قطاع التقنية المالية ينمو بوتيرة متسارعة في السعودية

مستويات قياسية في مؤشر الاستثمار وارتفاع عدد الشركات 79 %

التقنيات المالية تشهد نمواً متسارعاً عبر ارتفاع حجم الاستثمار وتضاعف عدد الشركات في السعودية (الشرق الأوسط)
التقنيات المالية تشهد نمواً متسارعاً عبر ارتفاع حجم الاستثمار وتضاعف عدد الشركات في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

قطاع التقنية المالية ينمو بوتيرة متسارعة في السعودية

التقنيات المالية تشهد نمواً متسارعاً عبر ارتفاع حجم الاستثمار وتضاعف عدد الشركات في السعودية (الشرق الأوسط)
التقنيات المالية تشهد نمواً متسارعاً عبر ارتفاع حجم الاستثمار وتضاعف عدد الشركات في السعودية (الشرق الأوسط)

يواصل قطاع التقنية المالية في السعودية نموه بوتيرة متسارعة على مدى الأشهر الـ12 الماضية، ليرتفع عدد الشركات بنسبة 79 في المائة، مع استمرار زيادة حجم الاستثمارات لمستويات قياسية جديدة تتجاوز 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار).
وذكر تقرير حديث لـ«فنتك السعودية» أنه خلال العام الماضي كان هناك نمو في جميع مجالات التقنية المالية، وخاصة أنشطة البنية التحتية حيث تستعد البلاد لدخول خدمات المصرفية المفتوحة للقطاع المالي.
وقال التقرير إنه إضافةً لموافقة مجلس الوزراء مؤخراً على استراتيجية التقنية المالية، فقد كان هناك عدد من التطورات التنظيمية والتحسينات المتعلقة بالبنية التحتية، بما في ذلك الموافقة على 3 بنوك رقمية، والإعلان عن الإطار التنظيمي المحدث للبيئة التجريبية التشريعية للبنك المركزي السعودي، واعتماد الإطار التنظيمي لتمويل الملكية الجماعية من قبل هيئة السوق المالية.
ولفت التقرير إلى استمرار مبادرة «فنتك السعودية» في دعم تطور المنظومة في الدولة، من خلال إطلاق مركز التقنية المالية الذي يضم مساحات عمل مشتركة ومكاتب خاصة وغرف اجتماعات ومساحات للفعاليات، ومنطقة للابتكار تغطي جميع احتياجات رواد الأعمال والشركات الناشئة.
ونجحت «فنتك السعودية» في دعم شركات التقنية المالية الناشئة من خلال برنامج «مسرعة فنتك» الذي ضم مسار تطوير المتطلبات التشريعية ومساراً لتطوير الأعمال.
وتوقع التقرير أن يكون العام الحالي والمقبل مهماً للقطاع، خاصة مع إطلاق البنوك الرقمية الثلاثة والإعلان عن اللوائح والأطر التنظيمية الجديدة من قبل البنك المركزي السعودي وهيئة السوق المالية، وأخيراً بداية مرحلة التنفيذ لاستراتيجية التقنية المالية.
وفي هذا الصدد، أكد نزار الحيدر، مدير عام مبادرة «فنتك السعودية»، أن قطاع التقنية المالية في البلاد شهد خلال العام الماضي والحالي نضجاً وتطوّراً ملحوظاً، مؤكداً أنه كان عاماً استثنائياً، خاصةً مع إعلان مجلس الوزراء الموافقة على استراتيجية التقنية المالية لتكون ركيزة جديدة ضمن برنامج تطوير القطاع المالي لرؤية المملكة 2030.
وأضاف أن «فنتك» تسير نحو تحقيق أهدافها، كاشفاً في الوقت ذاته عن وجود 147 شركة تقنية مالية نشطة تعمل في السعودية.
ووافق مجلس الوزراء السعودي، أخيراً، على استراتيجية التقنية المالية، التي تهدف إلى أن تكون المملكة في مصافّ الدول الرائدة في المجال ومحوراً عالمياً للقطاع التقني.
وتأتي الاستراتيجية كركيزة جديدة ضمن برنامج تطوير القطاع المالي (أحد برامج رؤية 2030) الذي يسعى إلى تنمية الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل، وتمكين المؤسسات المالية من دعم نمو القطاع الخاص، وفتح المجال أمام شركات جديدة لتقديم الخدمات المالية.
وقال حينها محمد القويز، رئيس مجلس إدارة هيئة السوق المالية، إن الاستراتيجية شاملة وتدعم جميع أنشطة التقنية المالية من خلال محركات تحول، تتخللها مبادرات تدعم مقدمي الخدمات وتطوير بنيتها التحتية، ما يعزز التمكين الاقتصادي للقطاع المالي والمستفيدين كافة.
وبحسب البنك المركزي السعودي، تضم الاستراتيجية 6 محركات تحول أساسية، هي إبراز هوية السعودية دولياً، وتعزيز الإطار التنظيمي، ودعم القطاع، وتوفير وتطوير الكفاءات، وكذلك البنية التحتية التقنية، وتعزيز التعاون المشترك على الصعيدين المحلي والعالمي.
وتحتوي المحركات على 11 مبادرة، من شأنها أن تسهم في تعزيز مكانة المملكة عالمياً في مجال التقنية المالية ودعم الناتج المحلي، عبر خلق فرص وظيفية واستثمارية بحلول 2030.
وجرى العمل على تطوير الاستراتيجية من خلال برنامج تطوير القطاع المالي، بالتعاون مع الأجهزة المشاركة، وهي البنك المركزي السعودي، هيئة السوق المالية، وزارة المالية، وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وزارة الاستثمار، الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، «فنتك السعودية»، وذلك لرفع التكامل بين الجهات التنفيذية، والسعي نحو الشمولية لتحقيق التميز والتنافسية العالمية، لتصبح البلاد موطناً للقطاع، ويكون الابتكار في الخدمات المالية، المعتمد على التقنية، هو الأساس، ما يعزز التمكين الاقتصادي للفرد والمجتمع.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

غانا تسجل نمواً قوياً بنسبة 7.2 % خلال الربع الثالث

تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)
تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)
TT

غانا تسجل نمواً قوياً بنسبة 7.2 % خلال الربع الثالث

تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)
تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)

نما الاقتصاد الغاني بنسبة 7.2 في المائة خلال الربع الثالث من عام 2024، في علامة أخرى على تعافي البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية تواجهها منذ جيل، وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة الإحصاء، يوم الأربعاء.

وأظهر تقرير الناتج المحلي الإجمالي أن النمو السنوي في الربع الثالث كان الأعلى منذ الربع الثاني من عام 2019، وفق «رويترز».

يأتي هذا الزخم الاقتصادي الإيجابي مع استعداد الرئيس والحكومة الجديدين لتولي السلطة في 7 يناير (كانون الثاني)، بعد فوز الرئيس السابق وزعيم المعارضة الرئيسي، جون درامياني ماهاما، في الانتخابات التي جرت يوم السبت.

كما تم تعديل نمو الربع الثاني من عام 2024 إلى 7 في المائة من 6.9 في المائة، وفقاً لما ذكرته الوكالة.

ومن حيث القطاعات، سجل القطاع الصناعي، الذي يقوده التعدين واستخراج الأحجار، نمواً بنسبة 10.4 في المائة، فيما نما قطاع الخدمات بنسبة 6.4 في المائة، وقطاع الزراعة بنسبة 3.2 في المائة.

ومع ذلك، سجل قطاع الكاكاو في غانا، ثاني أكبر منتج في العالم، تراجعاً بنسبة 26 في المائة للربع الخامس على التوالي.

كانت غانا قد تخلفت عن سداد معظم ديونها الخارجية في عام 2022، مما أدى إلى إعادة هيكلة مؤلمة. ورغم ارتفاع قيمة العملة المحلية (السيدي)، فإن ارتفاع معدلات التضخم واستدامة الدين الحكومي لا يزالان يشكّلان مصدر قلق للمستثمرين.