يتوجه الأميركيون إلى صناديق الاقتراع للتصويت في انتخابات ستحسم مسار الولايات المتحدة للعامين المقبلين، وتقرر الأغلبيةَ في مجلسي الشيوخ والنواب ومصير حكام بعض الولايات.
وفيما لا يزال آخر استطلاعات الرأي يرجح فوز الجمهوريين بمجلس واحد على الأقل من المجلسين، وهو مجلس النواب، أظهر استطلاع جديد لشبكة «إن بي سي» الإخبارية أن الجو الانتخابي المحموم أدى إلى تقارب كبير في بعض السباقات، الأمر الذي سيصعب من التكهنات، خصوصاً فيما يتعلق بسباقات مجلس الشيوخ، حيث يدافع الديمقراطيون عن 15 مقعداً فقط، مقابل 20 مقعداً للجمهوريين.
ويقول الاستطلاع إن حماسة الديمقراطيين والجمهوريين للتصويت باتت متقاربة للغاية، إلا أن شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن لا تزال في طور التراجع، كما أن أغلبية الناخبين غير راضين عن وضع البلاد. والمختلف في الاستطلاع هذه المرة، هو أن 48 في المائة من الناخبين قالوا إنهم يفضلون سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس مقابل 47 في المائة من الذين يفضلون سيطرة الجمهوريين عليه. وتظهر هذه الأرقام اختلافاً طفيفاً في آراء الناخبين عن شهر أكتوبر (تشرين الأول)، حين فضل 48 في المائة منهم انتزاع الجمهوريين الأغلبية في الكونغرس مقابل 47 في المائة من الذين فضلوا الديمقراطيين.
كما يدل الاستطلاع على أن حماسة الديمقراطيين للتوجه إلى صناديق الاقتراع تعادلت مع حماسة الجمهوريين، وذلك في تقدم عن الأرقام التي أظهرت في أكتوبر أن الجمهوريين متقدمون بـ9 نقاط من حيث الحماسة على الديمقراطيين.
سباقات مهمة قد تحسم النتيجة
> مجلس النواب:
في مجلس النواب المؤلف من 435 مقعداً، وحيث يتمتع الديمقراطيون اليوم بـ220 مقعداً فيما يحتل الجمهوريون 212 مقعداً (3 مقاعد شاغرة)، جل ما يحتاجه الجمهوريون للفوز هو انتزاع 5 مقاعد، وهو أمر متوقع بسبب عدم رضا الناخب الأميركي عن الاقتصاد وارتفاع الأسعار ومعدل الجريمة.
> مجلس الشيوخ:
هنا تكمن معضلة الحزبين؛ فثلث المجلس فقط يخوض الانتخابات النصفية، أي 35 مقعداً، منهم 15 للديمقراطيين و20 للجمهوريين في المجلس حيث يتعادل الحزبان. لكن الديمقراطيين يُعدون حزب الأغلبية لأن صوت نائبة الرئيس هي الصوت الحاسم.
من السباقات الـ35 هناك نحو 11 ولاية متأرجحة ستحسم السباق، 5 مقاعد منها تنتمي للحزب الديمقراطي و6 للحزب الجمهوري. إذاً، على الجمهوريين انتزاع مقعد واحد فقط من الديمقراطيين للحصول على الأغلبية، مع الحفاظ على مقاعدهم الـ6.
ويتركز السباق بشكل أساسي في ولايات وصفت بـ«البنفسجية»، أي تلك التي تتقلب ما بين الأزرق الديمقراطي والأحمر الجمهوري، كأريزونا وجورجيا ونيفادا ونيوهامشير حيث تتزايد حظوظ الجمهوريين بانتزاع مقاعد الديمقراطيين الذين يتمتعون بها في هذه الولايات، وذلك بسبب تراجع شعبية بايدن بشكل كبير فيها بسبب الاقتصاد.
لكن في ولايات مثل بنسلفانيا وأوهايو وكارولاينا الشمالية حيث عادة ما يفوز الجمهوريون من دون منافسة تذكر، يعاني المرشحون الجمهوريون هذا العام من صعوبة في تأمين الفوز، بسبب ما وصفه البعض بتدخل الرئيس السابق دونالد ترمب بالسباق لدعم مرشحين ليست لديهم خبرة تذكر في السياسة.
ولايات حامية
نيفادا: السيناتورة الديمقراطية الحالية كاثرين كورتيز ماستو مقابل المرشح الجمهوري المدعوم من ترمب آدم لاكسالت.
جورجيا: وهي الولاية التي حسمت مصير مجلس الشيوخ في عام 2020 وأعطت الديمقراطيين الأغلبية فيه. هذا العام، يواجه السيناتور الديمقراطي الحالي رافايل وارناك مرشح ترمب لاعب الفوتبول السابق هيرشيل والكر.
بنسلفانيا: حيث يتنافس الديمقراطي جون فيتيرمان مع مرشح ترمب محمد أوز على المقعد الشاغر الذي تركه السيناتور الجمهوري بات تومي.
ويسكونسن: يسعى السيناتور الجمهوري هناك رون جونسون إلى الاحتفاظ بمقعده الذي احتله على مدى 18 عاماً بمواجهة الديمقراطي مانديلا بارنز.
مقاعد يحتاج الديمقراطيون للاحتفاظ بها
يسعى الديمقراطيون للاحتفاظ بمقاعد حساسة كأريزونا حيث يواجه السيناتور الديمقراطي مارك كيلي الجمهوري بلايك ماستيرز، ونيوهامشير حيث تواجه السيناتورة ماغي حسن الجمهوري دون بولدوك. وستكون هذه الولاية من أولى الولايات التي تظهر توجهات الناخبين لأن صناديق الاقتراع فيها تغلق أبوابها الساعة 7 مساءً بتوقيت واشنطن.
ولايات جمهورية متأرجحة
على غير عادة
ولاية أوهايو هي ولاية جمهورية بامتياز لكنها متأرجحة هذا العام مع وجود النائب الديمقراطي السابق تيم راين بمواجهة مرشح ترمب جاي دي فانس للتنافس على مقعد السيناتور الجمهوري المتقاعد روب بورتمان.
كارولاينا الشمالية: تقاعُد السيناتور الجمهوري ريتشارد بر أفسح المجال للتنافس بين النائب الجمهوري تيد باد والمرشحة الديمقراطية شيري بيزلي.
ولايات ديمقراطية متأرجحة
كولورادو: الجمهوري جو أوديا يواجه سيناتور الولاية الديمقراطي مايكل بينيت.
واشنطن: السيناتورة الديمقراطية باتي موراي بمواجهة المرشحة الجمهورية تيفاني سمايلي.
فرص رفض الجمهوريين للخسارة
وفيما تحتدم المنافسة بين الحزبين في صناديق الاقتراع، بدأ بعض الجمهوريين بإصدار تصريحات مشككة بالنتائج، على رأسهم الرئيس السابق دونالد ترمب، ما يدل على تزايد احتمالات رفض بعضهم لنتائج الانتخابات.
وقد بدا هذا واضحاً من خلال تصريحات عدد من المرشحين، كالسيناتور الجمهوري رون جونسون الذي شكك بأنه سيعترف بالنتيجة قائلاً: «آمل أن أستطيع فعل ذلك لكني لا أستطيع أن أتنبأ ما خطط له الديمقراطيون. يبدو أنهم سهلوا عملية الغش في الماضي».
وقد شدد المسؤولون في الحزب، على رأسهم رئيسة اللجنة الوطنية الجمهورية رونا مكدانييل، على أنهم سيوافقون على نتيجة الانتخابات «بعد استنفاد كل الخيارات للتحقق منها»، مضيفة في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»: «إذا توجب أن تتم إعادة الأصوات فيجب فعل ذلك، ومن ثم الذهاب إلى المحاكم، وبعد ذلك، يعترف الجميع بالنتيجة».