«فتاة الشرقية» بمصر تعيد أزمة «زواج القاصرات» للواجهة

انتهاء التحقيقات في واقعة اتهامات تتعلق بـ«عذريتها»

الفتاة وزوجها ووالدها خلال مراسم الزفاف (من مقطع الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي)
الفتاة وزوجها ووالدها خلال مراسم الزفاف (من مقطع الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي)
TT

«فتاة الشرقية» بمصر تعيد أزمة «زواج القاصرات» للواجهة

الفتاة وزوجها ووالدها خلال مراسم الزفاف (من مقطع الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي)
الفتاة وزوجها ووالدها خلال مراسم الزفاف (من مقطع الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي)

أعادت قصة «فتاة الشرقية» التي تزوجت لمدة ليلة واحدة رغم أنها لا تزال قاصراً، وتم «تطليقها» صباح اليوم التالي، قضية «زواج القاصرات» إلى واجهة النقاشات والجدل المجتمعي والقانوني، خاصة أن الواقعة ارتبطت بممارسات اجتماعية تتعلق بمفهوم «الشرف»؛ إذ شكك الزوج في «عذرية» الفتاة، لكن أسرتها لجأت إلى كشف طبي لنفي رواية الزوج، لتتحول القصة التي أثارت جدلاً واسعاً إلى مدخل جديد لمناقشة قوانين حماية الأطفال، ولجوء بعض الأسر إلى التحايل على القوانين لتزويج بناتهم قبل الوصول للسن القانونية.
بدأت تفاصيل واقعة الفتاة التي تعيش مع أسرتها بقرية المسلمية بمدينة صان الحجر بمحافظة الشرقية (شمال مصر)، بانتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لأسرتها وأهل القرية، يقيمون ما يشبه الاحتفالية ويطوفون الشوارع «حاملين الفتاة»، وملوّحين بتقرير طبي بشأن «عذريتها»، وسط «زغاريد» وأجواء احتفالية.
غير أن التحقيقات الرسمية من النيابة المصرية، أفادت بأن الفتاة التي لم تكمل عامها الـ18 وما زالت قاصراً، تزوجت بعقد زواج عرفي بموافقة أهلها، ثم قام الزوج بـ«تطليقها» في اليوم التالي بزعم أنها «ليست عذراء»، فقامت أسرتها بتوقيع الكشف الطبي.
وعقب تحقيقات شملت جوانب الواقعة، أكدت النيابة المصرية العامة، أن «الفتاة ما زالت عذراء»، وأن «زوجها لم يمسسها»، وقالت في بيان صحافي: «وبناء على هذا، فإن النيابة العامة تؤكد أن الواقعة على هذا النحو، ووفق الثابت في التحقيقات حتى تاريخه، لا تشكّل في حكم القانون جريمة معاقباً عليها يمكن إسنادها لزوج الفتاة، أو والدي الزوجين؛ إذ لم يثبت بها مواقعةُ الزوجِ الفتاةَ، أو حتى هتكه عِرضَها باستطالته جسدها باعتبارها طفلةً»، وأكد البيان أيضاً أنه «كما لم تثبتْ في حقِّ والدِها جريمةُ الاتجارِ بالبشَرِ واستغلال الأطفال جنسيّاً، وأنَّ ما قرَّره الزوجُ استدلالاً بمحضرِ الشرطَةِ من تأكّدِه موضعيّاً بيديْهِ من عدم عذريةِ الفتاة، لم يلقَ دليلاً أو حتى قرينةً تؤكّده في التحقيقات؛ إذ نفى الزوج تلك الأقوال، ونفتها كذلك الفتاة ووالدها».
وناشدت النيابة العامة المشرّع (مجلس النواب)، «التعجيل بالنظر في إقرار تشريع حظر زواج الأطفال، وتجريم زواج القاصرات، وتغليظ عقوبة ذلك وخطورة تداعياته على المرأة خاصة، والمجتمع عامة».
وفسّر المحامي الحقوقي، أحمد مصيلحي، مدير شبكة حقوق الطفل (جمعية أهلية)، عدم توجيه النيابة العامة اتهامات لأي طرف، ومناشدتها المشرّع تجريم زواج القاصرات، بقوله: «المشكلة التي تواجه النيابة العامة في مثل هذه القضايا هي عدم وضوح النص القانوني»، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «القانون المصري يمنع زواج القاصرات أقل من 18 عاماً، لكن النص القانوني غير واضح، وهو ما يغل يد النيابة العامة».
وتنص المادة «291» من «قانون العقوبات» المصري، التي تم إضافة نصها إلى «قانون الطفل»، على أنه «يحظر كل مساس بحق الطفل في الحماية من الاتجار به، أو الاستغلال الجنسي أو التجاري أو الاقتصادي، أو استخدامه في الأبحاث والتجارب العلمية، ويكون للطفل الحق في توعيته وتمكينه من مجابهة هذه المخاطر، ويعاقب من يخالف ذلك بالسجن المشدد مدة لا تقل عن 5 سنوات وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه».
وأشار مصيلحي إلى أن «مشروع قانون لحماية الطفل موجود في الوقت الراهن بـ(مجلس النواب)، ونتوقع إقراره قريباً، وهو أكثر وضوحاً في نصوصه، ويغلظ عقوبة تزويج القاصرات إلى سجن يصل لـ7 سنوات».
ومن جانبها، اعتبرت الدكتورة سامية خضر، أستاذ الاجتماع، أن «ما حدث مع الفتاة، سواء من أسرتها أو زوجها، يشكّل جريمة اجتماعية»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «استعراض تقرير طبي يؤكد عذريتها في احتفالية بالشارع تشهير بالفتاة، كما أن الزوج ارتكب أيضاً جريمة التشهير باتهامه لها في شرفها، ولا بد من مواجهة هذه العادات، ومنع زواج القاصرات، وتوعية الأسر. نحتاج إلى إعادة صياغة للعادات والتقاليد القديمة».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


ولد عام غرق «تيتانيك» وعاش الحربين العالميتين... وفاة أكبر معمر في العالم

جون تينيسوود (رويترز)
جون تينيسوود (رويترز)
TT

ولد عام غرق «تيتانيك» وعاش الحربين العالميتين... وفاة أكبر معمر في العالم

جون تينيسوود (رويترز)
جون تينيسوود (رويترز)

توفي أكبر رجل معمر في العالم عن عمر ناهز 112 عاماً.

وُلد جون تينيسوود في ليفربول في 26 أغسطس (آب) 1912، وأصبح أكبر رجل معمر في العالم في أبريل (نيسان)، وفق ما أعلنت عائلته وموسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، الثلاثاء.

قالت عائلته في بيان نقلته صحيفة «الإندبندنت»، إن جون تُوفي يوم الاثنين في دار رعايته في ساوثبورت، ميرسيسايد، «محاطاً بالموسيقى والحب».

وقالت العائلة: «كان جون يحب دائماً أن يقول شكراً. لذا، نيابة عنه، شكراً لجميع أولئك الذين اعتنوا به على مر السنين، بمن في ذلك مقدمو الرعاية له في دار رعاية هوليز، وأطباء الأسرة، وممرضات المنطقة، والمعالج المهني، وغيرهم من موظفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية».

وعاش تينيسوود، الذي ترك وراءه ابنته سوزان وأربعة أحفاد وثلاثة من أبناء الأحفاد، ليكون رابع أكبر رجل بريطاني في التاريخ المسجل.

وقالت عائلته: «كان لدى جون العديد من الصفات الجميلة. كان ذكياً وحاسماً وشجاعاً وهادئاً في أي أزمة، وموهوباً في الرياضيات ومحادثاً رائعاً».

وأضافوا: «انتقل جون إلى دار رعاية هوليز قبل عيد ميلاده المائة بقليل، وكان لطفه وحماسه للحياة مصدر إلهام لموظفي دار الرعاية وزملائه المقيمين».

في وقت سابق من هذا العام، أخبر موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية أنه لا يشعر «باختلاف» لبلوغه 112 عاماً.

وقال: «لا أشعر بهذا العمر، ولا أشعر بالإثارة تجاهه. ربما لهذا السبب وصلت إلى هذا العمر. أنا فقط أتعامل مع الأمر بصدر رحب مثل أي شيء آخر، لا أعرف على الإطلاق لماذا عشت كل هذه المدة».

وأضاف: «لا أستطيع التفكير في أي أسرار خاصة لدي. كنت نشيطاً للغاية عندما كنت صغيراً، كنت أمشي كثيراً. لا أعرف ما إذا كان ذلك له علاقة بذلك. لكن بالنسبة لي، أنا لا أختلف عن أي شخص. لا أختلف على الإطلاق».

بخلاف تناول السمك والبطاطا المقلية كل يوم جمعة، لم يكن جون يتبع أي نظام غذائي معين، وقال: «أنا آكل ما يقدمونه لي وكذلك يفعل الجميع».

جون تينيسوود، الذي ولد في العام الذي غرقت فيه السفينة «تيتانيك»، عاش الحربين العالميتين، وكان أكبر رجل في العالم من قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية. عمل في منصب إداري في هيئة رواتب الجيش.

بالإضافة إلى الحسابات والتدقيق، كان عمله يتضمن مهام لوجيستية مثل تحديد مكان الجنود العالقين وتنظيم الإمدادات الغذائية، ثم عمل محاسباً في «شل وبي بي» قبل تقاعده في عام 1972.

وكان تينيسوود من مشجعي نادي ليفربول لكرة القدم طيلة حياته، وقد وُلد بعد 20 عاماً فقط من تأسيس النادي في عام 1892 وشهد جميع انتصارات ناديه الثمانية في كأس الاتحاد الإنجليزي و17 من أصل 19 فوزاً بالدوري.

التقى تينيسوود بزوجته بلودوين في حفل رقص في ليفربول، واستمتع الزوجان معاً لمدة 44 عاماً قبل وفاة بلودوين في عام 1986.

وأصبح أكبر رجل على قيد الحياة في أبريل (نيسان) عن عمر 111 عاماً، بعد وفاة خوان فيسينتي بيريز عن عمر 114 عاماً من فنزويلا.