«الحوار الوطني» بمصر يتطلع لإنهاء ملف المحبوسين «احتياطياً»

عفو رئاسي عن 31 سجيناً... واللجنة المختصة تَعِدُ بمزيد من الإفراجات

جانب من جلسة سابقة لـ«أمناء الحوار الوطني» (الصفحة الرسمية للمجلس على «فيسبوك»)
جانب من جلسة سابقة لـ«أمناء الحوار الوطني» (الصفحة الرسمية للمجلس على «فيسبوك»)
TT

«الحوار الوطني» بمصر يتطلع لإنهاء ملف المحبوسين «احتياطياً»

جانب من جلسة سابقة لـ«أمناء الحوار الوطني» (الصفحة الرسمية للمجلس على «فيسبوك»)
جانب من جلسة سابقة لـ«أمناء الحوار الوطني» (الصفحة الرسمية للمجلس على «فيسبوك»)

تزامناً مع إعلان لجنة «العفو الرئاسي» المصرية الإفراج عن دفعة جديدة من المحبوسين على ذمة قضايا. أعرب مجلس أمناء «الحوار الوطني» عن تطلعه لإنهاء ملف المحبوسين «احتياطياً»، معتبراً أن تحقيق النجاح في المحور السياسي، سيدفع نحو «انفراجة» في المحورين الاقتصادي والمجتمعي.
ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 26 أبريل (نيسان) الماضي، إلى بدء «حوار وطني» حول مختلف القضايا، مشدداً على ضرورة أن «يضم جميع الفصائل السياسية باستثناء فصيل واحد»، في إشارة إلى تنظيم «الإخوان»، الذي تصنفه السلطات المصرية «إرهابياً». تزامن ذلك مع إعادة تفعيل لجنة «العفو الرئاسي» للإفراج عن محبوسين.
وأعلن النائب طارق الخولي، عضو لجنة «العفو الرئاسي»، عبر منشور على حسابه الرسمي على «فيسبوك»، الإفراج عن دفعة جديدة من المحبوسين «احتياطياً». وقال الخولي، (مساء الاثنين)، إن الدفعة الجديدة تضم «31 من المحبوسين»، وتم الإفراج عنهم بعد «التنسيق مع النيابة العامة والأجهزة المعنية بالدولة»، مؤكداً «استمرار اللجنة في جمع الطلبات التي تصلها، والتنسيق مع الأجهزة المعنية من أجل مزيد من الإفراجات خلال الفترة المقبلة».
وجدد الخولي تأكيده على «عدم انتماء المفرج عنهم بموجب لجنة (العفو الرئاسي)، إلى أي تنظيمات إرهابية، وعدم مشاركتهم في أعمال عنف»، وقال: «لن نكون سبباً في خروج شخص يمكن أن يشكل خطراً على حياة المصريين أو تهديداً للأمن القومي».
وحتى الآن، ساهمت اللجنة في الإفراج عن أكثر من ألف شخص سواء كانوا محبوسين «احتياطياً»، أو على ذمة قضايا. ويعتبر مراقبون قرارات «العفو الرئاسي» بمثابة «دعم» لـ«الحوار الوطني»، الذي يترقب المصريون انطلاق جلساته الفعلية بعد إعلان مجلس الأمناء عن محاوره التفصيلية الأسبوع الماضي.
من جانبه، قال الكاتب الصحافي عماد الدين حسين، عضو مجلس أمناء الحوار الوطني وعضو مجلس الشيوخ، إن «هناك إجماعاً في مجلس الأمناء على ضرورة إنهاء ملف المحبوسين احتياطياً، ودمجهم في المجتمع، لا سيما أن بين المشاركين في (الحوار الوطني)، بعض المفرج عنهم». الأمر الذي عده حسين «تطوراً مهماً». وأوضح حسين، في تصريحات تلفزيونية (مساء الاثنين)، أن «نجاح (الحوار الوطني) في الملف السياسي، سيقود إلى انفراجة آلية في المحورين الآخرين (الاقتصادي والاجتماعي)».
وأكد عضو مجلس أمناء «الحوار الوطني» أهمية التطرق إلى قانون مباشرة الحقوق السياسية، ودعم الأحزاب والإفراج عن المزيد من المحبوسين، مشيراً إلى أنه «تم حتى الآن الإفراج عن 1200 شخص، ما يُعَد إنجازاً كبيراً لأحد جوانب (الحوار الوطني)». وقال إن «الحوار يستهدف تحديد أولويات العمل الوطني، عبر نقاش يُفضي إلى إجراءات وتشريعات». وأضاف حسين أن «الحوار وصل إلى مرحلة من الرقي والتقدم في المناقشات بين 19 عضواً في مجلس الأمناء، كانوا من قبل لا يتحدثون مع بعضهم البعض، ما يعتبر أحد الإنجازات قبل بدء المناقشات الفعلية».
وسبق أن اقترح المحامي الحقوقي نجاد البرعي، عضو مجلس أمناء «الحوار الوطني»، أن «تبدأ المناقشات الفعلية بالمحور السياسي بلجانه الخمس، التي تشمل المحليات، وحقوق الإنسان، والحريات العامة، والأحزاب السياسية، والنظام الانتخابي والنقابات المهنية والعمل الأهلي»، وقال في منشور عبر «فيسبوك»، إن «لجان المحور السياسي يمكن أن تقدم توصيات قابلة للتنفيذ، تساعد على التأثير إيجابياً على الوضع الاقتصادي».
وأكد البرعي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحوار لن يصل إلى أهدافه المرجوة، طالما ظلت بعض الملفات عالقة، وعلى رأسها ملف المحبوسين (احتياطياً)»، مؤكداً «توافق أعضاء مجلس الأمناء على ضرورة إنهاء هذا الملف».
وفي سياق متصل، اعتبر المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ المصري، وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد، «الحوار الوطني» بمثابة «فرصة حقيقية لدعم الحياة السياسية والحزبية في البلاد». وقال، في بيان صحافي نشرته وسائل إعلام محلية (الثلاثاء)، إن «الحراك السياسي والمجتمعي منذ إطلاق دعوة الحوار، يُعَد مؤشراً إيجابياً بشأن جدية القوى السياسية في المشاركة في وضع خطة واضحة لمواجهة التحديات المختلفة».
وكان مجلس أمناء «الحوار الوطني» أعلن نهاية الأسبوع الماضي الانتهاء من تحديد الموضوعات التي تناقشها اللجان الفرعية تمهيداً لبدء الجلسات الفعلية؛ حيث تم التوافق على 19 لجنة فرعية تندرج تحت 3 محاور رئيسية وهي السياسي والاقتصادي والمجتمعي، وقال إن «الجلسات ستعقد على التوازي في المحاور الثلاثة، بواقع 3 أيام أسبوعياً على الأقل، وبحضور مختلف القوى السياسية والنقابية والمجتمع الأهلي والشخصيات العامة والخبراء». لكن حتى الآن لم يتم إعلان موعد بدء المناقشات الفعلية.
وقال البرعي إن «أسماء بعض المشاركين في المناقشات الفعلية لم تُقَر بشكل نهائي حتى الآن»، متوقعاً أن «يعقد مجلس الأمناء جلسة قريباً للاتفاق على الأسماء تمهيداً لبدء الحوار الفعلي».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الرئيس الصيني زار المغرب والتقى بولي العهد

الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)
الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)
TT

الرئيس الصيني زار المغرب والتقى بولي العهد

الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)
الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)

ذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قام بزيارة قصيرة إلى المغرب في وقت سابق الخميس.

وقالت الوكالة إن ولي العهد الأمير مولاي الحسن يرافقه رئيس الحكومة عزيز أخنوش استقبلا الرئيس الصيني في مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء مشيرة إلى أن الزيارة تعكس روابط الصداقة والتعاون والتضامن القوية بين الشعبين المغربي والصيني. وقام شي بالزيارة بعد حضوره قمة مجموعة العشرين في البرازيل.

كثفت الصين استثماراتها في قطاع البنية التحتية والسكك الحديدية في المغرب في السنوات الأخيرة. ويجذب المغرب مصنعي بطاريات السيارات الكهربائية الصينيين في ظل موقعه الجغرافي بالقرب من أوروبا، واتفاقياته للتجارة الحرة مع أسواق رئيسية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وصناعة السيارات القائمة في المملكة.

وفي يونيو (حزيران)، اختارت شركة "جوشن هاي تك" الصينية لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية المغرب مقرا لأول مصنع ضخم في إفريقيا بتكلفة إجمالية تبلغ 1.3 مليار دولار.