نيكي هايلي... أول مرشح جدي ضد ترمب

ترمب وهايلي في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في 9 أكتوبر 2018 (رويترز)
ترمب وهايلي في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في 9 أكتوبر 2018 (رويترز)
TT

نيكي هايلي... أول مرشح جدي ضد ترمب

ترمب وهايلي في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في 9 أكتوبر 2018 (رويترز)
ترمب وهايلي في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في 9 أكتوبر 2018 (رويترز)

كما كان متوقعاً، وفت نيكي هايلي، التي شغلت منصب سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة، وحاكمة ولاية ساوث كارولينا السابقة، بوعدها، أمس (الثلاثاء)، وأعلنت ترشحها لمنصب رئيس الولايات المتحدة، لتصبح أول منافس رئيسي، يتحدى الرئيس السابق دونالد ترمب رسمياً، على بطاقة الحزب الجمهوري في عام 2024.
ونشرت هايلي مقطع فيديو عبر الإنترنت، قالت فيه: «حان الوقت لجيل جديد من القيادة... أنا نيكي هايلي، وأرشح نفسي لمنصب الرئيس».
وفور انتشار شريط الفيديو، عُدّ ترشحها، أنه «النافذة التي فتحت في جدار الانتظار والتردد الطويل» أمام المرشحين الجمهوريين، الذين يواصلون التريث في حسم موقفهم، لتحدي «زعيم» الحزب، الذي يخشون لسانه السليط وهجماته التي لا تميز بين صديق وموالٍ ومعارض.
وتوقع مراقبون أن تحظى هايلي بالاهتمام السياسي، لأسابيع أو حتى لأشهر، قبل أن ينضم مرشحون جمهوريون آخرون إلى حلبة السباق الرئاسي. ويتوقع أن تشهد ازدحاماً لافتاً في الجانب الجمهوري، الأمر الذي سيشكل ضربة لجهود ترمب، الذي حاول حينما أعلن ترشحه مبكراً، أن يقطع الطريق على منافسيه الجمهوريين، مستغلاً استطلاعات رأي سابقة، كانت تشير إلى استمرار تمتعه بأفضلية كبيرة في صفوف قاعدة الحزب.
غير أن تصاعد الأصوات التي تتحدث عن «الأجيال» و«التغيير» و«الدماء الجديدة»، قد يكون الورقة التي يبدو أن «المؤسسة السياسية» في الحزب الجمهوري، قد بدأت في لعبها، مستغلة الحملة التي تشن على الرئيس الديمقراطي جو بايدن، بسبب كبر سنه.

ومن خلال إعلانها المبكر، تحاول هايلي البالغة 51 عاماً، استغلال «خلو الساحة»، حتى الآن على الأقل، من مرشحين آخرين، غير ترمب، للانطلاق في حملة جمع التبرعات لحملتها، واختبار حظوظها مع قواعد ناخبين جمهوريين أساسيين، تحتاج إلى دعمهم في حال أرادت تحسين أرقامها في استطلاعات الرأي.
وإذا أرادت هايلي أن تصنع التاريخ، لتصبح أول امرأة وأول أميركية آسيوية تتصدر قائمة الجمهوريين، فأمامها الكثير من العمل، على الرغم من أنها صنعت التاريخ سابقاً، كأول امرأة أميركية آسيوية حاكمة في البلاد، وأول أميركية هندية تتولى منصباً في الإدارة الأميركية. ويعتمد ذلك، على قدرتها في تصعيد خطاب يجمع بين معتقداتها السياسية والأيديولوجية، وكيفية استمالة قاعدة شعبية، لا يزال الرئيس السابق ترمب، ممسكاً بها عبر خطاب شعبوي، يتقاسمه مع مرشح محتمل أساسي، هو رون ديسانتيس، حاكم ولاية فلوريدا، الذي يتربع على قائمة المنافسين.
وهو ما يشكك به الكثير من المراقبين، بسبب تاريخ هايلي السياسي نفسه، الذي لا يشبه ترمب. وعلى الرغم من كونها واحدة من أبرز الشخصيات التي لعبت دوراً في إدارته، لكن موقفها منه، شهد منذ البداية تغييرات على مدى سنوات. فقد انتقدته عندما ترشح للمرة الأولى عام 2016، قبل أن تنضم إلى إدارته في العام التالي. وتعهدت لاحقاً بعدم الترشح ضده في عام 2024، لكنها في الأشهر الأخيرة، تراجعت عن تعهدها هذا، وأعلنت عن ترشحها في خطاب خطط للإعلان عنه منذ الأسبوع الماضي.
وأعلنت هايلي عن جولات انتخابية هذا الأسبوع في ولايات تجري فيها الانتخابات بشكل مبكر؛ إذ ستعقد سلسلة من اللقاءات المفتوحة في ولايتي نيو هامبشاير وأيوا، على أمل تحسين نظرة الناخبين الجمهوريين إليها، في هاتين الولايتين «الرمزيتين» عادة، في سباقات الانتخابات التمهيدية.
وعلى الرغم من إعلان هايلي دخولها حلبة السباق الجمهوري، فلا تزال الحملة الفعلية، تتقدم ببطء شديد، في ظل إحجام المرشحين الجمهوريين، وبينهم أعضاء سابقون في إدارة ترمب وسيناتورات وحكام ولايات، عن اتخاذ خطوات حاسمة للانضمام إلى السباق، آخذين وقتهم لعدم «التسرع» والإقدام على «خطوة ناقصة».
وتعد هايلي منافساً فعلياً لترمب، في ولايتها، ساوث كارولينا، التي تعد ولاية أولية رئيسية، وقام ترمب بأولى حملاته فيها، قبل أقل من أسبوعين. وأعادت هايلي، إحدى أصغر الجمهوريين المرشحين لانتخابات 2024، نشر مقال، قالت فيه العام الماضي: «نحتاج بشدة إلى إجراء نقاش ما إذا كنت تريد أي شخص فوق سن معينة، أن يكون في موقع السلطة، سواء كان ذلك في مجلس النواب، أو مجلس الشيوخ، أو نائب الرئيس، أو الرئيس، يجب أن يكون لديك نوع من الاختبار المعرفي».
وشهدت علاقات هايلي بترمب تقلباً شديداً، فقد كانت حليفة له ومعارضة في الوقت نفسه. عارضته بشدة عام 2016، عندما دعمت السيناتور ماركو روبيو في البداية، ثم السيناتور تيد كروز، الذي بقي معه في سباق الانتخابات التمهيدية. وبعد فوز ترمب بترشيح الحزب، لم تمنحه هايلي دعماً كبيراً، في مواجهة هيلاري كلينتون، وقالت إنها «ليست من المعجبين به».
وأشارت هايلي في شريط الفيديو إلى أن خطابها سيعتمد إلى حد كبير على خبرتها في السياسة الخارجية، عندما كانت سفيرة بلادها لدى الأمم المتحدة. وعلى الرغم من حفاظها على مسافة من فضائح ترمب الشخصية، فإنها دعمت غالبية قراراته السياسية الخارجية، بما في ذلك انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، واتفاقية المناخ في باريس، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ونقل السفارة الأميركية لدى إسرائيل إلى القدس.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

هل هناك تنسيق تركي أميركي روسي لإبعاد الأسد عن إيران؟

مقاتل من المعارضة يعبر الجدار المطلي بألوان العلم الإيراني في مدينة خان شيخون بريف إدلب حيث موقع عسكري  للقوات الإيرانية بعد سيطرة المعارضة السورية على البلدة (إ.ب.أ)
مقاتل من المعارضة يعبر الجدار المطلي بألوان العلم الإيراني في مدينة خان شيخون بريف إدلب حيث موقع عسكري للقوات الإيرانية بعد سيطرة المعارضة السورية على البلدة (إ.ب.أ)
TT

هل هناك تنسيق تركي أميركي روسي لإبعاد الأسد عن إيران؟

مقاتل من المعارضة يعبر الجدار المطلي بألوان العلم الإيراني في مدينة خان شيخون بريف إدلب حيث موقع عسكري  للقوات الإيرانية بعد سيطرة المعارضة السورية على البلدة (إ.ب.أ)
مقاتل من المعارضة يعبر الجدار المطلي بألوان العلم الإيراني في مدينة خان شيخون بريف إدلب حيث موقع عسكري للقوات الإيرانية بعد سيطرة المعارضة السورية على البلدة (إ.ب.أ)

حتى الآن، لا تزال «التخمينات» تهيمن على قراءة المشهد المتفجر في سوريا لفهم أسبابه ودلالاته، وموقف الولايات المتحدة منه. فالهجوم المفاجئ الذي شنته مجموعات سورية معارضة، بقيادة «هيئة تحرير الشام»، المصنفة إرهابية من واشنطن، وأدى إلى تغيير خريطة الحرب الأهلية في سوريا، كان لافتاً بتوقيته، فقد بدأ بعد يومين من إعلان وقف إطلاق النار في لبنان، بين إسرائيل و«حزب الله».

ورغم ما يراه معلقون أن تركيا قد تكون هي التي تقف وراء اندلاع هجوم المعارضة المسلحة في سوريا، فإنهم يلاحظون وجود «غض نظر» من إدارة بايدن على الحدث، قد يكون من بين أهدافه، ليس فقط الضغط على إيران وروسيا، بل ومحاولة التأثير على إدارة ترمب المقبلة، لضمان عدم سحب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا، والحفاظ على مظلتها لحماية الأكراد من أي هجوم تركي، في حال لم تفلح محاولات التوصل إلى صيغة مقبولة للحل في سوريا.

يلفت برايان كاتوليس، كبير الباحثين في «معهد الشرق الأوسط» في واشنطن، إلى إن الحرب الأهلية في سوريا «لم تنتهِ حقاً، فقد استمرت لسنوات دون أن يلاحظ العالم ذلك، ولكنها كانت تجري بمستوى أقل من الشدة».

ويتابع في حديث مع «الشرق الأوسط» أن نظام الأسد واصل قتل شعبه بدعم من روسيا وإيران وجماعات مثل «حزب الله»، لكن الصراع المتجدد (في المنطقة) أدى إلى تعقيد الأمور بالنسبة لمجموعة أخرى معارضة للأسد: المقاتلون الأكراد الذين كانوا قد سيطروا على أجزاء من محافظة حلب، وقال مسؤولون من المهاجمين، يوم الاثنين، إنهم يخلون المنطقة بالحافلات.

معارك عنيفة بين الجيش السوري والفصال المسلحة في حماة (أ.ب)

ويرى كاتوليس أن المحرك الرئيسي للأحداث الأخيرة «داخلي»؛ لأن الوضع لم يصل قط إلى فترة من الاستقرار المستدام، «فقد استغلت قوات المعارضة نقاط الضعف في بنية النظام، بسبب الفساد والركود والافتقار إلى الشرعية السياسية في أجزاء من سوريا، وتمكنت من إعادة تجميع صفوفها. فملايين السوريين يريدون العيش في حرية، وهذا لم يتغير، ويبقى أن نرى ما إذا كانوا سيحققون هذه الطموحات».

ويقول كاتوليس إن العوامل الخارجية مثل تركيا وروسيا وإيران مهمة، لكن التحدي المركزي يظل الانقسامات الداخلية في سوريا والصراع على السلطة والنفوذ بين مجموعة واسعة من الجماعات المتنافسة.

لا إزاحة للأسد

ورغم الأوضاع التي تحدث عنها الباحث الأميركي فإن الموقف الأميركي لم يتغيّر كثيراً على مدى عقد من الزمن، وأكده مجدداً المتحدث باسم الخارجية الأميركية قبل يومين. إذ وعلى الرغم من خسارة الأسد مصداقيته، فإن الولايات المتحدة لا ترى إزاحته من السلطة أولوية، مثلما أنها لا تدعم الفصائل المعارضة أيضاً.

صحيفة «نيويورك تايمز»، من جهتها، تحدثت عن أن المبادرات التي جرى تقديمها للأسد من الولايات المتحدة وبعض دول الخليج وحتى إسرائيل، للتخلي عن تحالفه الإقليمي الأكثر أهمية مع «حزب الله» وإيران، قد تنحرف عن مسارها بسبب هجوم الفصائل المستمر. لافتة إلى أن الأسد سيكون الآن «أكثر تردداً في التخلي عن إيران وحلفائها، الذين ما زالوا أفضل رهان له للقتال مرة أخرى، من أجل بقاء نظامه».

صورة من لقاء الأسد وعراقجي يوم 1 ديسمبر 2024 (الخارجية الإيرانية)

من جهة أخرى، تحدثت أوساط مطلعة في واشنطن، عن واقع مختلف على الأرض، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس الأسد أكثر استعداداً الآن للتجاوب مع تلك المبادرات لفك الارتباط مع إيران.

وألمحت إلى اتفاق أوّلي لفتح مسار التفاوض بين الأسد مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بضغط من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأشارت المصادر إلى أن «تلقي الجيش النظامي مساعدات روسية في الدفاع عن حماة، هو «للقول إنه لن يتم التخلي عن النظام».

تابعت المصادر أنه، في الوقت نفسه، يجري الحديث عن ضمانات لانسحاب المسلحين من حلب، قد تتم إما قبل تسلم ترمب منصبه، وإما بعده بقليل، على أن يتم التخلص من العناصر غير السورية في الفصائل، وتشكيل فيلق تابع لوزارة الدفاع السورية يضم العناصر السورية المسلحة، بضمانة تركية روسية، وفتح مسار نهائي لإخراج إيران من المعادلة في سوريا.

دخان يتصاعد وسط المعارك بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في حلب (د.ب.أ)

ورغم أن هجوم الفصائل الذي يقال إن تركيا تتعاون ضمناً معها عبر حدودها في شمال سوريا، قد تكون من بين أهدافه تحقيق أهداف تكتيكية لأنقرة، حيث تحظى بنفوذ أكبر في الصراع، لكن لا يخفى أيضاً أنه جاء أيضاً في الفترة الانتقالية بين إدارتي الرئيس جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترمب.

ويرى مراقبون أن تركيا قد تكون تحاول استغلال هذه الفترة، لتوجيه ضربة للنفوذين الروسي والإيراني في سوريا، بعدما أضعفت إسرائيل إيران و«حزب الله» اللبناني، الداعمين للرئيس السوري بشار الأسد، وانشغال روسيا بحربها في أوكرانيا. وهو ما أكد عليه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، (الأربعاء)، قائلاً إن رفض الرئيس السوري بشار الأسد المشاركة «بأي شكل ملموس» في عملية سياسية، فتح المجال لهجوم تلك الفصائل وتقدمها يظهر أن داعميه، مثل روسيا وإيران، مشتتون.

وقال مراقبون إن المقاتلين الأكراد الذين تعدهم تركيا عدواً تاريخياً وضعيفاً للغاية لمواجهة الفصائل التي تدعمها ويقودون الهجوم، لم يكن لديهم خيار سوى قبول عرض الخروج الآمن إلى شمال شرقي سوريا، حيث أشركتهم الولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم «داعش»، خلال العقد الماضي.

ومع مراوحة هجوم الفصائل على أبواب مدينة حماة، في تغيير جذري لاستجابة دمشق للهجوم على حلب، بدا أن شبح تجدد الحرب الأهلية صار حقيقياً، وقلب المعادلة بالنسبة للولايات المتحدة التي حاولت قبل سنوات طي صفحة الحرب من دون أن يثمر ذلك عن أي نتائج إيجابية تذكر.