صالح يتوقع إجراء الانتخابات الليبية قبل نهاية 2023

الدبيبة يجدد رفضه لـ«الحكم العسكري»... واللافي يدافع عن «ملتقى المصالحة»

عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي (المكتب الإعلامي لصالح)
عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي (المكتب الإعلامي لصالح)
TT

صالح يتوقع إجراء الانتخابات الليبية قبل نهاية 2023

عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي (المكتب الإعلامي لصالح)
عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي (المكتب الإعلامي لصالح)

توقع عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد قبل حلول شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بعد التوافق بين مجلسي النواب و«الأعلى للدولة»، بينما قال عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، إنه يسعى لمنع محاولة تقسيم البلاد والوصول إلى ما وصفه بانتخابات عادلة ونزيهة.
وأبلغ صالح أعضاء مجلس النواب، اليوم (الثلاثاء)، خلال جلسة رسمية بمقرهم في مدينة بنغازي بشرق البلاد، أن «التقارب مع مجلس الدولة لفظي فقط، والأفعال لم تنتج شيئاً حتى الآن»، لافتاً إلى أن الحوار مع الأخير لم يصل إلى نتيجة جادة حتى هذه اللحظة، كما أوضح أنه «لم يستجب لمراسلات مجلس النواب بشأن الملفات العالقة».
وبعدما اعتبر أن «الحل الوحيد لإخراج البلاد من أزمتها هو تعديل الإعلان الدستوري»، قال صالح إن مجلس النواب هو الجسم التشريعي الوحيد في ليبيا، واصفاً مجلس الدولة بأنه «جسم استشاري» فقط.
وكان صالح قد أبقى في تصريحات تلفزيونية، مساء أول من أمس، على احتمال ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، بقوله: «لا أملك طموح الترشح أو التقدم للانتخابات المقبلة، لكن السياسة قابلة للتغير».
وأعرب عن تطلعه لإجراء الانتخابات العامة في أي وقت، موضحاً أنه يجري حالياً الاتفاق على القوانين المنظمة للعملية الانتخابية.
ونفى «وجود أي مواد ملغمة في الوثيقة الدستورية» التي تم إقرارها في القاهرة بين مجلسي النواب والدولة، لكنه أوضح وجود مادة أو مادتين بانتظار التوافق عليهما ليتم إحالة مشروع القانون إلى مجلسي النواب والدولة الأعلى لاتخاذ اللازم، مشيراً إلى وجود «شبه التقاء على ضرورة إعادة النظر وتشكيل حكومة جديدة».
ودعا صالح إلى توزيع الثروة الليبية بطريقة عادلة حتى يستفيد منها كل الليبيين، وإعادة تسمية المناصب السيادية، منتقداً مجدداً تدخل الأطراف الدولية في الشأن الليبي، عبر استغلال ما وصفه بحالة الانقسام في الشارع الليبي.
فيما قال إن «التدخلات الأجنبية ستنتهي قريباً في ظل صحوة الليبيين»، اتهم حكومة الدبيبة بـ«الفساد والفشل» في مهامها وفقدانها الثقة ومصداقيتها، بعد اعتراضها على أحكام القضاء في سابقة خطيرة، على حد قوله.
في المقابل، أكد الدبيبة على أن الانتخابات يجب أن تقام لإنهاء المراحل الانتقالية التي بدأت منذ «ثورة فبراير (شباط)». وقال مجدداً، في كلمة ألقاها، مساء أمس (الاثنين)، بمسقط رأسه بمدينة مصراتة، غرب البلاد، إنه متمسك وحكومته بوحدة ليبيا، مبدياً «رفضه أي محاولات لتفكيكها أو تقسيمها بأي شكل من الأشكال».
وعبّر الدبيبة عن رفضه لما وصفه بـ«عبث الدول والتحكم في مصير ليبيا، أو حكمها من قبل سلطة عسكرية»، متابعاً: «لا نريد سلطة عسكرية تحكمنا مرة أخرى»، «البلاد تتمتع بالهدوء، وتشهد استقراراً أمنياً واقتصادياً».
وزعم الدبيبة أنه يسعى «لإنهاء عبث كل الأجسام التي تحاول تضييع تضحيات الشهداء»، بالوصول بالبلاد إلى الانتخابات. وقال: «علينا مواصلة محاربة الاستبداد، ومنع محاولة تقسيم بلادنا لنصل إلى انتخابات عادلة ونزيهة».
وفى أول تعليق له على المناوشات التي شهدها ملتقى المصالحة الوطنية الذي نظمه المجلس الرئاسي مؤخراً في العاصمة طرابلس، حول علم البلاد ونشيدها، اعتبر الدبيبة أن «راية التحرير والاستقلال التي رفعها أبطال فبراير، ورفعها وصنعها من قبلهم الآباء الذين حرروا الوطن من الاحتلال والاستعمار، لا يمكن المتاجرة أو المجادلة فيها».
بدوره، قال عبد الله اللافي، عضو المجلس الرئاسي، إن «الانتخابات حلم الليبيين؛ لكنها مرتبطة بتحقق خطوات، أولها إصدار تشريع منتظر من مجلسي النواب و(الدولة)».
ودافع اللافي مجدداً عن مؤتمر المصالحة، واتهم أطرافاً لم يحددها بعرقلة جهوده، مشيراً إلى مشاركة جميع الأطراف والمكونات وعدم تهميش أي طرف.
إلى ذلك، أكد رئيس البعثة الأممية عبد الله باتيلي على «الحاجة الملحة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وشاملة لإعادة الشرعية للمؤسسات الليبية وإرساء دعائم الاستقرار اللازم لإعادة الإعمار وبناء الدولة وإعادة اللحمة للنسيج الاجتماعي في البلاد».
وتعهد باتيلي، لدى لقائه مساء أمس (الاثنين) بوفد من قادة المجتمع المحلي والأعيان وكبار الشخصيات وممثلي المجتمع المدني، يتقدمهم رئيس بلدية سرت، بحضور بعثة التقييم المشتركة القادمة من المقر الرئيس للأمم المتحدة في نيويورك، بإيصال مطالبهم بالحصول على الدعم إلى السلطات المعنية.
وأعرب باتيلي عن تعاطفه مع أهالي سرت، في ظل الإحباط الناجم عن تعثر محاولات إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وضعف خدمات الرعاية الصحية الكافية، ضمن تحديات أخرى كثيرة.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

«سبايس إكس» ترجئ لأجل غير مسمى أول رحلة خاصة للتجول في الفضاء

الصاروخ «فالكون 9» في مركز «كينيدي للفضاء» بفلوريدا (رويترز)
الصاروخ «فالكون 9» في مركز «كينيدي للفضاء» بفلوريدا (رويترز)
TT

«سبايس إكس» ترجئ لأجل غير مسمى أول رحلة خاصة للتجول في الفضاء

الصاروخ «فالكون 9» في مركز «كينيدي للفضاء» بفلوريدا (رويترز)
الصاروخ «فالكون 9» في مركز «كينيدي للفضاء» بفلوريدا (رويترز)

أعلنت شركة «سبايس إكس» أنها أرجأت إلى أجل غير مسمى مهمة «بولاريس دون» (Polaris Dawn) التي كان يُفترَض أن تنطلق من فلوريدا، وهي الأولى من تنظيم القطاع الخاص تسمح لركابها بالخروج من المركبة للتجوّل في الفضاء، وذلك بسبب مخاطر مرتبطة بالطقس.

وكتبت الشركة عبر منصة «إكس»: «نظراً لتوقعات الطقس غير المواتية في منطقة هبوط كبسولة (دراغون) قبالة ساحل فلوريدا، تخلينا اليوم وغداً عن مواعيد إطلاق صاروخ (فالكون 9) في إطار مهمة (بولاريس دون)».

وأضافت الشركة: «تواصل الفرق مراقبة الطقس بحثاً عن ظروف الإقلاع والعودة المواتية».

وكان إطلاق مهمة «بولاريس دون» قد أُرجئ أساساً لأربع وعشرين ساعة، بعد رصد «تسرب هيليوم» يوم الاثنين على وصلة إمداد للصاروخ. وغالباً ما يُستخدم الهيليوم، وهو غاز غير قابل للاشتعال، في أنظمة الدفع.

وحُدد في بادئ الأمر موعد جديد لإقلاع الصاروخ «فالكون 9» مع الكبسولة «دراغون» التي تضم أفراد الطاقم، الأربعاء عند الساعة 3:38 صباحاً (07:38 ت غ) من مركز كينيدي للفضاء.

وأكدت «سبايس إكس» الثلاثاء، أن «جميع الأنظمة جاهزة للإطلاق غداً».

ويقود هذه المهمة التي تستغرق 5 أيام، الملياردير الأميركي جاريد أيزاكمان، الذي يتعاون منذ سنوات مع الشركة المملوكة لإيلون ماسك.

وترمي الرحلة خصوصاً إلى اختبار بزات «سبايس إكس» الأولى المخصصة للتجول في الفضاء، وهي بيضاء وذات مظهر استشرافي.

وكان من المقرر أن يُبث الخروج من المركبة، الذي يُتوقع أن يكون مذهلاً، على الهواء مباشرة في اليوم الثالث من المهمة.

ويُفترض أن تصل المركبة الفضائية أيضاً إلى ارتفاع 1400 كيلومتر، وهو أبعد ارتفاع تصل إليه طواقم المهمات الفضائية منذ بعثات «أبولو» القمرية.

كما تشهد المهمة الموعودة أول رحلة لموظفين في «سبايس إكس» إلى الفضاء، هما سارة غيليس وآنّا مينون. ويضم الطاقم أيضاً سكوت بوتيت، الطيار السابق في سلاح الجو الأميركي المقرّب من أيزاكمان.

وقد خضع المغامرون الأربعة لتدريبات مكثفة لأكثر من عامين، شملت نحو 2000 ساعة في جهاز محاكاة، وجلسات في جهاز طرد مركزي (دوران سريع)، والغوص، والقفز بالمظلة، وحتى التدريب على سبُل الصمود في الإكوادور.

عبور الحدود النهائية

تهدف مهمة «بولاريس دون» إلى أن تكون علامة فارقة جديدة في قطاع استكشاف الفضاء التجاري.

وكان جاريد أيزاكمان (41 عاماً)، وهو رئيس الشركة المالية «Shift4»، قد سافر بالفعل إلى الفضاء في عام 2021، في إطار مهمة مدارية تابعة لشركة «سبايس إكس» حملت اسم «إنسبيريشن 4»، وهي أول مهمة في التاريخ لا تضم أي رواد فضاء محترفين.

ولم يُكشف عن حجم استثماره في مهمة «بولاريس».

ويُتوقع أن يتضمن برنامج «سبايس إكس» الطموح 3 مهمات، بينها أول رحلة مأهولة لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الذي يجري تطويره حالياً والمخصص للرحلات إلى القمر والمريخ.

وأشاد جاريد أيزاكمان بدور القطاع الخاص في «عبور هذه الحدود النهائية».

وقال: «أودّ أن يرى أطفالي بشراً يمشون على القمر والمريخ. لم نقم حتى بملامسة السطح بعد (...) هناك كثير لاستكشافه».

وأوضح أيزاكمان أن «الفكرة تقوم على تطوير واختبار تقنيات ومناورات جديدة، لتعزيز رؤية (سبايس إكس) الجريئة للسماح للبشرية بالسفر بين النجوم».

ولفت إلى أنه على بُعد 1400 كيلومتر -أي أكثر من 3 أضعاف المسافة إلى محطة الفضاء الدولية- تكون البيئة مختلفة تماماً على صعيد الإشعاع والنيازك الدقيقة.

وعملية السير المقررة في الفضاء، في مدار أدنى، ستكون الأولى التي يقوم بها مدنيون ليسوا رواد فضاء محترفين.