مصر: هدوء وترقب بعد دعوة «الإخوان» للتظاهر

انتشار أمني مُكثف... وتأكيدات حكومية على انتظام المواصلات

شوارع القاهرة شهدت حالة انسياب مروي لافتة وتراجع كثافة المارة (أ.ف.ب)
شوارع القاهرة شهدت حالة انسياب مروي لافتة وتراجع كثافة المارة (أ.ف.ب)
TT

مصر: هدوء وترقب بعد دعوة «الإخوان» للتظاهر

شوارع القاهرة شهدت حالة انسياب مروي لافتة وتراجع كثافة المارة (أ.ف.ب)
شوارع القاهرة شهدت حالة انسياب مروي لافتة وتراجع كثافة المارة (أ.ف.ب)

خيّم الهدوء والترقب على مصر، طوال نهار الجمعة، بعد دعوات أطلقتها منصات إعلامية وإلكترونية داعمة لتنظيم «الإخوان» الذي تصنفه السلطات المصرية «إرهابياً» للتظاهر فيما عرف بدعوات «11-11».
وفيما أظهرت قوات الأمن المصرية حضوراً كبيراً ومكثفاً بالشوارع والميادين الرئيسية في العاصمة القاهرة والمحافظات، خلال الأيام القليلة الماضية وطوال يوم الجمعة، بدا لافتاً حالة الانسياب المروي وتراجع كثافة المارة في عدد من الشوارع التي عرفت باكتظاظها.
وعلى المستوى الحكومي، شدد «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» على عدم صحة «إشاعات» انتشرت ليل الخميس بشأن «توقف جميع وسائل النقل العام عن العمل يوم الجمعة».
وأوضح المركز أن «وزارة النقل نفت تلك الأنباء، مؤكدة أنه «لا صحة لتوقف جميع وسائل النقل العام عن العمل»، مشيرة إلى أن «جميع وسائل النقل العام (مترو الأنفاق، والقطار الكهربائي الخفيLRT، والسكك الحديدية بكافة خطوطها، وحافلات شرق وغرب الدلتا، وحافلات الصعيد، وحافلات السوبر جيت وحافلات النقل العام بالقاهرة والإسكندرية) تعمل بشكل طبيعي بكافة خطوط السير دون توقف وبانتظام، ووفقاً لجداولها التشغيلية المعتادة».
ونقل المركز عن وزارة النقل تشديدها على أن «الجمعة يوم عمل طبيعي بهذه الوسائل، مُهيبةً بالمواطنين عدم الانسياق وراء تلك الأكاذيب التي تستهدف إثارة البلبلة».
وعلى الصعيد الإلكتروني، بدا لافتاً انتشار حالة من التحشيد بالتغريدات والتدوينات عبر حسابات داعمة لـ«الإخوان»، نشر بعضها مقاطع فيديو زعموا أنها «ترصد تظاهرات ليل الخميس» في مدن مصرية.
https://twitter.com/abdllhbhnan2/status/1590793895969189889
غير أن حسابات إلكترونية أخرى، مؤيدة للحكومة المصرية فنّدت المقاطع، وقالوا إنها «مصطنعة (مفبركة)، ونشروا صوراً توضح تكرار الصور التي يعود تاريخ رفع بعضها على الوسائط الإلكترونية لسنوات مضت».
https://twitter.com/yasmyn66242993/status/1590825113318195200
وعلى خط تكذيب الفيديوهات المتداولة من الحسابات الداعمة لتنظيم الإخوان، جاءت تغريدة للنائب البرلماني مصطفى بكري، والذي كتب عبر حسابه الرسمي على «تويتر»: «الذين يروجون لاشتباكات في السويس يكذبون كما يتنفسون، ويذيعون فيديو قديماً، مساكين يبحثون عن نصر رخيص، لا توجد مظاهرات ولا أحداث، مصر آمنة ومستقرة، وعمر الكذب قصير، وتحيا مصر».
https://twitter.com/BakryMP/status/1591068942982086658
وفضلاً عن التجاذب الإلكتروني لإظهار «الاصطناع» في الفيديوهات، فلقد ألقت السخرية بظلالها كعادة الأمور على تعليقات المصريين ممن علقوا على دعوات التظاهر.
ونشر مستخدمون بكثافة مشهداً يجمع بائعاً للموز، وعامل نظافة يحتضنان بعضهما للتحية، وكتبا على لسانهما حواراً متخيلاً يوحي بأنهما ضابطان متنكران لرصد أي متظاهرين.
https://twitter.com/Dr01005104381/status/1591098356566204416
وعلى النهج الساخر نفسه، نشر أحد المغردين صورة من مشهد بمسلسل تلفزيوني مصري شهير، هو «لن أعيش في جلباب أبي»، وظهر طاقم العمل مجتمعون يشهدون حدثاً ما، وعلى ألسنتهم كتب المغردون أن «هذه الصورة تظهر الشعب المصري، وهو يجلس أمام التلفزيون ليشاهد الشعب المصري أيضاً الذي سيشارك في مظاهرات».
https://twitter.com/Ahmed_Almenofy2/status/1590942124769300480


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.