العجز التجاري التونسي يرتفع 58.8 %

«اتحاد الشغل» ينفي علمه بالإصلاحات المقدمة لـ«صندوق النقد»

تونسيون يتبضعون في إحدى الأسواق الشعبية وسط مدينة تونس (رويترز)
تونسيون يتبضعون في إحدى الأسواق الشعبية وسط مدينة تونس (رويترز)
TT

العجز التجاري التونسي يرتفع 58.8 %

تونسيون يتبضعون في إحدى الأسواق الشعبية وسط مدينة تونس (رويترز)
تونسيون يتبضعون في إحدى الأسواق الشعبية وسط مدينة تونس (رويترز)

بلغ العجز التجاري التونسي حتى نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حدود 23.281 مليار دينار تونسي (نحو 7.2 مليار دولار)، مقابل عجز لم يتجاوز 14.653 مليار دينار في الفترة نفسها من سنة 2021، مسجلاً بذلك زيادة بنسبة 58.8 بالمائة، وهو ما يعد رقماً قياسياً منذ سنة 2010 التي تعد سنة مرجعية بالنسبة لعدد كبير من المؤشرات الاقتصادية على غرار الإنتاج المحلي من الفوسفات أو نتائج القطاع السياحي.
ووفق ما قدمه المعهد التونسي للإحصاء (حكومي) من معطيات، فقد تراجعت نسبة تغطية الواردات بالصادرات بنسبة 5.1 بالمائة مقارنة بعام 2021، لتصل إلى مستوى 69.1 بالمائة. وتعد الصين وروسيا وتركيا من أهم الدول التي تقف وراء تفاقم العجز التجاري في تونس نتيجة انخرام التوازن التجاري وميله لصالحها.
على صعيد آخر، بلغ الجدل مداه بين اتحاد الشغل (نقابة العمال) والحكومة التونسية حول برنامج الإصلاحات الاقتصادية المزمع تنفيذها في تونس، وفقاً لشروط صندوق النقد الدولي. ونفى الاتحاد معرفته بما أبرمته الحكومة مع الصندوق، وعبّر عن «صدمته وتنديده» بما وصفها بـ«المغالطات المفضوحة التي وردت على لسان كلّ من محافظ البنك المركزي التونسي ووزيرة المالية ووزير الاقتصاد والتخطيط»، متهماً إياهم بـ«الادعاء زوراً»، أنّ الاتحاد شارك في صياغة برنامج الإصلاحات الذي عرضته الحكومة على صندوق النقد للحصول على قرض مالي بقيمة 1.9 مليار دولار.
واعتبر اتحاد الشغل أنّ الحكومة ليس لها أي تصور للحدّ من تأزم الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، ومكافحة ارتفاع الأسعار وتفشي الاحتكار وتدهور المقدرة الشرائية للتونسيين، مضيفاً أنّها تعتمد سياسة ارتجالية لمواجهة هذا الوضع، مؤكداً رفضه تحميل تأثيراته السلبية على كاهل الأجراء.
وكان سمير سعيد وزير الاقتصاد والتخطيط التونسي، قد أكد توصل تونس إلى اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي للحصول على القرض، معتبراً أنها قدمت «برنامجاً مقنعاً» للصندوق، ونجحت في إنهاء أشهر من المفاوضات حول هذا الموضوع.
وأضاف سعيد أن «هذه الإصلاحات كانت ضمن برنامج إصلاح وطني مصمم بشكل تشاركي... حان وقت الإصلاحات الكبرى لوضع الاقتصاد التونسي على المسار الصحيح».
وتابع أن «الحكومة تصر على برنامج الإصلاح الوطني الذي تم إشراك المنظمات المهنية فيه... برنامج الحكومة أقنع ليس فقط صندوق النقد الدولي، بل شركاء آخرين لتونس»، على حد تعبيره.
ومن ناحيته، قال مروان العباسي محافظ البنك المركزي التونسي، إن البرنامج الذي قدمته الحكومة إلى صندوق النقد أعده خبراء وكفاءات تونسية، من بينهم خبراء الاقتصاد في اتحاد الشغل، وهو ما أثار حفيظة القيادات النقابية التي نفت علمها بالبرنامج الحكومي أو المشاركة في صياغته. وجدد اتحاد الشغل رفضه رفع الدعم وخصخصة المؤسسات العمومية والضغط على كتلة الأجور وإثقال كاهل الأجراء بالضرائب، وحذر من كل «إجراء أحادي» قد يؤدي إلى تأجيج الغضب الشعبي والاحتجاجات الاجتماعية.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

قطاع التعدين السعودي يوفر فرصاً استثمارية للشركات البرازيلية

وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف خلال لقائه الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» التعدينية إدواردو بارتولوميو في البرازيل (واس)
وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف خلال لقائه الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» التعدينية إدواردو بارتولوميو في البرازيل (واس)
TT

قطاع التعدين السعودي يوفر فرصاً استثمارية للشركات البرازيلية

وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف خلال لقائه الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» التعدينية إدواردو بارتولوميو في البرازيل (واس)
وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف خلال لقائه الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» التعدينية إدواردو بارتولوميو في البرازيل (واس)

بحث وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف مع الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» التعدينية إدواردو بارتولوميو في البرازيل، السبت، الفرص الاستثمارية الواعدة التي يوفرها قطاع التعدين السعودي أمام الشركات البرازيلية، والخطط التوسعية للمستثمرين البرازيليين في المملكة.

وكانت السعودية قد استحوذت، مؤخراً، على حصة 10 في المائة في شركة «فالي» للمعادن الأساسية، من خلال شركة «منارة للمعادن»، وهي مشروع مشترك بين «صندوق الاستثمارات العامة» وشركة «معادن».

كما بحث اللقاء أهمية استخدام التقنيات الحديثة في المشاريع التعدينية، بما يؤدي إلى كفاءة الإنتاج ويعزز الاستدامة البيئية، وصولاً إلى الحياد الكربوني في العقود المقبلة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «فالي»، خلال الاجتماع، إنه جرى تقديم دعم كبير للشركة عند استثمارها في المملكة، حيث تم تسهيل ممارستها للأعمال، خصوصاً عند إنشائها مشروع تكوير الحديد بمنطقة رأس الخير (شرق المملكة).

وتمتلك البرازيل ثروة تعدينية هائلة، وخبرة واسعة في التنقيب عن المعادن واستغلالها، ما يجعلها شريكاً مهماً للمملكة في قطاع التعدين، خصوصاً أن البلدين تربطهما علاقات ثنائية راسخة تمتد لأكثر من 50 عاماً، ترتكز في الجانب الاقتصادي على تعاونٍ مهمٍ في قطاعي الطاقة والمعادن.

وتعمل المملكة على تطوير قطاع التعدين، واستكشاف واستغلال ثروات معدنية دفينة في أراضيها، تقارب قيمتها 9.4 تريليون ريال؛ وذلك لتعظيم استفادة الاقتصاد الوطني من التعدين، وليكون ركيزة ثالثة في الصناعة، وترى السعودية أن تعزيز التعاون الدولي وبناء الشراكات، ضرورة ملحة لتطوير القطاع ومواجهة تحديات سلسلة توريد المعادن.

ولجذب المستثمرين لقطاع التعدين اتخذت المملكة إجراءات لتحسين البيئة الاستثمارية، منها تعديل نظام الاستثمار التعديني، وإطلاق ممكنات وحوافز في قطاع التعدين بما في ذلك التمويل المشترك بنسبة 75 في المائة للنفقات الرأسمالية، وإعفاء من الرسوم الضريبية لمدة 5 سنوات، وملكية أجنبية مباشرة بنسبة 100 في المائة. وفي أبريل (نيسان) 2024 أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية عن برنامج تمكين الاستكشاف، وخصصت 182 مليون دولار لتقليل مخاطر الاستثمارات في الاستكشاف.

ولمساعدة المستثمرين على اتخاذ قراراتهم الاستثمارية بوضوح والتزاماً بمعايير الشفافية في بيئة الاستثمار التعدينية؛ تتيح المملكة جميع البيانات الجيولوجية التي يتم تحديثها بشكل مستمر بناءً على نتائج برنامج المسح الجيولوجي العام، لتضاف للمعلومات الجيولوجية التي يمتد عمرها لأكثر من 80 عاماً، وتتاح جميع البيانات على منصة رقمية.

وأعلنت السعودية، مؤخراً، عن تأسيس البرنامج الوطني للمعادن، الذي سيكون أداة قوية وداعمة لتعزيز جودة وكفاءة سلاسل الإمداد من المعادن، وضمان استمرارية توريدها للصناعات المحلية والمشاريع الكبرى؛ حيث تستهدف المملكة استثمار 120 مليار ريال في صناعات المعادن الأساسية والاستراتيجية.