عباس يواجه خطط إسرائيل بتسريع المصالحة مع «حماس»

إطلاق حوار شامل ووضع آليات واستراتيجيات لتصليب الجبهة الداخلية

فلسطيني يتفقد مبنى مدمرا بعد غارة جوية إسرائيلية على غزة صباح الإثنين (إ.ب.أ)
فلسطيني يتفقد مبنى مدمرا بعد غارة جوية إسرائيلية على غزة صباح الإثنين (إ.ب.أ)
TT

عباس يواجه خطط إسرائيل بتسريع المصالحة مع «حماس»

فلسطيني يتفقد مبنى مدمرا بعد غارة جوية إسرائيلية على غزة صباح الإثنين (إ.ب.أ)
فلسطيني يتفقد مبنى مدمرا بعد غارة جوية إسرائيلية على غزة صباح الإثنين (إ.ب.أ)

قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أوعز بالمضي قدماً في مباحثات مصالحة مع «حماس»، في سبيل توحيد الجهود الفلسطينية، في مواجهة الحكومة الإسرائيلية الحالية.
وأكدت المصادر أنه إضافة إلى الدعوة المفتوحة التي كان قد وجهها الرئيس بعد الهجوم الإسرائيلي على جنين أواخر الشهر الماضي لكافة الفصائل، من أجل اجتماع طارئ للاتفاق على رؤية شاملة لمواجهة العدوان، فقد وجَّه عباس بالمضي قدماً في مباحثات المصالحة مع «حماس».
وحسب المصادر فإنه سيتم التواصل مع حركة «حماس» وبقية الفصائل الفلسطينية، من أجل إطلاق حوار شامل، ووضع آليات وتصورات واستراتيجيات لتصليب الجبهة الداخلية، وإنهاء الانقسام.
توحيد المواقف الفلسطينية جزء من خطة أوسع وضعتها القيادة الفلسطينية، في مواجهة السياسة التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية الحالية، وتقوم على الضغط على إسرائيل بطريقة تفهم من خلالها أن لكل فعل يوجد ثمن.
وكانت القيادة الفلسطينية قد أوقفت التنسيق الأمني الذي تعتبره إسرائيل الأهم في علاقتها مع السلطة الفلسطينية، وتحرص على استمراره لتجنب تصعيد أكبر أو فوضى محتملة، ورفضت استئنافه على الرغم من ضغوط دولية وإقليمية على السلطة، كما قررت دفع المقاومة الشعبية على الأرض، والاستمرار في التوجه إلى المنظمات الدولية، في سبيل الضغط على إسرائيل.
وتأتي المصالحة مع «حماس» الآن، بوصفها خطوة طالما عارضتها إسرائيل إلى الحد الذي هددت معه بأن تشكيل «حكومة وحدة» سيعني مقاطعة هذه الحكومة، وفرض عقوبات عليها، باعتبار أن «حماس» لا تعترف بإسرائيل. ومسألة الاعتراف بالشرعية الدولية كانت محل خلاف في المباحثات السابقة في الجزائر، والتي كان يفترض أن تستأنف نهاية العام الماضي أو بداية الحالي؛ لكن ذلك لم يحدث.
وكانت الفصائل قد وقَّعت على إعلان جزائري متعلق بتحقيق مصالحة فلسطينية في 13 أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، عُرف بـ«إعلان الجزائر» وتضمن التأكيد على اتخاذ الخطوات العملية لتحقيق المصالحة الوطنية عبر إنهاء الانقسام، وتعزيز وتطوير دور «منظمة التحرير الفلسطينية» وتفعيل مؤسساتها بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بجميع مكوناتها ولا بديل عنها، وانتخاب المجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج؛ حيثما أمكن، بنظام التمثيل النسبي الكامل وفق الصيغة المتفق عليها والقوانين المعتمدة، خلال مدة أقصاها عام واحد، والإسراع في إجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، وفق القوانين المعتمدة، في مدة أقصاها عام كذلك، وتوحيد المؤسسات الوطنية الفلسطينية.
وتضمن الإعلان أن يتولى فريق عمل جزائري – عربي الإشراف والمتابعة لتنفيذ بنود هذا الاتفاق، بالتعاون مع الجانب الفلسطيني، وتدير الجزائر عمل الفريق. وتم اتفاق الجزائر بعد شطب بند تضمن «تشكيل حكومة وحدة وطنية» وهو الأمر الذي يجعل تطبيق الاتفاق بعيد المنال.
بعد ذلك، أصر الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أنه من أجل إتمام اتفاق المصالحة هذا، يجب أن تعترف الفصائل بالشرعية الدولية، ورد مسؤول «حماس» في قطاع غزة، يحيى السنوار، بأن حركته ترفض الالتزام بقرارات الشرعية و«الرباعية الدولية»، باعتبارها قرارات لا تنصف الشعب الفلسطيني وقضيته، مضيفاً: «لا يمكن لأحد أن يفرض علينا شروط (الرباعية) بالاعتراف بالكيان، وهذا لن يحدث أبداً، ولو أُبدنا عن بكرة أبينا».
ومرة أخرى، أجَّل هذا الخلاف مباحثات الجزائر؛ لكن الصورة اختلفت الآن. وقالت المصادر إن إسرائيل تقوِّض كل شيء، بما في ذلك الأسس التي قامت عليها عملية السلام، وإن شرط الاعتراف بالشرعية الدولية متعلق بالانضمام للمنظمة أو للحكومة بشكل مباشر؛ مضيفة أن «المطلوب الآن بناء استراتيجية واضحة في مواجهة المخاطر الكبيرة التي تستهدف الوجود الفلسطيني».
وكانت «حماس» قد أرسلت رسائل إيجابية قبل أيام قليلة حول توحيد الجهود. وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري، في كلمة له خلال مؤتمر أخير نُظم في غزة لدعم صمود ومقاومة الضفة والقدس :«إن خطط حكومة الاحتلال الجديدة تستهدف وجود الفلسطينيين في كل مكان، ولذلك لا بد من توحيد الصفوف على رؤية وطنية لمواجهتها، وليس هناك ترف في الوقت».
وأضاف أن «الحكومة الإسرائيلية الجديدة مختلفة عن كل ما سبقها من حكومات إجرامية، فتركيبتها إجرامية، ولا تأخذ في الاعتبار قانوناً ولا مجتمعاً دولياً، ولا حتى قانونهم المحلي. يريدون أن يستولوا بشكل كامل على القدس والضفة الغربية. يريدون أن يفتعلوا توتراً جديداً في المنطقة كي يكملوا فيها تهجير كامل شعبنا واحتلال بقية الضفة والقدس».
وتابع: «يجب أن نوحد صفوفنا على استراتيجية مقاومة لهذا الاحتلال بكل الوسائل والأدوات، فتتحرك (منظمة التحرير) في كل المحافل الدولية، لحصاره وكشف الغطاء عنه، بينما يجري تصعيد المقاومة بكل الوسائل الميدانية والشعبية والمقاطعة والحجارة والسلاح».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

الجيش الإسرائيلي: لا وقف لإطلاق النار ما دامت «حماس» لا تفي بالتزاماتها

تصاعد دخان جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة السبت (رويترز)
تصاعد دخان جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة السبت (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي: لا وقف لإطلاق النار ما دامت «حماس» لا تفي بالتزاماتها

تصاعد دخان جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة السبت (رويترز)
تصاعد دخان جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة السبت (رويترز)

اتهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، الأحد، حركة «حماس» بأنها «لا تفي بالتزاماتها بإرسال قائمة بأسماء الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم إلى إسرائيل»، مؤكداً أن اتفاق وقف إطلاق النار «لن يدخل حيز التنفيذ ما دامت (حماس) لا تفي بالتزاماتها».وقال المتحدث في كلمة متلفزة تزامنت مع بدء سريان وقف إطلاق النار في الساعة 6.30 بتوقيت غرينيتش (8.30 بالتوقيت المحلي) بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي، إن «إسرائيل ستواصل الهجمات طالما لم تستجب حماس للمطالب»، وأضاف «الجيش الإسرائيلي مستعد تماما لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار ومستعد للرد إذا انتهكت (حماس) البنود».

ومن جانبها، أكدت حركة «حماس» في وقت سابق اليوم التزامها بوقف إطلاق النار، موضحةً أن التأخر في إعلان أسماء الرهائن المطلق سراحهم يرجع لأسباب فنية وميدانية.

وبحسب وكالة «رويترز» للأنباء، فقد قالت الحركة في بيان: «تؤكد حركة (حماس) التزامها ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، وتشير إلى أن تأخر تسليم الأسماء التي سيتم إطلاق سراحها في الدفعة الأولى لأسباب فنية ميدانية».

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أكد أن وقف إطلاق النار لن يبدأ في الموعد المقرر ما لم تقدم «حماس» قائمة بأسماء الرهائن.

وقال مكتب نتنياهو في بيان نقتله «وكالة الصحافة الفرنسية»: «أصدر رئيس الوزراء تعليماته للجيش الإسرائيلي بأنه لن يتم بدء وقف إطلاق النار، الذي كان من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ في الساعة 8:30 (بتوقيت القدس) حتى تحصل إسرائيل على قائمة الرهائن التي تعهدت (حماس) بتقديمها».

وكان نتنياهو حذر في وقت متأخر السبت من أن تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الرهائن الأحد لن يتم ما لم يتم تقديم قائمة بأسماء الرهائن.وأضاف أن إسرائيل تحتفظ بحقها في استئناف الحرب «إذا لزم الأمر» بدعم من الولايات المتحدة مشددا على أن وقف إطلاق النار الحالي «مؤقت».