منطقة اللجاة الاستراتيجية مقصد لأطماع ميليشيات «حزب الله» جنوب سوريا

«حزب الله» في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
«حزب الله» في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
TT
20

منطقة اللجاة الاستراتيجية مقصد لأطماع ميليشيات «حزب الله» جنوب سوريا

«حزب الله» في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
«حزب الله» في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

لم تهدأ إيران عبر وكيلها «حزب الله» في البحث عن موطئ قدم لها في المنطقة الجنوبية من سوريا، رغم اتفاق روسيا في عام 2018 مع دول المنطقة، على عودة سيطرة النظام السوري وإبعاد إيران ووكلائها وميليشياتها.
وتعتبر منطقة اللجاة، أولى المناطق التي دخلتها قوات «الفرقة الرابعة» وميليشيات «حزب الله» والأجهزة الأمنية السورية في جنوب سوريا بعد انطلاق اتفاق التسوية برعاية روسية.
ويولي «حزب الله»، اهتماماً مباشراً بالمنطقة... فبعد شهرين من تطبيق اتفاق التسوية، ظهر تسجيل مصور لضابط سوري برتبة عميد، برفقة قادة آخرين وعسكريين، تحدث خلاله عن ذلك الحزب، وكأنه أراد أن يكون قوله بمثابة «الإعلان الرسمي» عن بدء مشروع إيران وأتباعها في المنطقة.
وتتمتع منطقة اللجاة بأهمية استراتيجية؛ إذ تقسم إلى قسمين: قسم يقع في محافظة درعا، وقسم في محافظة السويداء. وتعتبر عقدة وصل بين ريف درعا وريف السويداء وريف دمشق وصولاً للبادية السورية والقلمون. كما أنها منطقة وعرة وذات مغاور وكهوف صخرية كبيرة تساعد في التموضع العسكري الاستراتيجي... وهي كانت قبل عام 2018، تحت سيطرة فصائل المعارضة المعتدلة مثل «لواء العمري» و«جيش العشائر» في القسم الممتد في محافظة درعا، في حين أن القسم الآخر منها في السويداء، الواصل إلى مناطق «رجم البقر» و«تل الأصفر» و«تلول الصفا»، كان تحت سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي من عام 2014 إلى عام 2018. وانحسر وجود التنظيم بعدها في منطقة «تلول الصفا»، التي خضعت لاتفاق التسوية والمصالحة بين المعارضة والنظام السوري برعاية روسية. وأوضح قيادي سابق في فصائل المعارضة، من منطقة اللجاة، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «منذ ذلك الحين، انطلق التنافس الإيراني - الروسي على المنطقة... إيران عبر وكيلها (حزب الله) بدأت بعمليات تجنيد ومنعت عودة الأهالي إلى بعض القرى، وهدمت 70 بالمائة من المنازل في 15 قرية أبرزها قرى: الشومرة والمدورة والشياح وصور وحوش حماد، بهدف السيطرة على قسمي اللجاة في درعا والسويداء وتشكيل قوة عسكرية تستفيد من ظروف جغرافية استراتيجية متوفرة بالمنطقة، لتكون منطلقاً لأعمالها ومخططاتها، والاستفادة من كونها عقدة وصل تتيح حرية التنقل والتموضع للمسيطر فيها»، لكن بعد ضغط شعبي كبير، شكلت روسيا من خلال دعمها فصائل التسويات، مجموعات عسكرية تابعة لـ«اللواء الثامن» في منطقة اللجاة، وساهمت في عودة الأهالي إلى قراهم، ما شكل ضغطاً على مشروع إيران و«حزب الله» في اللجاة وأدى إلى عرقلته .
وأشار القيادي، إلى أن هذا الأمر دفع «حزب الله» إلى الانتقال من محاولة السيطرة العلنية في المنطقة، إلى سياسة القوة البديلة، عبر تجنيد ونشر متعاونين محليين يخدمون مصالحه في مقابل أخذ سلطات واسعة، والحماية من الاعتقال والملاحقة، فضلاً عن التقديمات المالية، الأمر الذي أغرى الباحثين عن السلطة والعمل بتجارة الممنوعات، وتحقيق المنفعة المادية... وحتى داخل القوات السورية النظامية، كانت المغريات التي يقدمها «حزب الله» دافعاً لتجنيد كثيرين من الضباط والعناصر.
وأوضح، أنه «لا وجود علني لـ(حزب الله) في منطقة اللجاة الآن، لكن هناك مجموعات محلية في قرى مسيكة والدورة والمسمية وحوش حماد يقودها متعاونون معه... وعمل هذه المجموعات التي يصل عدد عناصرها إلى 70 عنصراً، هو استقطاب شباب المنطقة بإغراءات مادية وسلطوية، فضلاً عن انخراطها في تجارة وترويج وتهريب المخدرات والسلاح، حتى إنها متهمة ببيع السلاح إلى تنظيم (داعش) في (تلول الصفا) القريبة من مناطق اللجاة الشمالية الشرقية، وتهريب عناصره من البادية إلى الجنوب السوري، إضافة إلى ضلوعها في تجارة السيارات المسروقة من لبنان وبيعها في درعا والسويداء، متنعمة بحرية التنقل في عموم سوريا، وعلى الحواجز العسكرية المنتشرة فيها، ومستفيدة من ارتباطاتها بالأجهزة الأمنية وعدم تعرضها للمساءلة والمحاسبة».
من تلك المجموعات، «مجموعة أبو سالم الخالدي» في قرية خراب الشحم بريف درعا الغربي، و«مجموعة صافي الخلف» في قرية جدل، و«مجموعة منصور رويضان» في بلدة مسيكة باللجاة، الذي قَتَل ابنه قبل أيام بعد أن هاجم حواجز النظام السوري والأجهزة الأمنية على خلفية توقيف شقيقه في مدينة إزرع شمال درعا.
وتمتهن هذه المجموعات بحسب المصدر نفسه، «تجارة الممنوعات من السلاح والمخدرات والسيارات المسروقة... ويحمل عناصرها بطاقات أمنية لصالح شعبة المخابرات العسكرية في سوريا... وتنخرط في علاقة مع مجموعة من (حزب الله) في بلدة المسمية شمال درعا. وأنشأت مستودعات لحبوب الكبتاغون، والحشيشة، يتم تغيير مكانها كل فترة، بسبب وجود مجموعات محلية تحارب عملها وتجاوزاتها الخطيرة».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

توافق مصري - كويتي على دعم تنفيذ خطة إعمار غزة ورفض «التهجير»

أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)
أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)
TT
20

توافق مصري - كويتي على دعم تنفيذ خطة إعمار غزة ورفض «التهجير»

أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)
أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)

اختتم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، زيارته إلى دولة الكويت ضمن جولة خليجية استمرت 3 أيام شملت قطر، حيث أجرى مباحثات مع أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وصفها خبراء بأنها «مهمة بالنظر إلى توقيتها وما يجري في المنطقة»، كما حملت «أهدافاً سياسيةً واقتصاديةً» معاً.

تناولت القمة المصرية - الكويتية مختلف القضايا وشواغل المنطقة بحضور وفدي البلدين، حيث تم التأكيد على «ضرورة وقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري، ومواصلة تبادل الرهائن والمحتجزين، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بكميات كافية بشكل عاجل»، حسب بيان للرئاسة المصرية.

وأكدت مصر والكويت «الدعم الكامل للخطة العربية للتعافي وإعادة إعمار قطاع غزة وضرورة تنفيذها فور وقف إطلاق النار»، وشددت الدولتان «على الرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وعلى ضرورة إيجاد تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».

وتعكس زيارة السيسي ومباحثاته في الكويت «وحدة موقفي البلدين وتنسيقهما معاً بشكل كامل ومع مختلف الدول الخليجية والعربية في وقت حساس ومهم بشأن القضية المحورية، وهي القضية الفلسطينية، وكذلك القضايا الأخرى المتعلقة بأمن واستقرار المنطقة»، وفق عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري.

الأمير مشعل يستقبل الرئيس السيسي (الرئاسة المصرية)
الأمير مشعل يستقبل الرئيس السيسي (الرئاسة المصرية)

وشدد بكري لـ«الشرق الأوسط» على أن الرسالة التي خرجت من تلك المباحثات هي «التوافق على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، والإسراع في تنفيذ الخطة العربية لإعادة الإعمار، باعتبارها هدفاً محورياً ومهماً، ليظهر للعالم الإصرار العربي على موقف موحد برفض تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم».

بيان الرئاسة المصرية أكد كذلك تناول المباحثات للتطورات في سوريا والسودان، حيث أكد الرئيس المصري وأمير الكويت دعمهما لوحدة واستقرار البلدين، بالإضافة إلى دعم الحكومة اليمنية الشرعية، مشددين على أهمية أمن واستقرار الملاحة في البحر الأحمر والممرات المائية بالمنطقة.

وأكد أمير الكويت أن زيارة الرئيس المصري لبلاده «تعكس عمق العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، وتعدُّ فرصة لمواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية»، معرباً «عن تقديره لدور مصر التاريخي والمحوري في تطوير وتنمية دول الخليج، وفي تحقيق الاستقرار الإقليمي» وفق ما قالت الرئاسة المصرية.

من جانبه، أكد السيسي «حرص مصر على تعزيز التعاون مع الكويت في كافة المجالات، بالأخص المجال الاقتصادي، وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين».

السيسي يلتقي بمقر إقامته بمدينة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولي عهد دولة الكويت (الرئاسة المصرية)
السيسي يلتقي بمقر إقامته بمدينة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولي عهد دولة الكويت (الرئاسة المصرية)

ويرى وزير الإعلام الكويتي الأسبق، سامي النصف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الزيارة تأتي للتأكيد على أهمية دور «دول معسكر الحكمة»، على حد وصفه، والمتمثلة في دول الخليج ومصر والأردن، في قيادة العمل العربي في ظروف صعبة لم تمر بها المنطقة منذ حرب عام 1973».

وأوضح النصف أن «المنطقة تعاني من حرب دامية في غزة وحروب وصراعات في نصف الدول العربية تقريباً، سواء السودان وليبيا وسوريا واليمن وغيرها، وكذلك هناك شبح قيام حرب بين إيران والولايات المتحدة، فضلاً عن حروب تجارية يمر بها العالم وتحولات تجعل هناك ضغوطاً كبيرةً على استقرار الدول العربية، وكذا اقتصاداتها، ومن ثم تأتي مثل هذا الزيارة ضمن جهود التنسيق العربي الخليجي من أجل إنهاء الحروب وإحلال السلام».

تجدر الإشارة إلى أنه خلال الزيارة التقى الرئيس المصري في جلستي مباحثات منفصلتين كلاً من الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولي عهد دولة الكويت، والشيخ فهد يوسف سعود الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة، حيث تم التأكيد على نفس مواقف البلدين بشأن قضايا المنطقة والرغبة في استمرار التعاون من أجل تحقيق الاستقرار والرخاء الاقتصادي للبلدين وجميع شعوب الشرق الأوسط.

وكان السيسي قد عقد مباحثات موسعة، الاثنين، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قبيل توجهه للكويت، وشملت التأكيد على ذات المواقف السياسية فيما يتعلق بغزة والصراعات في الدول الأخرى بالمنطقة.