أعلن رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، أن عام 2023 «سيكون عام إجراء الانتخابات» البرلمانية والرئاسية المؤجلة. واستبق اجتماعين بدأهما مجلسا النواب و«الدولة» في شرق البلاد وغربها، اليوم (الاثنين)، تمهيداً لاجتماع مرتقب بين رئيسيهما، بتصعيد وتيرة هجومه العلني ضدهما.
وقال الدبيبة، خلال اجتماع لحكومته في العاصمة طرابلس، اليوم (الاثنين)، إن العام الماضي «شهد استمرار رئيسي المجلسين (عقيلة صالح وخالد المشري) في إصابة الشعب الليبي بخيبات أمل متواصلة»، لافتاً إلى أنهما «يتحملان مسؤولية موقفهما في حرمان الناخبين من أداء حقهم في الانتخابات المؤجلة».
وأضاف الدبيبة: «رغم تذكيرنا لهما بمسؤوليتهما التاريخية وبالموعد السابق للانتخابات، لكنهما مشغولون دائماً بالبحث عن طرق جديدة للتمديد لأنفسهما، أو تقاسم السلطة عبر صفقات مشبوهة في الكواليس»، متابعاً: «هذه ليست شجاعة لهما في مواجهة الشعب الليبي».
وتحدث الدبيبة عن جاهزية حكومته و«مفوضية الانتخابات» لإجراء الانتخابات. وزعم أن «هذا العام سيكون عام الانتخابات ووحدة المؤسسات والقطاعات والمنظمات الوطنية للوصول إلى الاستحقاق، بدلاً من العبث بمصير الليبيين بمشاريع خبيثة هدفها تقاسم السلطة في الظلام بين رئيسي مجلسي النواب و(الدولة)».
وتابع: «على الرغم من المحاولات الدنيئة لإغراقنا في مستنقع الصراع السياسي، ومحاولات البعض تعطيلنا عن خدمة الليبيين، فإن قطار التنمية لم يتوقف، بل زادت سرعته وتنوعت مساراته». وزاد: «قمنا بالإعداد الفني والقانوني اللازمين لتنفيذ المشاريع في ربوع البلاد كافة».
وبعدما دعا وزراءه لمزيد من الشفافية وضبط أعمال المشتريات الحكومية لقطع الطريق على أي اتهام بالفساد، قال الدبيبة إنه «للمرة الأولى، تشهد بعض المناطق تنفيذ مشاريع تنمية»، مشيراً إلى تخصيص مليار دينار لدعم البلديات وفق خطة شاملة تصل فيها الخدمات والمشاريع لكل بلديات ليبيا.
وتعهد الدبيبة مجدداً، بالحفاظ على «حرمة الدم الليبي ووحدة أراضيه»، معتبراً أن «دماء الليبيين للبناء والتنمية، وليست وقوداً للحرب والصراعات»، و«حان موعد تسليم السلطة. سنسلمها إلى يد أمينة».
في المقابل، لم يصدر أي رد فعل رسمي من مجلسي النواب و«الدولة» على تصريحات الدبيبة، في حين استهل مجلس النواب اليوم جلسته، بمقره في بنغازي شرق البلاد، برئاسة فوزي النويري، النائب الأول لرئيسه، بمناقشة واقعة تسليم ضابط الاستخبارات الليبية السابق، أبو عجيلة مسعود، للسلطات الأميركية على خلفية مزاعم بتورطه في صنع قنبلة طائرة «لوكربي».
وتزامنت هذه الجلسة مع عقد «مجلس الدولة» جلسة مماثلة أيضاً بمقره في العاصمة، بعد تأجيلها مرات عدّة لعدم توفر النصاب القانوني.
ونفى عبد الله بليحق، الناطق الرسمي باسم مجلس النواب، لـ«الشرق الأوسط»، «موافقة المجلس رسمياً على مقترح محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، عقد اجتماع مشترك مع خالد المشري، رئيس مجلس الدولة، في مدينة غدامس بجنوب البلاد، لحل الخلافات العالقة بينهما بشأن القاعدة الدستورية للانتخابات».
وقال بليحق، إنه «إلى الآن، لا يوجد موقف رسمي من مجلس النواب بشأن دعوة المنفي»، وأضاف: «لا يوجد أي إجراء أو تأكيد رسمي حول موضوع المشاركة، ولم يتم البت فيه، أو إفادتنا من رئاسة مجلس النواب رسمياً».
وكان فتحي المريمي، المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس النواب، قد تراجع عن تصريحات تلفزيونية توقع فيها موافقة المجلس على حضور اجتماع غدامس. وقال إن «ما يتم تناوله إعلامياً بهذا الشأن غير صحيح»، مشيراً إلى أن «المجلس لم يرد على هذه الدعوة حتى الآن».
واعتبر المريمي، أن هناك تقارباً كبيراً بين مجلسي النواب و«الدولة»، واستغرب من بعض الجهات المحلية والدولية الحديث في هذا التوقيت عن مبادرات بعد فوات الأوان، على حد قوله.
وبدأ المجلس الأعلى للدولة، جلسة في العاصمة طرابلس، اليوم (الاثنين)، بعدما تأجلت أكثر من مرة بسبب عدم توفر النصاب القانوني.
بدورها، رفضت نجوى وهيبة، المتحدثة باسم المجلس الرئاسي، التعليق على هذه التطورات، لكنها اعتبرت في تصريحات تلفزيونية مساء أمس، أن «سبب استمرار الأزمة في ليبيا يكمن في عدم استكمال المراحل الانتقالية وعدم إجراء الانتخابات».
وأشارت وهيبة، إلى أن مبادرة المجلس الرئاسي تستهدف حل وعلاج ما وصفته بالركود السياسي في ليبيا، وإيجاد حلول عاجلة للخلافات بشأن المسار الانتخابي، مؤكدة أن «عدم وجود أجسام سياسية ذات شرعية جديدة، منتخبة من الشعب وموحدة فيما بينها، يفاقم الأزمة».
وأوضحت أن دعوة سيف الإسلام، النجل الثاني للعقيد الراحل معمر القذافي، لمؤتمر المصالحة الوطنية المزمع عقده خلال الشهر الحالي، في إطار مبادرة المجلس الرئاسي، تمت عن طريق رئيس الكونغو برازافيل، دونيس ساسو نقيسو، رئيس اللجنة الأفريقية المعنية بالملف الليبي. وقالت إن نجل القذافي «سيكون ممثَّلاً بمندوبين عن تياره»، سيشاركون بلجان عمل كجميع الأطراف السياسية الفاعلة بليبيا.
من جهة أخرى، أعلنت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، تعرض مقرها في العاصمة طرابلس، للاقتحام فيما وصفته بـ«حادثة غير مسبوقة»، من قبل «منتحلي صفة مسؤولين بها»، في محاولة منهم للاستيلاء على ملفات لم تسمها.
ودعت الهيئة المؤسسات القضائية والأمنية لاتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة ضد المفسدين الذين اتهمتهم بمحاولة الاستيلاء على ملفات قضايا وبلاغات الفساد.
كما نفت في بيان ثانٍ منفصل، ما تردد عن «إجراءات تسليم وتسلم بمقرها». وأكدت «اتخاذ الإجراءات القانونية ضد ما يقوم به بعض الأشخاص المنتحلين للصفات، والمعتدين على الاختصاصات، بهدف الإساءة للمؤسسة السيادية وعرقلة واجباتها وجهودها، والاستيلاء على أختامها عنوة».
في المقابل، أعلن الممثل القانوني للهيئة، عمر الدليمي، أن لجنة مكلفة انتقلت وفق اختصاصها إلى مقر الهيئة لغرض إنجاز عملها بتسلم المستندات والملفات والسجلات الإدارية والمالية، وكل ما يتعلق بتسيير العمل بالمقر.
وطمأنت الهيئة الموظفين باستمرار صرف مرتباتهم وفقاً للقواعد القانونية والإجراءات المعمول بها بالتشريعات النافذة، ووفقاً لأوضاعهم الوظيفية، بالإضافة إلى استمرار العمل اليومي في المقر.
الدبيبة يتحدث عن جاهزية حكومته للانتخابات... وينتقد صالح والمشري
«النواب» ينفي قبوله دعوة «الرئاسي» للاجتماع بغدامس
الدبيبة يتحدث عن جاهزية حكومته للانتخابات... وينتقد صالح والمشري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة