نائب عربي يحذّر من صدامات دامية في النقب

في أعقاب جلسات ماراثونية للكنيست استمرت حتى الفجر

مواجهات بين سكان النقب والأمن الإسرائيلي يوم 13 يناير 2022 (أ.ف.ب)
مواجهات بين سكان النقب والأمن الإسرائيلي يوم 13 يناير 2022 (أ.ف.ب)
TT

نائب عربي يحذّر من صدامات دامية في النقب

مواجهات بين سكان النقب والأمن الإسرائيلي يوم 13 يناير 2022 (أ.ف.ب)
مواجهات بين سكان النقب والأمن الإسرائيلي يوم 13 يناير 2022 (أ.ف.ب)

في أعقاب الجلسات الماراثونية للهيئة العامة للكنيست (البرلمان)، التي استمرت حتى ساعات فجر الجمعة، وانتهت بالمصادقة بالقراءة الأولى على تعديلين لـ«قانون أساس: الحكومة»، قدمهما ائتلاف أحزاب اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو، حذر النائب العربي الجديد عن الجبهة والعربية للتغيير، المحامي يوسف العطاونة، من صدامات دامية بين الشرطة وأهله من عرب النقب.
وقال إن هيئة الكنيست العامة واللجان الفرعية الخاصة، وبتوجيه من رئيس الحكومة المرتقب نتنياهو، ينشغلون فقط بإعداد الأرضية لتشريع وتفصيل قوانين شخصية على مقاس الائتلاف الحكومي المقبل. وقال، في كلمته أمام اللجنة البرلمانية المنظِّمة لمناقشة قانون بن غفير القاضي بنقل صلاحيات الشرطة ليديه كوزير «للأمن الداخلي»، إن «هوية بن غفير المرشح لوزارة الأمن الداخلي المعروف بمواقفه العنصرية المتطرّفة وتحريضه المتواصل في السنة الأخيرة ضد المواطنين العرب البدو في الجنوب، من ضمنها حملة تشويه وتضليل لنسيج الحياة المشتركة والعلاقات الطيبة بين اليهود والعرب في بئر السبع، الأمر الذي لا يروق له طبعاً، وتحريضه الكاذب بأن مصدر العنف المستشري في هذه المدينة يأتي من المواطنين (غير اليهود)، كل هذا ينذر بفتح الباب للصدامات الدامية مع السكان وليس غير ذلك. إن صرخة المواطنين في النقب صادقة وتستدعي إيجاد الحلول الفورية والنظر إليهم كمواطنين متساوين في البلاد. والتهديد باستعمال القوة المفرطة بحق المواطنين، سيجلب الدمار».
ودعا العطاونة الحكومة المقبلة لأن «تقوم بدورها ومسؤوليتها لتضييق الفجوات، من خلال دعم المشاريع التربوية التعليمية وتقوية جهاز التربية والتعليم في الجنوب، فهذا هو المنطلق المركزي لمعالجة كل الظواهر السلبية وليس بالقوة، لأن استعمال عنف الشرطة وبهذا الشكل قد يؤدي إلى الصدام».
وكان الكنيست قد أقر سلسلة القوانين التي يشترط حلفاء نتنياهو إقرارها قبل المصادقة على الحكومة. وما زال أمامه الكثير لإتمامها. وقد تقرر الاستمرار في المداولات يوم غد (الأحد)، مع أنه يوم عطلة للكنيست. وسيواصلون المداولات في يومي الاثنين والثلاثاء، رغم أنهما بداية عيد الأنوار. وحذر نتنياهو رفاقه من المماطلات في سن القوانين، إذ إن الأربعاء هو اليوم الأخير في المهلة التي منحها رئيس الدولة، يتسحاق هرتسوغ لعرض الحكومة. وقال إن كثرة مطالب رفاقه في الائتلاف بدأت تعرقل مسار إقرار الحكومة. وحذرهم من خطر الفشل في تشكيل حكومته الجديدة، وعدها ضرباً من الانتحار.
وسعى الائتلاف الحالي المنتهية ولايته إلى المماطلة في التصويت على القانونين، حيث استمر خطاب وزير القضاء، غدعون ساعر، 4 ساعات متواصلة. وجرى التصويت بعد 8 ساعات من افتتاح جلسة الكنيست. وأيد القانونين 63 عضو كنيست وعارضه 52 عضواً. وصادق الكنيست، أمس، على القراءة الأولى على مشروع قانون قدمه ائتلاف أحزاب اليمين، ويقضي بتعديل القانون الذي يسمح بانشقاق أعضاء كنيست عن كتلتهم البرلمانية، وزيادة عدد المنشقين من 4 إلى 7 أعضاء كنيست.
وفي هذه الأثناء يتأخر دفع مشروع القانون على اسم رئيس حزب «عوتسما يهوديت» الفاشي إيتمار بن غفير، المرشح لمنصب وزير الأمن القومي. ويقضي هذا القانون بتعديل «مرسوم الشرطة»، بحيث تكون الشرطة وسياستها خاضعة بشكل كامل للوزير. واستمرت مناقشة هذا القانون في لجنة خاصة شكلها الكنيست لساعات طويلة دون حسم، وسيتم استئناف مناقشته الأحد.
وعارض وزير الدفاع المنتهية ولايته، بيني غانتس، «قانون سموتريتش»، وقال إنه «في الحكومة المقبلة سيكون هناك ثلاثة وزراء للدفاع: وزير للشؤون الإيرانية، ووزير للجبهة الشمالية ووزير للجبهة الجنوبية والفلسطينية»، متهماً نتنياهو «بإدخال السياسة في عمق الأمن». وأضاف غانتس أن نتنياهو يوافقه الرأي، لكنه «يتصرف من منطلق ضعف سياسي»، مشدداً على أن شركاءه يعملون على ابتزازه فيما يستسلم هو لشروط اليمين المتطرف والحريديين.
من جهة ثانية، حذرت المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية، غالي بهاراف ميارا، من أن التشريعات الخاطفة التي ينفذها حالياً تحالف أحزاب اليمين المتطرف بقيادة رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، قبل فترة قصيرة من تشكيله الحكومة المقبلة، ستستهدف «الديمقراطية الإسرائيلية والفئات السكانية الضعيفة». وقالت إن «مشاريع القوانين الجاري مناقشتها في هذه الأيام، توصف بأنها (تشريعات خاطفة)». وحذرت من أن «تغيير النظام بشكل جوهري يتطلب تفكيراً معمقاً وترجيح رأي مدروس. وهو لا يتلاءم مع تشريع خاطف». ورأت بهاراف ميارا أن الفكرة من وراء جميع مشاريع القوانين التي يطرحها تحالف اليمين الآن هي زيادة القدرة على الحكم واستهداف الشعور بالأمن الشخصي، لكنّ هناك خطراً من أن تتحول الديمقراطية إلى كلام خالٍ من المضمون.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».