البعثة الأممية في ليبيا تنفي التخطيط لـ«حكومة ثالثة»

«النواب» يبحث عودة الحوار مع «الأعلى للدولة»

صورة وزعتها حكومة باشاغا الموازية لاجتماعه في سرت أمس
صورة وزعتها حكومة باشاغا الموازية لاجتماعه في سرت أمس
TT

البعثة الأممية في ليبيا تنفي التخطيط لـ«حكومة ثالثة»

صورة وزعتها حكومة باشاغا الموازية لاجتماعه في سرت أمس
صورة وزعتها حكومة باشاغا الموازية لاجتماعه في سرت أمس

نفت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، ما وصفته «التقارير الزائفة»، التي تزعم تخطيط رئيسها عبد الله باتيلي، للإعلان عن خارطة طريق تتضمن تشكيل حكومة جديدة. واعتبرت البعثة في بيان لها أمس (الأربعاء) أن «هذا النوع من الأخبار الكاذبة يستهدف إرباك العملية السياسية الجارية، وإحداث خلط بشأن دورها»، الذي أوضحت أنه «لا يتمثل في فرض وصفة للحل وإنما يقضي بتشجيع ودعم حل ليبي– ليبي». وشدد باتيلي، على أن أي خارطة طريق يجب أن تكون نتاج حوار شامل يجمع بين كل الأطراف الليبية، وفي ظل الاحترام الكامل لحقوق ومصالح الشعب الليبي وتطلعاته إلى اختيار قيادة ومؤسسات تتمتع بالشرعية، مشيرا إلى أن ولاية البعثة الأممية تقتضي دعم هذه التطلعات والعمل على تحقيقها.
وحث باتيلى، كل القادة السياسيين على تكثيف جهودهم من أجل بلوغ هذا الهدف في عام 2023، بينما دعت البعثة جميع الأطراف إلى الامتناع عن كل ما قد يهدد الاستقرار الهش في ليبيا، بما في ذلك نشر معلومات مضللة أو مختلقة.
إلى ذلك، دعا رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، الذي امتنع مكتبه عن تأكيد أو نفي بدأه اليوم، زيارة مفاجئة إلى القاهرة، أعضاء المجلس لحضور جلسة رسمية بمقره في مدينة بنغازي بشرق البلاد يوم الاثنين المقبل تزامنا مع عقد مجلس الدولة جلسة مماثلة في العاصمة طرابلس.
ولم يفصح عقيلة عن فحوى الاجتماع المقبل لمجلس النواب أو يكشف عن جدول أعماله، لكن أعضاء في المجلس توقعوا في المقابل أن تتم مناقشة استئناف الحوار مع مجلس الدولة، ومصير ضابط الاستخبارات السابق أبو عجيلة مسعود، الذي سلمته حكومة «الوحدة» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة لأميركا، على خلفية مزاعم بتورطه في قضية طائرة «لوكربي». ومن المرجح أن يعلن المجلس الأعلى للدولة في جلسته المقبلة، إلغاء قرار تعليق التواصل مع مجلس النواب، تمهيدا لعقد اجتماع مرتقب بين رئيسي مجلسي النواب والدولة لحسم الخلافات العالقة بينهما بشأن القاعدة الدستورية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة. ويتوقع أن يجتمع مجددا صالح وخالد المشري رئيس مجلس الدولة، الأسبوع المقبل في هذا الإطار، علما بأن مقرر مجلس النواب صالح قلمة، شارك بدعوة رسمية من مجلس الدولة في احتفالية أقيمت مؤخراً في العاصمة طرابلس.
بدوره، أعلن السفير الفرنسي مصطفى مهراج، أنه ناقش مع أعضاء مجلس النواب عن المنطقة الجنوبية، الانسداد السياسي الراهن، لافتا إلى حرصهم على تنظيم انتخابات حرة، آمنة، شفافة وشاملة لكل فئات الشعب الليبي.
من جهة أخرى، طلب صالح، بحسب وسائل إعلام محلية، من رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، فرحان بن قدارة، عدم صرف وإيقاف تحويل أي مبالغ مالية إلى أي جهة، إلى حين اعتماد ميزانية العام المقبل 2023.
وكان أسامة حماد وزير التخطيط والمالية بحكومة «الاستقرار» الموازية برئاسة فتحي باشاغا، قد طالب كافة الجهات الممولة من الخزانة العامة بالتقيد بالضوابط والقواعد في نهاية السنة المالية تنفيذا لأحكام القانون المالي للدولة ولائحة الميزانية والحسابات والمخازن، وهدد بتحميل المخالفين المسؤولية القانونية.
وعقد باشاغا (الخميس) في مقر رئاسة مجلس الوزراء بمدينة سرت، اجتماعاً ضم وزيري الحكم المحلي سامي الضاوي والأشغال العامة نصر شرح البال.
واستعرض الاجتماع الأزمات التي تم رصدها ومناقشتها مع الأعيان والحكماء وعمداء المجالس البلدية أثناء الجولات الميدانية التي أجراها رئيس الحكومة لعدد من المدن والبلديات، في إطار جهوده لحل المشاكل التي تواجه قطاع الخدمات وآلية معالجتها بوضع حلول جذرية ومستدامة.
كما ناقش الاجتماع المشاريع التي تم استكمالها ضمن الميزانية المخصصة لوزارة الأشغال العامة، والوقوف على مدى جاهزية وزارة الحكم المحلي لانطلاق انتخابات المجالس البلدية.
في شأن آخر، بحث عماد الطرابلسي وزير الداخلية المكلف بحكومة «الوحدة» المؤقتة، مع وفد من وزارة الداخلية الإيطالية، آفاق التعاون الأمني المشترك حول مكافحة الهجرة غير المشروعة باعتبارها ظاهرة إقليمية ودولية.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

مصر للحد من «فوضى» الاعتداء على الطواقم الطبية

تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)
تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)
TT

مصر للحد من «فوضى» الاعتداء على الطواقم الطبية

تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)
تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)

تسعى الحكومة المصرية للحد من «فوضى» الاعتداءات على الطواقم الطبية بالمستشفيات، عبر إقرار قانون «تنظيم المسؤولية الطبية وحماية المريض»، الذي وافق عليه مجلس الوزراء أخيراً، وسوف يحيله لمجلس النواب (البرلمان) للموافقة عليه.

وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة المصري، خالد عبد الغفار، أن مشروع القانون يهدف إلى «تحسين بيئة العمل الخاصة بالأطباء والفريق الصحي، ويرتكز على ضمان توفير حق المواطن في تلقي الخدمات الطبية المختلفة بالمنشآت الصحية، وتوحيد الإطار الحاكم للمسؤولية المدنية والجنائية التي يخضع لها مزاولو المهن الطبية، بما يضمن عملهم في بيئة عمل جاذبة ومستقرة»، وفق إفادة وزارة «الصحة» المصرية، الجمعة.

وأشار الوزير المصري إلى تضمن القانون «توحيد الإطار الحاكم للمسؤولية المدنية والجنائية التي يخضع لها مزاولو المهن الطبية، بما يكفل الوضوح في هذا الشأن ويراعي صعوبات العمل في المجال الطبي»، مع الحرص على «منع الاعتداء على مقدمي الخدمة الصحية، وتقرير العقوبات اللازمة في حال التعدي اللفظي أو الجسدي أو إهانة مقدمي الخدمات الطبية، أو إتلاف المنشآت، وتشديد العقوبة حال استعمال أي أسلحة أو عصي أو آلات أو أدوات أخرى».

جانب من العمل داخل أحد المستشفيات (وزارة الصحة المصرية)

وحسب عضوة «لجنة الصحة» بمجلس النواب، النائبة إيرين سعيد، فإن «هذه الخطوة تأخرت كثيراً»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن مشروع القانون كان يفترض جاهزيته منذ عامين في ظل مناقشات مستفيضة جرت بشأنه، لافتة إلى أن القانون سيكون على رأس أولويات «لجنة الصحة» فور وصوله البرلمان من الحكومة تمهيداً للانتهاء منه خلال دور الانعقاد الحالي.

لكن وكيل نقابة الأطباء المصرية، جمال عميرة، قال لـ«الشرق الأوسط» إن مشروع القانون «لا يوفر الحماية المطلوبة للأطباء في مقابل مضاعفة العقوبات عليهم حال الاشتباه بارتكابهم أخطاء»، مشيراً إلى أن المطلوب قانون يوفر «بيئة عمل غير ضاغطة على الطواقم الطبية».

وأضاف أن الطبيب حال تعرض المريض لأي مضاعفات عند وصوله إلى المستشفى تتسبب في وفاته، يحول الطبيب إلى قسم الشرطة ويواجه اتهامات بـ«ارتكاب جنحة وتقصير بعمله»، على الرغم من احتمالية عدم ارتكابه أي خطأ طبي، لافتاً إلى أن النقابة تنتظر النسخة الأخيرة من مشروع القانون لإصدار ملاحظات متكاملة بشأنه.

وشهدت مصر في الشهور الماضية تعرض عدد من الأطباء لاعتداءات خلال عملهم بالمستشفيات من أقارب المرضى، من بينها واقعة تعدي الفنان محمد فؤاد على طبيب مستشفى «جامعة عين شمس»، خلال مرافقته شقيقه الذي أصيب بأزمة قلبية الصيف الماضي، والاعتداء على طبيب بمستشفى «الشيخ زايد» في القاهرة من أقارب مريض نهاية الشهر الماضي، وهي الوقائع التي يجري التحقيق فيها قضائياً.

وقائع الاعتداء على الطواقم الطبية بالمستشفيات المصرية تكررت خلال الفترة الأخيرة (وزارة الصحة المصرية)

وينص مشروع القانون الجديد، وفق مقترح الحكومة، على تشكيل «لجنة عليا» تتبع رئيس مجلس الوزراء، وتعد «جهة الخبرة الاستشارية المتعلقة بالأخطاء الطبية، والمعنية بالنظر في الشكاوى، وإصدار الأدلة الإرشادية للتوعية بحقوق متلقي الخدمة بالتنسيق مع النقابات والجهات المعنية»، حسب بيان «الصحة».

وتعوّل إيرين سعيد على «اللجنة العليا الجديدة» باعتبارها ستكون أداة الفصل بين مقدم الخدمة سواء كان طبيباً أو صيدلياً أو من التمريض، ومتلقي الخدمة المتمثل في المواطن، لافتةً إلى أن تشكيل اللجنة من أطباء وقانونيين «سيُنهي غياب التعامل مع الوقائع وفق القوانين الحالية، ومحاسبة الأطباء وفق قانون (العقوبات)».

وأضافت أن مشروع القانون الجديد سيجعل هناك تعريفاً للمريض بطبيعة الإجراءات الطبية التي ستُتخذ معه وتداعياتها المحتملة عليه، مع منحه حرية القبول أو الرفض للإجراءات التي سيبلغه بها الأطباء، وهو «أمر لم يكن موجوداً من قبل بشكل إلزامي في المستشفيات المختلفة».

وهنا يشير وكيل نقابة الأطباء إلى ضرورة وجود ممثلين لمختلف التخصصات الطبية في «اللجنة العليا» وليس فقط الأطباء الشرعيين، مؤكداً تفهم أعضاء لجنة «الصحة» بالبرلمان لما تريده النقابة، وتوافقهم حول التفاصيل التي تستهدف حلاً جذرياً للمشكلات القائمة في الوقت الحالي.