السيسي يتابع توافر السلع... و«لجنة تسعير» حكومية لمواجهة الغلاء

«التموين» أكدت أنها ستعلن «المقابل العادل» للمنتجات «دون إجبار»

جانب من اجتماع الرئيس المصري مع عدد من المسؤولين لمتابعة توافر السلع الاستراتيجية (الرئاسة المصرية)
جانب من اجتماع الرئيس المصري مع عدد من المسؤولين لمتابعة توافر السلع الاستراتيجية (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يتابع توافر السلع... و«لجنة تسعير» حكومية لمواجهة الغلاء

جانب من اجتماع الرئيس المصري مع عدد من المسؤولين لمتابعة توافر السلع الاستراتيجية (الرئاسة المصرية)
جانب من اجتماع الرئيس المصري مع عدد من المسؤولين لمتابعة توافر السلع الاستراتيجية (الرئاسة المصرية)

في محاولة لمواجهة «موجة غلاء» تشهدها البلاد، جراء تراجع سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار، أعلنت الحكومة المصرية عن تشكيل «لجنة تسعير»، تستهدف تحديد «سعر عادل» لعدد من السلع التي وصفت بـ«الاستراتيجية والأساسية». وذلك بموازاة متابعة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمخزون الاستراتيجي من السلع، لـ«ضمان الأمن الغذائي، وتلبية احتياجات المواطنين».
وتشهد الأسواق المصرية ارتفاعاً مطرداً في أسعار السلع بشكل عام، منذ قرار البنك المركزي الانتقال إلى سعر صرف مرن للجنيه المصري، ما يعرف باسم «تعويم»، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتزامن ذلك مع استمرار معاناة البلاد، كغيرها من دول العالم، من تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية إثر الحرب الروسية - الأوكرانية، والتي أثرت على مخزون بعض السلع الاستراتيجية، لا سيما القمح الذي تستورده مصر من روسيا وأوكرانيا.
ولمتابعة موقف مخزون السلع الغذائية الأساسية على مستوى الجمهورية، وكذلك زراعات المحاصيل للموسم الزراعي الحالي، عقد الرئيس المصري اجتماعاً (الأحد)، مع رئيس الوزراء، ووزير التموين والتجارة الداخلية، ومدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة. وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، في إفادة رسمية، إن «الرئيس المصري اطلع على موقف المخزون الاستراتيجي والأرصدة لجميع السلع الغذائية الأساسية للدولة، في إطار التخطيط المسبق للحفاظ على المخزون الاستراتيجي، أخذاً في الاعتبار الأزمة الغذائية العالمية الحالية».
وأكد وزير التموين خلال الاجتماع أن المخزون الاستراتيجي للقمح والسكر والذرة والزيت والأرز، يكفي لمدة تتراوح ما بين 4 إلى 6 أشهر، فضلاً عن المتوفر من اللحوم الطازجة والدواجن، والذي يكفي لمدة عام كامل». ووجه الرئيس المصري «بالمحافظة على استمرارية المخزون الاستراتيجي للدولة من السلع الغذائية الرئيسية، فضلاً عن تعظيم القيمة المضافة لتخزين السلع من سلسلة الصوامع الاستراتيجية التي تمت إقامتها على امتداد الجمهورية، بهدف الحفاظ على استقرار موقف الأمن الغذائي للدولة، وتلبية احتياجات المواطنين بالكميات الملائمة»، بحسب المتحدث الرسمي.
وبشأن الموسم الحالي لزراعة القمح 2022/2023 أكد الرئيس المصري على ضرورة «تحديد سعر توريد للقمح بحيث يحقق عائداً اقتصادياً مجزياً للمزارعين والفلاحين، ويدعم زيادة الكميات الموردة»، حسب المتحدث الرسمي.
وفي سياق مواجهة الغلاء، أعلن د. علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة ‏الداخلية المصري، في بيان صحافي، عن «تشكيل لجنة عليا، تضم ممثلين عن اتحادات الصناعات، والغرف ‏التجارية، وحماية المستهلك لوضع سعر عادل لسلع استراتيجية وأساسية، يتراوح عددها ما بين 10 إلى 15 سلعة».
وأكد وزير التموين والتجارة الداخلية المصري، أنه «لن يكون هناك تسعير ‏إجباري للسلع، بل سيتم وضع سعر عادل طبقاً لتكلفة الإنتاج والمدخلات ‏الخاصة بها»، موجهاً بـ«تشكيل لجان مشتركة من مديريات التموين، ‏ومباحث التموين، وحماية المستهلك، وهيئة سلامة الغذاء، لمتابعة التزام المحال التجارية بكتابة السعر على السلع الاستهلاكية بشكل ظاهر، وخط واضح».
ويبرر التجار زيادة الأسعار، بتراجع سعر صرف الجنيه أمام الدولار، حيث تقدر قيمة الدولار في السوق الرسمي بنحو 24.6 جنيه، فيما ينقل متعاملون إفادات بأسعار أعلى للدولار في السوق الموازية. وبالتوازي مع ارتفاع أسعار السلع، ثار جدل بشأن تكلفة عدد من المشروعات التي تنفذها الدولة، كان آخرها ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي إزاء إنشاء مدينة ترفيهية في العاصمة الإدارية الجديدة. وقال المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري، في بيان عبر صفحة مجلس الوزراء على «فيسبوك»، (الأحد)، إنه «لا صحة لتمويل مشروع المدينة الترفيهية بالعاصمة الإدارية الجديدة من الموازنة العامة للدولة»، ناقلاً عن شركة العاصمة الإدارية الجديدة قولها إن «المدينة الترفيهية، مشروع خاص يتم تمويله كاستثمار لأحد المطورين العاملين بالعاصمة»، مُجددة التأكيد على أن «كافة مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة تتم خارج الموازنة العامة للدولة».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مقتل 3 مواطنين في اشتباكات بالزاوية الليبية

اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)
اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)
TT

مقتل 3 مواطنين في اشتباكات بالزاوية الليبية

اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)
اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)

عاد الهدوء النسبي إلى مدينة الزاوية الليبية، الواقعة غرب العاصمة طرابلس، اليوم (الثلاثاء)، بعد اشتباكات مفاجئة اندلعت بين ميليشيات تابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص، وإصابة 5 آخرين، وتعرض بعض الممتلكات العامة والخاصة لأضرار، وسط صمت رسمي.

وتوقفت الاشتباكات، التي جرت بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مساء الاثنين، في جزيرة الركينة، بالقرب من مصفاة الزاوية بالمدينة، التي تقع على بعد 45 كيلومتراً غرب طرابلس، بين مجموعة «الكابوات» التابعة لعثمان اللهب، آمر «الكتيبة 103»، المعروفة بـ«كتيبة السلعة»، ومجموعة «الغويلات» التابعة لآمر «قوة الإسناد» الأولى محمد بحرون، الملقب بـ«الفأر»، وأدت بحسب وسائل إعلام محلية إلى خسائر في الممتلكات العامة، وإصابة عدد غير معلوم من الأشخاص، بالإضافة إلى مسجد في منطقة القتال.

ولم تعلق حكومة «الوحدة»، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، أو وزارة داخليتها، على هذه الاشتباكات، التي تعد الأحدث من نوعها مؤخراً في المدينة، التي تشهد من حين لآخر اندلاع قتال مسلح بين ميليشياتها، المتنازعة على مناطق السيطرة والنفوذ.

في شأن مختلف، قال رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، إن محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة»، ولجنة ترسيم الحدود، قدّما خلال اجتماعهما مساء الاثنين بطرابلس، إحاطة شاملة حول آخر التطورات في ملف الحدود البرية والبحرية بين ليبيا ودول الجوار، مشيراً إلى الجهود المبذولة في توثيق هذه الحدود، والحفاظ على السيادة الوطنية.

ونقل المنفي عن اللجنة تأكيدها أن الحدود البرية بين ليبيا ودول الجوار تم تحديدها، وفقاً لاتفاقيات تاريخية رسمية، من بينها اتفاقية 1910 بين الاستعمار الفرنسي والعثماني، التي تعدّ الإطار القانوني الأساسي لتحديد الحدود بين الدول، كما تم إعادة بناء النصب الحدودية بين ليبيا وتونس في عام 2020 لضمان وضوح الحدود، وتوثيقها باستخدام أحدث التقنيات الجغرافية.

ووفقاً للمنفي، فقد أشارت اللجنة إلى أنها تعمل بشكل مستمر بالتنسيق مع لجان حدودية مشتركة مع دول الجوار لضمان الحفاظ على استقرار الحدود، مع التركيز على تعزيز التنسيق الأمني والاقتصادي لمكافحة التهريب والهجرة غير المشروعة، بالإضافة إلى مواجهة أي تهديدات قد تؤثر على السيادة الوطنية. كما أكدت أن الحدود البرية والبحرية بين ليبيا ودول الجوار هي حدود ثابتة وفقاً للقانون الدولي، وأنها تعمل بشكل مستمر على ضمان استقرارها وحمايتها من أي تحديات قد تطرأ.

فرحات بن قدارة رئيس مؤسسة النفط الليبية (المؤسسة)

في غضون ذلك، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، في بيان، الثلاثاء، ارتفاع إنتاج النفط والغاز، حيث سجل إجمالي الإنتاج 1572679 برميلاً يومياً، بزيادة 4775 برميلاً، بينما ارتفع إنتاج الغاز إلى 199776 برميلاً يومياً.

وأكدت المؤسسة أن الحقول النفطية تشهد عملاً مكثفاً منذ شهرين لزيادة الإنتاج، وفق استراتيجية تستهدف الوصول إلى مليوني برميل يومياً بحلول 2027، بشرط توفر الميزانية اللازمة.

وكانت المؤسسة قد أوضحت مساء الاثنين أنها حوّلت إيرادات النفط، البالغة أكثر من 14 مليار دولار منذ بداية العام، إلى المصرف المركزي دون تأخير، نافية مسئوليتها عن أي عوائق في صرف مرتبات القطاع العام. وأشارت إلى أن انخفاض الإيرادات مؤخراً نجم عن أزمة المصرف، وإغلاق بعض الحقول.