تركيا تقتل قيادياً عراقياً من «الوحدات الكردية» في عين عيسى

ضمن إطار استهدافاتها قيادات «قسد» شمال سوريا

صورة نشرتها «الأناضول» للقيادي بالوحدات الكردية القتيل قيس برهو سوليف
صورة نشرتها «الأناضول» للقيادي بالوحدات الكردية القتيل قيس برهو سوليف
TT

تركيا تقتل قيادياً عراقياً من «الوحدات الكردية» في عين عيسى

صورة نشرتها «الأناضول» للقيادي بالوحدات الكردية القتيل قيس برهو سوليف
صورة نشرتها «الأناضول» للقيادي بالوحدات الكردية القتيل قيس برهو سوليف

كشفت المخابرات التركية عن مقتل قيادي عراقي في «وحدات حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في عملية نفذتها في بلدة عين عيسى شمال شرقي سوريا.
وبحسب ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصادر أمنية، الأحد، تمكنت المخابرات التركية من تحييد (قتل) قيس برهو سوليف، مسؤول الوحدات الكردية في منطقة عين عيسى.
وذكرت المصادر أن سوليف يحمل الجنسية العراقية، وكان يحمل اسماً حركياً هو «أزاد»، وأنه انخرط في صفوف حزب العمال الكردستاني - الذي تصنفه أنقرة تنظيماً إرهابياً، وتعتبر «وحدات حماية الشعب الكردية» امتداداً له في سوريا - عام 2013، في منطقة سنجار العراقية، ثم انتقل إلى منطقة تل تمر في سوريا.
وأضافت المصادر أن سوليف كان مسؤول الأسلحة الثقيلة في محافظة الحسكة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وشارك في «عمليات إرهابية» ضد الجيش التركي أثناء عملية «نبع السلام» التي نفذتها تركيا في شمال شرقي سوريا عام 2019.
وصعدت تركيا، بالتوازي مع تهديداتها بشن عملية عسكرية ضد «قسد» في منبج وتل رفعت مايو (أيار) الماضي، من استهدافاتها قيادات الوحدات الكردية عبر الطيران المسير، ونفذت عديداً من العمليات النوعية التي استهدفت القيادات والعناصر البارزة على وجه الخصوص.
كذلك، توسع نطاق الاستهدافات، التي أصبحت تنفذ بشكل شبه يومي عقب القمة الثلاثية للدول الضامنة لمسار أستانة (روسيا وتركيا وإيران) في طهران في يوليو (تموز) الماضي.
وبحسب إحصاء للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغ عدد الاستهدافات الجوية التي نفذتها طائرات تركية مسيرة على مناطق نفوذ «قسد» في شمال وشمال شرقي سوريا، خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، 39 استهدافاً، تسببت بسقوط 29 قتيلاً، منهم 27 من مسلحي «قسد»، بينهم 10 نساء، إضافة إلى طفلين، وإصابة أكثر من 76 شخصاً بجروح متفاوتة. كما أودت الضربات التركية بحياة مدنيين.
ووثقت منظمة «سوريون من أجل الحقيقة والعدالة» مقتل 34 شخصاً، منهم 13 مدنياً، وإصابة 18 من المدنيين حتى يوليو الماضي.
ويرى خبراء عسكريون، أن الطائرات المسيرة أصبحت سلاحاً مهماً في يد القوات التركية في ظل سيطرة روسيا على المجال الجوي في شمال سوريا، وأن ذلك خدم أهدافها الرامية إلى إضعاف قوة «قسد» في ظل الدعم الأميركي والغربي الكبير المقدم للوحدات الكردية، كحليف في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، حيث وجدت تركيا في ذلك وسيلة لتحقيق أهدافها بأقل التكاليف البشرية والعسكرية، إضافة إلى إضعاف قدرات «قسد» وتهديداتها للحدود التركية في ظل رفض روسيا وإيران والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أي تحرك عسكري جديد لتركيا في شمال سوريا من شأنه إضعاف جهود مكافحة «داعش» وهز استقرار المنطقة.
ولم يستبعد الخبراء أن تكون تركيا قد حصلت خلال قمة طهران في يوليو الماضي، على ضوء من روسيا وإيران بالتغاضي عن استهدافاتها لقيادات «قسد»، وربما على تعاون فيما يتعلق بتبادل المعلومات، مقابل التخلي عن القيام بالعملية العسكرية التي يعارضها البلدان. وذهب الخبراء إلى أن الحكومة التركية تستثمر هذه العمليات النوعية ضد قيادات «قسد» داخلياً، في ظل الاستعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في يونيو (حزيران) العام المقبل؛ لإبقاء ملف مكافحة الإرهاب حياً؛ لإدراكها صعوبة القيام بالعملية العسكرية التي أعلن عنها إردوغان، مايو الماضي، بسبب المعارضة الواسعة لها من مختلف الأطراف الفاعلة في الملف السوري.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان الأحد، مقتل اثنين من عناصر الوحدات الكردية في منطقة عملية «نبع السلام»، شمال شرقي سوريا، مشيرة إلى أن القوات التركية تواصل عملياتها ضد «الإرهابيين» في المنطقة.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».