تحذيرات ألمانية من الدخول في «سباق الدعم» المالي مع أميركا

مؤشر أسعار الجملة الألماني يرتفع 10.6% في يناير

سيارات وحاويات في مركز لوجيستي ألماني وسط مخاوف من هروب الاستثمارات إلى أميركا (أ.ب)
سيارات وحاويات في مركز لوجيستي ألماني وسط مخاوف من هروب الاستثمارات إلى أميركا (أ.ب)
TT

تحذيرات ألمانية من الدخول في «سباق الدعم» المالي مع أميركا

سيارات وحاويات في مركز لوجيستي ألماني وسط مخاوف من هروب الاستثمارات إلى أميركا (أ.ب)
سيارات وحاويات في مركز لوجيستي ألماني وسط مخاوف من هروب الاستثمارات إلى أميركا (أ.ب)

في الجدل الدائر حول رد فعل الاتحاد الأوروبي على الدعم الأميركي للصناعات التكنولوجية الصديقة للمناخ، حذر وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر من تقديم كثير من المساعدات المالية الحكومية للشركات.
وقال ليندنر، أمس الثلاثاء، قبل اجتماع مع وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل إنه يجب منع سباق الدعم، وأضاف: «الأمر لا يتعلق بزيادة كمية الاستثمار العام، بل بتحسين جودة الإنفاق».
وتريد كل من الولايات المتحدة والصين استثمار مئات المليارات في هذا المجال في السنوات القادمة. وهناك مخاوف من هجرة فرص العمل إلى أجزاء أخرى من العالم إذا لم يدعم الاتحاد الأوروبي الشركات بأموال حكومية.
وقال ليندنر: «لدينا كثير من الأموال المتاحة بالفعل»، مشيرا على سبيل المثال إلى أنه يمكن استثمار المزيد من الأموال عبر خطة الاتحاد الأوروبي الخاصة بالتعافي من أزمة جائحة كورونا، والتي تبلغ قيمتها حوالي 800 مليار يورو مقارنة بما يسمى قانون خفض التضخم في الولايات المتحدة، والذي يبلغ حجمه حوالي 370 مليار دولار.
وكانت المفوضية الأوروبية قد اقترحت منح مساعدات حكومية أبسط وأسرع للشركات في ظل المنافسة الدولية على الوظائف الواعدة في القطاع الصناعي.
ورحب ليندنر بهذه الخطوة. ومع ذلك تخشى دول الاتحاد الأوروبي الأصغر من أن الدول القوية ماليا مثل ألمانيا وفرنسا يمكن أن تمنح شركاتها مزايا غير متكافئة، وهو ما أثار جدلا على مستوى الاتحاد الأوروبي حول مدى استخدام أموال الاتحاد في استثمارات القطاع العام.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنها تريد تقديم اقتراح بشأن ما يسمى صندوق السيادة بحلول منتصف هذا العام. ومن شأن هذا الصندوق أن يضمن توفر الأموال للتقنيات الصديقة للمناخ في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. ولم يتمكن رؤساء دول وحكومات الاتحاد خلال قمة للاتحاد الأوروبي من الاتفاق على موقف بشأن هذا الاقتراح.
في الأثناء، أظهرت بيانات صدرت أمس الثلاثاء، ارتفاع مؤشر أسعار الجملة في ألمانيا في يناير (كانون الثاني) مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
وقال مكتب الإحصاء الاتحادي إن أسعار الجملة ارتفعت 10.6 في المائة على أساس سنوي. وبلغ ارتفاع أسعار الجملة ذروته في أبريل (نيسان) بزيادة 23.8 في المائة على أساس سنوي.
وجاء ارتفاع أسعار الجملة مدفوعا بشكل رئيسي بزيادة أسعار الأغذية والمشروبات والتبغ التي زادت 16.2 في المائة على أساس سنوي في يناير. وقال مكتب الإحصاء إن أسعار منتجات الوقود الصلب والزيوت المعدنية أثرت كثيرا على معدل التغير السنوي بارتفاعها 13.1 في المائة على أساس سنوي.
ومقارنة بشهر ديسمبر (كانون الأول) 2022، سجل المؤشر ارتفاعا طفيفا في يناير بلغ 0.2 في المائة.
وكشفت ألمانيا عن تفاصيل مشروع إقامة محطة بحرية لاستقبال شحنات الغاز الطبيعي المسال أمام سواحل بحر البلطيق، والتي ستبنيها شركة الطاقة والمرافق الألمانية آر. دبليو. إي، وهو ما يؤكد سرعة تحرك ألمانيا لتأمين إمدادات الغاز الطبيعي البديلة للغاز الروسي.
وأشارت وكالة بلومبرغ للأنباء إلى أن ألمانيا التي لم تكن تمتلك أي محطة لاستقبال الغاز الطبيعي المسال منذ عام واحد، تنفذ حاليا مجموعة من المشروعات لاستيراد الغاز المسال في إطار تنويع مصادر الإمدادات.
وخلال الشتاء الحالي تم تشغيل 3 محطات عائمة لاستقبال الغاز المسال، مع انتظار دخول المزيد من المحطات؛ ومنها محطات برية الخدمة خلال السنوات المقبلة. وتدير شركة آر. دبليو. إي بالفعل محطة عائمة للغاز المسال في منطقة برونسبوتل بالقرب من ميناء هامبورغ الألماني.
وبحسب وزارة الاقتصاد في ولاية ميكلينبورغ فورمبوميرن الألمانية، فإن المحطة الجديدة بمدينة لومبين ستتكون من محطة استقبال بحرية ومستودعات تخزين ووحدات لإعادة تغييز الغاز المسال أمام جزيرة رويجن.
في الوقت نفسه، سيتم تشغيل خط أنابيب بطول 38 كيلومترا والذي يوازي خط نورد ستريم2 لكي يربط بين المنشآت البحرية للمحطة الجديدة بشبكة خطوط الغاز الطبيعي في ألمانيا. وقال وزير اقتصاد الولاية راينهارد ميير، إنه من المتوقع بناء المشروع بحلول 15 مايو (أيار) المقبل.


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

مسؤول في «هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي»: 4 سنوات لربط الكويت بالسعودية سككياً

محمد يعقوب متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» خلال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط)
محمد يعقوب متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» خلال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

مسؤول في «هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي»: 4 سنوات لربط الكويت بالسعودية سككياً

محمد يعقوب متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» خلال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط)
محمد يعقوب متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» خلال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط)

قال مساعد المدير العام لشؤون تطوير الأعمال في «هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر» بالكويت محمد يعقوب لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده تعمل على تعزيز الاستثمارات في قطاعات جديدة مثل إدارة المرافق الحكومية، والمستشفيات، والمواني، بما في ذلك ميناء مبارك، بالإضافة إلى مشاريع مشتركة مع السعودية، منها تطوير مشروع القطار بين البلدين، متوقعاً أن تكون بداية الربط من منطقة الشدادية وصولاً إلى الرياض خلال 4 سنوات.

وأضاف يعقوب خلال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض، أن السعودية والكويت تعملان على ربط سككي تبلغ مسافته 650 كيلومتراً، ويمكن أن يسهم في قطع المسافة خلال أقل من 3 ساعات، موضحاً أن هذا المشروع منفصل عن الربط السككي بين دول مجلس التعاون الخليجي.

وبيّن أن بلاده تعمل على زيادة التسهيلات بهدف جذب الاستثمارات الأجنبية في مجموعة واسعة من القطاعات الحيوية لديها، مثل: النفط والغاز، والصحة، والتعليم، والتكنولوجيا، وأن من بين أضخم الشركات التي تم استقطابها مؤخراً هي «غوغل كلاود».

وذكر أنه منذ يناير (كانون الثاني) 2015، استقطبت الكويت استثمارات أجنبية تقدر قيمتها التراكمية بنحو 1.7 مليار دينار؛ ما يعادل 5.8 مليار دولار. وخلال السنة المالية 2023 - 2024، جذبت استثمارات بحدود 206.9 مليون دينار (672 مليون دولار)، وفق التقرير الإحصائي لـ«هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر» الكويتية.

وأكد يعقوب أن الهيئة تعمل على توفير بيئة استثمارية تتمتع بالمرونة اللازمة والتسهيلات لجذب المزيد من الشركات الأجنبية، مشيراً إلى نجاح السعودية في هذا المجال، وأن الكويت تبذل جهوداً كبيرة لتقديم التسهيلات والحوافز المماثلة للمستثمرين الأجانب. وتوقّع يعقوب زيادة حجم الاستثمارات الأجنبية في الكويت خلال الفترات القادمة؛ ما يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، مؤكداً أن السوق الكويتية والسعودية تتكاملان لدفع عجلة النمو في المنطقة.