الصحة المصرية: انتشار «الفيروس التنفسي المخلوي» لن يعطل المدارس

باحث في أكسفورد لـ«الشرق الأوسط»: «فجوة المناعة» أدت إلى انتشاره

المؤتمر الصحافي لوزير الصحة المصري للإعلان عن تطورات الفيروس التنفسي (الحكومة المصرية)
المؤتمر الصحافي لوزير الصحة المصري للإعلان عن تطورات الفيروس التنفسي (الحكومة المصرية)
TT

الصحة المصرية: انتشار «الفيروس التنفسي المخلوي» لن يعطل المدارس

المؤتمر الصحافي لوزير الصحة المصري للإعلان عن تطورات الفيروس التنفسي (الحكومة المصرية)
المؤتمر الصحافي لوزير الصحة المصري للإعلان عن تطورات الفيروس التنفسي (الحكومة المصرية)

نفى خالد عبد الغفار، وزير الصحة المصرية، ما يتردد عن وجود اتجاه لغلق المدارس، بسبب انتشار فيروس «التنفسي المخلوي».
وقال عبد الغفار في مؤتمر صحافي، الاثنين، إن «الفيروس ضعيف، لكنه سريع الانتشار، ولا تزال معدلات الإصابة والوفيات به بسيطة، وفي المعدل الطبيعي».
وناشد وزير الصحة المصرية، الأسر المصرية بالامتناع عن إرسال أطفالها إلى المدارس، في حال كان الطفل يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة وأعراض نزلات البرد، لأن نسبة انتشار الفيروس مرتفعة، ويمكن لطفل واحد مصاب، أن يتسبب في عدوى فصل بالكامل بالمدرسة سواء عن طريق الرزاز أو التلامس.
ولفت الوزير إلى أنه لا يوجد لقاح يمنع الإصابة، كما أن المضادات الحيوية لا تتعامل مع هذا الفيروس، شأنه شأن كل الفيروسات، ولكن يوجد كثير من الأدوية لعلاج الأعراض، التي تتمثل في الحمى وسيلان الأنف والاحتقان، والسعال، وتكسير العظام، وأزيز في الصدر.
ونوه الوزير بأن هذه الأعراض تظهر بعد فترة حضانة هذا الفيروس التي تكون بين 4 و6 أيام، مشيراً إلى أنه ينتقل عبر الرزاز، ويعيش على الأسطح لساعات طويلة، ونصح المصابين بالراحة واستخدام مخفضات الحرارة والتهوية الجيدة.
وأوضح أن الفيروس يصيب الأطفال حتى 6 سنوات، ويستمر أسبوعاً أو أسبوعين مع أعراض متوسطة إلى بسيطة، مضيفاً: «نخاف بشكل أكبر على حديثي الولادة وحتى 6 أشهر، كما نخشى على من يعانون من أمراض مناعية، وهي الفئة التي تكون إصابتها شديدة بهذا الفيروس».
ومن جهته، قال أحمد سالمان، مدرس علم المناعة وتطوير اللقاحات في معهد «إدوارد جينز» بجامعة أكسفورد، إن ارتفاع نسبة الإصابات بهذا الفيروس كان متوقعاً، بعد أن فتح العالم أبوابه عقب فترة طويلة من الإغلاقات فرضتها جائحة «كوفيد - 19».
وأوضح أنه قبل وباء «كوفيد - 19» كان الفيروس يصيب ما بين 30 مليوناً و50 مليون حالة سنوياً، وتكون 3 في المائة من حالات الأطفال المصابة بالفيروس حرجة للغاية، ويتسبب هذا الفيروس في وفاة ما بين 60 و100 طفل سنوياً، وهي أرقام من المتوقع أن تزيد، بسبب حدوث ما يعرف بـ«فجوة المناعة».
ويشرح سالمان: «قبل الوباء كان الأطفال يتعرضون للفيروس، فيشكلون مناعة تكون واقية لهم في السنوات التالية، ولكن ما حدث أن الأطفال من مواليد سنوات الوباء لم يتعرضوا للفيروس، ثم تعرضوا له بعد أن فتح العالم أبوابه بعد فترة الإغلاق، كما أن الأطفال الأكبر سناً والبالغين والمسنين ممن تعرضوا للفيروس قبل الوباء، تعرضوا هذه الأيام لفيروس تركيبته مختلفة بعض الشيء عن الفيروس القديم، ما أثر على قدرة أجهزة المناعة على التعرف عليه».
وفيروس التنفسي المخلوي شأنه شأن فيروس الإنفلونزا، من الفيروسات ذات المادة الوراثية «آر إن إيه»، وهذا النوع من الفيروسات يتحور من عام لآخر، ولكن الاختلاف بين التنفسي المخلوي والإنفلونزا، أن الأول مادته الوراثية من شريط واحد، بينما الثاني مادته الوراثية مجزأة إلى عده أجزاء.
ويقول سالمان: «هذا يعني أن التنفسي المخلوي يتحور، ولكن بشكل أبطأ من الإنفلونزا، ومن يصاب به، ستكون لديه مناعة في السنة التالية، لأن نسبة التحور البطيئة للفيروس، يمكن أن تغير فقط 5 في المائة من تركيبته، وبالتالي يمكن لجهاز المناعة اكتشاف الفيروس».
وواصل: «ما حدث أنه مع الإغلاق من 2019 وحتى 2022، حصل تراكم في الطفرات، ما أدى لزيادة نسبة التغيير في مكونات الفيروس، وبالتالي أصبح من أصيب بالفيروس قبل وباء كوفيد - 19، عرضة للإصابة به مجدداً لأنه سيتعامل مع فيروس مختلف كثيراً عن الفيروس السابق الذي أصابه، وباتت هناك فئتان، أطفال ولدوا خلال الوباء لم يتعرضوا للفيروس على الإطلاق، ولم يشكلوا أي مناعة، وآخرون تعرضوا للتركيبة القديمة من الفروس، قبل تراكم الطفرات».
ويضيف أن «الفيروس رغم ذلك، ليس خطيراً، ويمكن علاجه،ولكن المشكلة التي تسبب الوفيات، تتعلق بحدوث عدوى بكتيرية ثانوية تحدث مع الالتهابات الشديدة، وتسبب التهاباً رئوياً حاداً».
وينصح بالعودة في فترة الشتاء إلى إجراءات كورونا الاحترازية من ارتداء «الكمامة» والتباعد الاجتماعي والاهتمام بغسيل اليدين، لأنه من المتوقع أن تزيد في هذه الفترة الإصابة بكل فيروسات الجهاز التنفسي، بما فيها كورونا، وليس فقط التنفسي المخلوي.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مصر تعوّل على الدعم الأوروبي لتعويض تكلفة استضافة اللاجئين

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في القاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في القاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

مصر تعوّل على الدعم الأوروبي لتعويض تكلفة استضافة اللاجئين

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في القاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في القاهرة (الرئاسة المصرية)

تعوّل الحكومة المصرية على تعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، لتعويض فاتورة استضافة ملايين اللاجئين على أراضيها، إلى جانب تكلفة التوترات التي تشهدها المنطقة، خصوصاً التصعيد في البحر الأحمر، وتأثيره على تراجع إيرادات قناة السويس.

ووصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بلاده بـ«خط الدفاع الأول عن أوروبا، لمنع الهجرة غير الشرعية»، خلال استقباله، الخميس، في القاهرة، رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، مؤكداً أهمية «مواصلة التعاون مع أوروبا في قضايا الهجرة ومكافحة الإرهاب»، حسب «الرئاسة المصرية».

الموقف ذاته أكده السيسي، أيضاً في اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، الخميس، مشيراً إلى أن بلاده «تستضيف أكثر من 9 ملايين أجنبي، نتيجة الأزمات التي تشهدها المنطقة».

ويرى خبراء مصريون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أن «استضافة القاهرة ملايين اللاجئين وفَّرت حماية لأوروبا من الهجرة غير الشرعية، مما يستلزم ضرورة توفير دعم مناسب للحكومة المصرية، في ضوء الأعباء التي تمثلها استضافة أعداد كبيرة من المهاجرين، على الاقتصاد المصري».

وسبق أن قدّر رئيس الوزراء المصري تكلفة استضافة الأجانب في مصر، بنحو 10 مليارات دولار سنوياً.

ووفق بيان الرئاسة المصرية، فإن السيسي خلال لقائه ميتسولا، أكد «ضرورة دعم الجهود الحثيثة التي تبذلها بلاده لمنع الهجرة غير الشرعية».

كما أشار إلى آثار التوترات التي تشهدها المنطقة على الاقتصاد المصري، وقال إن «بلاده تكبَّدت خسارة، تُقدر بنحو 7 مليارات دولار، من إيرادات قناة السويس، في عام 2024، بسبب الهجمات التي قام بها الحوثيون على السفن التجارية، في باب المندب»، كما تناول «آليات تفعيل الشراكة الاستراتيجية والشاملة مع الاتحاد الأوروبي، في محاورها كافة».

وفي مارس (آذار) الماضي، توافقت مصر والاتحاد الأوروبي على ترفيع العلاقات إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، ووقّع الجانبان في ختام قمة عُقدت بالقاهرة شارك فيها السيسي، ورئيسة المفوضية الأوروبية، ورؤساء دول وحكومات قبرص وإيطاليا والنمسا واليونان، «إعلاناً مشتركاً» بشأن شراكة استراتيجية شاملة.

وثمَّنت رئيسة البرلمان الأوروبي الدور المصري في حماية استقرار وأمن المنطقة وشعوبها، كما أكدت «حرص الاتحاد الأوروبي على تعزيز التنسيق المستمر مع مصر، في جميع القضايا»، وفق الرئاسة المصرية.

ويقدم الاتحاد الأوروبي حزمة تمويل لمصر، في صورة مساعدات مالية، وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، مطلع يناير (كانون الثاني) الحالي، إن بلاده «تلقَّت شريحة أولى قيمتها مليار يورو، من حزمة تمويل، من الاتحاد الأوروبي، حجمها 7.4 مليار يورو».

ويرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير جمال بيومي، أن «الجانب الأوروبي يقدم مساعدات للقاهرة في صورة منح وليست قروضاً، تقديراً للسياسة المصرية تجاه المهاجرين واللاجئين»، وقال إن «مصر تستضيف ملايين اللاجئين، ولم تكن معبراً لنقل المهاجرين إلى أوروبا، كما فعلت بعض الدول الإقليمية»، عاداً ذلك «محل تقدير أوروبي».

ووفق الحكومة المصرية فإنه «لم تبحر من مصر أي مراكب غير شرعية منذ عام 2016، بفضل إجراءات حاسمة، تقوم بها، لمواجهة الهجرة غير المشروعة».

وأشار بيومي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الاتحاد الأوروبي يقدم تسهيلات كثيرة للحكومة المصرية، غير المنح، من بينها سياسة مبادلة الديون باستثمارات مباشرة»، إلى جانب «تعزيز التبادل التجاري، والتوسع في استثمارات الطاقة والغاز»، وقال إن «مصر تستهدف أن تكون مصدراً أساسياً للطاقة في أوروبا».

ويرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إكرام بدر الدين، أن «مصر تقوم بدور مزدوج في ملف المهاجرين واللاجئين»، وقال إن «استضافة القاهرة ملايين الفارين من الصراعات والنزاعات في المنطقة، يوفر ملاذاً آمناً لهم، ويوفر الحماية لأوروبا في الوقت نفسه، أمام أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين»، وإن «استمرار الدعم الأوروبي لمصر ضروري لتحقيق المصالح الأوروبية».

ويتوقف بدر الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، مع التقارب السياسي بين مصر والاتحاد الأوروبي تجاه معظم التطورات الإقليمية، مشيراً إلى أن «هناك مصلحة مصرية وأوروبية مشتركة للتهدئة في البحر الأحمر، وتأمين حركة الملاحة».

وخلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي، ناقش السيسي جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضرورة تطبيق «حل الدولتين»، بوصف ذلك خياراً وحيداً لتحقيق السلام المستدام في المنطقة، إلى جانب الأوضاع في ليبيا والسودان والصومال، وضرورة الحفاظ على وحدة تلك الدول وأمنها.