أكراد سوريون يخشون أن تكون إدارة بايدن «باعتنا»

جانب من تشييع قتلى الغارات التركية في مدينة المالكية الخاضعة للإدارة الكردية (أ.ف.ب)
جانب من تشييع قتلى الغارات التركية في مدينة المالكية الخاضعة للإدارة الكردية (أ.ف.ب)
TT

أكراد سوريون يخشون أن تكون إدارة بايدن «باعتنا»

جانب من تشييع قتلى الغارات التركية في مدينة المالكية الخاضعة للإدارة الكردية (أ.ف.ب)
جانب من تشييع قتلى الغارات التركية في مدينة المالكية الخاضعة للإدارة الكردية (أ.ف.ب)

رغم «تحذيرات» العديد من المسؤولين الأميركيين، من مغبة التصعيد التركي على مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، الذي من شأنه أن «يقوض جهود احتواء وتقويض «داعش»، تصاعدت الشكوك من احتمال تكرار ما حصل عام 2019 مع إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب.
ورغم أن تجدد الأعمال العسكرية بين تركيا وقوات «قسد»، ليس بالأمر الجيد بالنسبة للولايات المتحدة، على الأقل إذا كان الهدف هو الحفاظ على الاستقرار ومواصلة منع «داعش» من الظهور والتمدد في تلك المنطقة، غير أن إعلان كبار المسؤولين الأميركيين، بأن لتركيا «الحق في الدفاع عن نفسها من الهجمات الإرهابية»، اعتبر رسالة غير مباشرة، أو ضوءاً أخضر لتكرار العملية العسكرية التي قامت بها تركيا عام 2019. بتسهيل وغض طرف مباشر من إدارة ترمب.
ويقول بسام صقر، عضو المجلس الرئاسي في «مجلس سوريا الديمقراطية» (قسد) وممثله في واشنطن، إن «العملية البرية المتوقعة، التي تهدد بها تركيا بعد غاراتها المكثفة على مناطقنا، هي رسالة مباشرة للولايات المتحدة، التي لا يبدو أنها بصدد الاعتراض عليها، كما ظهر ذلك على الأقل، من ردود الفعل الخجولة التي صدرت عن المسؤولين الأميركيين».
وأضاف في حديث مع «الشرق الأوسط» أن المجلس «يخشى أن يتكرر ما حدث عام 2019. في الاتفاقية التي وقعت مع إدارة ترمب». وقال: «كأن واشنطن اليوم قد باعتنا كما باعتنا سابقاً، والعملية البرية التركية لن تضعف (داعش)، بل ستقويه».
وبعد تصريحات قيادة قوات التحالف والبيانات التي صدرت عن القيادة المركزية الأميركية (سينتكوم)، التي ساوت بين الغارات التركية، والهجمات الصاروخية التي شنتها القوات الكردية السورية، قائلة إنها «تقوض جهود احتواء وتقويض (داعش)» ، حاول مسؤولو الدفاع في واشنطن إرسال رسالة إضافية.
وأعلنت نائبة المتحدث باسم «البنتاغون» سابرينا سينغ خلال مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء، أن واشنطن على اتصال مع كل من تركيا و«قوات سوريا الديمقراطية»، وقالت: «نواصل الدعوة إلى وقف التصعيد من جميع الأطراف... في محادثاتنا وما قلناه علنا، إن هذه الضربات من جميع الأطراف تخاطر بمهمتنا وهي هزيمة (داعش)».
وفيما أكد صقر، أن الغارات التركية استهدفت للمرة الأولى وبشكل مكثف، البنية التحتية في مناطق سيطرة «قسد»، تساءل عن «الهدف من هذه الضربات، في ظل الانهيار الاقتصادي، وكيف يمكن لواشنطن أن تحافظ على أهدافها المعلنة، لإيصال المساعدات، والحفاظ على الاستقرار، في ظل الهجوم والغارات التركية على المنطقة؟»، وأضاف: «نحن الآن نقتل بسلاح أميركي على يد تركيا».
وفيما أشار إلى أن «مجلس سوريا الديمقراطية»، أرسل رسالة مباشرة إلى الرئيس جو بايدن. وقال: «كل الجهود والاتصالات التي حاولنا القيام بها هنا للتواصل مع المسؤولين الأميركيين، قادتنا إلى الخارجية، لكننا حتى الآن لم نتلق أي اتصال... والسفارة الأميركية في أربيل، قد تكون على دراية بما حصل، بدليل إطلاقها تحذير سفر وتنقل للمواطنين الأميركيين قبل بدء الغارات، وهو ما جرى أيضاً في الغارة على القاعدة العسكرية لقوات التحالف».
وأكدت القيادة المركزية الأميركية، التي تشرف على القوات الأميركية في المنطقة، الغارة على القاعدة، وقالت في بيان: «بينما لم تكن هناك قوات أميركية في القاعدة وقت الضربة، فإن هذه الإجراءات تعرض القوات الأميركية العاملة في سوريا لهزيمة (داعش) للخطر».
من جهتها، قالت نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ: «سنواصل مراقبة ما يحدث على الأرض، والتأكد من أن قواتنا آمنة»، مضيفة أنه «لم يطرأ أي تغيير على وضع قواتنا في الوقت الحالي».


مقالات ذات صلة

سوريا: مليون دولار وأسلحة في «مزرعة البغدادي» بالرقة

المشرق العربي سوريا: مليون دولار وأسلحة في «مزرعة البغدادي» بالرقة

سوريا: مليون دولار وأسلحة في «مزرعة البغدادي» بالرقة

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن وحدة مشتركة من «قوات سوريا الديمقراطية» والقوات الأميركية، عثرت على أموال وذهب خلال الأيام الفائتة، في مزرعة واقعة بمنطقة «كسرة فرج» في أطراف الرقة الجنوبية، وتعرف باسم «مزرعة البغدادي»، وذلك لأن أبو بكر البغدادي كان يمكث فيها إبان قيادته تنظيم «داعش» الإرهابي على المنطقة. ووفقاً للمرصد، فإن المداهمة جاءت بعد معلومات للأميركيين و«قسد» بوجود مخبأ سري، حيث عُثر عليه بالفعل وبداخله 3 غرف مموهة بشكل دقيق، وفيها 4 براميل مملوءة بكميات كبيرة من الذهب وأموال تقدر بنحو مليون دولار أميركي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي موسكو تتهم «إرهابيين» في إدلب بـ«التحضير لاستفزاز»

موسكو تتهم «إرهابيين» في إدلب بـ«التحضير لاستفزاز»

في وقت كُشفت فيه معلومات عن خطط أوكرانية لشن هجمات ضد القوات الروسية في سوريا، اتهمت وزارة الدفاع الروسية تنظيمات «إرهابية» منتشرة في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا بـ«الاستعداد لهجوم استفزازي على المدنيين»، واتهام الجيش السوري والقوات الروسية به.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي مقتل قيادي في «سوريا الديمقراطية» بغارة تركية

مقتل قيادي في «سوريا الديمقراطية» بغارة تركية

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل قيادي في «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، وإصابة مرافق له، بعدما استهدفتهما طائرة مسيّرة تركية، بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، قرب معبر نصيبين في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة على الحدود مع تركيا. ولفت «المرصد» إلى أن الاستهداف جاء بعد حوالي أسبوع من نجاة القائد العام لـ«قسد»، مظلوم عبدي، من محاولة اغتيال بمسيّرة تركية في محيط مطار السليمانية بكردستان العراق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي قتيل وجرحى في اشتباكات بين «قسد» وقوات مدعومة من روسيا

قتيل وجرحى في اشتباكات بين «قسد» وقوات مدعومة من روسيا

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، بمقتل عنصر من فصيل «الفيلق الخامس» المدعوم من روسيا خلال اشتباكات عنيفة مع عناصر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في بلدتي الطابية وجديد عكيدات بريف دير الزور الشرقي. وأضاف المرصد أن الاشتباكات العنيفة قد أسفرت أيضا عن سقوط جرحى في صفوف قوات سوريا الديمقراطية، فيما من المرجح ارتفاع عدد القتلى لوجود إصابات في حالة حرجة في صفوف الطرفين. وتوجه رتل روسي إلى بلدة طابية بريف دير الزور، لوقف الاشتباكات بين الطرفين، وسط حالة من التوتر والاستنفار في المنطقة، وفقا للمرصد. بالتوازي، حلق طيران مروحي لـ«التحالف الدولي» في أجواء قرى خشام والطابية ومظلوم بريف دير الزور ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي نجاة مظلوم عبدي من محاولة اغتيال في السليمانية

نجاة مظلوم عبدي من محاولة اغتيال في السليمانية

نجا قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، مظلوم عبدي، مساء أمس، من محاولة اغتيال استهدفته في مطار السليمانية بكردستان العراق. وتحدث مصدر مطلع في السليمانية لـ «الشرق الأوسط» عن قصف بصاروخ أُطلق من طائرة مسيّرة وأصاب سور المطار.


تقرير: أميركا حذرت إسرائيل من تصاعد العنف بعد قرار وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين

ناشط من المستوطنين اليهود بحماية جنود إسرائيليين خلال احتفالات عيد المظال اليهودي في منطقة البلدة القديمة بالخليل (د.ب.أ)
ناشط من المستوطنين اليهود بحماية جنود إسرائيليين خلال احتفالات عيد المظال اليهودي في منطقة البلدة القديمة بالخليل (د.ب.أ)
TT

تقرير: أميركا حذرت إسرائيل من تصاعد العنف بعد قرار وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين

ناشط من المستوطنين اليهود بحماية جنود إسرائيليين خلال احتفالات عيد المظال اليهودي في منطقة البلدة القديمة بالخليل (د.ب.أ)
ناشط من المستوطنين اليهود بحماية جنود إسرائيليين خلال احتفالات عيد المظال اليهودي في منطقة البلدة القديمة بالخليل (د.ب.أ)

وأكد الموقع أن قرار وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس، بإيقاف الاعتقال الإداري بحق المستوطنين في الضفة الغربية سيزيد التوتر بين إدارة بايدن وإسرائيل.

ونقل الموقع عن مسؤولَين أميركيَين اثنين قولهما إن إدارة بايدن تتوقَّع من إسرائيل تنفيذ القانون ضد اليهود والفلسطينيين بشكل متساوٍ في الضفة الغربية.

وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قد نقلت عن كاتس قوله إن المستوطنات في الضفة الغربية «تتعرض لتهديدات خطيرة من الفلسطينيين وعقوبات دولية غير مبررة، ولذلك ليس من المناسب أن تتخذ دولة إسرائيل هذا الإجراء بحق المستوطنين».