«المركزيان» الأوروبي والبريطاني يرفعان الفائدة

بمعدل نصف نقطة... وتعهد المزيد

محافظ بنك إنجلترا المركزي أندرو بيلي خلال مؤتمر صحافي أمس بمقر البنك في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
محافظ بنك إنجلترا المركزي أندرو بيلي خلال مؤتمر صحافي أمس بمقر البنك في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

«المركزيان» الأوروبي والبريطاني يرفعان الفائدة

محافظ بنك إنجلترا المركزي أندرو بيلي خلال مؤتمر صحافي أمس بمقر البنك في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
محافظ بنك إنجلترا المركزي أندرو بيلي خلال مؤتمر صحافي أمس بمقر البنك في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

على مسار الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) في استمرار رفع الفائدة، رفع كل من البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا المركزي الفائدة، وإن اختلفا عن الأول في معدل رفع الفائدة، إذ أضافا 50 نقطة أساس إلى المعدل السابق، مع توقعات باستمرار الرفع مستقبلا لحصار التضخم.
رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة للمرة الخامسة على التوالي يوم الخميس، وأشار إلى زيادة أخرى بمقدار نصف نقطة مئوية في مارس (آذار) المقبل، مواصلا سياسة التشديد النقدي حتى مع إبطاء بعض أقرانه في العالم للوتيرة.
وفي مواجهة تضخم جامح رفع البنك سعر الفائدة الرئيسي 3 نقاط مئوية في سبعة أشهر فقط على أمل أن تؤدي تكاليف الاقتراض المرتفعة إلى تقليص الطلب والحيلولة دون ترسخ النمو السريع للأسعار. وفي اجتماعه الأول هذا العام، رفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة على الإيداع إلى 2.5 في المائة من اثنين في المائة مثلما وعد في ديسمبر (كانون الأول). ولم يتبع المركزي الأوروبي نهج مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي أشار بوضوح إلى تباطؤ وتيرة رفع أسعار الفائدة.
كما رفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة للمرة العاشرة على التوالي يوم الخميس، لكنه تخلى عن تعهده بمواصلة زيادتها «بقوة» إذا لزم الأمر، وقال إن التضخم ربما بلغ ذروته. ومع خفض توقعاتها المتعلقة بالركود هذا العام، صوتت لجنة تحديد أسعار الفائدة في البنك على رفعها إلى أربعة في المائة من 3.5 في المائة، وذلك بواقع موافقة سبعة أعضاء مقابل رفض اثنين. وهذا هو أعلى معدل فائدة منذ عام 2008. وتوقع مستثمرون وخبراء اقتصاد هذا التحرك.
وقال بنك إنجلترا إن رفع أسعار الفائدة منذ ديسمبر 2021 من المرجح أن يكون له تأثير متزايد على الاقتصاد. ويحاول البنك تهدئة المخاطر الناجمة عن معدل التضخم البريطاني البالغ عشرة في المائة دون أن يزيد من مخاطر الركود المتوقع. وأضاف أن ذلك من شأنه أن يساعد في خفض التضخم إلى نحو أربعة في المائة بنهاية العام الحالي. وتوقع بنك إنجلترا في السابق أن يبلغ معدل التضخم في 2023 نحو خمسة في المائة.
أما عن تحركات رابع أكبر البنوك المركزية المؤثرة، بنك اليابان، فقد أشار نائب محافظ البنك المركزي الياباني ماسازومي واكاتابي إلى أنه لن يكون هناك تعديل في السياسات الشهر المقبل قبيل نهاية فترة ولايته، وحذر من إجراء المزيد من التعديلات على برنامج التحكم في منحنى العائد الخاص بالبنك، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء.
وتأتي تصريحات أحد أشد مؤيدي التيسير بمجلس الإدارة المؤلف من تسعة أعضاء، بعد قرار البنك المركزي المفاجئ في ديسمبر بمضاعفة مدى التحركات حول هدف عائداته.
وقال واكاتابي في كلمة ألقاها يوم الخميس، في شيزوكا بوسط اليابان: «تم التعديل بهدف تعزيز استدامة التيسير النقدي بموجب التحكم في منحنى العائدات»، مضيفا: «التزام البنك بمواصلة التيسير النقدي لم يتغير على الإطلاق».
وتشبه تصريحاته رسائل محافظ البنك المركزي هاروهيكو كورودا بأن البنك يجب أن يستمر في التيسير لتحقيق تضخم مستقر مدعوم بنمو أقوى للأجور. وتشير تصريحاتهما إلى أنه لن يكون هناك تغيير في آخر اجتماع سياسات يحضرانه في 9 و10 مارس (آذار) قبل أن تتولى قيادة جديدة رئاسة البنك.
وسوف ينهي واكاتابي ولايته التي استمرت خمس سنوات في 19 مارس، قبل أسابيع قليلة من إنهاء كورودا ولايته (التي استمرت على مدار عقد) في الثامن من أبريل (نيسان) المقبل.


مقالات ذات صلة

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

الاقتصاد خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

يتجه المصرف المركزي الأوروبي الخميس إلى إقرار رفع جديد لمعدلات الفائدة، وسط انقسام بين مسؤوليه والمحللين على النسبة التي يجب اعتمادها في ظل تواصل التضخم والتقلب في أداء الأسواق. ويرجح على نطاق واسع أن يقرّر المصرف زيادة معدلات الفائدة للمرة السابعة توالياً وخصوصاً أن زيادة مؤشر أسعار الاستهلاك لا تزال أعلى من مستوى اثنين في المائة الذي حدده المصرف هدفاً له.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

واجه وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، اقتراحا من قبل المفوضية الأوروبية لمنح دول التكتل المثقلة بالديون المزيد من الوقت لتقليص ديونها، بردود فعل متباينة. وأكد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر أن مقترحات المفوضية الأوروبية لمراجعة قواعد ديون الاتحاد الأوروبي «ما زالت مجرد خطوة أولى» في عملية الإصلاح.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنسبة بلغت 0,1 % في الربع الأول من العام 2023 مقارنة بالربع السابق، بعدما بقي ثابتا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2022، وفق أرقام مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات). بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي برمّته، انتعش نمو الناتج المحلي الإجمالي بزيادة بلغت نسبتها 0,3 % بعد انخفاض بنسبة 0,1 % في الربع الأخير من العام 2022، وفق «يوروستات». وفي حين تضررت أوروبا بشدة من ارتفاع أسعار الطاقة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما يغذي تضخما ما زال مرتفعا للغاية، فإن هذا الانتعاش الطفيف للنمو يخفي تباينات حادة بين الدول العشرين التي تشترك في العملة الموحدة. وخلال الأش

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

من المقرر أن تحصل دول الاتحاد الأوروبي المثقلة بالديون على مزيد من الوقت لتقليص الديون العامة، لتمكين الاستثمارات المطلوبة، بموجب خطط إصلاح اقترحتها المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: «نحتاج إلى قواعد مالية ملائمة لتحديات هذا العقد»، وأضافت «تمكننا الموارد المالية القوية من الاستثمار أكثر في مكافحة تغير المناخ، ولرقمنة اقتصادنا، ولتمويل نموذجنا الاجتماعي الأوروبي الشامل، ولجعل اقتصادنا أكثر قدرة على المنافسة». يشار إلى أنه تم تعليق قواعد الديون والعجز الصارمة للتكتل منذ أن دفعت جائحة فيروس «كورونا» - حتى البلدان المقتصدة مثل ألمانيا - إلى الا

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
TT

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)

مع انطلاق «المسار البرتقالي»، اليوم (الأحد)، اكتمل تشغيل مسارات «قطار الرياض»، المشروع الأضخم من نوعه في العالم، وفق ما أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

وتأتي هذه الخطوة في إطار الخطة التوسعية للمشروع الذي تم تدشينه في ديسمبر (كانون الأول) 2024.

يربط «المسار البرتقالي - محور طريق المدينة المنورة» شرق الرياض بغربها، حيث يمتد من طريق جدة غرباً حتى الطريق الدائري الشرقي الثاني في منطقة خشم العان شرقاً، وذلك بطول إجمالي يبلغ 41 كيلومتراً. ويشمل المسار 5 محطات رئيسية هي: «طريق جدة»، و«طويق»، و«الدوح»، و«طريق هارون الرشيد»، و«النسيم» التي تعد محطة تحويل تربط بين المسار البرتقالي والمسار البنفسجي.

ويتميز هذا المسار بوجود أكبر عدد من مواقف السيارات مقارنة ببقية المسارات، حيث يصل إلى 3600 موقف، ما يعزز من سهولة الوصول إلى المحطات من قِبَل مستخدمي القطار. وفي خطوة موازية، بدأ تشغيل ثلاث محطات جديدة على «المسار الأزرق - محور طريق العليا البطحاء»، وهي محطات «المروج»، و«بنك البلاد»، و«مكتبة الملك فهد».

ويُعد «قطار الرياض» أضخم مشروعات النقل العام، حيث يغطي كامل مساحة العاصمة ضمن مرحلة واحدة. ويشمل شبكة متكاملة من 6 مسارات تمتد على طول 176 كيلومتراً، وتضم 85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسية. ويتميز بكونه أطول شبكة قطار من دون سائق في العالم. ويحظى القطار بقدرة استيعابية تصل إلى 3.6 مليون راكب يومياً، مما يعزز الربط بين مختلف أجزاء العاصمة، ويسهم في تسهيل حركة التنقل للساكنين والزوار. وتستهدف الهيئة الملكية لمدينة الرياض من خلال هذا المشروع تحسين جودة الحياة، بما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030».

جانب من إحدى محطات «المسار البرتقالي» (واس)

الجدير ذكره أن تكلفة التنقل عبر «قطار الرياض» هي الأقل بين دول «مجموعة العشرين»، حيث يشكل تكاليف التنقل نحو 0.5 في المائة من دخل الفرد اليومي في السعودية، الذي يعادل 195 دولاراً (733 ريالاً).

وتبدأ ساعات تشغيل «قطار الرياض» من السادسة صباحاً حتى منتصف الليل، ويمكن للمستخدمين تحديد وجهاتهم وشراء التذاكر عبر تطبيق «درب»، أو من خلال مكاتب بيع التذاكر أو أجهزة الخدمة الذاتية في المحطات. كما يوفر القطار وسائل دفع رقمية متعددة عبر البطاقات المصرفية والائتمانية، وكذلك الهواتف الذكية.

تعد شبكة «قطار الرياض» جزءاً أساسياً من خطة المملكة لتطوير قطاع النقل العام في إطار «رؤية 2030». ومن خلال هذا المشروع، تسعى البلاد إلى تخفيف الازدحام المروري، وتعزيز الاستدامة البيئية، وتوفير وسائل نقل آمنة.