجمعة، أنه سيدعو نظيره الإسرائيلي إلى المجر في تحدٍ لمذكرة التوقيف الصادرة في حقه.

وقال في مقابلة مع الإذاعة الرسمية: «لا خيار أمامنا سوى تحدي هذا القرار. سأدعو في وقت لاحق اليوم نتنياهو للمجيء إلى المجر، حيث يمكنني أن أضمن له أن قرار المحكمة الجنائية الدولية لن يكون له أي تأثير».

وبحسب أوربان، فإن «القرار وقح ومقنّع بأغراض قضائية لكن له في الحقيقة أغراض سياسية»، ويؤدي إلى «الحط من صدقية القانون الدولي».

الأرجنتين

وعدّت الرئاسة الأرجنتينية أن مذكرتي التوقيف الصادرتين بحق نتنياهو وغالانت، تتجاهلان «حق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها».

وذكر بيان نشره الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي بحسابه على منصة «إكس»، أن «الأرجنتين تعرب عن معارضتها الشديدة لقرار المحكمة الجنائية الدولية الأخير»، الذي يتجاهل «حق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها في مواجهة هجمات مستمرة تشنها منظمات إرهابية مثل (حماس) و(حزب الله)».

وأضاف: «إسرائيل تواجه عدواناً وحشياً، واحتجاز رهائن غير إنساني، وشن هجمات عشوائية على سكانها. إن تجريم دفاع مشروع تمارسه دولة ما مع تجاهل هذه الفظائع هو عمل يشوه روح العدالة الدولية».

الصين

ودعت الصين، الجمعة، المحكمة الجنائية الدولية، إلى «موقف موضوعي وعادل» غداة إصدارها مذكرات التوقيف. وقال لين جيان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي دوري: «تأمل الصين في أن تحافظ المحكمة الجنائية الدولية على موقف موضوعي وعادل وتمارس صلاحياتها وفقاً للقانون».

بريطانيا

ولمحت الحكومة البريطانية، الجمعة، إلى أن نتنياهو يمكن أن يتعرض للاعتقال إذا سافر إلى المملكة المتحدة.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء كير ستارمر للصحافيين: «هناك آلية قانونية واضحة ينبغي اتباعها. الحكومة كانت دائمة واضحة لجهة أنها ستفي بالتزاماتها القانونية». وأضاف: «ستفي المملكة المتحدة دائماً بالتزاماتها القانونية كما هو منصوص عليه في القوانين المحلية والقانون الدولي»، لكنه رفض الإدلاء برأي محدد في شأن رئيس الوزراء الإسرائيلي.

هولندا

بدورها، نقلت وكالة الأنباء الهولندية (إيه إن بي)، الخميس، عن وزير الخارجية، كاسبار فيلدكامب، قوله إن هولندا مستعدة للتحرّك بناءً على أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحقّ نتنياهو، إذا لزم الأمر.

الاتحاد الأوروبي

وقال مسؤول السياسة الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، خلال مؤتمر صحافي، الخميس، إن جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، ومنها دول أعضاء في الاتحاد، كلها ملزَمة بتنفيذ قرارات المحكمة. وأضاف بوريل: «هذا ليس قراراً سياسياً، بل قرار محكمة. وقرار المحكمة يجب أن يُحترم ويُنفّذ».

وكتب بوريل، في وقت لاحق على منصة «إكس»: «هذه القرارات ملزمة لجميع الدول الأعضاء في نظام روما الأساسي (للمحكمة الجنائية الدولية) الذي يضم جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي».

آيرلندا

كذلك قال رئيس الوزراء الآيرلندي، سيمون هاريس، في بيان: «القرار... خطوة بالغة الأهمية. هذه الاتهامات على أقصى درجة من الخطورة». وأضاف: «آيرلندا تحترم دور المحكمة الجنائية الدولية. ويجب على أي شخص في وضع يسمح له بمساعدتها في أداء عملها الحيوي أن يفعل ذلك الآن على وجه السرعة»، مؤكداً أنه سيتم اعتقال نتنياهو إذا جاء إلى آيرلندا.

إيطاليا

وقال أنطونيو تاياني، وزير الخارجية الإيطالي، إن روما ستدرس مع حلفاء كيفية تفسير القرار واتخاذ إجراء مشترك. وأضاف: «ندعم المحكمة الجنائية الدولية... لا بد أن تؤدي المحكمة دوراً قانونياً، وليس دوراً سياسياً». بينما أكد وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو، أن روما سيتعين عليها اعتقال نتنياهو إذا زار البلاد.

النرويج

أما وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارت أيدي، فقال إنه «من المهم أن تنفذ المحكمة الجنائية الدولية تفويضها بطريقة حكيمة. لديّ ثقة في أن المحكمة ستمضي قدماً في القضية على أساس أعلى معايير المحاكمة العادلة».

السويد

وقالت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمر ستينرغارد، إن استوكهولم تدعم «عمل المحكمة» وتحمي «استقلالها ونزاهتها». وأضافت أن سلطات إنفاذ القانون السويدية هي التي تبتّ في أمر اعتقال الأشخاص الذين أصدرت المحكمة بحقّهم مذكرات اعتقال على أراضٍ سويدية.

كندا

بدوره، قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إن بلاده ستلتزم بكل أحكام المحاكم الدولية، وذلك رداً على سؤال عن أمري الاعتقال بحقّ نتنياهو وغالانت. وأضاف، في مؤتمر صحافي، بثّه التلفزيون: «من المهم حقاً أن يلتزم الجميع بالقانون الدولي... نحن ندافع عن القانون الدولي، وسنلتزم بكل لوائح وأحكام المحاكم الدولية».

تركيا

ووصف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي التوقيف، بأنه «مرحلة بالغة الأهمية».

وكتب فيدان على منصة «إكس»: «هذا القرار مرحلة بالغة الأهمية بهدف إحالة المسؤولين الإسرائيليين الذين ارتكبوا إبادة بحق الفلسطينيين أمام القضاء».

ألمانيا

قال شتيفن هيبشترايت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، الجمعة، إن الحكومة ستدرس بعناية مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق نتنياهو وغالانت، لكنها لن تخطو خطوات أخرى حتى تكون هناك بالفعل زيارة لألمانيا.

وأضاف هيبشترايت: «أجد صعوبة في تخيل أننا سنجري اعتقالات على هذا الأساس»، مشيراً إلى أنه كان من الضروري توضيح المسائل القانونية المتعلقة بمذكرتي الاعتقال. ولم يحدد ما هي هذه المسائل. ولم يرد على سؤال عما إذا كان نتنياهو محل ترحيب في ألمانيا.

وقال المتحدث إن موقف الحكومة الألمانية بشأن تسليم أسلحة إلى إسرائيل لم يتغير بعد إصدار مذكرتي الاعتقال، ولا يزال خاضعاً لتقييم كل حالة على حدة.

فرنسا

بدوره، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، الخميس، إن ردّ فعل باريس على أمر المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو، سيكون متوافقاً مع مبادئ المحكمة، لكنه رفض الإدلاء بتعليق حول ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو إذا وصل إليها.

ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو، قال كريستوف لوموان إن السؤال معقد من الناحية القانونية، مضيفاً: «إنها نقطة معقّدة من الناحية القانونية، لذا لن أعلّق بشأنها اليوم».

أمل فلسطيني

وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا) بأن السلطة الفلسطينية أصدرت بياناً ترحب فيه بقرار المحكمة الجنائية الدولية. وطالبت السلطة جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية وفي الأمم المتحدة بتنفيذ قرار المحكمة. ووصفت القرار بأنه «يعيد الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته».

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، أمس (الخميس)، أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بخصوص «جرائم حرب في غزة»، وكذلك القيادي في حركة «حماس» محمد الضيف.

وقالت المحكمة، في بيان، إن هناك «أسباباً منطقية» لاعتقاد أن نتنياهو وغالانت ارتكبا جرائم، موضحة أن «الكشف عن أوامر الاعتقال هذه يصبّ في مصلحة الضحايا».

وأضاف بيان المحكمة الجنائية الدولية أن «قبول إسرائيل باختصاص المحكمة غير ضروري». وأشارت المحكمة الجنائية الدولية إلى أن «جرائم الحرب ضد نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع سلاح حرب... وكذلك تشمل القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية».