لاغارد تشير إلى «مزيد من الفائدة»

خطر الركود يتزايد

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تتحدث خلال مؤتمر مالي في فرانكفورت أمس (د.ب.أ)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تتحدث خلال مؤتمر مالي في فرانكفورت أمس (د.ب.أ)
TT

لاغارد تشير إلى «مزيد من الفائدة»

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تتحدث خلال مؤتمر مالي في فرانكفورت أمس (د.ب.أ)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تتحدث خلال مؤتمر مالي في فرانكفورت أمس (د.ب.أ)

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، يوم الجمعة، إن معدلات الفائدة قد تحتاج إلى رفعها إلى مستويات تقيد التوسع الاقتصادي؛ لخفض معدلات التضخم التي ارتفعت خمسة أمثال المستهدف الرسمية، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء. وأضافت لاغارد، أن «خطر حدوث ركود» قد تزايد، ولكن حدوث انكماش لن يكون كافياً لخفض الأسعار المرتفعة، بمفرده.
وفي حين أن البنك المركزي الأوروبي أعلن بالفعل أكثر إجراءات التشديد النقدي صرامة في تاريخه، من المتوقع أن ترتفع تكاليف الاقتراض إلى 2 في المائة أو أكثر الشهر المقبل، من 1.5 في المائة الآن.
وأضافت لاغارد في كلمة في فرانكفورت «نتوقع رفع المعدلات أكثر، ولن يكون سحب التيسير النقدي كافياً... وفي النهاية سوف نرفع المعدلات إلى مستويات تخفض التضخم مجدداً إلى نسبتنا المستهدفة متوسطة الأجل في الوقت المناسب».
ويستهدف «المركزي» الأوروبي معدل تضخم 2 في المائة، ولكن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أظهرت البيانات، أن المعدل في منطقة اليورو جاء أعلى بواقع 10.6 في المائة عن الشهر نفسه من العام الماضي. ويبلغ معدل التضخم في ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، 10.4 في المائة.
وأشارت لاغارد إلى أن مخاطر حدوث ركود اقتصادي قد ارتفعت، رغم وجود القليل من المفاجآت الإيجابية مؤخراً في بيانات إجمالي الناتج المحلي، وأضافت «تتسم معدلات الفائدة بكونها الأداة الرئيسية لتعديل موقف سياستنا وستظل كذلك. ولكننا أيضاً في حاجة إلى تطبيع آليات سياستنا الأخرى، وبالتالي تعزيز الدافع من سياسة الأسعار لدينا».
وأشارت إلى أن الجهود التي بُذلت خلال العقد الماضي لتحقيق الاستقرار على اقتصاد منطقة اليورو تعني أن البنك المركزي الأوروبي اشترى كميات كبيرة من السندات الحكومية الأوروبية. والآن يجب بيعها لتخفيف دفاتر المحاسبة التابعة للبنك المركزي الأوروبي. وقالت، إنه «في اجتماع 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل سوف نضع المبادئ الرئيسية لخفض حيازة السندات في إطار برنامج شراء الأصول الخاص بنا».
ويقول مسؤولو البنك المركزي الأوروبي، إن تكاليف الاقتراض يجب أن تواصل الارتفاع لمواجهة أسرع تضخم منذ بدء تطبيق العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) قبل أكثر من عقدين. ولكن بعد زيادات متتالية بمقدار 75 نقطة مئوية، ربما يهدأ الإقبال على مثل هذه الخطوات الكبيرة، لا سيما في حين تشير التوقعات إلى ركود في الشتاء في منطقة اليورو التي تضخم 19 دولة.
حديث لاغارد يبدو تعليقاً غير مباشر على تقارير أشارت إلى أن صانعي السياسة في البنك المركزي الأوروبي ربما يبحثون إبطاء معدل رفع أسعار الفائدة، من خلال طرح زيادة قدرها 50 نقطة أساس فقط في الشهر المقبل، بحسب ما قاله أشخاص مطلعون على الأمر.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء يوم الخميس، عن الأشخاص الذين رفضوا الكشف عن هويتهم بسبب خصوصية مداولات مجلس الإدارة، إن المناقشات الأولية تشير إلى نقص الزخم لتحريك أسعار الفائدة بواقع 75 نقطة أساس أخرى في الوقت الحالي. وقالوا، إنه باستثناء ارتفاع مفاجئ آخر في معدلات التضخم، فإن الإجماع قد يفضل الخطوة الأقل حدة.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.