إحالة وزير سابق إلى القضاء بسبب انتقاده الرئيس التونسي

لزهر العكرمي (قناة الجنوبية التونسية)
لزهر العكرمي (قناة الجنوبية التونسية)
TT

إحالة وزير سابق إلى القضاء بسبب انتقاده الرئيس التونسي

لزهر العكرمي (قناة الجنوبية التونسية)
لزهر العكرمي (قناة الجنوبية التونسية)

كشف لزهر العكرمي، وزير الدولة السابق المكلف الإصلاح في وزارة الداخلية التونسية، عن قرار إحالته إلى القضاء بسبب تصريح أدلى به لإحدى الإذاعات الخاصة، وقال إن الفرع الجهوي للمحاماة بتونس العاصمة أعلمه بقرار النيابة العامة إحالته إلى التحقيق في موعد لم يحدد بعد، معتبراً أن هذا القرار له «خلفية سياسية»، رغم إقراره بأنه لا يعرف حتى الآن التهمة الموجهة إليه. غير أن مصادر سياسية وحقوقية قالت إن التحقيق مع العكرمي مردُّه للانتقادات اللاذعة التي وجّهها قبل أيام لرئيس الجمهورية قيس سعيد.
وكان العكرمي، وهو محامٍ وناشط سياسي، قد أكد أنه سيوجه للرئيس سعيد رسالة تتضمن عدة مقترحات للخروج من الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، من بينها إنهاء التدابير الاستثنائية وسحب التكليف عن الرئيس، وتعيين «رئيس حكومة كفء» بديل، قادر على التعاطي مع الملفات الاجتماعية والاقتصادية المعقدة، علاوة على الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة.
كما انتقد العكرمي بشدة فترة حكم الرئيس سعيد قائلاً: «إنه لا يملك مواصفات الحكم وقيادة الشعب، ويتجلى ذلك بالأساس في تفاقم الأزمات التي تعيشها تونس»، على حد تعبيره.
ومن المنتظر محاكمة العكرمي بناءً على مرسوم رئاسي يتعلق بالجرائم المتصلة بأنظمة المعلومات والاتصال، وهو مرسوم قوبل بانتقادات حادة من منظمات حقوقية وأحزاب سياسية.
في غضون ذلك، أكدت وزارة الداخلية التونسية فتح تحقيق في المحكمة الابتدائية بولاية (محافظة) القصرين (وسط غربي)، إثر اتهام مجموعة من الشبان بـ«التحريض على الخروج إلى الشارع، ودعوة الشباب إلى تنظيم احتجاجات في عدد من الأحياء الشعبية»، و«تشكيل تحالف بنيّة الاعتداء على الأملاك العامة والخاصّة، والتحريض على الفوضى»، وذلك بعد تقدّم أحد المواطنين بشكوى مفادها أن أحد الأشخاص اتصل به ليطلب منه تحريض شبان حي الكرمة في القصرين على إحداث شغب، وإغلاق الطريق، بدعوى عدم توفر المواد الاستهلاكية، مقابل تمكينه من مبلغ مالي قابلٍ للزيادة، في حال تواصُل الاحتجاجات.
وأكدت الداخلية التونسية أن نتائج الأبحاث، التي أجرتها تتقاطع مع ما توصلت إليه التحريات الأمنية الأولية، بشأن تخطيط بعض الأطراف لإثارة أعمال الشغب، وتنظيم تحركات احتجاجية لتوظيفها في خدمة أجندة خاصة، تهدف إلى تقويض الأمن والاستقرار في مناطق متفرقة من التراب التونسي.
على صعيد آخر، قال محمد القوماني، القيادي في حركة «النهضة»، إن الحكومة التي تقودها نجلاء بودن «ستعرِّض تونس لخطر داهم إذا رفعت الدعم كلياً عن المنتجات الأساسية والمحروقات»، مؤكداً أن الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية «تتطلب بالضرورة إجراء حوار مع المنظمات الوطنية والأحزاب السياسية، وإشراكها في مجمل القرارات المصيرية»، على حد تعبيره.
ودعا القوماني الحكومة إلى مصارحة التونسيين بحجم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية الحالية، وبرنامج الإصلاحات المتفق عليه مع صندوق النقد الدّولي.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

مصر: تأجيل محاكمة 22 متهماً في قضية «الهيكل الإداري للإخوان»

جانب من محاكمة سابقة لعناصر من «الإخوان» في مصر (أ.ف.ب)
جانب من محاكمة سابقة لعناصر من «الإخوان» في مصر (أ.ف.ب)
TT

مصر: تأجيل محاكمة 22 متهماً في قضية «الهيكل الإداري للإخوان»

جانب من محاكمة سابقة لعناصر من «الإخوان» في مصر (أ.ف.ب)
جانب من محاكمة سابقة لعناصر من «الإخوان» في مصر (أ.ف.ب)

قررت محكمة مصرية، السبت، تأجيل محاكمة 22 متهماً في القضية المعروفة إعلامياً بـ«الهيكل الإداري للإخوان»، إلى جلسة 5 أبريل (نيسان) المقبل بقصد سماع أقوال الشهود.

ووجّهت النيابة المصرية للمتهمين من الأول وحتى العاشر في القضية التي تعود لعام 2022، اتهامات بـ«تولي إدارة وقيادة جماعة إرهابية تهدف إلى استخدام القوة والعنف لإحداث الإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وعرقلة المصالح الحكومية والسلطات العامة عن أداء عملها وتعطيل أحكام الدستور والقانون».

ووفق أمر الإحالة في القضية، فإن المتهمين من الحادي عشر وحتى الأخير «انضموا إلى الجماعة الإرهابية مع علمهم بوسائلها وأغراضها، وارتكبوا جريمة تمويل الإرهاب من خلال جمع وحيازة ونقل وإمداد الجماعة بالأموال والبيانات، مع علمهم بأنها ستُستخدم في ارتكاب جرائم إرهابية».

وأدرجت مصر «الإخوان» أكثر من مرة على قائمة «الكيانات الإرهابية»، وحظرت الحكومة المصرية الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) عام 2013، ويخضع مئات من قادة وأنصار الجماعة حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلّق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدّد والمؤبّد».

إلى ذلك، قررت «الدائرة الأولى إرهاب» في القاهرة، السبت، تأجيل محاكمة متهمين اثنين في اتهامهما بـ«الانضمام لجماعة إرهابية»، إلى جلسة مطلع فبراير (شباط) المقبل.

ووفق أمر الإحالة في القضية، فإن «المتهمين انضما لجماعة إرهابية تهدف لاستخدام العنف والتهديد، والترويع في الداخل المصري، بغرض الإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه للخطر».