الإضرابات تكبد «البريد الملكي البريطاني» 200 مليون إسترليني

تراجع إنتاج السيارات في المملكة المتحدة لأدنى مستوى منذ الخمسينات

جانب من المتحف البريطاني في وسط العاصمة لندن (رويترز)
جانب من المتحف البريطاني في وسط العاصمة لندن (رويترز)
TT

الإضرابات تكبد «البريد الملكي البريطاني» 200 مليون إسترليني

جانب من المتحف البريطاني في وسط العاصمة لندن (رويترز)
جانب من المتحف البريطاني في وسط العاصمة لندن (رويترز)

كشف «البريد الملكي البريطاني» أن تكلفة الإضراب احتجاجا على الأجور وأحوال العمل، وصلت إلى نحو 200 مليون جنيه إسترليني (248 مليون دولار)، مما سوف يدفع الشركة لتكبد خسائر تشغيلية كبيرة.
وذكرت وكالة «بي إيه ميديا» البريطانية أن خدمات التوزيع الدولية، المالكة للشركة، كشفت أن خسائر البريد الملكي وصلت إلى 295 مليون جنيه إسترليني خلال أول تسعة أشهر من عامها المالي حتى الآن، حيث تضررت الشركة من إضراب العاملين لمدة 18 يوماً.
وقالت شركة «البريد الملكي» إن توقعاتها بالنسبة للعام بأكمله تستند على عدم حدوث إضرابات خلال الربع الرابع، وقبول اتحاد العاملين في مجال الاتصالات العرض الخاص بالأجور. وأضافت الشركة أنها ما زالت تعتزم خفض عدد العمال بواقع 5000 شخص بحلول مارس (آذار)، و10 آلاف إجمالاً خلال شهر أغسطس (آب).
وفي شأن آخر في بريطانيا، أظهرت بيانات جديدة تراجع إنتاج السيارات لأدنى مستوى منذ 1956 خلال العام الماضي، حيث تراجع الإنتاج بسبب النقص العالمي لرقائق أشباه الموصلات.
ونقلت وكالة «بي إيه ميديا» عن رابطة مصنعي وتجار السيارات القول إنه تم إنتاج 775 ألفاً و14 سيارة خلال عام 2022، بانخفاض نسبته 9.8 في المائة مقارنة بالعام الماضي عندما بلغ الإنتاج 859 ألفاً و575 سيارة. وتراجع إجمالي الإنتاج السنوي خلال عام 2022 بنسبة 40.5 في المائة مقارنة بمستويات ما قبل جائحة «كورونا» خلال 2019.
وقد ارتفع الإنتاج في بريطانيا العام الماضي بنسبة 9.4 في المائة مقارنة بعام 2021، ولكن هذا لم يعوّض تراجع الصادرات بنسبة 14 في المائة. وقالت رابطة مصنعي وتجار السيارات إن «نقص رقائق أشباه الموصلات حدّ من قدرة الشركات المصنعة للسيارات على تصنيع السيارات». وقد تم إنتاج مستويات قياسية من السيارات الكهربائية، حيث كانت معظم السيارات المصنعة إما كهربائية بالكامل وإما هجينة.
وقال المدير التنفيذي للرابطة مايك هاويس: «هذه الأرقام تعكس مدى صعوبة عام 2022 بالنسبة لقطاع صناعة السيارات في بريطانيا، على الرغم من أننا قمنا بصناعة سيارات كهربائية أكثر من ذي قبل».
ومن جانب آخر، قالت مصادر مطلعة إن «الحكومة البريطانية تعتزم تقديم مساعدات مالية مباشرة لدعم شركات صناعة أشباه الموصلات البريطانية، كجزء من استراتيجية للقطاع الذي أصبح مؤثراً في القضايا الجيوسياسية العالمية».
ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن هذه المصادر القول إن هذه الخطة ستتضمن ضخ أموال في الشركات الناشئة، ومساعدة الشركات القائمة من أجل زيادة حجمها، بالإضافة إلى تقديم حوافز جديدة لشركات الاستثمار المالي الخاصة. وتعتزم الحكومة تشكيل قوة عمل لقطاع أشباه الموصلات لتنسيق الدعم العام والخاص؛ لتكثيف تصنيع أشباه الموصلات المركبة خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وقال مصدر مطلع إنه لم يتم الاتفاق مع وزارة الخزانة على رقم عام للمساعدات، لكن من المتوقع أن يكون عدة مليارات من الجنيهات الإسترلينية. وتعد الرقائق الإلكترونية مكوناً حيوياً في كل شيء من الهواتف المحمولة إلى السيارات، وتسبب نقص إمداداتها خلال السنوات الأخيرة في اضطراب شديد في كثير من الصناعات. كما أعادت الشركات - التي تضررت بالفعل من جائحة «كورونا» - النظر في استثماراتها في بريطانيا بسبب حالة الإحباط نتيجة التأخير في صياغة استراتيجية للقطاع.
وستدعم أي جهود بريطانية لتنمية صناعة أشباه الموصلات المحلية الجهود الأميركية لفرض قيود على تصدير الرقائق والتكنولوجيا المتقدمة إلى الصين، وعرقلة تقدمها في صناعة أشباه الموصلات.


مقالات ذات صلة

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

الاقتصاد مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

قالت أكبر شبكة لبنوك الطعام في بريطانيا إن عدد الطرود الغذائية التي وزعتها زاد 37 بالمائة إلى مستوى قياسي بلغ ثلاثة ملايين طرد في عام حتى مارس (آذار) الماضي، إذ يعاني عدد متزايد من الناس بسبب أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة. وقالت «ذا تراسل تراست» التي تدعم 1300 مركز لبنوك الطعام في أنحاء المملكة المتحدة، يوم الأربعاء، إن أكثر من مليون طرد غذائي جرى تقديمها لأطفال، بزيادة نسبتها 36 بالمائة خلال عام واحد. وأضافت أنه على مدار عام لجأ 760 ألف شخص لأول مرة إلى بنوك الطعام التابعة لها، بزيادة 38 بالمائة على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد «ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

«ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

رفعت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندارد آند بورز» (إس آند بي) تقديراتها لآفاق الدين البريطاني على الأمد الطويل من «سلبية» إلى «مستقرة»، مؤكدة أنها لا تفكر في خفضها في الأشهر المقبلة، وأبقت على درجتها لتصنيف الدين السيادي (إيه إيه/إيه-1). وقالت الوكالة في بيان، إن هذه النظرة المستقرة «تعكس الأداء الاقتصادي الأخير الأمتن للمملكة المتحدة واحتواء أكبر للعجز في الميزانية خلال العامين المقبلين». وأكدت خصوصاً أن «الإجراءات السياسية للحكومة على جبهة العرض وتحسن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي يمكن أن يدعما آفاق النمو على الأمد المتوسط رغم القيود الهيكلية الحالية»، لكن الوكالة حذرت من «المخاطر الناشئة عن ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ارتفع مؤشر ثقة المستهلك في بريطانيا خلال أبريل (نيسان) الجاري إلى أعلى معدلاته منذ نشوب حرب أوكرانيا. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن مؤشر ثقة المستهلك الذي تصدره مؤسسة «جي إف كيه» للأبحاث التسويقية ارتفع في أبريل الجاري ست نقاط، ليصل إلى سالب ثلاثين، ليسجل بذلك ثالث زيادة شهرية له على التوالي، وأعلى ارتفاع له منذ 14 شهرا. وتعكس هذه البيانات أن المستهلك البريطاني أصبح أكثر حماسا بشأن الآفاق الاقتصادية وأكثر استعدادا للإنفاق على مشتريات أكبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

رغم أن الاقتصاد البريطاني لم يسجل أي نمو خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، قال وزير المالية البريطاني جيريمي هانت يوم الخميس، إن التوقعات الاقتصادية «أكثر إشراقاً مما كان متوقعاً»، مضيفاً أنه من المفترض أن تتجنب البلاد الركود. وأظهرت بيانات رسمية، أن الاقتصاد البريطاني فشل في تحقيق النمو كما كان متوقعاً في فبراير؛ إذ أثرت إضرابات العاملين في القطاع العام على الإنتاج، لكن النمو في يناير (كانون الثاني) كان أقوى مما يُعتقد في البداية؛ مما يعني تراجع احتمالية حدوث ركود في الربع الأول قليلاً. وقال مكتب الإحصاءات الوطنية يوم الخميس، إن الناتج الاقتصادي لم يشهد تغيراً يذكر على أساس شهري في فبراير.

«الشرق الأوسط» (لندن)

قفزة تاريخية لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بعد عودة ترمب وتيسير «الفيدرالي»

متعاملون في بورصة نيويورك يتفاعلون مع فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية (رويترز)
متعاملون في بورصة نيويورك يتفاعلون مع فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية (رويترز)
TT

قفزة تاريخية لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بعد عودة ترمب وتيسير «الفيدرالي»

متعاملون في بورصة نيويورك يتفاعلون مع فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية (رويترز)
متعاملون في بورصة نيويورك يتفاعلون مع فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية (رويترز)

تجاوزت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» مستوى 6 آلاف نقطة يوم الجمعة، ما يعكس توقعات الأسواق بنهاية إيجابية لأسبوع مليء بالأحداث الكبرى، شملت استعادة دونالد ترمب للرئاسة الأميركية، إلى جانب خفض «الاحتياطي الفيدرالي» لأسعار الفائدة.

وظلّت العقود الآجلة للمؤشرات الرئيسية الثلاثة في حالة استقرار نسبي في التعاملات المبكرة، بعد أن سجلت عقود «ستاندرد آند بورز 500» هذا الإنجاز لأول مرة يوم الخميس، وفق «رويترز».

وقال كبير الاستراتيجيين في شركة «بيبرستون»، مايكل براون: «لا أستطيع تحديد محفز معين لهذا التحرك، لكنه بدا بمثابة استمرار للارتفاعات الأولية للأسواق بعد الانتخابات، أكثر من كونه رد فعل لحدث مفاجئ».

وقد خفض «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الخميس، وهو ما كان متوقعاً على نطاق واسع. وفي الاجتماع، أكد رئيس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، أن نتيجة الانتخابات الرئاسية لن يكون لها تأثير «على المدى القريب» على السياسة النقدية.

وشهدت توقعات الأسواق انتعاشاً هذا الأسبوع بعد فوز ترمب الحاسم، حيث يتوقع المستثمرون أن تدفع التخفيضات الضريبية المقترحة والنظام التنظيمي الأسهل إلى تعزيز أرباح الشركات، مما يسهم في دعم أسواق الأسهم.

وأضاف براون: «الأرباح القوية والنمو الاقتصادي، إلى جانب الدعم القوي من الاحتياطي الفيدرالي، من المتوقع أن تواصل دفع الأسواق للأعلى على المدى المتوسط».

ومع ذلك، فإن خطط ترمب المالية التوسعية، إضافة إلى الزيادات المقترحة في الرسوم الجمركية، قد تؤدي إلى زيادة التضخم، ما قد يعقد مسار «الاحتياطي الفيدرالي» في تبني سياسة نقدية أكثر مرونة. وقد أدت هذه المخاوف إلى تقليص التوقعات المتعلقة بتخفيضات الفائدة في العام المقبل، مع ارتفاع عوائد السندات إلى أعلى مستوياتها منذ عدة أشهر.

لكن التأثير الفوري على «وول ستريت» كان محدوداً، حيث أغلقت المؤشرات الرئيسية الثلاثة قرب أعلى مستوياتها القياسية يوم الخميس.

ويتجه كل من مؤشري «داو جونز» و«ستاندرد آند بورز 500» لتحقيق أفضل أداء لهما منذ ما يقارب العام، في حين يحقق مؤشر «ناسداك» أفضل أسبوع له منذ شهرين.

وفي الساعة 3:35 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، كانت عقود «داو جونز» الآجلة قد ارتفعت بمقدار 21 نقطة أو 0.05 في المائة، فيما سجلت عقود «ستاندرد آند بورز 500» الآجلة زيادة قدرها 5.25 نقطة أو 0.09 في المائة، في حين كانت عقود «ناسداك 100» الآجلة قد ارتفعت 11.75 نقطة أو 0.06 في المائة.

وكان المستثمرون أيضاً يترقبون احتمالية حدوث «طوفان أحمر»، وهو ما قد يسهل على ترمب تنفيذ خططه التشريعية، في ظل احتفاظ الجمهوريين بأغلبيتهم الضئيلة في مجلس النواب بعد فوزهم بالسيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي.