وزير داخلية فرنسا ينصف الجالية المسلمة.. لكن يحملها جزئياً مسؤولية محاربة الإرهاب

شارك في إفطار رمضاني.. وقال إن الوحدة بين مكونات المجتمع هي «الرد» على المتشددين

وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف (الثاني يميناً) يصافح عميد مسجد باريس الكبير السابق دليل بوبكر خلال حضوره الإفطار الرمضاني مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف (الثاني يميناً) يصافح عميد مسجد باريس الكبير السابق دليل بوبكر خلال حضوره الإفطار الرمضاني مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

وزير داخلية فرنسا ينصف الجالية المسلمة.. لكن يحملها جزئياً مسؤولية محاربة الإرهاب

وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف (الثاني يميناً) يصافح عميد مسجد باريس الكبير السابق دليل بوبكر خلال حضوره الإفطار الرمضاني مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف (الثاني يميناً) يصافح عميد مسجد باريس الكبير السابق دليل بوبكر خلال حضوره الإفطار الرمضاني مساء أول من أمس (أ.ف.ب)

أكد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف «حرصه» على السهر على أمن مسلمي فرنسا ومساجدهم ومصالحهم، داعيا إلى محاربة «الصور النمطية السلبية» التي تروج في الوسائل الإعلامية وغيرها من وسائل التواصل.
وجاءت تعليقات برنار كازنوف خلال مشاركته في إفطار رمضاني دعاه إليه مدير مسجد باريس الكبير والرئيس السابق للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، مساء أول من أمس، بحضور رئيسه الجديد أنور كبابش. واستفاد الوزير الفرنسي من المناسبة لتوصيل مجموعة رسائل إلى مسلمي فرنسا، فيما تزداد الضغوط على وزارته من اليمين المتشدد واليمين الكلاسيكي لاتخاذ تدابير فورية لمواجهة ما يعتبرونه تمدد الفكر الراديكالي، مثل إغلاق المساجد التي يغلب عليها التشدد أو إبعاد الأئمة والخطباء الذين يروجون لهذا النوع من الفكر.
وأدان كازنوف ما سماه «الهمجية الإرهابية» التي ضربت فرنسا مجددا يوم الجمعة الماضي في ضاحية ليون، في إشارة إلى ما قام به ياسين صالحي الذي قتل صاحب الشركة التي يعمل فيها وحز رأسه وعلقه على سياج شركة أميركية للغاز الصناعي، حيث حاول إضرام النار في قارورات الغاز للتسبب في حريق وربما في كارثة كيماوية لو نجح في فعلته. لكن كازنوف أبدى حرصا على الفصل بين مسلمي فرنسا الذين «أدانوا الجنون الإرهابي» و«الظلامية»، وبين من ارتكب هذه الأفعال، مضيفا أنه «عازم على محاربة الإرهاب بلا هوادة وعلى حماية مسلمي فرنسا من الذين يريدون استغلال هذه الأحداث لاستهدافهم».
ورأى وزير الداخلية أن المحافظة على الوحدة بين كل مكونات المجتمع الفرنسي هي «الرد» على الإرهابيين، معتبرا أن المسلمين هم «أول ضحايا الإرهاب». وشارك في حفل الإطار الذي أقيم في صالة الاستقبال الرئيسية في المسجد رجال دين مسيحيون ويهود وشخصيات من كل الآفاق {وكلها ترمز إلى وحدتنا»، بحسب كازنوف.
بيد أن كازنوف حمل المسلمين جانبا من المسؤولية، إذ ذكر أنه يتعين على ممثليهم أن يتحركوا باتجاهين؛ الأول «عدم ترك الساحة خالية أمام كلام الحقد والترويج للكراهية والتعصب».. والثاني «الدعوة إلى إسلام الانفتاح والأنوار والسلام».
وفي موازاة ذلك، أكد وزير الداخلية عزمه على محاربة «الإسلام المتشدد عندما يظهر في المساجد» عبر أئمة متشددين أو خطب نارية. وفي هذا السياق، أشار كازنوف إلى أنه طرد العام الحالي عشرة أئمة ينطبق عليهم هذا الوصف وأربعين إماما منذ عام 2012.



سباق بين سلالات حاكمة تاريخية على عرش إيران

أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
TT

سباق بين سلالات حاكمة تاريخية على عرش إيران

أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)

وسط غابة خضراء في مكان مجهول، وقف رجل سبعيني ليخاطب الإيرانيين بالفيديو باقتباسات من كبار الشعراء الفارسيين، معلناً أنه «شاه عباس سلجوقي، ملك الملوك وإمبراطور إيران، آخر المتبقين من سلالة السلاجقة، ومن الأتراك الإيرانيين».
قد تبدو مزاعم الرجل في حكم إيران مثار تندر، نظراً إلى أن إمبراطورية السلالة السلجوقية التي يدعي التحدر منها أفلت قبل أكثر من ثمانية قرون. لكنه مجرد متسابق بين كثيرين يحاولون طرح أنفسهم بديلاً للنظام الحالي، في ظل تزايد السخط الشعبي على أدائه.

وتداولت فيديوهات لأشخاص يزعمون انتسابهم إلى السلاسات التي حكمت إيران بعد سقوط الصفوية في القرن الثامن عشر، وبعضهم يرشح نفسه لاستعادة عرش أجداده.
وأصبح الشغل الشاغل للإيرانيين على شبكات التواصل الاجتماعي تتبع أخبار من يتحدرون من السلالات التاريخية التي حكمت بلادهم قبل قرون، عبر فيديوهات مزاعم حق العرش التي تثير دهشتهم أو منشورات ساخرة.

صراع على تركة القاجار

ونشر شخص يدعي بابك ميرزا قاجار يقول إنه يتحدر من السلالة القاجارية التي حكمت البلاد من 1794 حتى 1925، قبل إطاحة آخر ملوكها أحمد شاه قاجار، على يد رئيس وزرائه رضا خان بهلوي الذي جلس على العرش وأسس الحكم البهلوي.
وقبل أيام، أعادت قناة «تي آرتي» التركية في خدمتها الفارسية التذكير بتقرير نشر في عام 2016 يزعم وجود أحد أحفاد السلسلة القاجارية في إسطنبول. ونقلت عمن وصفته بأنه «بابك ميرزا أحد الباقين من سلالة القاجار الإيرانية»: «في هذا التوقيت المضطرب، أرى تقارباً في العلاقة بين تركيا وإيران... أنا قادم من إيران وأتحدث التركية، وأكثر من نصف الإيرانيين قادرون على فهم اللغة التركية».

وتداول مغردون بياناً لـ«رابطة قاجار»، ومقرها جنيف وتقول إنها تمثل أبناء السلالة القاجارية، نفى أي صلة بين بابك ميرزا والقاجار. وقالت الرابطة: «اطلعنا على مزاعم شخص يدعى بابك بيتر بادار ويدعي وراثة العرش والتاج الملكي للقاجاريين، وينوي بهذه الأوهام القيام بأنشطة سياسية. هذا الشخص غير معروف للرابطة وأطلعت على وجوده عبر وسائل الإعلام».
وأضاف بيان الرابطة: «نحن كأسرة القاجار نقف إلى جانب الشعب الإيراني، ونطرد أي شخص يحاول انتحال هوية مزيفة للوصول إلى مصالح شخصية واستغلال الأوضاع الصعبة».

«دار المجانين»

وبينما انشغل الإيرانيون بمتابعة صور وفيديوهات بابك ميرزا، ظهر فيديو الرجل السبعيني الذي وقف في الغابة معلناً أنه «شاه عباس سلجوقي ملك الملوك وإمبراطور إيران».
وكتب مغرد يدعى فريد خان: «بعد بابك ميرزا قاجار، ظهر أمير سلجوقي هو الأمير عباس سلجوقي كبير أسرة السلاجقة ومن دعاة إعادة تأسيس النظام الشاهي في إيران... البلاد تحولت إلى دار المجانين».
وقال مغرد آخر: «الأمير عباس سلجوقي مستعد للتنافس مع أربعة مرشحين من السلالة الصفوية والأفشارية والقاجارية والبلهوية الذين أعلنوا استعدادهم مسبقاً لإعادة تأسيس النظام الشاهي».
وكتبت مغردة تدعى شرارة: «في سباق العودة التاريخي، ظهر أمير سلجوقي... على أمراء السلاسات الأخرى الإسراع لأن الغفلة تؤدي إلى الندم، على رضا بهلوي الانتحار لأن منافسيه يزدادون».
ورضا بهلوي هو نجل شاه إيران السابق الذي يلتف حوله أنصار والده وبعض المشاهير، لطرح بديل لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران. لكن نجل الشاه يواجه معارضة من شريحة واسعة بين أبناء الشعوب غير الفارسية، مثل الأكراد والعرب والأتراك والبلوش.
وتأتي الظاهرة الجديدة بينما تحاول السلطات الإيرانية إخماد الاحتجاجات بأساليب من بينها التوسع في عقوبة الإعدام وتنفيذها حتى الآن في أربعة متظاهرين.
وكان لافتاً خلال الأيام الأخيرة نشر فيديوهات من قنوات «الحرس الثوري» تشبه النظام الحالي بالحكم الصفوي الذي حاول منافسة العثمانيين على حكم العالم الإسلامي.