أسعار النفط تحوم حول مستوى 100 دولار للبرميل

عقود الغاز الأميركية تقفز 10%

مصفاة «بايرن أويل» الألمانية للنفط في الوقت الذي تسعى فيه المصافي حول العالم لتأمين الإمدادات المطلوبة يومياً (د.ب.أ)
مصفاة «بايرن أويل» الألمانية للنفط في الوقت الذي تسعى فيه المصافي حول العالم لتأمين الإمدادات المطلوبة يومياً (د.ب.أ)
TT

أسعار النفط تحوم حول مستوى 100 دولار للبرميل

مصفاة «بايرن أويل» الألمانية للنفط في الوقت الذي تسعى فيه المصافي حول العالم لتأمين الإمدادات المطلوبة يومياً (د.ب.أ)
مصفاة «بايرن أويل» الألمانية للنفط في الوقت الذي تسعى فيه المصافي حول العالم لتأمين الإمدادات المطلوبة يومياً (د.ب.أ)

استقرت أسعار النفط خلال تعاملات أمس (الاثنين)، لتحوم حول 100 دولار للبرميل، إذ إن الدعم من تراجع الدولار وتعافي واردات الخام الصينية قابله تجدد المخاوف على الطلب المرتبطة بنهج الصين الصارم لاحتواء فيروس كورونا.
وبحلول الساعة 14:33 بتوقيت غرينتش، سجلت العقود الآجلة لخام برنت تراجعاً طفيفاً بنحو 0.03 في المائة إلى 98.53 دولار للبرميل. كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.2 في المائة ليسجل 92.42 دولار للبرميل.
وانخفض خاما القياس بأكثر من دولار في وقت سابق من الجلسة، بعد أن أكد المسؤولون الصينيون في مطلع الأسبوع التزامهم باتباع نهج صارم لاحتواء فيروس كورونا، ما أدى إلى تبدد الآمال في انتعاش الطلب على النفط في أكبر مستورد للخام في العالم.
وارتفع برنت وغرب تكساس الوسيط الأسبوع الماضي 2.9 في المائة و5.4 في المائة على التوالي؛ حيث أدت شائعات عن نهاية محتملة لعمليات الإغلاق الصارمة في الصين إلى ارتفاع أسواق الأسهم الصينية وأسعار السلع على الرغم من عدم وجود أي تغييرات معلنة.
وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل في «يو.بي.إس»، وفق «رويترز»، إن الأسعار قلصت الخسائر في التعاملات الأوروبية المبكرة في أعقاب إقبال المستثمرين على المخاطرة وأنباء تعافي واردات الخام الصينية وتراجع الدولار مقابل العملات الأخرى.
وانخفض الدولار خلال تعاملات أمس، مقابل اليورو فيما كان الجنيه الإسترليني مدعوماً بمعنويات المستثمرين وارتفاع في أسواق الأسهم الأوروبية.
وبينما تقلّصت واردات وصادرات الصين بشكل غير متوقع في أكتوبر (تشرين الأول)، انتعشت وارداتها من النفط الخام لتبلغ أعلى مستوى لها منذ مايو (أيار).
وتعززت أسعار النفط بتوقعات تقلص الإمدادات مع بدء سريان الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على صادرات الخام الروسية المنقولة بحراً في الخامس من ديسمبر (كانون الأول)، على الرغم من أن المصافي في جميع أنحاء العالم تعمل على زيادة الإنتاج.
في الأثناء، قفزت العقود الآجلة للغاز الطبيعي الأميركي بنسبة كبيرة وصلت إلى 10 في المائة أمس؛ حيث تضرب عاصفة شتوية منطقة شمال غرب الولايات المتحدة على المحيط الهادئ، ومن المتوقع تعرض معظم أنحاء البلاد لطقس شديد البرودة الأسبوع المقبل.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» نقلاً عن خدمة الطقس الوطنية الأميركية، أنه في أول موجة برد كبيرة لهذا الموسم، تتراجع درجات الحرارة في أنحاء الغرب الأميركي 15 إلى 25 درجة فهرنهايت، دون المستويات الطبيعية، ومن المرجح تكوين طبقة من الثلوج بارتفاع يبلغ قدمين إلى 4 أقدام حتى الثلاثاء في مرتفعات سييرا نيفادا.
ووفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، من المتوقع أن تقل درجات الحرارة عن المعتاد، في كل أنحاء الولايات الـ48 تقريباً، بدءاً من 12 حتى 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري. وسيؤدي الطقس البارد إلى زيادة الطلب على التدفئة في وقت لا تزال فيه مخزونات الغاز أقل من المتوسط الموسمي في 5 سنوات.
ومن شأن ارتفاع الأسعار على الوقود، فرض المزيد من الضغوط على تكاليف الكهرباء، التي أصبحت قضية سياسية في بعض المناطق قبيل انتخابات التجديد النصفي اليوم (الثلاثاء)؛ حيث يتخلف المزيد من الأميركيين عن سداد فواتير الطاقة الخاصة بهم.
وارتفع سعر الغاز في عقود تسليم ديسمبر بنسبة كبيرة بلغت 10 في المائة، ليصل إلى 047.‏7 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية أمس (الاثنين).


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.