الفقر والبرد في سوريا يزيدان السرقة والتحطيب الجائر للأشجار

تنافس في الشوارع على النفايات القابلة للاشتعال

من المشاهد المحزنة في سوريا اليوم (د.ب.أ)
من المشاهد المحزنة في سوريا اليوم (د.ب.أ)
TT

الفقر والبرد في سوريا يزيدان السرقة والتحطيب الجائر للأشجار

من المشاهد المحزنة في سوريا اليوم (د.ب.أ)
من المشاهد المحزنة في سوريا اليوم (د.ب.أ)

بعد عودته من العمل آخر النهار، يعكف إياد على فرز ما جمعه أطفاله من الشوارع من نفايات بلاستيكية وورقية وعيدان يقصها ويشذبها ويفرزها في أكياس، ليستعملها في إشعال حطب التدفئة... فالحطب الذي يشترونه غالباً ما يكون رطباً، ويحتاج إلى مواد سريعة الاشتعال.
ينظر إياد إلى كفيه وهو يقلبهما متسائلاً: «هل هاتان يدا بني آدم أم خُفّا جمل؟».
ويعمل إياد أجيراً على بسطة خردة ولوازم منزلية في منطقة البرامكة منذ أن فقد بيته وعمله في الحجر الأسود خلال الحرب عام 2013. ويشعر بالامتنان، لأن أطفاله، وعددهم أربعة (5 و7 و10 و13 عاماً) بات بمقدورهم إعانته. أكبرهما (10 و13) يعملان بعد المدرسة؛ أحدهما في ورشة تصليح سيارات، والآخر في محل بيع خضراوات، بالإضافة إلى عمل زوجته في رعاية المسنين، ويقول: «مجموع دخلنا يصل إلى 700 ألف ليرة (ما يعادل 100 دولار)؛ ما يكفي بالكاد لإيجار بيت ومعيشة. ومع اشتداد أزمة المحروقات والغلاء هذا العام باتت مصاريف المواصلات والتدفئة تكسرنا، حيث ندفع كل أسبوع ثلاثين ألف ليرة ثمن حطب، حيث إن سعر الكيلوغرام منه يتراوح بين 2500 و3000 ليرة. كما نحتاج إلى لتر مازوت للتشعيل بـ9 آلاف ليرة».
ويضيف: «أحياناً كثيرة، وللتوفير، نرمي بالمدفأة كل ما يمكن إشعاله؛ من ملابس قديمة وشحاطات بلاستيك ونفايات، بغض النظر عن الروائح الخانقة المنبعثة عنها». ويضيف: «لم يبقَ في بيتنا شيء للحرق إلا وحرقناه... البيت نظيف على الآخر». لذلك يجهد طفلاه الصغيران (5 و7 سنوات) في جمع نفايات من الشارع، وقد عرَّضهما ذلك للضرب على أيدي الأولاد المحترفين في نبش الحاويات الذين يعتاشون من بيعها لمعامل التدوير، حيث تعرض الطفل ذو السبع سنوات إلى ضرب عنيف من أحد النباشين، بسبب التنافس على عبوة بلاستيكية كبيرة، إلا أن هذه الحادثة لم تمنع إياد من الاستمرار في إرسال طفله لجمع النفايات، بل أرسل معه الأشقاء الأكبر، ومشى هو خلفهم من بعيد، ليتدخل إذا لزم الأمر، وذلك «كي لا تظن عصابات النبش والسرقة أن أولادي ضعفاء، وكل ما نريده الحصول على شيء للتدفئة». وأشار إلى «جشع النباشين؛ فهم لا يتورعون عن سرقة وتحطيب الأشجار من البساتين وحدائق البيوت لبيعها بأسعار حسب مزاجهم».
وفي ظل أزمة الطاقة والوقود اللازم للتدفئة التي اشتدت في موسم الشتاء الحالي، عادت مدافئ الحطب ونواة الزيتون وقشور الفستق إلى منازل معظم السوريين، وبات المشهد الأكثر شيوعاً في الشوارع رؤية الباحثين عن مواد قابلة للاشتعال وهم يحدقون بالأرض، أو حاويات القمامة، أو أغصان الأشجار.
رجل مسنّ كان يجر قدميه جراً في وسط العاصمة دمشق، انحنى والتقط من الأرض عدة عيدان يابسة، وقال: «الحمد لله، الله يديمها نعمة»... قال عبارته بصوت مرتفع، وهو يخبئ العيدان في «عبّه» حالماً ببعض الدفء عندما يعود إلى بيته مساء.
ومع ازدياد الطلب على تلك المواد، وأي مواد قابلة للاشتعال، تفشَّت ظاهرة التحطيب غير الشرعي للأشجار، ووصلت إلى حدائق المنازل. يحكي نعيم الذي يسكن في إحدى ضواحي دمشق الغربية أنه غادر منزله ليومين فقط، وعندما عاد فوجئ باختفاء ثلاث أشجار سرو كبيرة من حديقته، بينما عبَّر أحد سكان بلدة صحنايا عن حزنه العميق لسرقة عدة أشجار زيتون من بستانه، وقال: «عائلات تعيش من خير تلك الأشجار، وقطعها قطع للرزق. الشجرة روح، وقطعها يعادل جريمة قتل إنسان».
ولا يقبل صاحب أشجار الزيتون أي تبرير للسارقين، حتى لو قيل إن «البرد قاتل»، بحسب تعبيره.
بدورها، أكدت سيدة من مدينة حمص زيادة معدلات الوفيات في منطقتها بسبب البرد، وقالت: «غالبية الحالات إما لمصابين بأمراض مستعصية، أو لعجائز مناعتهم ضعيفة، وجاء البرد ليقضي عليهم»، مشيرة إلى انتشار سرقة المدافئ والمازوت، وقالت: «كانت سرقة جرار الغاز المنزلي الأكثر شيوعاً، أما الآن، فقد أضيفت إليها سرقة المدافئ والمازوت إن وُجِدت. كما لم تعد السرقة تقتصر على البيوت، بل وصلت إلى المدارس». ومؤخراً، سُرق من مدرسة في الحي الذي تقطنه المدافئ والمازوت ومقاعد خشبية.
وتفيد الأرقام الرسمية لمديرية تربية حمص بوقوع أكثر من 113 حادثة سرقة للمدارس في المدينة وريفها خلال العامين الدراسيين الماضي والحالي.
ويعاني السكان في مناطق سيطرة النظام من شتاء يُعد الأصعب خلال سنوات الحرب، بسبب غياب الكهرباء لأكثر من عشرين ساعة في معظم المناطق، بالإضافة إلى عدم توفر الغاز المنزلي والمازوت اللازم للتدفئة، بالترافق مع ارتفاع الأسعار جراء انهيار سعر الليرة.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.