«الانتخابات البلدية» الليبية... صراع يعمّق الانقسام السياسي

حكومتا الدبيبة وباشاغا لاستكمال إجرائها في غرب البلاد وشرقها

علي القطراني يناقش موضوع الانتخابات البلدية مع رئيس اللجنة المركزية في شرق ليبيا (حكومة الاستقرار)
علي القطراني يناقش موضوع الانتخابات البلدية مع رئيس اللجنة المركزية في شرق ليبيا (حكومة الاستقرار)
TT

«الانتخابات البلدية» الليبية... صراع يعمّق الانقسام السياسي

علي القطراني يناقش موضوع الانتخابات البلدية مع رئيس اللجنة المركزية في شرق ليبيا (حكومة الاستقرار)
علي القطراني يناقش موضوع الانتخابات البلدية مع رئيس اللجنة المركزية في شرق ليبيا (حكومة الاستقرار)

طالت أزمة الانقسام السياسي في ليبيا انتخابات المجالس البلدية في شرق البلاد وغربها، وسط صراع بين حكومتي عبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاغا، للسيطرة على المجالس الواقعة في نطاق كل منهما، الأمر الذي اعتبره متابعون «يزيد من تأزّم الأوضاع في البلاد».
وتسيطر حكومة «الوحدة» المؤقتة، برئاسة الدبيبة، على مدن غرب وشمال غربي ليبيا، في مقابل فرض حكومة «الاستقرار» بقيادة باشاغا، سيطرتها على مناطق شرق البلاد، وبعض أجزاء من الجنوب.
وقالت وزارة الحكم المحلي التابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، إنها تجهّز راهناً لإجراء الانتخابات في 4 بلديات بغرب ليبيا، وهي: بني وليد، وتينيناي، والمردوم، وزويلة؛ حيث أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات البلدية التابعة لها، الأحد، تمديد فترة تسجيل المواطنين بسجل الناخبين حتى الخميس المقبل، كما أشارت إلى أنها ستواصل تلقي طلبات الترشح حتى التاسع من الشهر الجاري.
وأهابت اللجنة المركزية، الاثنين، بالراغبين في الترشح لانتخابات المجلس البلدي لبلديتي غريان والعربان، المسارعة للتقدم، قُبيل إغلاق باب الترشح الذي كان مقرراً الأحد.
وسبق أن اعتمدت وزارة الحكم المحلي في حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، 116 بلدية على مستوى ليبيا. وأُجريت الدورة الأولى من الانتخابات البلدية في نهاية 2013 و2014. وخلال عامي 2019 و2020، أُعيد انتخاب معظم البلديات في الدورة الثانية. وبموجب القانون، تنتهي ولاية المجالس البلدية غير القابلة للتجديد خلال 4 أعوام.
وفي سياق التنازع على هذه البلديات من جانب حكومة باشاغا الموازية التي تحظى بدعم مجلس النواب، أكد علي القطراني نائب باشاغا: «ضرورة إجراء انتخابات مجالس البلدية، حسب الموعد الذي تحدده اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية بشرق ليبيا».
وقالت حكومة باشاغا، الاثنين، إن القطراني التقى رئيس اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية بشرق ليبيا، جمال عبد الشفيع العوامي، ومستشار رئيس الوزراء للحكم المحلي أبو بكر الزوي، بمقر رئاسة مجلس الوزراء في بنغازي: «للوقوف على جاهزية اللجنة، ومدى استعدادها لانطلاق عملية انتخابات المجالس البلدية».
وأضاف العوامي أن اللجنة «باشرت عملها، وأن البداية الفعلية لانتخابات المجالس حان تحقيقها لإرادة المواطنين، وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة» والتي لم يحدد موعدها بعد.
وبشأن طريقة إجراء هذه الانتخابات، أوضح العوامي أنها «ستُقسَّم على مراحل، تُجرى أولاها في البلديات التي تمت تسميتها خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد بمدينة بنغازي في الحادي عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأُعلن خلاله عن خطة عمل اللجنة بعد قرار تشكيلها.
وعدّ مسؤول سابق في حكومة الدبيبة، اقتسام البلديات، والتنافس عليها من جانب الحكومتين: «تفتيتاً لوحدة ليبيا، وتعميقاً للصراع والانقسام السياسي»؛ لكنه استدرك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن «حكومة الدبيبة (انتهت ولايتها وسقطت شرعيتها)، ولم يعد لها حق مباشرة أي انتخابات بالبلاد، وعليها تسليم السلطة».
وكانت حكومة باشاغا قد قالت في أكتوبر الماضي، إنها أعادت تشكيل اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية التابعة لوزارة الحكم المحلي، وتستعد لإجراء انتخابات المجالس البلدية في 5 مناطق.
ومنذ بداية النزاع على السلطة بين الدبيبة وباشاغا، دخلت البلديات دائرة الصراع بينهما؛ إذ سعت حكومة الأول إلى احتواء البلديات، لقطع الطريق على منافستها التي تسارع إلى استمالتها. وفي نهاية مارس (آذار) الماضي، كانت وزارة الحكم المحلي بحكومة باشاغا، دعت عمداء البلديات في مختلف أرجاء ليبيا إلى عدم التعامل مع حكومة الدبيبة، والامتثال لقرارات حكومتها.
وتعيش ليبيا أجواء الانقسام السياسي منذ عام 2014، وتنقسم بين معسكري غرب البلاد وشرقها. لكن هذه الحالة ازدادت عقب تشكيل مجلس النواب حكومة باشاغا، وإقالة حكومة الدبيبة الذي رفض الامتثال للقرار، وتمسك بالسلطة لحين إجراء انتخابات عامة بالبلاد.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)
إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)
TT

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)
إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مقترحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم دون 16 عاماً، وتغريم المنصات بما يصل إلى 49.5 مليون دولار أسترالي (32 مليون دولار) بسبب الخروقات النظامية.

وطرحت الحكومة الأسترالية المنتمية ليسار الوسط مشروع القانون في البرلمان، أمس (الخميس)، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وتخطط الحكومة لتجربة نظام للتحقق من العمر للسماح باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في أحد أكثر الضوابط صرامة تفرضها دولة حتى الآن.

وقال ماسك، الذي يُعدّ نفسه مدافعاً عن حرية التعبير، رداً على منشور رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي على منصة «إكس»: «تبدو كأنها وسيلة غير مباشرة للتحكم في اتصال جميع الأستراليين بالإنترنت».

وتعهَّدت عدة دول بالفعل بالحد من استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي من خلال تشريعات، لكن سياسة أستراليا واحدة من أكثر السياسات صرامة، ولا تشمل استثناء بالحصول على موافقة الوالدين أو باستخدام حسابات موجودة سلفاً.

واصطدم ماسك سابقاً مع الحكومة الأسترالية بشأن سياساتها الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي ووصفها بأنها «فاشية» بسبب قانون المعلومات المضللة.