أسعار النفط ترتفع في مستهل تعاملات الأسبوع

تركيا تطرد 5 ناقلات خام بلا تأمين من مياهها

ناقلة النفط الخام «سيليجر» تبحر في مضيق البوسفور في طريقها إلى البحر الأبيض المتوسط بإسطنبول يوم 11 ديسمبر 2022 (رويترز)
ناقلة النفط الخام «سيليجر» تبحر في مضيق البوسفور في طريقها إلى البحر الأبيض المتوسط بإسطنبول يوم 11 ديسمبر 2022 (رويترز)
TT

أسعار النفط ترتفع في مستهل تعاملات الأسبوع

ناقلة النفط الخام «سيليجر» تبحر في مضيق البوسفور في طريقها إلى البحر الأبيض المتوسط بإسطنبول يوم 11 ديسمبر 2022 (رويترز)
ناقلة النفط الخام «سيليجر» تبحر في مضيق البوسفور في طريقها إلى البحر الأبيض المتوسط بإسطنبول يوم 11 ديسمبر 2022 (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط، خلال تعاملات أمس (الاثنين)، بعد التراجع المستمر لعدة أسابيع؛ إذ محا ضعف الاقتصاد العالمي أثر مشكلات الإمدادات الناجمة عن إغلاق خط أنابيب رئيسي بالولايات المتحدة وتهديدات روسيا بخفض الإنتاج.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 0.30 في المائة إلى 76.45 دولار للبرميل بحلول الساعة 14:30 بتوقيت غرينتش. وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 71.90 دولار للبرميل بارتفاع 1.2 في المائة. وانخفض خام برنت وغرب تكساس الوسيط الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوياتهما منذ ديسمبر (كانون الأول) 2021 وسط مخاوف من أن يؤثر الركود العالمي في الطلب على النفط.
وواصلت الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، تخفيف سياستها الصارمة «صفر كوفيد» لمكافحة فيروس كورونا، ومع ذلك ظلت الشوارع في العاصمة بكين هادئة وبقيت متاجر كثيرة مغلقة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقال محللون في شركة «يو.بي.إس» للخدمات المالية في مذكرة، وفق «رويترز»: «من المرجح أن تظل أسواق النفط متقلبة على المدى القريب وسط الضبابية بشأن تأثير الحظر الأوروبي على الإنتاج الروسي، وأنباء سياسة مكافحة فيروس كورونا في الصين، وقرارات البنوك المركزية في الولايات المتحدة وأوروبا».
وقالت «يو.بي.إس» إنها تعتقد أن خام برنت يجب أن يتعافى إلى ما يزيد على 100 دولار للبرميل في الأشهر المقبلة، وسط قيود العرض وزيادة الطلب مع تمسك «أوبك بلس» بخفض الإنتاج. وقالت شركة «تي سي إنرجي» الكندية، يوم الأحد، إنها لم تحدد بعد سبب تسرب النفط من خط أنابيب كيستون الأسبوع الماضي في الولايات المتحدة، بينما لم تقدم أيضاً جدولاً زمنياً لموعد استئناف تشغيل خط الأنابيب.
ويعد خط كيستون الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 622 ألف برميل يومياً، شرياناً مهماً لنقل الخام الكندي الثقيل من ألبرتا إلى مصافي التكرير الأميركية.
وفي غضون ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة، إن بلاده قد تخفض إنتاجها النفطي وسترفض بيع النفط لأي دولة تفرض سقفاً سعرياً «غبياً» على الصادرات الروسية.
وأعلنت، أمس (الاثنين)، وزارة النقل التركية غلق مضيق الدردنيل، وطلبت إخراج خمس ناقلات نفط من المياه لعدم وجود التأمين الملائم.
وفي الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، حدّد الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى سقفاً للأسعار عند 60 دولاراً للبرميل لصادرات النفط الروسي للدول الأخرى. وفي ظل السقف، لا يمكن أن تكون السفن خاضعة لغطاء تأميني في حال بيع النفط بأكثر من 60 دولاراً.
وبحسب وزارة النقل، كانت الناقلات الخمس تنتظر بالفعل للمرور عندما دخلت القواعد حيز التنفيذ. وكانت هناك تأجيلات لنقل النفط عبر الممرات المائية التركية على صلة بسقف الأسعار.
وبحسب المسؤولين، تخشى أنقرة أن التعويض لن يُدفع في حال وقوع حادث خلال المرور عبر المياه التركية.
وتتوقع الوزارة أن تُستأنف حركة المرور من دون عرقلة خلال أيام قليلة. وقالت وكالة «تريبيكا» للشحن ومقرها إسطنبول، وفق وكالة الأنباء الألمانية، أمس، إن الأوضاع سوف تعود لطبيعتها وإن شركات التأمين تقدم الوثائق الضرورية.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
TT

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)

خفّضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف فرنسا بشكل غير متوقع يوم الجمعة، ما أضاف ضغوطاً على رئيس الوزراء الجديد للبلاد، لحشد المشرّعين المنقسمين لدعم جهوده للسيطرة على المالية العامة المتوترة.

وخفض التصنيف، الذي جاء خارج جدول المراجعة المنتظم لـ«موديز» لفرنسا، يجعل تصنيفها «إيه إيه 3» من «إيه إيه 2» مع نظرة مستقبلية «مستقرة» للتحركات المستقبلية، أي 3 مستويات أقل من الحد الأقصى للتصنيف، ما يضعها على قدم المساواة مع تصنيفات وكالات منافسة «ستاندرد آند بورز» و«فيتش».

ويأتي ذلك بعد ساعات من تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون للسياسي الوسطي المخضرم، وحليفه المبكر فرنسوا بايرو كرئيس وزراء رابع له هذا العام.

وكان سلفه ميشال بارنييه فشل في تمرير موازنة 2025، وأطاح به في وقت سابق من هذا الشهر نواب يساريون ويمينيون متطرفون يعارضون مساعيه لتقليص الإنفاق بقيمة 60 مليار يورو، التي كان يأمل في أن تكبح جماح العجز المالي المتصاعد في فرنسا.

وأجبرت الأزمة السياسية الحكومة المنتهية ولايتها على اقتراح تشريع طارئ هذا الأسبوع، لترحيل حدود الإنفاق وعتبات الضرائب لعام 2024 مؤقتاً إلى العام المقبل، حتى يمكن تمرير موازنة أكثر ديمومة لعام 2025.

وقالت «موديز» في بيان: «إن قرار خفض تصنيف فرنسا إلى (إيه إيه 3) يعكس وجهة نظرنا بأن المالية العامة في فرنسا سوف تضعف بشكل كبير بسبب التشرذم السياسي في البلاد، الذي من شأنه في المستقبل المنظور أن يقيد نطاق وحجم التدابير التي من شأنها تضييق العجز الكبير».

وأَضافت: «بالنظر إلى المستقبل، هناك الآن احتمال ضئيل للغاية بأن تعمل الحكومة المقبلة على تقليص حجم العجز المالي بشكل مستدام بعد العام المقبل. ونتيجة لذلك، نتوقع أن تكون المالية العامة في فرنسا أضعف بشكل ملموس على مدى السنوات الثلاث المقبلة مقارنة بسيناريو خط الأساس الخاص بنا في أكتوبر (تشرين الأول) 2024».

وفتحت وكالة التصنيف الائتماني الباب لخفض تصنيف فرنسا في أكتوبر، عندما غيرت توقعاتها للبلاد من «مستقرة» إلى «سلبية».

وكان بارنييه ينوي خفض عجز الموازنة العام المقبل إلى 5 في المائة من الناتج الاقتصادي من 6.1 في المائة هذا العام، مع حزمة بقيمة 60 مليار يورو من تخفيضات الإنفاق وزيادات الضرائب. لكن المشرّعين اليساريين واليمينيين المتطرفين عارضوا كثيراً من حملة التقشف وصوتوا على إجراء حجب الثقة ضد حكومة بارنييه، مما أدى إلى سقوطها.

وقال بايرو، الذي حذر منذ فترة طويلة من ضعف المالية العامة في فرنسا، يوم الجمعة بعد وقت قصير من توليه منصبه، إنه يواجه تحدياً «شاقاً» في كبح العجز.

وقال وزير المالية المنتهية ولايته أنطوان أرماند، إنه أخذ علماً بقرار «موديز»، مضيفاً أن هناك إرادة لخفض العجز كما يشير ترشيح بايرو. وقال في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: «إن ترشيح فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء والإرادة المؤكدة لخفض العجز من شأنه أن يوفر استجابة صريحة».

ويضيف انهيار الحكومة وإلغاء موازنة عام 2025، إلى أشهر من الاضطرابات السياسية التي أضرت بالفعل بثقة الشركات، مع تدهور التوقعات الاقتصادية للبلاد بشكل مطرد.

ووضعت الأزمة السياسية الأسهم والديون الفرنسية تحت الضغط، ما دفع علاوة المخاطر على سندات الحكومة الفرنسية في مرحلة ما إلى أعلى مستوياتها على مدى 12 عاماً.