رأى الفرنسي «الثعلب»، إيرفي رينارد، أن السعودية «بلد كبير في كرة القدم».
وأضاف المدرب، الذي يقود منتخب «الصقور الخضراء» منذ ثلاث سنوات، في حوار مع «وكالة الصحافة الفرنسية» أن مواجهة كل من «أرجنتين ليونيل ميسي»، و«بولندا روبرت ليفاندوفسكي» في كأس العالم 2022 في قطر تُعدّ اختباراً رائعاً.
وحول الفرق بين تجربته الأفريقية في تدريب منتخباتها وتدريب المنتخب السعودي، قال رينارد: «إن الأمر مختلف، لكن العمل بحد ذاته متشابه. جودة اللاعبين مهمة للغاية في هذه المقاربة. لتقديم عروض رائعة في بطولة كبرى، عليك أن تكون قوياً جداً على المستوى الجماعي، خصوصاً أمام الخصوم الذين سنواجههم (في كأس العالم). وقعنا في مجموعة صعبة لكن ثقتنا في أنفسنا كبيرة. أشرفت على تشكيلات مختلفة لمنتخب السعودية، واللاعبون معتادون على التحديات الكبرى. عدد كبير منهم يشارك بصفة دائمة مع الأندية في مسابقة دوري أبطال آسيا، وهي بطولة تتميز بمستوى مرتفع. اللاعبون يعيشون ضغطاً دائماً لتحقيق الأفضل مع أنديتهم. حقق الهلال لقب بطل دوري أبطال آسيا مرتين في السنوات الثلاث الأخيرة. هذا يعكس جودة لاعبيه ومستواهم على الرغم من وجود عناصر أجنبية في الفريق. لدينا لاعبون يؤدون بشكل مميّز. علينا الآن أن نكون في القمة على المستوى الجماعي في 22 نوفمبر (تشرين الثاني)» (موعد المباراة الأولى في مونديال قطر أمام الأرجنتين).
وشدد مدرب «الأخضر» على أن حياته في الرياض ممتازة، موضحاً: «أعيش في الرياض منذ ثلاث سنوات. قمت بتوقيع عقد طويل الأمد حتى 2027. السبب في ذلك أنني أعيش في ظروف ممتازة»، مضيفاً: «أقولها دون تردد: الاتحاد السعودي للعبة كان استثنائياً طيلة السنوات الثلاث. يعمل على التقدم بالكرة السعودية وفق نهج سليم. بعد ذلك، لن تكون هناك أية مشكلة، إذ بي أو دوني، هم في الاتجاه الصحيح».
وعن سر التفوق السعودي في ملاعبه في تصفيات كأس العالم قال: «في الرياض وجدة، نحصل على دعم كبير جداً، حيث تصل القدرة الاستيعابية للملاعب إلى 60 ألف متفرج. الأجواء ممتازة حتى على مستوى الصراع بين الأندية. هناك سوء فهم للسعودية في أوروبا، بيد أنه بلد كبير في كرة القدم. نميل للقول بصورة مبسّطة: إنها الأموال. هذا صحيح، الوسيلة موجودة، لكن السعودية بلد كرة قدم، وهذا الواقع ليس وليد الساعة. هذا بلد بتعداد سكاني يصل إلى 30 مليون نسمة، لا علاقة له بجيرانه في الشرق الأوسط. هناك التباس في هذا الموضوع. هنا، اللاعبون كافة وُلدوا في المملكة. لا يوجد تجنيس من أي نوع كان».
وحول أفضل اللاعبين بالنسبة له، قال: «أركّز دائماً على الأداء الجماعي. لكن في حال اضطررت إلى الاختيار، فسأنتقي سلمان الفرج، قائد المنتخب وفريق الهلال والذي يشبه في كثير من النواحي الإيطالي تياغو موتا. قدم يسرى وتقنية استثنائية. هو تقريباً ميزان الفريق. وهناك أيضاً الجناح سالم الدوسري. لاعب هجومي ينشط في نادي الهلال أيضاً، وهو قادر على صناعة الفارق».
وحول تقارب المباراتين الأوليين أمام منتخب الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي، ومنتخب بولندا بقيادة روبرت ليفاندوفسكي، قال: «سيكون الأمر رائعاً! عندما تقرّر أن تصبح مدرباً، فأنت ترغب في مواجهة أفضل الخصوم. تكمن روعة هذه اللعبة في صعوبة المهمة، لكن كل شيء ممكن».
وحول أهدافهم في كأس العالم، قال: «لقد استقبلَنا ولي العهد (الأمير محمد بن سلمان). بارك لنا التأهل إلى كأس العالم، مؤكداً أن لا ضغوطات مفروضة على اللاعبين، وأنه علينا فقط إظهار صورة جميلة عن كرة القدم السعودية. أراها خطوة ذكية. هو تواصل مثالي وواقعي. لكن هذا لا يعني أننا سنتساهل في أداء مهمتنا. لا، بل على العكس، علينا العمل لتحقيق شيء جميل».