التغوط والتقدّم في العمر... 10 عوامل مؤثرة

التغوط والتقدّم في العمر... 10 عوامل مؤثرة
TT

التغوط والتقدّم في العمر... 10 عوامل مؤثرة

التغوط والتقدّم في العمر... 10 عوامل مؤثرة

• عمري فوق السبعين عاماً، وصحتي جيدة عموماً، وليست لدي مشكلات هضمية سوى الحويصلات في القولون. عادتي الذهاب إلى الحمام صباحاً، وغالباً ليست لدي مشكلات إمساك. ولكن عندي مشكلة محرجة، أحياناً أذهب عدة مرات إلى الحمام. وهي قضية متعبة؛ خصوصاً عند الوجود في الصباح خارج البيت في العمل، ما يُتعب جسمي. كيف يمكنني ألا أضطر لهذا؟ وكيف يمكن تنظيف بطني صباحاً بشكل تام؟
- هذا ملخص أسئلتك، حول تكرار الإلحاح على الذهاب للحمام في الصباح للإخراج، وسبب ذلك، وكيف يُمكن إتمام الإخراج مرة واحدة. ولفهم آلية حصول عملية الإخراج، ولإدراك التغيرات في الإخراج مع التقدم في العمر وكيفية التخفيف منها، ولمعرفة كيفية إتمام عملية الإخراج بطريقة مريحة، لاحظ معي تسلسل النقاط التالية:
1. ما كان الجسم يستطيع فعله في عمر الثلاثين، ليس هو ما يستطيع فعله في عمر السبعين. وأحد التغيرات التي تعترينا مع التقدّم في العمر هو عمل الجهاز الهضمي. وذلك من جوانب شتى، بدءاً من طريقة تناول لقيمات الطعام، وتوفر اللعاب، وسلامة الأسنان لمضغها وبلعها، ووصولاً إلى عملية الإخراج. ومروراً فيما بين ذلك بعمليات الهضم.
وتشير التقديرات الطبية إلى أن 40 في المائة من كبار السن يعانون مشكلة في الجهاز الهضمي مرتبطة بالعمر في كل عام. وعلى الرغم من أن اضطرابات التبرز شائعة ومتكررة ومزمنة ومرهقة، وتؤثر على الصحة الاجتماعية والعاطفية لدى كبير السن، فإنه يُمكن علاجها والتعامل معها من خلال النصائح الغذائية الصحيحة، وبعض التعديلات البسيطة في نمط الحياة، والدعم الطبي المتخصص.
2. من المفترض أن يخرج ما يدخل، فنحن نأكل ونشرب للحفاظ على أجسامنا. وبعد أن يستخلص الجهاز الهضمي المكونات الضرورية للجسم من العناصر الغذائية في طعامنا، يتم إخراج فضلات عمليات الهضم على شكل مواد صلبة في البراز.
والبراز البشري، عندما يكون صحياً، يتكون عادة من نحو 70 في المائة من المواد الصلبة، و30 في المائة من السوائل. وجزء من تلك المكونات الصلبة هو بقايا البكتيريا الصديقة في القولون. ويتراوح وزن كمية البراز في اليوم بين 20 و400 غرام. ولدى منْ لا يتبرز كل يوم، يكون الوزن في الأسبوع نحو كيلوغرام. ومقدار الوقت الذي يجدر أن يخصصه الشخص عادة للبقاء في الحمام للإخراج هو نحو 5 دقائق، ويجب ألا يتجاوز الجلوس على مقعد الحمام 15 دقيقة (الجلوس على مقعد المرحاض المجوف لفترة طويلة، يضع ضغطاً إضافياً على الأوردة، ما يؤدي إلى البواسير). وعادة يتم الإخراج الفعلي للبراز خلال ما بين ربع دقيقة ودقيقة، وفي الحالات الطبيعية لدى متوسطي العمر، بسرعة نحو 2 سنتيمتراً في الثانية.
3. إتمام عملية الإخراج، وعدم المعاناة منها، يتطلب 3 عناصر: أولها مكونات غذائية تُسهّل عملية الإخراج. وثانيها كفاءة عمل الأجزاء العضلية وغيرها المشاركة في عملية الإخراج. وثالثها اتخاذ الوضعية والظروف الملائمة للإخراج دون عناء.
وفي العنصر الأول، يمثل تناول الألياف الغذائية وشرب الماء الكافي أهم عاملين. وفي العنصر الثاني، تمثل ممارسة تمارين تقوية عضلات أسفل الحوض (كما سيأتي) والحفاظ على وزن طبيعي للجسم، أهم عاملين. وفي العنصر الثالث، تمثل الاستجابة لطلب الجسم بالتبرز (أي دون تأجيل) وطريقة استخدام المرحاض، أهم عاملين.
4. وفق نوعية مكونات الطعام (وبالذات الألياف)، ومقدار شرب السوائل، ومقدار العمر، والسلامة من عدد من الأمراض (كما سيأتي)، ومدى النشاط البدني، تختلف وتيرة الإخراج الطبيعية بشكل كبير بين الناس، من حيث التكرار ومن حيث شكل كتلة البراز. ويتراوح معدل التكرار «الطبيعي» بين 3 مرات في اليوم (عادة بعد كل وجبة) ومرة كل يومين. أي أن إخراج البراز 3 مرات في الأسبوع هو ضمن الطبيعي. وبالتالي، من الطبيعي أن يكون لدى البشر عادات شديدة التباين، ولكن كل واحد منا يميل إلى أن يكون لديه عادة تفريغ الأمعاء بانتظام. والأكثر شيوعاً مرة واحدة يومياً، وعادة في الوقت نفسه تقريباً من اليوم، وربما لدى الغالبية في الصباح.
5. ثمة 3 أوضاع للتغوط، وهي: الجلوس على كرسي المرحاض (الشائع)، والجلوس على كرسي المرحاض مع ثني الوركين برفع الركبتين، واستخدام مرحاض القرفصاء (الذي على مستوى الأرض). والفكرة أن إعطاء استقامة لقناة الشرج يُسهل إفراغ البراز منها. وثمة اختلافات في الملاحظات الطبية حول احتمال أن وضعية الجلوس قد لا تسمح لعضلات المستقيم بالاسترخاء في خط مستقيم، كما في مرحاض القرفصاء. وبعض الباحثين الذين يدرسون الحالات الصحية للجهاز الهضمي، مثل متلازمة القولون العصبي، والإمساك المزمن، يربطون ذلك بهذا النوع من وضع المرحاض. ولذا يقترحون الجلوس مع ثني الوركين، بعيداً عن جسمك بزاوية ما بين 40 و60 درجة، بما يجعل عضلات المستقيم في وضع أكثر حيادية، ومما يقلل من الإجهاد الذي يتطلبه إخراج البراز. ولكن لا توجد حالياً دراسات تشير إلى أن الجلوس مع ثني الوركين أفضل من القرفصاء لاستخدام المرحاض، على الرغم من أن بعض الأبحاث تشير إلى أنه قد يكون أفضل من مجرد الجلوس. ولكن يظل وزن الجسم، وتحمّل وضعية القرفصاء مع عدم التسبب في انخفاض ضغط الدم عند الوقوف، هي عوامل معيقة لكبار السن والمُصابين بأمراض مزمنة في القلب والأوعية الدموية والأعصاب والمفاصل والعضلات، عن استخدام وضعية القرفصاء للإخراج.
6. للتوضيح، تلعب عضلات «سطح أسفل الحوض» دوراً في عملية الإخراج. وفي «سطح أسفل الحوض» توجد عضلة تُسمى عضلة العانة. وهي تلتف حول المستقيم كالحبل، وتلتصق بعظمة العانة الأمامية. وعندما يتم شد العضلة بشكل أكثر إحكاماً حول المستقيم، فإنها تُضيّق ممر الإخراج، وبالتالي تساعدنا على الاحتفاظ بالبراز. وهذا جيد في معظم الأوقات؛ لأننا بالتأكيد لا نريد خروج البراز في الوقت الخطأ. وعلى العكس من ذلك، عندما نريد أو نحتاج إلى حركة الأمعاء، يجب أن تكون تلك العضلة قادرة على الاسترخاء والإطالة حتى يصبح المستقيم ممراً سهلاً، ومسار خروج البراز أوسع. وتفيد بعض مصادر طب الجهاز الهضمي بأن من أقوى وسائل ارتخاء (أو شد) هذه العضلة (لتسهيل الإخراج) هو وضعية الجلوس للتبرز. ووضعية القرفصاء تُسهم في ارتخاء هذه العضلة، ووضعية الجلوس العادي (وخصوصاً إذا كان كرسي المرحاض مرتفعاً) تُسهم في شد هذه العضلة. وفيما بين الوضعيتين يكون الإخراج سهلاً. أي الجلوس على كرسي المرحاض وخفض الوركين عبر ارتفاع القدمين قليلاً (باستخدام كرسي صغير الارتفاع ووضع القدمين عليه)، لجعل الزاوية بين الفخذ والعمود الفقري نحو 40 درجة (بدلاً من 90 درجة عند الجلوس العادي).
7. مع تقدمنا في العمر تتغير الأشياء، وهذا يشمل عادات الأمعاء. ويمسي الإمساك أكثر شيوعاً. ويُعرَف «الإمساك» طبياً بأنه إخراج أقل تكراراً (أقل من مرتين في الأسبوع)، أو زيادة «وقت الإجهاد» لدفع البراز ليتجاوز 25 في المائة من كامل وقت إخراج البراز، أو إخراج غير مكتمل (بمعنى الاضطرار للعودة إلى الحمام لإكمال العملية في غضون أقل من ساعة أو نحو ذلك)، أو إخراج براز صلب التكوين. وتحصل هذه التغيرات بسبب عدد من العوامل المتعلقة بالعمر. وتشمل: نقص قوة عضلات الأمعاء وعضلات البطن، وبطء عملية التمعّج (تقلص لا إرادي لعضلات الأمعاء بما يشبه الحركة الدودية)، وقلة ممارسة الرياضة، وتدني القدرة على الحركة البدنية، ووجود البواسير، وعدم كفاية تناول السوائل، ونقص التغذية بالألياف (فواكه وخضراوات)، ووجود سمنة البطن والجسم، والآثار الجانبية لعدد من الأدوية الشائعة الاستعمال.
ومن بعض فئات الأدوية التي ترفع فرص حصول الإمساك: حاصرات قنوات الكالسيوم (لعلاج ارتفاع ضغط الدم)، وأدوية الألم المخدرة، ومضادات الحموضة التي تحتوي على الكالسيوم أو الألمنيوم، وحبوب الحديد، ومضادات الاكتئاب، والإفراط في الاستخدام و/ أو التوقف المفاجئ عن تناول الأدوية الملينة لعلاج الإمساك.
8. مع توقع حصول تغيرات «طبيعية»، هناك تغيرات أخرى حصولها «غير طبيعي». والتي يمكن أن تكون نذيراً لأمراض تحتاج إلى تحديد وعلاج. وأحدها تغيير شكل البراز. وإذا أصبح أشبه بـ«قلم الرصاص» الرفيع، واستمر لمدة أسبوع أو أسبوعين، وكان من الواضح أنه تغيير عن المعتاد، فيجب إبلاغ الطبيب بذلك. وكذلك إذا كان فقدان الوزن مصحوباً بالإمساك، أو كانت الحمى جزءاً من الإسهال. وخروج الدم، سواء كان أحمر أو أسود داكناً، أمر غير طبيعي ويحتاج إلى تقييم طبي. وكذلك لو تغير لون البراز نحو اللون الأبيض، أو لون الطين الفاتح. وأيضاً يمكن أن يكون الإمساك أحد مظاهر كثير من الأمراض، بما في ذلك الاكتئاب، وكسل الغدة الدرقية، ومرض باركنسون العصبي، والسرطان. وقد يكون الإسهال من أعراض مرض كرون، والتهاب القولون التقرحي، وفرط نشاط الغدة الدرقية، واضطرابات سوء الامتصاص والحساسية الغذائية. وتتطلب كل هذه الحالات غير الطبيعية المحتملة تقييماً طبياً.
9. لا يجب أن يكون اضطراب عملية الإخراج جزءاً من الشيخوخة الطبيعية. وهناك عدد من التغييرات في نمط الحياة والعلاجات التي يمكنك اعتمادها للحفاظ على صحة الأمعاء وعملها في أفضل حالاتها. وأولى الخطوات تحسين نظام التغذية عبر زيادة تناول الألياف (وخصوصاً الخضراوات والفواكه والبقول والخبز الأسمر). وثانيها الحرص على شرب الماء (ليكون لون البول أصفر فاتح). وثالثها ممارسة تمارين تقوية عضلات أسفل الحوض، أي تمرين كيغل. ولفهم المقصود تخيل لو أنك توقفت إرادياً عن التبول في أثناء جريان البول، وحدد العضلات التي استخدمتها لتحقيق ذلك. وهذه العضلات قم بشدّها لمدة 3 ثوانٍ ثم استرخِ لمدة 3 ثوانٍ أخرى. وكررها نحو 10 مرات في كل مرة، لثلاث جلسات في اليوم، سواء مستلقياً على الظهر أو جالساً. واجعلها عادة لك طوال العمر، للذكور والإناث. والخطوة الرابعة ممارسة الحركة البدنية والتمارين الرياضية، وأفضلها المشي السريع. والخطوة الخامسة تحاشي تناول الأدوية المُليّنة.
10. وجود الحويصلات في القولون (أكياس صغيرة منتفخة في بطانة القولون على طول نقاط ضعيفة في جدار الأمعاء)، أو ما يُسمى «مرض الرتج»، وهو شائع نسبياً. ويوجد لدى نحو نصف الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر. وعلى الرغم من أن كثيراً من الناس لا يعانون أي أعراض لها، ولا تتطلب علاجاً، فإن البعض قد تحدث لديه الغازات، والانتفاخ، وتشنجات التقلصات في البطن، والإمساك.


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.