مخاوف بريطانية من «ضريبة الطاقة»

الغلاء يلقي بثقله على المواطنين

زبائن يتناولون وجبة إفطار في أحد مطاعم العاصمة البريطانية لندن (أ.ف.ب)
زبائن يتناولون وجبة إفطار في أحد مطاعم العاصمة البريطانية لندن (أ.ف.ب)
TT

مخاوف بريطانية من «ضريبة الطاقة»

زبائن يتناولون وجبة إفطار في أحد مطاعم العاصمة البريطانية لندن (أ.ف.ب)
زبائن يتناولون وجبة إفطار في أحد مطاعم العاصمة البريطانية لندن (أ.ف.ب)

حذرت صناعة النفط والغاز الطبيعي البريطانية من أن أي زيادة في ضريبة الأرباح الاستثنائية، التي أعلنتها الحكومة البريطانية يوم الخميس، تهدد الاستثمار في القطاع.
وقالت منظمة تمثل مصالح شركات النفط والغاز في بريطانيا إن تغيير قانون الضرائب سيجعل من الصعب على الشركات وضع خطط للإنفاق على مشروعات البنية التحتية الجديدة التي يمكن أن تستمر لعقود.
وأشارت «وكالة بلومبيرغ للأنباء» إلى أن إنتاج النفط والغاز في بريطانيا يتراجع على المدى الطويل في حقول بحر الشمال رغم استمرار اعتماد بريطانيا على الوقود الأحفوري لتلبية أغلب احتياجاتها في مجالات التدفئة والكهرباء والنقل.
ونقلت «بلومبيرغ» عن دريدر ميشي، الرئيس التنفيذي لمنظمة «أوف شور إنيرجيز يو كيه» الممثلة لشركات النفط والغاز، القول إنه «على عكس السياسيين، تفكر شركات الطاقة وتستثمر في العقود المقبلة وليس في الدورات الانتخابية... المنهج الخاص بنا يعني أننا نبني صناعة مستقرة وقوية ومزدهرة، والتي تدعم الأمة لخمسين عاماً مقبلة. ونحن الآن نخطط لخمسين عاماً مقبلة، ونريد العمل مع سياسيينا للقيام بالأمر نفسه».
يذكر أن وزير الخزانة البريطاني، جيرمي هانت، أعلن زيادة ضريبة الأرباح الاستثنائية على شركات النفط والغاز الطبيعي من 25 في المائة حالياً إلى 35 في المائة، وتمديد فترة هذه الضريبة حتى 2028، وهو ما يعني تحقيق حصيلة تبلغ 19 مليار جنيه إسترليني (22 مليار دولار) من قطاع النفط والغاز بحلول 2028، ليصل إجمالي الأعباء الضريبية على القطاع إلى 80 مليار جنيه إسترليني خلال الفترة المذكورة، بحسب منظمة «أوف شور إنيرجيز يو كيه».
وأعلن هانت حزمة من الزيادات الضريبية، وتشديد الإنفاق العام في خطة الميزانية الجديدة، في إجراءات قال إنها ضرورية بعد الضربة التي تعرضت لها السمعة المالية للبلاد؛ بسبب سياسات رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس.
وفي معرض إعلانه عن خطة بقيمة 55 مليار جنيه إسترليني، نصفها تقريباً من الزيادات الضريبية، لإصلاح المالية العامة، قال هانت: «إن الاقتصاد بالفعل في حالة ركود، ومن المقرر أن ينكمش العام المقبل، حيث يواجه متاعب مع توقعات بوصول التضخم إلى 9.1 في المائة في المتوسط العام الحالي، و7.4 في المائة في 2023».
وقالت الهيئة المعنية بمراقبة الميزانية البريطانية: «إن العبء الضريبي سيصل إلى 37.1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أعلى مستوى مستدام منذ الحرب العالمية الثانية، في نهاية فترة التوقعات البالغة خمس سنوات»، ارتفاعاً من 33.1 في المائة في السنة الضريبية 2019 - 2020.
لكن هانت قال إنه لا يستطيع تجنب اتخاذ إصلاحات مالية مؤلمة، على الرغم من أن كثيراً منها لن يطبق على الفور، إذا أرادت بريطانيا أن تستفيد من عودة الهدوء إلى الأسواق المالية في الآونة الأخيرة. وقال هانت: «إن الإنفاق العام سينمو بشكل أبطأ من الاقتصاد، لكنه سيرتفع في المجمل».
وقال مكتب الميزانية العمومية إن ارتفاع الأسعار سيؤدي إلى تآكل إضافي في أجور المواطنين، وخفض مستويات المعيشة بنسبة 7 في المائة بحلول أبريل (نيسان) 2024، وهو العام المتوقع لإجراء انتخابات وطنية، مما سيمحو النمو الذي تحقق على مدى السنوات الثماني حتى عام 2022. ويعاني ملايين البريطانيين بالفعل أزمة غلاء المعيشة.
وكان التضخم في بريطانيا قد وصل إلى 11.1 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو أعلى مستوى له منذ 41 عاماً. والتغييرات التي أعلنها هانت ستعني دفع مزيد من الأشخاص ضريبة الدخل الأساسية وبمعدلات أعلى، وخفض الحد الأدنى للدخل الذي يدفع عنده الناس أعلى معدل للضرائب، وهو 45 في المائة، إلى 125 ألف جنيه إسترليني.
وفي شأن منفصل، سجلت مبيعات التجزئة البريطانية انتعاشاً أضعف من المتوقع في أكتوبر الماضي، مما يؤكد أزمة تكلفة المعيشة، التي تستنزف القوة الشرائية للمستهلكين.
وذكر مكتب «الإحصاء الوطني» البريطاني، يوم الجمعة، أنه باستثناء مبيعات الوقود، ارتفع حجم البضائع، المبيعة في المتاجر وعلى الإنترنت، بواقع 0.3 في المائة، بعد تراجع بواقع 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول) الماضي عندما تم إغلاق المتاجر بسبب جنازة الملكة إليزابيث الثانية، حسب وكالة «بلومبيرغ». وكان خبراء الاقتصاد توقعوا تحقيق مكاسب بواقع 0.6 في المائة.
وارتفعت المبيعات، بما فيها وقود السيارات بنسبة 0.6 في المائة، بعد تراجع بواقع 1.5 في المائة، الشهر السابق. واقترب ذلك من توقعات خبراء الاقتصاد بشأن تحقيق زيادة في المبيعات بنسبة 0.5 في المائة.
غير أن الانتعاش ربما يكون قصير الأجل. وفي ظل تضخم مزدوج الأرقام وارتفاع الضرائب ومعدلات الفائدة، فإن معايير المعيشة في مسارها لأن تحقق أكبر تراجع قياسي.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

الذهب يتراجع 3 % على خلفية تقارير عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»

سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)
TT

الذهب يتراجع 3 % على خلفية تقارير عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»

سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)

انخفضت أسعار الذهب بنحو 3 في المائة يوم الاثنين، كاسرةً بذلك موجة صعود استمرّت خمس جلسات إلى أعلى مستوياتها في نحو ثلاثة أسابيع؛ إذ أدت التقارير التي أفادت باقتراب إسرائيل من وقف إطلاق النار مع «حزب الله»، إلى جانب ترشيح الرئيس المنتخب دونالد ترمب لسكوت بيسنت وزيراً للخزانة الأميركية؛ إلى توتر جاذبية المعدن النفيس بوصفه ملاذاً آمناً.

وانخفض الذهب الفوري بنسبة 3 في المائة تقريباً إلى 2634.78 دولار للأونصة بحلول الساعة 10:25 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (15:25 بتوقيت غرينتش)، وهو أكبر انخفاض يومي بالنسبة المئوية منذ السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وبينما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأميركي بنسبة 2.8 في المائة إلى 2636.50 دولار، كانت أسعار الذهب مهيّأة لعمليات بيع بسبب استنفاد عمليات الشراء بعد ارتفاع الأسبوع الماضي.

وقال استراتيجي السلع لدى «تي دي سيكيوريتيز»، دانيال غالي، إن ترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة الأميركية قد أزال بعضاً من علاوة المخاطر المرتبطة بالولايات المتحدة. وأضاف: «الأكثر من ذلك، دفعت التقارير التي تفيد بأن إسرائيل ولبنان قد اتفقا على شروط اتفاق لإنهاء الصراع بين إسرائيل و(حزب الله) أسعار الذهب إلى مزيد من الانخفاض».

وقال المحلل في «يو بي إس»، جيوفاني ستاونوفو، إن بعض المتعاملين في السوق يرون أن بيسنت أقل سلبية في حال نشوب حرب تجارية. وسجلت السبائك أعلى مستوى لها منذ 6 نوفمبر في التعاملات الآسيوية المبكرة بعد الارتفاع الأسبوعي الذي سجّلته الأسبوع الماضي بنسبة 6 في المائة تقريباً، وهو أفضل مستوى لها منذ مارس (آذار) 2023، مدفوعة بتصاعد التوترات في الصراع الروسي - الأوكراني.

ويستعد المتداولون أيضاً لأسبوع محوري؛ إذ من المتوقع أن يقدّم محضر اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» في نوفمبر، ومراجعات الناتج المحلي الإجمالي الأميركي، وبيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية؛ رؤى حول توقعات سياسة «البنك المركزي». وقال نائب الرئيس، كبير استراتيجيي المعادن في شركة «زانر» للمعادن، بيتر غرانت: «ما زلت أتوقع خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر (كانون الأول)، لكن المتحدثين الأخيرين في مجلس (الاحتياطي الفيدرالي) اتخذوا نبرة أكثر حذراً مع اقتراب عام 2025، مما قد يشكّل رياحاً معاكسة للذهب».

وانخفضت الفضة الفورية بنسبة 3.1 في المائة إلى 30.34 دولار للأونصة. وانخفض البلاتين بنسبة 1.8 في المائة إلى 946.40 دولار. كما انخفض البلاديوم بنسبة 2.3 في المائة إلى 985.75 دولار.