النظام السوري «يعايد» الدمشقيين بإزالة «السبع بحرات»

قرار اعتُبر «لزوم ما لا يلزم» في العاصمة الباردة والمظلمة

ساحة «السبع بحرات» الحالية وسط دمشق (مواقع)
ساحة «السبع بحرات» الحالية وسط دمشق (مواقع)
TT
20

النظام السوري «يعايد» الدمشقيين بإزالة «السبع بحرات»

ساحة «السبع بحرات» الحالية وسط دمشق (مواقع)
ساحة «السبع بحرات» الحالية وسط دمشق (مواقع)

عشية الأعياد فاجأت محافظة دمشق السوريين بإزالة إحدى أهم ساحات العاصمة دمشق بزعم تجديدها وتحويلها إلى «شكل أكثر جمالية بمنظور حضاري حديث»، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من انهيار اقتصادي وظروف معيشية قاهرة لعدم توفر مواد الطاقة والمحروقات، واضطرار الحكومة إلى التعطيل لمدة 9 أيام مستغلة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية.
ونشرت محافظة دمشق على صفحتها في «فيسبوك»، عشية العيد، بياناً بررت فيه إزالة ساحة «السبع بحرات»، حيث يقع البنك المركزي وسط العاصمة، وقالت: «إنه بالتعاون مع المجتمع الأهلي تأهيل سيتم تجديد ساحة (السبع بحرات)»، التي ستتحول إلى «شكل أكثر جمالية بمنظور حضاري حديث». وأوضحت أن «عملية التأهيل لن تعوق حركة السير والمرور في المنطقة؛ إذ تم وضع مدة زمنية تصل إلى 6 أشهر كحد أقصى لإنجاز العمل». وجرى تداول صور عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتصميم الذي قيل إنه سيتم تنفيذه في الساحة.
قرار المحافظة أثار الاستياء والسخرية السوداء بين السوريين؛ لأن تصميم الساحة كان جميلاً، وتجديدها ليس من الأولويات في مدينة غارقة في الظلام، والغلاء الفاحش ينهش يومياتها، وشلل حركة السير يقطع أوصالها. مهندسة معمارية علقت بأسف على قرار إزالة الساحة، بقولها: «مع كل قرار يبرهنون على أن مهاراتهم بالتخريب والتدمير تفوق مهاراتهم بالإعمار وإعادة التأهيل، وكأنما خُلقوا لتدمير البلاد». متسائلة: «هل لدى الدولة فائض مالي حتى تذهب إلى تجميل لزوم ما لا يلزم، أو أن الفاسدين لم يصلوا لحد الكفاية من النهب؟ وكان الأجدى منع معمل أو حتى ورشة صغيرة من الإغلاق».
مصادر محلية في دمشق قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن قرار المحافظة مريب ويثير العديد من الشكوك؛ لأن وضع ساحة «السبع بحرات» التي يقع فيها البنك المركزي، جيد، قياساً إلى أماكن أخرى كثيرة في العاصمة بحاجة للإصلاح والترميم. ووصفت هدم الساحة في هذه الظروف بالعمل «الاستفزازي»؛ لأنه يتزامن مع إغلاق عشرات المحلات والورش الحرفية في الشوارع المحيطة بالساحة، بسبب أزمة الكهرباء والمحروقات، ناهيك بإغلاق نحو 50 في المائة من المعامل في مدينة عدرا الصناعية بريف دمشق، بسبب أزمة المحروقات ومواد الطاقة، وتخفيض باقي المعامل إنتاجها وعدد أيام العمل بنسبة تتجاوز الـ50 في المائة، وهو مؤشر خطير عن مستوى الانهيار الاقتصادي. ورجحت المصادر أن محافظة دمشق اتخذت قرار إعادة تأهيل ساحة «السبع بحرات»، لوجود فائض مالي في ميزانيتها مع نهاية العام توجب عليها إنفاقه بأي مشروع، إلا أن مدير الدراسات الفنية في محافظة دمشق المهندس معمر الدكاك، قال في تصريح للإعلام المحلي، إن «تأهيل (ساحة السبع) هو بتمويل من المجتمع الأهلي بدمشق وبإشراف المحافظة». وأوضح أن أعمال التأهيل تشمل إعادة تجديد البلاط والرخام البازلتي، وتحديث تمديدات الإنارة، مع المحافظة على البحيرات المائية السبع بصورة جمالية تتناسب مع محيطها، ووضع كرة معدنية مصنوعة من مادة الكروم في منتصف تموضع «البحرات السبع».
يُذكر أن إنشاء ساحة «السبع بحرات» وسط مدينة دمشق، تم عام 1925 في ظل الانتداب الفرنسي، وسُميت باسم الضابط الفرنسي الكابتن ديكار بانتري، قائد فرقة الهجانة الفرنسية «حرس البادية»، الذي قتله الثوار السوريون في المكان ذاته عام 1921. وتم تصميم الساحة على شكل قبة محمولة على 4 أعمدة تنتهي بأقواس النصب التذكاري، ويحيط به بحرات سبع (نوافير) متضائلة الحجم، وصولاً إلى البحرة الرئيسة. وبعد جلاء الانتداب عام 1946 تم إزالة النصب التذكاري الفرنسي وسُميت الساحة بـ«ساحة 17 نيسان»، تخليداً لذكرى يوم الجلاء. وفي عام 1973 أعيد تسميتها باسم «ساحة التجريدة المغربية»، تيمناً باسم الكتيبة العسكرية المغربية التي شاركت في «حرب تشرين» في ذلك العام، إلا أن سكان دمشق تمسكوا بتسميتها ساحة «السبع بحرات».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)

قال الحوثيون في اليمن، اليوم (الاثنين)، إنهم سيتخذون إجراءات عسكرية بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن الحركة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تُنهِ تعليقها دخول المساعدات إلى غزة خلال 4 أيام، مما يشير إلى تصعيد محتمل.

وشنت الحركة المتمردة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير (كانون الثاني) بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

خلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتُضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقاً أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وقال الحوثي، الجمعة: «سنعطي مهلة 4 أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأيام الأربعة في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار».

وفي الثاني من مارس (آذار)، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.

ورحّبت الحركة الفلسطينية بإعلان الحوثي، الجمعة. وقالت في بيان: «هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتداداً لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة».