التأثيرات الجيولوجية للزلزال التركي - السوري تبدأ الظهور ببطء... ما أبرزها؟

الفيضانات تجتاح قرية سورية قرب الحدود التركية بعد الزلزال المدمر (أ.ف.ب)
الفيضانات تجتاح قرية سورية قرب الحدود التركية بعد الزلزال المدمر (أ.ف.ب)
TT

التأثيرات الجيولوجية للزلزال التركي - السوري تبدأ الظهور ببطء... ما أبرزها؟

الفيضانات تجتاح قرية سورية قرب الحدود التركية بعد الزلزال المدمر (أ.ف.ب)
الفيضانات تجتاح قرية سورية قرب الحدود التركية بعد الزلزال المدمر (أ.ف.ب)

بعدما لقي آلاف الأشخاص حتفهم بسبب الزلزال الضخم الذي ضرب تركيا وسوريا فجر الاثنين، ينصب التركيز في هذه المرحلة على دعم الناجين، وفقاً لتقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية.
هناك أيضاً تداعيات جيولوجية أوسع للزلزال قد تكون لها عواقب على المدى الأطول، وتبدأ الظهور ببطء. في مدينة إسكندرونة الساحلية، يبدو أن هناك انخسافاً كبيراً مما أدى إلى حدوث فيضانات، في حين ترك الزلزال العديد من التلال في جميع أنحاء البلاد في خطر الانهيار الأرضي. وقد يؤدي ذلك إلى حرف مسارات الطرق وخطوط الأنابيب وإعادة تموضع المجتمعات المحلية.
يمكن رؤية الهبوط الحاصل في مدينة إسكندرونة في لقطات لشبكة «سي إن إن» - بعد أكثر من 24 ساعة من وقوع الزلزال الأول المميت. تظهر في الصورة مركبات تسير على طول الطرق التي تغمرها المياه، مصحوبة بتقارير تفيد بأن البحر قد زحف 200 متر إلى الداخل.

قال تيم رايت، من مركز رصد ونمذجة الزلازل والبراكين في المملكة المتحدة: «رغم أن هذا الزلزال الضخم أنتج في الغالب حركة أفقية، فمن المعقول بالتأكيد أن يكون هناك صدع تسبب بحدوث انخساف واسع النطاق مثل هذا».
وقال خوسيه بوريرو، مدير eCoast Marine Consulting and Research في نيوزيلندا: «مستوى الهبوط وحجمه متوقعان تماماً من هذا الحجم من الزلازل».
شوهدت تغيرات مماثلة في مدينة جولجوك التركية بعد زلزال إزميت/ كوجالي عام 1999. ومؤخراً على طول الساحل عقب زلزال كايكورا عام 2016 في نيوزيلندا - وكلاهما كان أيضاً زلازلا كبيرا (حركة أفقية). ربما لعبت الرواسب اللينة، والأمواج العالية من الطقس العاصف أو التسونامي دوراً أيضاً، ولم يتضح بعد ما إذا كان الهبوط سيكون دائماً. قال رايت: «تأتي بيانات الأقمار الصناعية، وهذا سيعطينا صورة أوضح في الأيام القليلة المقبلة».
منع الطقس الغائم جمع صور الأقمار الصناعية فور وقوع الزلزال، لكن السماء الأكثر صفاءً في الأيام اللاحقة كشفت أعداداً كبيرة من الانهيارات الأرضية والانهيارات الصخرية في جميع أنحاء المنطقة. وتشير خريطة صادرة عن هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إلى احتمال حدوث انزلاق أرضي واسع النطاق في المنطقة الجبلية الواقعة شمال مدينة غازي عنتاب، مما قد يؤدي إلى تضرر عشرات الآلاف من الأشخاص. وبناءً على ذلك، فمن المحتمل حصول بعض الوفيات الناجمة عن الانهيارات الأرضية بالإضافة إلى إغلاق عدد كبير من الطرق بسبب الإخفاقات، بحسب ما كتبه المدون ديف بيتلي.

وقد نشرت وسائل إعلام تركية عبر موقع «تويتر» مقطع فيديو قصيراً لانهيار أرضي على الطريق بين أضنة وغازي عنتاب، يوضح كيف أن بعض المجتمعات في المرتفعات ستكون معزولة تماماً بسبب الانهيارات الأرضية الناجمة عن الزلازل.
وقال بيتلي: «لا تزال معظم اللقطات تظهر انهيارات في المناطق الحضرية، مع القليل جداً من المناطق الريفية. المشاهد في الأجزاء النائية من المنطقة المركزية من المرجح أن تكون بائسة».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
TT

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

تعهدت إيران بعدم «عرقلة» مهمة ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لتفتيش مواقعها النووية. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، السبت، إن إيران لن تعرقل دخول ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى مواقعها وتفتيشها. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن إسلامي قوله: «لم ولن نضع أي عقبات أمام عمليات التفتيش والمراقبة التي تنفذها الوكالة (الدولية للطاقة الذرية)».

وأضاف: «نعمل في إطار الضمانات كما تعمل الوكالة وفقاً لضوابط، لا أكثر ولا أقل».

ووفقاً لتقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس الماضي، قبلت إيران تشديد الرقابة على منشأة فوردو النووية بعدما سرّعت طهران بشكل كبير من تخصيب اليورانيوم ليقترب من مستوى صنع الأسلحة. وقبل أيام ذكرت الوكالة أن إيران ضاعفت وتيرة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمائة، أي قريباً من نسبة 90 بالمائة اللازمة لإنتاج أسلحة.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لـ«فوردو» الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.