اليمين «المتطرف» يسعى إلى إعادة بناء 4 مستوطنات إسرائيلية شمال الضفة

من أول مشاريع نتنياهو

فلسطيني يحتج ضد توسع المستوطنات الإسرائيلية قرب الخليل بالضفة في 17 سبتمبر (إ.ب.أ)
فلسطيني يحتج ضد توسع المستوطنات الإسرائيلية قرب الخليل بالضفة في 17 سبتمبر (إ.ب.أ)
TT

اليمين «المتطرف» يسعى إلى إعادة بناء 4 مستوطنات إسرائيلية شمال الضفة

فلسطيني يحتج ضد توسع المستوطنات الإسرائيلية قرب الخليل بالضفة في 17 سبتمبر (إ.ب.أ)
فلسطيني يحتج ضد توسع المستوطنات الإسرائيلية قرب الخليل بالضفة في 17 سبتمبر (إ.ب.أ)

إيفاء بالالتزامات لأحزاب اليمين المتطرف في إسرائيل، وقبل أن تتم المصادقة على الحكومة الجديدة، تقدمت أحزاب اليمين الشريكة في ائتلاف الحكومة المقبلة، وفي المقدمة رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، بمشروع قانون يهدف إلى إعادة إقامة مستوطنة «حوميش» في شمال الضفة الغربية، التي جرى إخلاؤها في إطار خطة الانفصال عن قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، في عام 2005. وكانت هذه الخطوة هي أول نشاط فعلي للائتلاف الحاكم، بعد انتخاب رئيس جديد للكنيست (البرلمان)، ياريف ليفين، من الليكود. وللدلالة على جدية التزامات نتنياهو، بادر إلى هذا القانون عضوا الكنيست يولي إدلشتاين من حزب الليكود، وأوريت ستروك من حزب الصهيونية الدينية، ووقع عليه 35 عضو كنيست من أحزاب الائتلاف المقبل، بينهم نتنياهو نفسه.
المعروف أن المستوطنين أقاموا بؤرة استيطانية عشوائية في موقع هذه المستوطنة التي أقيمت في الماضي على أراضي بلدتي برقة وسيلة الظهر شمالي الضفة الغربية. وعندما أخلت الحكومة الإسرائيلية هذه البؤرة، توصلت إلى تفهم مع المستوطنين يبقي فيها معهداً دينياً، وبعض البيوت للمصلين. ولكن ليس حكومات نتنياهو السابقة وحدها أبقت على هذه البؤرة، بل أيضاً حكومة نفتالي بنيت وحكومة يائير لبيد. وفي شهر أغسطس (آب) الماضي، أخطرت حكومة لبيد المحكمة الإسرائيلية العليا بأنها لا تعتزم إخلاء البؤرة الاستيطانية «حوميش»، ورفضت تحديد موعد لإخلائها.
ويسعى مشروع القانون إلى «السماح بوجود المستوطنين والتحرك بحرية» في المنطقة التي كانت المستوطنة مقامة فيها، «والسماح لاحقاً بإعادة تخطيط وبناء المستوطنات الأربع التي اقتلعت» في إطار خطة الانفصال. وأكد الليكود أنه توجد أغلبية لسن القانون، مؤلفة من أعضاء الائتلاف المقبل البالغ عددهم 64 عضو كنيست. وعقبت منظمة «يش دين» (يوجد عدل) الحقوقية على مشروع القانون بأنه «بعد أن تجاهلت السلطات الإسرائيلية قانون الانفصال طوال سنوات وامتنعت عن إنفاذه على سكان البؤرة الاستيطانية غير القانونية (حوميش)، تريد إلغاءه بالكامل. ومشروع القانون هذا يعني نهب وسلب حق أصحاب الأراضي من قرية برقة القانوني في الأرض. كما أن مشروع القانون يشكل انتهاكاً للقانون الدولي».
وكانت الهيئة العامة للكنيست، قد انتخبت ظهر الثلاثاء، عضو الكنيست من الليكود ياريف لفين، رئيساً للكنيست، وأعلن بنيامين نتنياهو أن هذا تعيين مؤقت، وكما يبدو فإن لفين يريد حقيبة وزارية مهمة من ناحيته، ويجري الحديث عن وزارة القضاء. ونافس على رئاسة الكنيست، النائب أيمن عودة، رئيس قائمة الجبهة والعربية للتغيير، الذي فاز بأصوات الكتلة فقط، في حين حصلت مرشحة حزب «يش عتيد» ميراف بن آري على 45 صوتاً. أما القائمة «الموحدة» للحركة الإسلامية بقيادة النائب منصور عباس، فقد قاطعت الجلسة.
وأراد الليكود بانتخاب لفين، الذي قد يستقيل في الأسبوع المقبل؛ لانتخاب عضو كنيست آخر من الليكود، التسريع في تشريع قانونين على الأقل لضمان إقامة حكومة بنيامين نتنياهو، الاستيطانية المتطرفة. والقانون الأول، وهو الأخطر من ناحيتها، يقضي بتوسيع صلاحيات الوزير الذي سيكون مسؤولاً عن جهاز الشرطة، ومعه جهاز ما يسمى «حرس الحدود»، بشكل تنتقل فيه الإدارة الفعلية ليد الوزير، وفي هذه الحالة، المستوطن إيتمار بن غفير، الذي يريد أن يكون مقرراً بكل كبيرة وصغيرة، بدءاً من التعيينات في غالب المستويات، وحتى البت في مسألة توجيه لوائح اتهام، ومضامينها. والقانون الثاني، هو قانون يجيز لمدان بالفساد تولي حقيبة وزارية.
وخلال جلسة الكنيست، هاجم رئيس الوزراء الحالي يائير لبيد اتفاقيات الليكود مع شركائه في الائتلاف المستقبلي، قائلاً: «أريد أن أناشد كل أم لأطفال صوتت لليكود. عندما وقفت في مركز الاقتراع وأدليت بصوتك لهم، هل هذا ما صوّت له؟ هل هذا ما تريدينه؟ أن يتم تشكيل الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ البلاد من خلال تصويتكِ. هل أردتِ أن يتمكن إيتمار بن غفير، المجرم العنيف الذي أدين بدعم الإرهاب، من إصدار أوامر للشرطة بعدم اعتقال الشبان من يتسهار الذين يرشقون جنود الجيش الإسرائيلي بالحجارة؟ هل تريدين حقاً أن تعيشي في دولة بها شرطة سياسية يسيطر عليها اليمين المتطرف؟».
وأضاف لبيد قائلاً: «هذه ليست حكومة ليكود، إنها بالتأكيد ليست حكومة نتنياهو. نتنياهو ضعيف، وخائف من محاكمته، استولى عليه من هم أصغر منه، أكثر تطرفاً وحزماً منه. يسيطر سموتريش ودرعي على هذه الحكومة. نتنياهو شريك صغير».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

«نتنياهو المطلوب» يقلق إسرائيل على ضباطها

إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
TT

«نتنياهو المطلوب» يقلق إسرائيل على ضباطها

إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)

في ظلّ معلومات عن اتجاه دول أجنبية إلى تقليص اتصالاتها مع الحكومة الإسرائيلية غداة صدور مذكرة توقيف دولية بحق رئيسها، بنيامين نتنياهو، وأخرى بحق وزير دفاعه السابق يوآف غالانت، على خلفية جرائم حرب في غزة، يسود قلقٌ في إسرائيلَ من إمكان أن تشمل الملاحقات أيضاً قادة جيشها.

وإذا كان المتهمان الأساسيان بجرائم غزة هما نتنياهو وغالانت، فإنه يوجد منفذون أيضاً هم قادة الجيش الكبار والصغار وألوف الجنود والضباط الذين نشروا صوراً في الشبكات الاجتماعية يتباهون فيها بممارساتهم ضد الفلسطينيين.

ولم يشهد سكان غزة، أمس، ما يدعوهم للأمل في أن يؤديَ أمرا اعتقال نتنياهو وغالانت إلى إبطاء الهجوم على القطاع، فيما قال مسعفون إن 21 شخصاً على الأقل قُتلوا في غارات جديدة.