ينتظر وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى باريس، للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ للبحث خصوصاً في التوترات المتنامية بشأن إيران، ودوامة العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقالت السفارة الإسرائيلية في باريس: «سيجري رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زيارة دبلوماسية لباريس، حيث يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ويبحث معه الجهود الدولية لوقف البرنامج النووي الإيراني، وسبل تعزيز اتفاقيات إبراهيم وتوسيعها».
وأوضح قصر الإليزيه، من جهته، أن «رئيس الجمهورية سيعرب مرة أخرى عن تضامن فرنسا مع إسرائيل في مواجهة الإرهاب... وفي ظل التوترات المتنامية سيذكّر رئيس الجمهورية بضرورة أن يتجنب الجميع اتخاذ تدابير تغذي دوامة العنف، وسيعرب عن استعداده للمساهمة في معاودة الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين».
ويلتقي ماكرون ونتنياهو على مأدبة عشاء، من دون أن يدليا بتصريحات علنية.
في الأيام الأخيرة، شهدت أعمال العنف بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني تصعيداً كبيراً أوقع ضحايا عدة.
فقد أسفرت عملية عسكرية إسرائيلية في شمال الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل في 26 يناير (كانون الثاني) في مخيم جنين للاجئين.
ومساء السابع والعشرين من يناير، قتل مهاجم فلسطيني ستة إسرائيليين وامرأة أوكرانية بالقرب من كنيس يهودي في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها.
والسبت الماضي، أصاب فلسطيني، إسرائيليين اثنين، هما رجل وابنه بجروح في القدس الشرقية، قبل أن يصاب بدوره ويعتقل.
وفي الضفة الغربية المحتلة، قتل حراس إسرائيليون، الأحد، فلسطينياً، بينما قتل الجيش فلسطينياً يوم الاثنين.
ويسعى الطرف الإسرائيلي خصوصاً إلى تركيز هذه الزيارة على موضوع إيران، آملاً في أن يدفع ضلوع طهران المتنامي في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، من خلال تزويد روسيا بعتاد، الدول الغربية إلى تشديد الضغوط على إيران عدو إسرائيل اللدود.
في المقابل تتهم إيران، التي تدعو بانتظام إلى القضاء على الدولة العبرية، إسرائيل، بالوقوف وراء هجمات عدة على أراضيها استهدفت برنامجها النووي، أو في سوريا حليفة طهران، حيث سبق لإسرائيل أن شنت غارات جوية على مصالح إيرانية.
وترى باريس أنه ينبغي اعتماد سياسة «حازمة جداً» حيال إيران، على ما أفاد مصدر دبلوماسي؛ لأن «البرنامج النووي الإيراني يتواصل، وبات عند مرحلة خطرة» بينما تنخرط إيران في الحرب في أوكرانيا.
ومنذ أشهر عدة، باتت إيران طرفاً يزداد أهمية في النزاع الأوكراني من خلال توفير مسيّرات كثيرة تستخدمها موسكو لضرب المنشآت الأوكرانية، في حين أن المحادثات بشأن الملف النووي الإيراني متوقفة. يضاف إلى ذلك أن إيران تعتقل أجانب عدة تعتبرهم العواصم الغربية «رهائن».
ويأتي اللقاء بين ماكرون ونتنياهو بعد أيام قليلة على اللقاء بين مديري الشؤون الاستراتيجية في وزارتي خارجية البلدين جوشوا ل. زرقا وفيليب بيرتو في 19 يناير، الذي تم خلاله التطرق إلى الملف الإيراني.
وفي إطار انخراط إيران المتزايد في الحرب في أوكرانيا، أعلن نتنياهو، الأربعاء، أنه بات مستعداً للتفكير في تزويد أوكرانيا بأسلحة في ما يبدو أنه تغيير كبير في موقف إسرائيل.
وحتى الآن حرصت إسرائيل على البقاء على الحياد مع الطرفين المتحاربين، وخصوصاً بسبب وجود الجيش الروسي في سوريا، حيث ينشر دفاعات جوية.
وقد تمكنت إسرائيل حتى الآن من شن عملياتها العسكرية الجوية فوق سوريا من دون أن تواجَه من الدفاعات الروسية.
إلى جانب هذا الشق الدبلوماسي، «يلتقي نتنياهو رجال أعمال بارزين في فرنسا في المجال المالي، ويعقد اجتماعاً مع زعماء الجالية اليهودية» على ما أوضحت سفارة بلاده في العاصمة الفرنسية. ويغادر فرنسا مساء السبت.
وعاد نتنياهو إلى السلطة في ديسمبر (كانون الأول) على رأس ائتلاف حكومي يضم أحزاباً يمينية ويمينية متطرفة ومتشددين يهوداً، ويعتبر الائتلاف الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
وتواجه حكومة نتنياهو احتجاجات من جانب بعض قطاعات المجتمع الإسرائيلي، لا سيما القطاع المالي.
وأعربت مجموعة من الشركات عن استعدادها لمغادرة إسرائيل، معتبرة أن مشروع إصلاح النظام القضائي سيتسبب في عدم استقرار يؤثر في نشاطها.
والتقى رئيس الوزراء، الأسبوع الماضي، خصوصاً مديري المصارف الكبرى في محاولة لطمأنتهم.
نتنياهو يلتقي ماكرون للبحث في موضوع إيران... والعنف مع الفلسطينيين
نتنياهو يلتقي ماكرون للبحث في موضوع إيران... والعنف مع الفلسطينيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة