«الوثائقية» المصرية تنطلق وسط تعويل على المنافسة عربياً

القناة بدأت إرسالها بحوار مع «أمير حدود داعش»

«الوثائقية» المصرية تنطلق وسط تعويل على المنافسة عربياً
TT

«الوثائقية» المصرية تنطلق وسط تعويل على المنافسة عربياً

«الوثائقية» المصرية تنطلق وسط تعويل على المنافسة عربياً

استهلت قناة «الوثائقية» المصرية عملها مساء (الأحد)، بعرض الجزء الأول من حوار أجرته مع «أمير حدود تنظيم داعش» هيثم عبد الحميد، والذي يرصد قصته منذ البداية ونقاط التحول في مسيرته، كما عرضت فيلماً وثائقياً عن حقيقة البطل الشعبي أدهم الشرقاوي، وآخر عن الأديب الكبير نجيب محفوظ خلال جولة جمعته والروائي جمال الغيطاني في منطقة القاهرة الفاطمية التي أوحت إليه بكثير من رواياته.
وقال أحمد الدريني، رئيس قطاع الإنتاج الوثائقي بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية الذي أجرى الحوار، في تصريحات تلفزيونية، أمس، إن «لقاءه مع (أمير حدود داعش) يتكون من ثلاثة أجزاء، ويعالج ثلاث محطات رئيسية، وكشف عن 3 أسماء له: (رشيد المصري) المعروف به في التنظيم، و(فهمي الأسود) الاسم المزور المدون في جواز سفره، واسمه الحقيقي هيثم عبد الحميد».
ووصف الكاتب المصري أشرف غريب، انطلاقة القناة بـأنها «قوية»، وقال إن «التوجه الذي تنتهجه القناة يشير إلى تمسكها بالهوية المصرية والعربية، خصوصاً في تصديها للفكر الإرهابي والكشف عن كثير من أسراره عبر الحوار الذي أجرته مع أحد زعماء التنظيم».
وأضاف غريب في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه لا بد من إمكانيات مادية وفنية جيدة حتى تواصل القناة رسالتها وتتمكن من المنافسة عربياً».
وتهتم القناة بتقديم أعمال تاريخية ووطنية وسياسية وثقافية، وتعوّل على المشاهد العربي عبر برامج وأفلام تتسم بالتنوع إلى جانب أفلام وثائقية عالمية تُعرض لأول مرة في الوطن العربي.
ويرى الخبير الإعلامي الدكتور حسن عبد الله أن «الثقافة والحضارة المصرية كافية لتكون أكثر دولة تُنتج وثائقيات في العالم، وليس في مصر فقط، لكن الإنتاج ظل قليلاً»، مضيفاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن إطلاق قناة متخصصة يعد فرصة لإنتاج وثائقي كبير ومتنوع»، مشيراً إلى أنه «لا بد من نظرة مستقبلية كماً وكيفاً لعرض أفلام ذات جودة عالية، وأن على القائمين عليها الدفع بالشباب الذين لديهم استعداد لذلك وتدريبهم لتكوين كوادر مهمة، وتقديم أعمال لا ترتبط بالماضي والتاريخ بل بالحاضر والمستقبل أيضاً».
ويشدد عبد الله على أن «الأهم من إطلاق القناة هو أن يكون لديها مخزون إنتاجي كافٍ، حتى لا تقوم بإعادة بث ما سبق عرضه، فقناة مثل (ناشيونال جيوغرافيك) لا تكرر السلاسل التي تعرضها إلا بعد فترات طويلة، وأتمنى ألا يتم تكرار عرض المواد على غرار قناة (نايل كوميدي) التي أضحت مثالاً واضحاً لعدم الإنتاج»، على حد تعبيره.
وانطلقت «الوثائقية» المصرية عقب التجربة التي قدمتها منذ عام 2018 وحدة الأفلام الوثائقية في الشركة المتحدة التي أنتجت 50 فيلماً وثائقياً قام بعضها بتوثيق توجهات جماعات الإسلام السياسي في مصر، كما كانت الوحدة وراء ظهور الحلقة الأخيرة من مسلسل «الاختيار» الذي عُرض في شهر رمضان الماضي. ولفت شريف سعيد، رئيس القناة، في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «القناة تهدف لتدعيم الهوية المصرية، وتفكيك أطروحات الإسلام السياسي، وإنقاذ وترميم الوثائق التاريخية المنسية».
وحسب د.حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام الأسبق، فإن انطلاق قناة وثائقية مصرية كان مطلباً مهماً، واصفاً الوثائقيات بأنها من أعلى الفنون الإعلامية. مؤكداً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن هذا النوع من البرامج والأفلام من شأنه أن يرفع مستوى الإعلام المصري عربياً ودولياً، ونوه إلى أن «مصر لديها تراث حضاري وثقافي وشخصيات أثرت الحضارة البشرية بالكثير على مدى التاريخ، وكل ذلك في حاجة إلى توثيق وعرض، وأيضاً لدينا الكفاءات القادرة على إنتاج هذا الفن الراقي»، موضحاً أنه «من المهم فتح المجال أمام المبدعين في شتى الأمور السياسية والثقافية والاجتماعية لإيجاد روح التنافس بينهم، وهو يستلزم تمويلاً مناسباً وتقنيات حديثة لتتمكن من المنافسة عبر أعمال تجمع كل عوامل الجذب للجمهور المصري والعربي».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
TT

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)

تشهد العاصمة بكين جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين، على مستوى وزيري خارجية البلدين، وذلك لتعميق التعاون، وتبادل الرؤى بشأن المستجدات الإقليمية والدولية.

ووصل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى بكين، مساء الأربعاء، وأشارت وزارة الخارجية المصرية في إفادة لها، إلى «عقد الجولة الرابعة من آلية الحوار الاستراتيجي بين مصر والصين».

والتقى عبد العاطي، الخميس، رموز الجالية المصرية في الصين، وأبرز اعتزاز بلاده بأبناء الجاليات المصرية في الخارج؛ «نظراً لدورهم المهم في تعزيز روابط الصداقة مع مختلف الدول، بما يسهم في توطيد تلك العلاقات حكومة وشعباً، خصوصاً مع شريك اقتصادي مهم مثل الصين».

وحثّ الوزير عبد العاطي، رموز الجالية المصرية في بكين، للمشاركة في النسخة المقبلة من «مؤتمر المصريين بالخارج» في أغسطس (آب) 2025، والذي من المقرر أن يشارك فيه عدد من الوزراء، بما يجعله بمثابة «منصة للحوار المستمر بين الجاليات المصرية في الخارج والوزارات الخدمية»، وفق «الخارجية المصرية».

وتُقدر عدد الشركات الصينية العاملة في مصر بنحو 2066 شركة في قطاعات متنوعة، ويصل حجم استثماراتها إلى نحو 8 مليارات دولار، وفق تصريح لنائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار المصرية، ياسر عباس، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 50.8 جنيه في البنوك المصرية).

الرئيس الصيني خلال استقبال نظيره المصري في بكين مايو الماضي (الرئاسة المصرية)

ووفق نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، نائب رئيس «جمعية الصداقة المصرية - الصينية»، السفير على الحفني، فإنه «لدى مصر والصين حرص دائم على تعميق العلاقات، واستمرار التشاور فيما يتعلق بعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، تعكس الإرادة المستمرة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بين البلدين».

وأعلن الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والصيني شي جينبينغ، في بكين، مايو (أيار) الماضي، عن تدشين عام «الشراكة المصرية - الصينية» بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

وأكد الحفني أن «(الحوار الاستراتيجي المصري - الصيني) يأتي في ظل مناخ إقليمي ودولي مضطرب»، عادّاً أن «الحوار ضروري بين القاهرة وبكين، من منطلق وضع الصين قوةً دولية، وعضواً دائماً بمجلس الأمن الدولي، وبهدف تنسيق المواقف بشأن التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والمستجدات في غزة ولبنان وسوريا والسودان ومنطقة البحر الأحمر».

وتدعم الصين «حل الدولتين» بوصفه مساراً لحل القضية الفلسطينية، ودعت خلال استضافتها الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لـ«منتدى التعاون الصيني - العربي» في مايو الماضي، إلى «عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في غزة».

ويرى خبير الشؤون الآسيوية في المجلس المصري للشؤون الخارجية، ضياء حلمي، أن «الملفات الإقليمية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، تتصدر أولويات زيارة وزير الخارجية المصري لبكين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن اتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط، والتوترات التي تشهدها دول المنطقة، تفرض التنسيق المصري - الصيني في هذه المرحلة، وإطلاع الجانب الصيني على ما تقوم بها مصر على الصعيد السياسي، للتهدئة في المنطقة».

وأشار حلمي إلى أن هناك تقارباً في المواقف المصرية - الصينية تجاه صراعات المنطقة، وضرورة التهدئة، لافتاً إلى أن «الملفات الاقتصادية تحظى باهتمام من جانب الدولة المصرية لزيادة حجم الاستثمارات الصينية، ورفع معدلات التبادل التجاري بين الجانبين».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 13.9 مليار دولار خلال 2023، مقابل 16.6 مليار دولار خلال عام 2022، وفق إفادة جهاز التعبئة والإحصاء المصري، في مايو الماضي.