«ثقة المستهلكين» تداوي «الصدمة اليابانية» في الأسواق

كثافة في شراء الأسهم المتضررة

متداولون في بورصة «وول ستريت» يتابعون حركة الأسهم الأميركية (أ.ف.ب)
متداولون في بورصة «وول ستريت» يتابعون حركة الأسهم الأميركية (أ.ف.ب)
TT

«ثقة المستهلكين» تداوي «الصدمة اليابانية» في الأسواق

متداولون في بورصة «وول ستريت» يتابعون حركة الأسهم الأميركية (أ.ف.ب)
متداولون في بورصة «وول ستريت» يتابعون حركة الأسهم الأميركية (أ.ف.ب)

فيما ترقبت الأسواق المالية العالمية، أمس، بيانات مهمة حول الاقتصاد الأميركي، دعمت ثقة المستهلكين التحركات في البورصات الكبرى، مع عودة المستثمرين لشراء الأسهم التي تضررت بسبب تحول السياسة النقدية لبنك اليابان فجأة في وقت سابق هذا الأسبوع.
وارتفعت الأسهم الأوروبية للجلسة الثانية على التوالي، مدعومة بأسهم قطاعي المال والطاقة، مع تفاؤل المستثمرين بتحسن معنويات المستهلكين في الولايات المتحدة بعد انحسار التوقعات للتضخم.
وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3 في المائة بحلول الساعة 0809 بتوقيت غرينتش في تداولات هادئة بسبب العطلة، مقتفياً أثر جلسة متفائلة في وول ستريت الليلة السابقة.
وسجلت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت أكبر مكاسبها اليومية حتى الآن هذا الشهر يوم الأربعاء، مدعومة ببيانات أظهرت ارتفاع ثقة المستهلك الأميركي إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر في ديسمبر (كانون الأول) الجاري، مع تراجع التضخم واحتفاظ سوق العمل بقوتها.
وعلى المؤشر ستوكس 600، ارتفعت أسهم قطاع الطاقة 0.7 في المائة لتقود المكاسب، مدعومة بارتفاع أسعار النفط. وارتفعت أسهم البنوك 0.5 في المائة للجلسة الخامسة على التوالي.
كما أغلق المؤشر نيكي الياباني على ارتفاع الخميس، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من أسبوع، وتعافت أسهم شركات صناعة السيارات بقوة بعد أن بدت دلالات على استقرار الين، وانتعش قطاع العقارات، وسط هدوء عوائد السندات طويلة الأجل أيضاً بعد ارتفاعات حادة.
وأنهت أسهم شركة توشيبا التعاملات في بورصة طوكيو مرتفعة 4.25 في المائة، وقفزت خلال الجلسة 7.61 في المائة، بعد أن أفادت وسائل إعلام محلية بأن صاحب أفضل عرض للاستحواذ على الشركة، شركة «جابان إندستريال بارتنرز»، سيحصل على قرض بقيمة 10.6 مليار دولار هذا الأسبوع.
وأغلق المؤشر نيكي مرتفعاً 0.46 في المائة عند 26507.87 نقطة، بعد انخفاضه إلى 26269.80 في الجلسة السابقة للمرة الأولى منذ 13 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وصعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.78 في المائة إلى 1908.17 نقطة. وكان قطاع العقارات الأفضل أداء، إذ ارتفعت أسهمه 2.5 في المائة. وقفز سهم تويوتا 1.83 في المائة ونيسان 2.15 في المائة.
من جانبه، ارتفع الذهب مدعوماً بضعف الدولار وسط تداولات ضعيفة بسبب موسم العطلة، لكن الأسعار تحركت في نطاق ضيق، فيما يترقب المتعاملون في السوق بيانات اقتصادية بحثاً عن مزيد من الإرشاد. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 1818.40 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0225 بتوقيت غرينتش. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 في المائة إلى 1827.70 دولار.
وتراجع مؤشر العملة الأميركية 0.2 في المائة، مما يجعل الذهب أرخص بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
وقال إدوارد مير، المحلل في «إي.دي آند إف مان كابيتال ماركتس»: «الذهب يتمسك بنطاق بينما التداول ضعيف والمستثمرون في وضع الانتظار والترقب. وستكون بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي مهمة، وإذا واصل التضخم الانخفاض فسوف يضعف الدولار أكثر ويحصل الذهب على ثبات أكبر». ويعتبر المعدن الأصفر تحوطاً من التضخم، لكن ارتفاع أسعار الفائدة أثر على جاذبيته لأنه لا يدر عائداً.
وخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) وتيرة رفع أسعار الفائدة إلى 50 نقطة أساس في ديسمبر (كانون الأول) بعد أربع زيادات متتالية بمقدار 75 نقطة أساس. ومع ذلك، أشار رئيس مجلس الاحتياطي جيروم باول إلى أن المركزي الأميركي سيقر مزيداً من الرفع العام المقبل.
وزاد الذهب نحو 200 دولار منذ انخفاض المعدن إلى أدنى مستوى في أكثر من عامين في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، إذ أدت توقعات تباطؤ رفع الفائدة إلى تراجع جاذبية الدولار.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 24.00 دولار، وزاد البلاتين 0.9 في المائة إلى 1007.13 دولار، في حين استقر البلاديوم عند 1692.38 دولار.


مقالات ذات صلة

نشاطات محدودة بالأسواق وترقب لـ«الفيدرالي»

الاقتصاد نشاطات محدودة بالأسواق وترقب لـ«الفيدرالي»

نشاطات محدودة بالأسواق وترقب لـ«الفيدرالي»

وسط تعاملات محدودة نتيجة إجازات عيد العمال في كثير من الدول حول العالم، انخفضت أسعار الذهب يوم الاثنين متأثرة بارتفاع الدولار؛ إذ ينتظر المستثمرون بحذر قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بشأن رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وبحلول الساعة 0531 بتوقيت غرينتش، انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.5 في المائة إلى 1980.42 دولار للأوقية (الأونصة)، وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5 في المائة إلى 1989.10 دولار. وارتفع مؤشر الدولار 0.2 في المائة؛ مما جعل المعدن الأصفر المقوم بالدولار باهظ التكلفة للمشترين في الخارج.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نتائج الأعمال تدعم الأسواق في ختام أبريل

نتائج الأعمال تدعم الأسواق في ختام أبريل

ارتفعت الأسهم الأوروبية يوم الجمعة لتسير على درب المكاسب التي حققتها وول ستريت الليلة السابقة، مدعومة بنتائج قوية للشركات. وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3 في المائة، لكنه في طريقه لأول انخفاض أسبوعي له في ستة أسابيع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أصداء الأزمة المصرفية تزيد قلق أسواق العالم

أصداء الأزمة المصرفية تزيد قلق أسواق العالم

استقر الدولار والين، وكلاهما من أصول الملاذ الآمن، دون تغير يذكر يوم الأربعاء بعد ارتفاعهما الليلة السابقة مع تراجع الإقبال على المخاطرة، نتيجة لتجدد المخاوف حيال القطاع المصرفي والاقتصاد الأميركيين. وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام ست عملات رئيسية منافسة بنسبة 0.01 في المائة إلى 101.80 نقطة، بعدما زاد 0.5 في المائة الليلة السابقة. والمؤشر منخفض 0.76 في المائة هذا الشهر. وتراجعت أسهم بنك «فيرست ريبابليك» نحو 50 في المائة الثلاثاء بعدما أعلن البنك انخفاض ودائعه أكثر من 100 مليار دولار في الربع الأول؛ متأثرا بتراجع الثقة في القطاع المصرفي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد قلق الأسواق المالية يزداد مع اقتراب تخلف أميركا عن سداد ديونها

قلق الأسواق المالية يزداد مع اقتراب تخلف أميركا عن سداد ديونها

يزداد شعور الأسواق المالية بالقلق كلما تأخر حسم الخلاقات بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والجمهوريين في الكونغرس، حول رفع سقف الدين الأميركي، مع اقتراب موعد استحقاقات سندات الخزانة الأميركية يوليو (تموز) المقبل، وهو التوقيت الذي قد تتخلف فيه الولايات المتحدة عن سداد ديونها في ظل غياب توافق على إجراء تشريعي واتفاق بين الطرفين. يمارس الجانبان لعبة عض الأصابع انتظاراً لمن يصرخ أولاً ويتنازل، لكن تداعيات هذه اللعبة السياسية تقع على حاملي السندات الذين سيعجزون عن الحصول على أموالهم المستحقة في الوقت المحدد. وقد حذر بنك جيه بي مورغان من مخاطر حقيقية من التخلف عن سداد سندات الخزانة الأميركية.

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد الأسواق العالمية تترقب «مستقبل الفائدة»

الأسواق العالمية تترقب «مستقبل الفائدة»

تراجعت الأسهم الأوروبية الخميس بعد تباين نتائج عدد من الشركات المدرجة في بورصة وول ستريت، بينما كان المستثمرون يترقبون مزيدًا من البيانات الاقتصادية من منطقة اليورو ونتائج الشركات لتقييم قوة المنطقة. وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2 في المائة، وقادت أسهم المرافق وأسهم شركات السيارات المؤشر الرئيسي نحو التراجع بعد انخفاضهما 1.2 و2.1 في المائة على التوالي، لكن أسهم البنوك ارتفعت 1.0 في المائة مما حد من الخسائر. وفي آسيا، ارتفع المؤشر نيكي الياباني يوم الخميس معوضاً خسائره في اليوم السابق، إذ قفزت أسهم شركات التجزئة مدعومة بزيادة الزوار الأجانب، وتعافت أسهم شركات تصنيع أشباه الموصلات بعد انخفاض

«الشرق الأوسط» (لندن)

أنباء فوز ترمب تضرب مبكراً الأسهم واليوان في الصين

صينيون يتابعون تطورات الانتخابات الرئاسية الأميركية على شاشة بأحد المطاعم في هونغ كونغ (أ.ف.ب)
صينيون يتابعون تطورات الانتخابات الرئاسية الأميركية على شاشة بأحد المطاعم في هونغ كونغ (أ.ف.ب)
TT

أنباء فوز ترمب تضرب مبكراً الأسهم واليوان في الصين

صينيون يتابعون تطورات الانتخابات الرئاسية الأميركية على شاشة بأحد المطاعم في هونغ كونغ (أ.ف.ب)
صينيون يتابعون تطورات الانتخابات الرئاسية الأميركية على شاشة بأحد المطاعم في هونغ كونغ (أ.ف.ب)

هبط اليوان الصيني وأسواق الأسهم بشكل حاد، يوم الأربعاء، مع الإعلان الأولي عن فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترمب، بفترة رئاسية أخرى في الولايات المتحدة بعد الأولى التي كانت من 2017 إلى 2021، وسيطرة الجمهوريين على الكونغرس الأميركي، مما أدى إلى تصاعد التوترات بشأن التجارة والتكنولوجيا.

وبحلول الوقت الذي أغلقت فيه الأسواق الصينية، أعلن ترمب انتصاره على الديمقراطية كامالا هاريس في السباق الرئاسي الأميركي.

وقال 4 أشخاص مطلعون على الأمر إن البنوك الحكومية الكبرى في الصين شوهدت وهي تبيع الدولار في السوق المحلية للصرف الأجنبي، صباح الأربعاء، لمنع اليوان من الضعف بسرعة كبيرة.

وتراجعت العملة الصينية أكثر من 0.5 في المائة مقابل نظيرتها الأميركية في التعاملات الصباحية إلى 7.15 يوان للدولار، وهو أضعف مستوى منذ 22 أغسطس (آب) الماضي. وتأتي الخسائر السريعة لليوان مع عودة المستثمرين إلى ما يسمى «تأثير ترمب»، فور ورود نتائج مبكرة لانتخابات رئاسية أميركية تشير إلى فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب.

وفي إطار حملته لتعزيز التصنيع الأميركي، وعد ترمب الناخبين بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المائة أو أكثر على السلع من الصين. ويُنظر إلى سياسات التعريفات والضرائب المقترحة من ترمب على أنها تضخمية؛ وبالتالي من المرجح أن تبقي أسعار الفائدة الأميركية مرتفعة وتقوض عملات الشركاء التجاريين.

وخلال رئاسة ترمب الأولى، ضعف اليوان بنحو 5 في المائة مقابل الدولار خلال الجولة الأولية من التعريفات الجمركية الأميركية على السلع الصينية في عام 2018، وانخفض بنسبة 1.5 في المائة مرة أخرى بعد عام عندما تصاعدت التوترات التجارية.

وفي أسواق الأسهم، انخفض مؤشر «سي إس آي 300» الصيني للأسهم القيادية بنسبة 0.5 في المائة، في حين انخفض مؤشر «هانغ سينغ» القياسي في هونغ كونغ، الذي يشير بشكل أكبر إلى معنويات المستثمرين الأجانب، بنسبة 2.3 في المائة، وانخفض مؤشر «هانغ سينغ» للشركات الصينية بنسبة 2.6 في المائة.

وانخفضت أسهم التكنولوجيا الصينية المدرجة في «هونغ كونغ» على نطاق واسع، حيث انخفضت شركتا التجارة الإلكترونية العملاقتان «جيه دي.كوم» و«علي بابا» بنسبة 4 في المائة لكل منهما.

وسوف يكون للانتخابات الرئاسية الأميركية تأثير ملموس على اقتصاد الصين وأسواق رأس المال. وقال رونغ رين جو، مدير «المحفظة» بفريق الدخل الثابت في «إيست سبرينغ» للاستثمارات: «في الوقت الحالي، تركز الأسواق بشكل ضيق على احتمالات التعريفات الجمركية؛ لأنها أسهل رافعة يمكن تفعيلها مباشرة بموجب أمر تنفيذي رئاسي، لكننا رأينا بين عامي 2016 و2020 رافعات أخرى يمكن اللجوء إليها لاحتواء الصين. وقد يشمل ذلك فرض عقوبات مالية على الكيانات الصينية، مما يزيد من تشديد الخناق على وصول الصين إلى التكنولوجيا الحاسمة لتطوير الذكاء الاصطناعي... والقائمة تطول».

وبالتالي، من المرجح أن يتخذ المستثمرون الأجانب موقفاً دفاعياً بشأن أي أصول مرتبطة بالصين، وربما يحوطون مخاطر عملاتهم، وفق رونغ.

يأتي ذلك بينما تحاول سوق الأسهم الصينية التعافي من ركود استمر سنوات، حيث وعدت السلطات بمعالجة الاستهلاك الضعيف والتراجع في قطاع العقارات. وارتفع مؤشر «سي إس آي 300» بأكثر من 20 في المائة منذ 23 سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما بدأت بكين طرح تخفيضات أسعار الفائدة والحوافز.

ولكن فوز ترمب قد يعوق هذا الارتفاع، خصوصاً مع وجود قطاعات التكنولوجيا والدفاع والتصدير في مرمى سياساته. ونظراً إلى أن الديمقراطيين والجمهوريين متحدون نسبياً في العداء للصين، فقد لا تتفاعل الأسواق بشكل كبير حتى يعلَن عن تغييرات سياسية ملموسة.

وقال كيني نغ، الخبير الاستراتيجي في شركة «تشاينا إيفربرايت» للأوراق المالية الدولية في هونغ كونغ: «على الرغم من أن المرشحَين متشددان تجاه الصين، فإن ترمب لا يزال أقل قابلية للتنبؤ في خطواته من حيث السياسة، لذا؛ فإن احتمال فوز ترمب يؤثر على المشاعر قليلاً».

ومع ذلك، تنتظر الأسواق المحلية مزيداً من مقترحات التحفيز والتفاصيل من «اللجنة الدائمة» في «المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني»، التي تجتمع من 4 إلى 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وقال نغ: «المستثمرون المحليون أكثر تركيزاً على اجتماع (المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني) هذا الأسبوع، وينتظرون معرفة ما إذا كان سيقدَّم مزيد من التحفيز القوي، الذي سيكون له تأثير أكبر على الأسواق مقارنة بالانتخابات».