إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

- النوم على الأريكة
> هل للنوم على الأريكة أو الكنبة أضرار صحية؟
- هذا ملخص أسئلتك. الطبيعي في النوم لغالبية الناس الأصحاء، هو الاستلقاء على سطح مستوٍ، وذي سعة رحبة تُتيح تقليب الجسم، مع رفع الرأس قليلاً. ويكون الاستلقاء على سطح مستوٍ لمرتبة غير رخوة (صلبة بدرجة متوسطة)، كي تدعم راحة كامل العمود الفقري، ومع وضع الرأس على وسادة غير رخوة، تحافظ على الرقبة موازية للمرتبة، دون الانحناء إلى أسفل أو لأعلى. وبهذا الوضع (للمرتبة والوسادة) يتشكل وضع صحي للنوم؛ لأنه يوزع كل وزن الجسم بالتساوي، ويُتيح للمرء التقلب وتغيير وضعية جسمه. ومن الأفضل أن ينام المرء في المكان نفسه كل ليلة، كي يتكون لديه روتين لتسهيل النوم، وعدم المعاناة من الأرق.
والأريكة، وحتى الكنبة، ليستا الخيار الأفضل للنوم لغالبية الناس. ولكن النوم على أي منهما، من حين لآخر، قد لا يكون سيئاً على صحة المرء وراحة نومه، على المدى الطويل.
ومع كل ما تقدم، هناك بعض الحالات التي يجب فيها تجنب النوم على الأريكة أو الكنبة تماماً. وفي حالات أخرى قد يكون ذلك ملائماً جداً، وربما يكون مفيداً صحياً أيضاً. ولكن يجدر عند النوم على الأريكة وضع شراشف قطنية عليها، أسوة بالسرير. واستخدام الوسائد نفسها التي تعود المرء استخدامها للنوم.
وللتوضيح، فإن الأريكة تكون أحياناً هي الخيار الأكثر راحة للنوم، إذا كان المرء يعاني ظروفاً صحية معينة. ومن ذلك خلال نزلات البرد أو حالات الإنفلونزا. وخلالها، فإن رفع الرأس قليلاً مع جعل الصدر أعلى من البطن والساقين، قد يُسهّل التنفس، ويُسهل السعال وإخراج البلغم.
وقد يشعر البعض بمزيد من الراحة عند النوم على الأريكة وليس في غرفة النوم؛ خصوصاً مع ارتفاع حرارة الجسم.
وكذلك قد يستفيد البعض من النوم على الأريكة لبضع ليالٍ للتغلب على مشكلة الأرق، كتغيير للروتين اليومي في النوم بغرفة النوم فقط.
ومن المؤكد أن المرضى الذين لديهم حالات «الارتداد المعدي المريئي»، (تسريب أحماض المعدة إلى المريء) يُعانون زيادة وتيرة وكمية ذلك التسريب للأحماض عند الاستلقاء على الظهر للنوم. وخصوصاً عندما يتأخر تناولهم وجبة العشاء، (أي أقل من 3 ساعات قبل الاستلقاء للنوم). وإضافة إلى المعالجة الطبية، فإن النصيحة الطبية تتلخص في رفع الرأس والصدر نحو 20 سنتيمتراً عن مستوى سطح مرتبة السرير، وهو ما يُخفف من تلك الأعراض المزعجة خلال فترة الليل.
كما أن من المؤكد أن المرضى الذين لديهم حالات «انقطاع التنفس خلال النوم»، يُعانون الشخير ونوبات متكررة من الاستيقاظ المفاجئ خلال الليل، بحثاً عن التنفس بطريقة أفضل، لرفع مستوى أكسجين الدم. وهؤلاء المرضى عندما ينامون بوضعية ترفع الرأس والصدر، وتتيح راحة أكبر لفتح مجاري التنفس العلوية، فإن نومهم يكون أفضل، وحالتهم الصحية بعد الاستيقاظ من النوم تكون أفضل أيضاً. ولهاتين الحالتين، إن لم يتمكن المريض من تحقيق رفع الرأس والصدر خلال النوم على السرير، ووجد أن ذلك أسهل له بالنوم على الأريكة أو الكنبة، وارتاح على ذلك، فربما يكون النوم على الأريكة ملائماً له.
وهناك حالة مرضية تُسمى «انخفاض ضغط الدم مع تغير وضعية الجسم»، أي يحصل فيها انخفاض ضغط الدم عند الوقوف بعد الجلوس، أو الجلوس بعد الاستلقاء. وبعض المصادر الطبية تقترح أن رفع الرأس والصدر خلال النوم، قد يُقلل من احتمالات ارتفاع ضغط الدم خلال الاستلقاء للنوم. ولكن لا توجد أدلة علمية قوية تدعم ذلك.
والإشكالية في النوم على الأريكة أو على الكنبة، أنهما لا يُحققان الراحة المطلوبة للهيكل العظمي والعضلات، من نواحي السعة في الطول والعرض، وثبات الضغط في المرتبة ومكان الوسادة. وهو ما لا يُعطي النائم فرصة اتخاذ وضعية للجسم تلائم احتياج جسمه من النوم، ما قد يتسبب في عدم الراحة، أو الآلام للمرء خلال وبعد النوم. مثل آلام الرقبة أو الظهر أو المفاصل، أو تيبس العضلات وعدم مرونة تحريكها، وغيرها. ولذا، في حالات مرضية عدة، كالتي لها علاقة بالعمود الفقري والمفاصل والعضلات، قد لا يكون من الملائم النوم على الأريكة أو الكنبة.

- شحوم الجسم والبطن
> لماذا شحوم البطن ضارة؟
- هذا ملخص أسئلتك حول وجود الشحوم في الجسم، وتأثير زيادتها في المناطق المختلفة من الجسم، وخصوصاً في منطقة البطن. ولاحظ معي أن الشحوم في الجسم تعمل كعضو، أسوة بأي عضو آخر في الجسم. وتُصنّف ضمن منظومة الغدد الصماء في الجسم. ولذا لا يُنظر إلى «العضو الشحمي» كمخزن للدهون فقط؛ بل كعضو يقوم بعدد من الوظائف الحيوية.
وتتوزع الشحوم في الجسم كشحوم تحت الجلد، وشحوم حشوية، وشحوم مُنتبذة. والشحوم الحشوية هي التي تتراكم فيما بين الأعضاء داخل تجويف البطن. والشحوم المُنتبذة التي تتراكم داخل أعضاء البطن، كالكبد والبنكرياس والكلى والعضلات.
ولذا، ليست كل الشحوم المتراكمة في الجسم «متشابهة التأثير» في احتمالات رفع الإصابات بأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري. والجانب الضار هو تراكم الشحوم في مناطق جذع الجسم (البطن والصدر والظهر) مقارنة مع تراكم الشحوم في الأرداف والأطراف السفلية. أي الشحوم الحشوية والشحوم المُنتبذة بالذات.
ولذا، في التقييم الإكلينيكي، لا يُعتمد فقط على مقدار عدد كيلوغرامات الجسم، أو مؤشر كتلة الجسم؛ لأنهما لا يُقيمان بدقة توزيع الشحوم في أجزاء الجسم. بل يتم التركيز على قياس «محيط الخصر»، واعتبار زيادته (سمنة البطن) مؤشراً على احتمالات الإصابة بأمراض القلب، حتى لو كان مؤشر كتلة الجسم ومقدار وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية. بينما مقدار كتلة الشحوم التي تحت الجلد في جدار البطن، ليست مرتبطة بشكل قوي بزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض.

- استشاري باطنية وطب قلب للكبار
- الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني: [email protected]


مقالات ذات صلة

لماذا قد تُغير ممارسة التمارين الرياضية لساعتين في الأسبوع حياتك؟

صحتك تمارين النهوض بالرأس من التمارين المنزلية المعروفة لتقوية عضلات البطن

لماذا قد تُغير ممارسة التمارين الرياضية لساعتين في الأسبوع حياتك؟

نصح أستاذ أمراض قلب بجامعة ليدز البريطانية بممارسة التمارين الرياضية، حتى لو لفترات قصيرة، حيث أكدت الأبحاث أنه حتى الفترات الصغيرة لها تأثيرات قوية على الصحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

خلصت دراسة إلى أن عادات العمل قد تهدد نوم العاملين، حيث وجدت أن الأشخاص الذين تتطلب وظائفهم الجلوس لفترات طويلة يواجهون خطراً أعلى للإصابة بأعراض الأرق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك رجل يحضّر فنجانين من القهوة بمقهى في كولومبيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

ما أفضل وقت لتناول القهوة لحياة أطول؟... دراسة تجيب

أشارت دراسة جديدة إلى أن تحديد توقيت تناول القهوة يومياً قد يؤثر بشكل كبير على فوائدها الصحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا طفل يضع كمامة وينتظر دوره مع أسرته داخل مستشفى في شرق الصين (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

قدمت منظمة الصحة العالمية، اليوم، تطمينات بشأن فيروس «إتش إم بي في»، وهو عدوى تنفسية تنتشر في الصين، مؤكدةً أن الفيروس ليس جديداً أو خطيراً بشكل خاص.

«الشرق الأوسط» (جنيف - بكين)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)
جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)
TT

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)
جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

وذكرت أن قبل خمس سنوات، سمع العالم التقارير الأولى عن مرض غامض يشبه الإنفلونزا ظهر في مدينة ووهان الصينية، والمعروف الآن باسم «كوفيد - 19».

وتسبب الوباء الذي أعقب ذلك في وفاة أكثر من 14 مليون شخص، وأصيب نحو 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم لفترة طويلة، وكذلك في صدمة للاقتصاد العالمي، وأدرك زعماء العالم أن السؤال عن جائحة أخرى ليس «ماذا إذا ظهرت الجائحة؟»، بل «متى ستظهر؟»، ووعدوا بالعمل معاً لتعزيز أنظمة الصحة العالمية، لكن المفاوضات تعثرت في عام 2024، حتى مع رصد المزيد من التهديدات والطوارئ الصحية العامة العالمية.

وإذا ظهر تهديد وبائي جديد في عام 2025، فإن الخبراء ليسوا مقتنعين بأننا سنتعامل معه بشكل أفضل من الأخير، وفقاً للصحيفة.

ما التهديدات؟

في حين يتفق الخبراء على أن جائحة أخرى أمر لا مفر منه، فمن المستحيل التنبؤ بما سيحدث، وأين سيحدث، ومتى سيحدث.

وتظهر تهديدات صحية جديدة بشكل متكرر، وأعلن مسؤولو منظمة الصحة العالمية تفشي مرض الملاريا في أفريقيا، كحالة طوارئ صحية عامة دولية في عام 2024. ومع نهاية العام، كانت فرق من المتخصصين تستكشف تفشي مرض غير معروف محتمل في منطقة نائية من جمهورية الكونغو الديمقراطية، ويعتقد الآن أنه حالات من الملاريا الشديدة وأمراض أخرى تفاقمت بسبب سوء التغذية الحاد.

وتشعر القائمة بأعمال مدير إدارة التأهب للأوبئة والوقاية منها في منظمة الصحة العالمية، ماريا فان كيرخوف، بالقلق إزاء وضع إنفلونزا الطيور، فالفيروس لا ينتشر من إنسان إلى إنسان، ولكن كان هناك عدد متزايد من الإصابات البشرية في العام الماضي.

وقالت إنه في حين أن هناك نظام مراقبة دولياً يركز بشكل خاص على الإنفلونزا، فإن المراقبة في قطاعات مثل التجارة والزراعة، حيث يختلط البشر والحيوانات، ليست شاملة بما فيه الكفاية.

وتؤكد أن القدرة على تقييم المخاطر بشكل صحيح «تعتمد على الكشف والتسلسل وشفافية البلدان في مشاركة هذه العينات».

تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهمية الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

وتقول إن جائحة «كوفيد - 19» تركت أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم «مهتزة حقاً»، وتبعتها قائمة طويلة من الأزمات الصحية الأخرى.

وأضافت: «بدأت الإنفلونزا الموسمية في الانتشار، وواجهنا الكوليرا، والزلازل، والفيضانات، والحصبة، وحمى الضنك. إن أنظمة الرعاية الصحية تنهار تحت وطأة العبء، وتعرضت القوى العاملة الصحية لدينا على مستوى العالم لضربة شديدة، ويعاني الكثيرون من اضطراب ما بعد الصدمة. ومات الكثيرون».

وقالت إن العالم لم يكن في وضع أفضل من أي وقت مضى عندما يتعلق الأمر بالخبرة والتكنولوجيا وأنظمة البيانات للكشف السريع عن التهديد.

وتضيف أن توسيع قدرات التسلسل الجينومي في معظم البلدان في جميع أنحاء العالم، وتحسين الوصول إلى الأكسجين الطبي والوقاية من العدوى ومكافحتها، تظل «مكاسب كبيرة حقاً» بعد جائحة «كوفيد - 19». وهذا يعني أن إجابتها عمّا إذا كان العالم مستعداً للوباء التالي هي: «نعم ولا».

وتقول: «من ناحية أخرى، أعتقد أن الصعوبات والصدمة التي مررنا بها جميعاً مع (كوفيد) ومع أمراض أخرى، في سياق الحرب وتغير المناخ والأزمات الاقتصادية والسياسية، لسنا مستعدين على الإطلاق للتعامل مع جائحة أخرى، ولا يريد العالم أن يسمعني على شاشة التلفزيون أقول إن الأزمة التالية تلوح في الأفق».

وتقول إن عالم الصحة العامة «يكافح من أجل الاهتمام السياسي، والمالي، والاستثمار، بدلاً من أن تعمل الدول على البقاء في حالة ثابتة من الاستعداد».

وذكرت أن الحل الطويل الأجل «يتعلق بالحصول على هذا المستوى من الاستثمار الصحيح، والتأكد من أن النظام ليس هشاً».

هل الأموال متاحة للاستعداد للوباء؟

وجد وزير الصحة الرواندي الدكتور سابين نسانزيمانا نفسه يتعامل مع تفشي مرضين رئيسيين في عام 2024: حالة الطوارئ الصحية العامة في أفريقيا، و66 حالة إصابة بفيروس «ماربورغ» في بلاده.

ويشارك في رئاسة مجلس إدارة صندوق الأوبئة، الذي أُنشئ في 2022 كآلية تمويل لمساعدة البلدان الأكثر فقراً على الاستعداد للتهديدات الوبائية الناشئة.

ويحذر نسانزيمانا مما إذا وصل الوباء التالي في عام 2025 بقوله: «للأسف، لا، العالم ليس مستعداً، ومنذ انتهاء حالة الطوارئ الصحية العامة بسبب (كوفيد) العام الماضي، حوّل العديد من القادة السياسيين انتباههم ومواردهم نحو تحديات أخرى، ونحن ندخل مرة أخرى ما نسميه دورة الإهمال، حيث ينسى الناس مدى تكلفة الوباء على الأرواح البشرية والاقتصادات ويفشلون في الانتباه إلى دروسه».

وقال إن صندوق الأوبئة «يحتاج بشكل عاجل إلى المزيد من الموارد للوفاء بمهمته»،

وفي عام 2022، بدأت منظمة الصحة العالمية مفاوضات بشأن اتفاق جديد بشأن الجائحة من شأنه أن يوفر أساساً قوياً للتعاون الدولي في المستقبل، لكن المحادثات فشلت في التوصل إلى نتيجة بحلول الموعد النهائي الأولي للجمعية العالمية للصحة السنوية في 2024، ويهدف المفاوضون الآن إلى تحديد موعد نهائي لاجتماع هذا العام.

جائحة «كورونا» غيّرت الكثير من المفاهيم والعادات (إ.ب.أ)

وتقول الدكتورة كلير وينهام، من قسم السياسة الصحية في كلية لندن للاقتصاد: «حتى الآن، أدت المحادثات في الواقع إلى تفاقم مستويات الثقة بين البلدان»، ولا يوجد اتفاق حول «الوصول إلى مسببات الأمراض وتقاسم الفوائد»، وكذلك الضمانات التي تُمنح للدول الأكثر فقراً بأنها ستتمكن من الوصول إلى العلاجات واللقاحات ضد مرض وبائي مستقبلي، في مقابل تقديم عينات وبيانات تسمح بإنشاء هذه العلاجات».

وتشير الأبحاث إلى أن المزيد من المساواة في الوصول إلى اللقاحات في أثناء جائحة «كوفيد - 19» كان من الممكن أن ينقذ أكثر من مليون حياة.

وذكرت وينهام: «الحكومات متباعدة للغاية، ولا أحد على استعداد حقاً للتراجع».

وقالت آن كلير أمبرو، الرئيسة المشاركة لهيئة التفاوض الحكومية الدولية التابعة لمنظمة الصحة العالمية: «نحن بحاجة إلى اتفاق بشأن الجائحة يكون ذا معنى».