أسعار النفط تصعد لأعلى مستوى في 3 أسابيع

«وكالة الطاقة»: إعادة فتح الصين سترفع الطلب العالمي على الخام في 2023

حفار في بئر نفطية جنوب تكساس الأميركية (رويترز)
حفار في بئر نفطية جنوب تكساس الأميركية (رويترز)
TT

أسعار النفط تصعد لأعلى مستوى في 3 أسابيع

حفار في بئر نفطية جنوب تكساس الأميركية (رويترز)
حفار في بئر نفطية جنوب تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الأربعاء، إلى أعلى مستوياتها في 2023 (أي في نحو 3 أسابيع)، مدفوعة بالتفاؤل بأن تخفيف القيود الصارمة المرتبطة بـ«كوفيد - 19» في الصين سيؤدي إلى تعافي الطلب على الوقود لدى أكبر مستورد للنفط في العالم.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.6 في المائة إلى 87.55 دولار للبرميل بحلول الساعة 15:20 بتوقيت غرينيتش، وصعد الخام الأميركي 1.9 في المائة إلى 81.75 دولار للبرميل.
ونما الناتج المحلي الإجمالي للصين 3 في المائة في 2022، متخلفاً عن الهدف الرسمي البالغ «حوالي 5.5 في المائة»، ومسجلاً ثاني أسوأ أداء منذ 1976. لكن البيانات لا تزال تفوق توقعات المحللين بعد أن تخلت الصين عن سياسة «صفر كوفيد» في ديسمبر (كانون الأول). وتوقع محللون استطلعت «رويترز» آراءهم ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للصين إلى 4.9 في المائة في 2023.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تقرير شهري إن الطلب الصيني على النفط سينمو 510 آلاف برميل يوميا هذا العام، بعد أن أعلنت في 2022 أول انكماش له منذ سنوات؛ بسبب إجراءات احتواء فيروس «كورونا». لكن أوبك أبقت توقعاتها للنمو في الطلب العالمي في 2023 دون تغيير عند 2.22 مليون برميل يوميا.
وقال توشيتاكا تازاوا المحلل لدى فوجيتومي سكيوريتيز، وفق «رويترز»: «تدعمت أسعار النفط بالآمال المتزايدة في أن الطلب على الوقود في الصين سينتعش بعد التحول الأخير في سياستها بشأن (كوفيد - 19)». وأضاف «التوقعات المتفائلة لأوبك بشأن الطلب الصيني دعمت أيضاً معنويات السوق»، متوقعاً مساراً صعودياً هذا الأسبوع.
في الأثناء، توقعت وكالة الطاقة الدولية أمس، أن يؤدي إلغاء قيود مكافحة «كوفيد - 19» في الصين إلى نمو الطلب العالمي على النفط هذا العام إلى مستوى قياسي جديد، بينما قد تتأثر الإمدادات سلبا نتيجة السقف السعري المفروض على النفط الروسي.
وأضافت الوكالة، ومقرها باريس، في تقريرها الشهري عن النفط «العاملان الحاسمان لتوقعات سوق النفط في 2023 هما روسيا والصين». وتابعت «الإمدادات الروسية تتباطأ في ظل التأثير الكامل للعقوبات، بينما ستقود الصين ما يقرب من نصف نمو الطلب العالمي على الرغم من استمرار ضبابية شكل ووتيرة إعادة الفتح هناك».
وقالت وكالة الطاقة: «سيكون أبرز محفز للناتج المحلي الإجمالي ونمو الطلب على النفط في 2023 توقيت ووتيرة تعافي الصين بعد الإغلاق».
وفي الوقت نفسه، من المقرر أن يأتي النمو الرئيسي في إمدادات النفط من الولايات المتحدة، إذ سينخفض إنتاج مجموعة أوبك بلس المنتجة للنفط بواقع 870 ألف برميل يوميا، وتتصدر روسيا قائمة الدول التي ستخفض الإنتاج. وقالت وكالة الطاقة إن إنتاج النفط الروسي تقلص بواقع 200 ألف برميل يوميا فقط في ديسمبر، بعدما حظر الاتحاد الأوروبي استيراد خامها المنقول بحرا، وفرض ائتلاف دول سقف أسعار على الخام الروسي.
وكان ذلك نحو مثلي ما توقعته الوكالة في تقريرها الأخير. وتوقعت الوكالة في الأساس تراجع الإنتاج بواقع ثلاثة ملايين برميل يوميا بعد غزو موسكو أوكرانيا.
وقالت الوكالة أمس، إن صادرات النفط الروسية زادت بأقل من 5 في المائة بقليل العام الماضي، على الرغم من أن الأسعار كانت أقل بكثير.


مقالات ذات صلة

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

خاص قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

من المتوقع أن يشهد النمو العالمي تباطؤاً في عام 2025، في حين سيتجه المستثمرون الأجانب إلى تقليص حجم الأموال التي يوجهونها إلى الأسواق الناشئة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد برج المقر الرئيس لبنك التسويات الدولية في بازل (رويترز)

بنك التسويات الدولية يحذر من تهديد الديون الحكومية للأسواق المالية

حذّر بنك التسويات الدولية من أن تهديد الزيادة المستمرة في إمدادات الديون الحكومية قد يؤدي إلى اضطرابات بالأسواق المالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون في كوريا الجنوبية يعملون أمام شاشات الكومبيوتر في بنك هانا في سيول (وكالة حماية البيئة)

الأسواق الآسيوية تنخفض في ظل قلق سياسي عالمي

انخفضت الأسهم في آسيا في الغالب يوم الاثنين، مع انخفاض المؤشر الرئيسي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.3 في المائة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ )

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».