الرئيس التونسي يرفض الانتقادات الأميركية لبلاده

سعيّد أكد لبلينكن «الحرص على المؤسسات الدستورية»

الرئيس التونسي خلال مشاركته في اجتماعات على هامش القمة الأميركية - الأفريقية (إ.ب.أ)
الرئيس التونسي خلال مشاركته في اجتماعات على هامش القمة الأميركية - الأفريقية (إ.ب.أ)
TT

الرئيس التونسي يرفض الانتقادات الأميركية لبلاده

الرئيس التونسي خلال مشاركته في اجتماعات على هامش القمة الأميركية - الأفريقية (إ.ب.أ)
الرئيس التونسي خلال مشاركته في اجتماعات على هامش القمة الأميركية - الأفريقية (إ.ب.أ)

رفض الرئيس التونسي قيس سعيد انتقادات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن له، واتهامه بأنه يعزز سلطاته الرئاسية، ودافع عن القرارات التي اتخذها «من أجل المحافظة على المؤسسات الدستورية والسياسية» في البلاد.
وألقى الرئيس التونسي، خلال حديثه في مناسبات عديدة على هامش القمة الأميركية - الأفريقية، اللوم على «الأخبار الكاذبة» في الانتقادات الغربية لخطواته، مندداً بـ«قوى أجنبية»، لم يسمها، «تحاول إثارة المعارضة لقراراته». وقال لصحيفة «واشنطن بوست» إن «هناك الكثير من أعداء الديمقراطية في تونس، يريدون بذل كل ما في وسعهم لنسف الحياة الديمقراطية والاجتماعية للبلاد من الداخل». كما تطرق للتطورات في تونس بعد أكثر من عقد من انتفاضة 2011، التي أنهت حكم الرئيس زين العابدين بن علي، مشيراً إلى تضارب الروايتين التونسية والأميركية حول الأحداث التي تلت انتخابه عام 2019، وصولاً إلى تعليقه عمل البرلمان التونسي عام 2021.
وخلال اجتماع ثنائي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تحدث الرئيس سعيد بإسهاب عن التعددية الثقافية في تونس، كبلد متوسطي أبقى على علاقات جيدة مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وأشار إلى الروابط التونسية - الأميركية القديمة، قائلاً إن بلاده «تمتعت بدعم كامل من الولايات المتحدة، ولا سيما في مجالات الصحة والتعليم، إما مباشرة من الحكومة الأميركية، وإما بشكل خاص مع البنك الدولي، وكذلك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية»، مضيفاً أن بلاده نعمت بـ«ثورة حقيقية» في مجالي التعليم والصحة العامة. كما ذكّر بـ«التجربة الدولية الأصيلة للغاية والمتجذرة بعمق في تاريخنا»، من دساتير قرطاج، إلى الميثاق الأساسي التونسي لعام 1861، وهو أول دستور صيغ في العالم العربي عام 1861، وصولاً إلى ضمان الحقوق والحريات بعد الاستقلال في الأول من يونيو (حزيران) 1959.
وأضاف الرئيس سعيد أن الدستور الذي صيغ سابقاً «كان مخصصاً لخدمة حاجات فئة معينة، كأنه ثوب أو حذاء»، ما أدى، حسبه، إلى «تمثيل جزئي» للمواطنين. وأوضح كيف أدى ذلك إلى «انهيار كل المؤسسات السياسية وتفاقم الفساد». مشيراً إلى أن عدداً من النواب الذين رفعت الحصانة عنهم بعد 25 يوليو (تموز) «تبين أنهم كانوا أعضاء في شبكات تهريب، وكانوا متورطين بعمق في أزمات وقضايا أخلاقية». وهو ما دفعه إلى تجميد عمل البرلمان، والتأكيد مجدداً على أن البلاد «كانت على شفا حرب أهلية».
في المقابل، شدد كبير الدبلوماسيين الأميركيين على «الشراكة الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة وتونس»، مؤكداً دعم إدارة الرئيس بايدن «إجراء انتخابات شاملة وشفافة» في تونس، على أن تكون «الأصوات المتنوعة في تونس ممثلة بالكامل في مستقبلها».
كما جدد بلينكن «التزام الولايات المتحدة العميق بالديمقراطية التونسية، ودعم تطلعات الشعب التونسي إلى مستقبل ديمقراطي مزدهر»، مؤكداً أيضاً «دعم الولايات المتحدة القوي للاقتصاد التونسي، وسط الأزمة الاقتصادية الحالية التي تفاقمت بسبب العدوان الروسي على أوكرانيا»، ومشدداً على أن هذه العلاقة «تكون أقوى عندما يكون هناك التزام مشترك بالديمقراطية وحقوق الإنسان»، وعلى «أهمية إجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة في 17 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، فضلاً عن الإصلاحات الشاملة لتعزيز الضوابط والتوازنات الديمقراطية وحماية الحريات الأساسية».


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

38 قتيلاً جراء هجوم لـ«الدعم السريع» في غرب السودان

تصاعد الدخان جراء الصدامات بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
تصاعد الدخان جراء الصدامات بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
TT

38 قتيلاً جراء هجوم لـ«الدعم السريع» في غرب السودان

تصاعد الدخان جراء الصدامات بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
تصاعد الدخان جراء الصدامات بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)

أسفر هجوم شنته «قوات الدعم السريع» السودانية بطائرة مسيّرة عن 38 قتيلاً على الأقل في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب)، وفق حصيلة محدثة أعلنها ناشطون محليون اليوم (الأحد).

وأعلنت «تنسيقية لجان المقاومة - الفاشر» في بيان «ارتفاع حصيلة مجزرة حي أولاد الريف بالفاشر إلى 38 شهيداً» منذ وقوع الهجوم في وقت متأخر أمس.