الحكومة الإسرائيلية تحاول ردع العمليات من دون تصعيد التوترات

رفعت حالة التأهب بعد هجوم القدس... و«الكابنيت» يناقش «سيناريوهات رمضان»

رجال أمن إسرائيليون في حي سلوان بالقدس الشرقية أول من أمس (أ.ف.ب)
رجال أمن إسرائيليون في حي سلوان بالقدس الشرقية أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

الحكومة الإسرائيلية تحاول ردع العمليات من دون تصعيد التوترات

رجال أمن إسرائيليون في حي سلوان بالقدس الشرقية أول من أمس (أ.ف.ب)
رجال أمن إسرائيليون في حي سلوان بالقدس الشرقية أول من أمس (أ.ف.ب)

رفعت إسرائيل حالة التأهب في الضفة الغربية بعد عملية يوم الجمعة في القدس، مستبقة حلول شهر رمضان، الذي سيكون التصعيد المحتمل خلاله على طاولة المجلس الأمني والسياسي المصغر (الكابنيت) هذا الأسبوع.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (كان) إن القوات رفعت مستوى التأهب في الضفة الغربية بعدما صدرت تعليمات واضحة بهذا الخصوص.
وطُلب من الجيش الإسرائيلي رفع مستوى اليقظة في الضفة، فيما حوّلت الشرطة الإسرائيلية القدس إلى ثكنة عسكرية.
واضطرت إسرائيل إلى الدفع بتعزيزات إضافية إلى الضفة، بما في ذلك القدس الشرقية بشكل أبكر مما هو مخطط له.
وكانت تحديثات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، أظهرت أن عدد التحذيرات من العمليات قفز خلال الأسابيع الأخيرة ثلاثة أضعاف، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وبناء عليه، تقرر أن تستعد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى تصعيد حقيقي خلال شهر رمضان بما يشمل تجنيد 4 سرايا احتياط تابعة لقوات «حرس الحدود» من أجل تعزيز عناصرها في المسجد الأقصى في مدينة القدس، وإجراء تدريب يحاكي اقتحاماً للمسجد في مواجهة اضطرابات محتملة، إضافة إلى تعزيز قوات الجيش الإسرائيلي ميدانياً في الضفة عبر نشر وحدات هجومية ميدانية لصالح إحباط عمليات ومجموعات مسلحة، ثم إضافة تعزيزات من كتيبتين أو ثلاث.
والمخاوف الرئيسية لدى الأجهزة الأمنية هي أن تتوسع العمليات خلال شهر رمضان خارج الضفة والقدس. وكانت تنوي الدفع بكل هذه التعزيزات عشية رمضان وزيادتها مع دخول الشهر، لكن عملية القدس دقت ناقوس الخطر في تل أبيب، وأجبرتهم على التحرك مبكراً.
وكان حسين قراقع (30 عاماً)، من العيساوية في القدس الشرقية، وصل، الجمعة، إلى حي «راموت» الاستيطاني في قلب المدينة، ودهس بسيارته مجموعة من المستوطنين اليهود كانوا ينتظرون في محطة للحافلات؛ فقتل طفلاً وشاباً وأصاب 6 آخرين، قبل أن يقدم مواطن يهودي مسلح على قتله.
وجاء الهجوم في ذروة توتر كبير في المنطقة ومخاوف من اندلاع انتفاضة جديدة، ما اضطر الأميركيين ودولاً إقليمية مثل مصر والأردن إلى التدخل، في محاولة لفرض تهدئة في الضفة والقدس.
وقال مسؤول سياسي إسرائيلي كبير: «القدس كالمعتاد تشتعل عشية رمضان، ونحن نفهم أن الأحداث لم تندلع بعد».
وتحاول الحكومة الإسرائيلية، بحسب المسؤول رفع مستوى، التأهب واتخاذ إجراءات صارمة لردع العمليات، لكن بطريقة لا تصعد التوترات أكثر.
وفي الوقت الذي أمر فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بزيادة الاعتقالات والتحقيقات وتعزيز الجهود الاستخباراتية وهدم منزل منفذ العملية، قرر وزير الدفاع يوآف غالانت فرض عقوبات مالية على 87 فلسطينياً من سكان مدينة القدس يتلقون أموالاً من السلطة الفلسطينية (رواتب). جاء ذلك قبل جلسة لـ«الكابنيت»، ستناقش هذا الأسبوع الوضع خلال شهر رمضان.
وقال مسؤول سياسي إسرائيلي، إن المناقشات ستتناول الاستعدادات والسيناريوهات التي يمكن أن تطرأ خلال شهر رمضان باعتباره أحد عوامل تفجير الأوضاع في كل عام، خصوصاً أنه منذ بضعة أعوام يتداخل مع عيد الفصح اليهودي.
وبحسب المعلق العسكري في صحيفة «يديعوت أحرنوت» رون بن يشاي، يوجد 3 عوامل قد تؤدي إلى مزيد من تفجر الأوضاع في شهر رمضان، وهي المواجهات المستمرة في الضفة والقدس بطريقة ستتواصل معها العمليات الانتقامية، والفوضى السياسية في إسرائيل وما يصاحبها من تصريحات من بعض الوزراء مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، التي تخلق جواً من الاضطراب والتوتر. والعامل الثالث استمرار تحريض حركة «حماس» على شبكات التواصل الاجتماعي.
وقالت «يديعوت» إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية متنبهة لكل ذلك، بما يشمل أيضاً «المحرضين» عبر شبكات التواصل الاجتماعي، الذين سيخضعون لاعتقالات وتحذيرات مع وصول رمضان.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام إلى بلاده

قصف مدفعي تركي على ريف منبج (المرصد السوري)
قصف مدفعي تركي على ريف منبج (المرصد السوري)
TT

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام إلى بلاده

قصف مدفعي تركي على ريف منبج (المرصد السوري)
قصف مدفعي تركي على ريف منبج (المرصد السوري)

رأت أنقرة أنَّ الرئيس السوري، بشار الأسد، لا يريد السلام في بلاده، وحذرت من أن محاولات إسرائيل لنشر الحرب في الشرق الأوسط بدأت تهدد البيئة التي خلقتها «عملية آستانة»، التي أوقفت إراقة الدماء في سوريا. وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أنَّ جهود روسيا وإيران، في إطار «مسار آستانة» للحل السياسي مهمة للحفاظ على الهدوء الميداني، لافتاً إلى استمرار المشاورات التي بدأت مع أميركا بشأن الأزمة السورية.

وقال فيدان، خلال كلمة في البرلمان، إنَّ تركيا لا يمكنها مناقشة الانسحاب من سوريا إلا بعد قبول دستور جديد وإجراء انتخابات وتأمين الحدود، مضيفاً أن موقف إدارة الأسد يجعلنا نتصور الأمر على أنه «لا أريد العودة إلى السلام».