بن غفير يأمر بـ«السور الواقي 2» في القدس... ومسؤولون يصفون كلامه بـ«الهراء»

سخرية كبيرة في إسرائيل من وزير «التصريحات على الأرصفة» و«التيك توك»

بن غفير خلال تفقده مكان عملية الدهس في القدس الشرقية أول من أمس (د.ب.أ)
بن غفير خلال تفقده مكان عملية الدهس في القدس الشرقية أول من أمس (د.ب.أ)
TT

بن غفير يأمر بـ«السور الواقي 2» في القدس... ومسؤولون يصفون كلامه بـ«الهراء»

بن غفير خلال تفقده مكان عملية الدهس في القدس الشرقية أول من أمس (د.ب.أ)
بن غفير خلال تفقده مكان عملية الدهس في القدس الشرقية أول من أمس (د.ب.أ)

يختبر اليوم الأحد إذا ما كان وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير قوياً، كما روج نفسه للإسرائيليين قبل أن يصبح وزيراً في الحكومة الحالية أو بعد ذلك، أو مجرد «سخيف»، كما نعته الإسرائيليون أنفسهم، بعدما أعلن أنه سيبدأ اليوم عملية «السور الواقي 2» في القدس الشرقية، رداً على العملية التي نفذها الفلسطيني حسين قراقع (30 عاماً) في المدينة يوم الجمعة، وقتل خلالها اثنين من المستوطنين اليهود قرب مستوطنة «راموت».
وقال بن غفير، إن عملية «السور الواقي 2» ستبدأ الأحد لـ«التعامل مع أعشاش الإرهاب في القدس الشرقية».
وعدَّ بن غفير أن «الهدف من العملية هو محاربة الإرهاب واجتثاث جذوره، والوصول إلى منازل الإرهابيين، ووقف الإرهابيين قبل تنفيذهم للهجمات».
و«السور الواقي» الذي نفذته إسرائيل في عام 2002 في الضفة الغربية كان عبارة عن عملية اجتياح كبيرة واستمرت عدة أسابيع، استهدفت فيها القوات الإسرائيلية مراكز السلطة والمسلحين الفلسطينيين، وقتلت واعتقلت وخاضت مواجهات عنيفة في قلب المدن والمخيمات.
وجاء إعلان بن غفير بعدما حاول بداية فرض حصار كامل على العيساوية، الحي الفلسطيني الذي جاء منه منفذ الهجوم، قائلاً إنه يتوجب على حكومته العمل بحزم وقوة ضد «الإرهاب». لكن مدير الشرطة كوبي شبتاي، رفض تنفيذ الاقتراح لأسباب متعلقة بالوضع السياسي والأمني ولأسباب قانونية كذلك. وأظهرت لقطات مصورة نقاشاً متوتراً بين بن غفير وشبتاي في موقع العملية في القدس.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن شبتاي لا تعجبه ولا يحسن التعامل مع طريقة بن غفير.
وأكدت قناة «ريشت كان» أن مواجهة حادة وقعت بين بن غفير وشبتاي، بعدما رفض الأخير طلب الأول فرض إغلاق تام على العيساوية.
وبعد فشله في محاصرة العيساوية، وُجه بن غفير بهجوم من اليمينيين في القدس الذين قالوا له إن أكبر الهجمات تمت تحت مراقبته (وهو مسؤول).
في بيان لاحق، دعا بن غفير، الشرطة، إلى «إعداد خطط لعملية السور الواقي 2» في القدس الشرقية.
وقال مسؤول في الشرطة الإسرائيلية كان حاضراً في اجتماع تقييم الوضع، الذي ترأسه بن غفير بحضور شبتاي، «كان متهوراً، بعدما طالبنا بالتفكير خارج الصندوق، وعندما أدرك أنه لا يمكن محاصرة العيساوية، ضرب على الطاولة، وقال أطالب بـ(السور الواقي 2)».
وهاجم ضباط شرطة، بن غفير، وقالوا إنه يأخذ قراراته بدافع اللحظة، ويسحب الخطط من جيبه، من دون أن يفهم ما هي العواقب. لكن بن غفير بدا مصمماً، وأصدر مكتبه بياناً قال فيه إن بن غفير «أصدر تعليمات للشرطة بتجهيز وإعداد خطط لعملية (السور الواقي 2) في القدس الشرقية، بدءاً من يوم الأحد المقبل، للتعامل مع أعشاش الإرهاب في القدس الشرقية».
وفوراً انتقد مسؤولون إسرائيليون، بن غفير وتصريحاته وخطته، وشنوا هجوماً عليه.
وقال مسؤول كبير في مكتب نتنياهو لوسائل إعلام إسرائيلية، إن «القرارات بشأن إطلاق عملية مثل (السور الواقي) 1 أو 2 أو 3 أو 4، لا يتخذها هذا الوزير أو ذاك من فوق رصيف في موقع هجوم». وأضاف واصفاً التصريحات: «إنها هراء».
وحسبه، فإن بن غفير لم يُنسق مع رئيس الحكومة أو وزير الدفاع قبل أن يصرح، وإنه أصلاً لا يملك صلاحية إعلان ذلك ومطالب بتوضيحات.
وأضاف: «نتنياهو سيتخذ قراراً بشأن أي عملية بعد إجراء مناقشة أمنية مع الجهات المختصة، وهو لا يرى أن هناك ضرورة لاتخاذ عقوبات جماعية، خصوصاً في ظل الجهود لتهدئة الأوضاع قبل شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي».
إضافة إلى الحكومة التي ينتمي إليها، سخر زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، من أوامر بن غفير بشأن عملية «السور الواقي 2»، قائلاً إن وزير «التيك توك» و«خبز البيتا» (في إشارة إلى إغلاقه مخابز أسرى فلسطينيين) أمر بشن عملية «سور واقٍ 2» بدون قرار «كابنيت». «إذا لم يكن الأمر خطيراً، فهو سخيف مثله».
بعد ذلك، امتدت السخرية إلى وسائل الإعلام. وقال صحافيون إن بن غفير هو وزير التصريحات، ويطلق تصريحات فارغة وجعل من نفسه أضحوكة، وذلك قبل أن تدخل مواقع التواصل الاجتماعي على الخط، وتنتشر فيها بكثافة صور نشرها الإسرائيليون لبن غفير يحاكي شخصيات مثل «رامبو» أو بطل في ألعاب فيديو شهيرة.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

بعد أنباء استهدافه في بيروت... مَن هو طلال حمية الملقب بـ«الشبح»؟

صورة متداولة للقيادي في «حزب الله» طلال حمية
صورة متداولة للقيادي في «حزب الله» طلال حمية
TT

بعد أنباء استهدافه في بيروت... مَن هو طلال حمية الملقب بـ«الشبح»؟

صورة متداولة للقيادي في «حزب الله» طلال حمية
صورة متداولة للقيادي في «حزب الله» طلال حمية

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هدف الغارات العنيفة على منطقة البسطة في قلب بيروت فجر اليوم (السبت)، كان طلال حمية القيادي الكبير في «حزب الله».

ونقل إعلام إسرائيلي أن «حزب الله» عيّن طلال حمية رئيساً للعمليات خلفاً لإبراهيم عقيل الذي اغتالته إسرائيل في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي.

وكان برنامج «مكافآت من أجل العدالة» الأميركي رصد مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات عن طلال حمية المعروف أيضاً باسم عصمت ميزاراني.

وقال البرنامج إن طلال حمية يُعد رئيس منظمة الأمن الخارجي التابعة لـ«حزب الله» التي تتبعها خلايا منظمة في جميع أنحاء العالم.

وبحسب البرنامج، تشكل منظمة الأمن الخارجي أحد عناصر «حزب الله» المسؤولة عن تخطيط الهجمات الإرهابية خارج لبنان وتنسيقها وتنفيذها.

مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل معلومات عن طلال حيدر الملقب بـ«الشبح»

وفي 13 سبتمبر 2012، صنَّفت وزارة الخزانة الأميركية حمية بشكل خاص كإرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي «13224» بصيغته المعدلة على خلفية دعم أنشطة «حزب الله» الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وفي مختلف أنحاء العالم.

ونتيجة لهذا التصنيف تم حظر جميع ممتلكات حمية، والفوائد العائدة عليها التي تخضع للولاية القضائية الأميركية، وتم منع الأميركيين بوجه عام من إجراء أي معاملات مع حمية.

أبو جعفر «الشبح»

يعد طلال حمية المُكنّى بـ«أبو جعفر» والذي يبلغ من العمر نحو 50 عاماً، القائد التنفيذي للوحدة «910»، وهي وحدة العمليات الخارجية التابعة لـ«حزب الله»، والمسؤولة عن تنفيذ عمليات الحزب خارج الأراضي اللبنانية.

وهو القائد التنفيذي الحالي للوحدة، ومُلقَّب بـ«الشبح» من قِبل القيادات العسكرية الإسرائيلية لعدم وجود أي أوراق ثبوتية رسمية له في لبنان، ولابتعاده تماماً عن الحياة الاجتماعية والظهور العلني، واتباعه بصرامة الاحتياطات الأمنية المشددة لحظياً.

ويُدير حميّة الوحدة في منصب شغله قيادي «حزب الله» الأشهر عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق عام 2008، كما يحمل عدّة أسماء مستعارة من بينها طلال حسني وعصمت ميزاراني.

طلال حمية خليفة بدر الدين

وقد خلف طلال حمية قائد الوحدة السابق مصطفى بدر الدين، صهر مغنية وخليفته والذي قُتل أيضاً في سوريا عام 2016.

وينحدر طلال حمية من منطقة بعلبك الهرمل، وقد عمل إلى جانب كلٍّ من بدر الدين ومُغنية ووزير الدفاع الإيراني السابق أحمد وحيدي، كما كان وفق معلومات «الموساد» مسؤولاً عن نقل ترسانة «حزب الله» عبر سوريا.

بدأ نشاطه مع «حزب الله» في منتصف الثمانينات، وكانت انطلاقته الأولى كمسؤول أمني في الحزب من برج البراجنة، حيث كان المسؤول عن العديد من العناصر التي أصبحت فيما بعد من أهم القيادات العملياتية في الحزب، كما كان حميّة نائب مغنية في شبكة «الجهاد»، وهي وحدة البعثات الخاصة والهجمات الخارجية في «حزب الله».