قصف من النظام والميليشيات الإيرانية يستهدف موسم الزيتون في إدلب

الدفاع المدني خلال جني الزيتون يكثف نشاطه في إزالة الذخائر غير المنفجرة شمال غربي سوريا (تويتر)
الدفاع المدني خلال جني الزيتون يكثف نشاطه في إزالة الذخائر غير المنفجرة شمال غربي سوريا (تويتر)
TT

قصف من النظام والميليشيات الإيرانية يستهدف موسم الزيتون في إدلب

الدفاع المدني خلال جني الزيتون يكثف نشاطه في إزالة الذخائر غير المنفجرة شمال غربي سوريا (تويتر)
الدفاع المدني خلال جني الزيتون يكثف نشاطه في إزالة الذخائر غير المنفجرة شمال غربي سوريا (تويتر)

ازدادت مخاوف السكان في قرى وبلدات بمنطقة جسر الشغور وجبل الزاوية جنوب وغرب إدلب، من ارتفاع وتيرة القصف البري والقناصات لقوات النظام، تزامناً مع بدء موسم جني الزيتون هذا العام، واستهداف العمال أثناء قطاف الزيتون في المزارع، بعدما تعرض 6 عمال؛ بينهم امرأة، (الأحد)، للإصابة بجروح بليغة جراء قصف بري لقوات النظام.
وقال ناشطون في إدلب إن «قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية بدأت مؤخراً بالتركيز عبر القصف البري المباشر، واستخدام القناصات، على المزارع القريبة من خطوط التماس بينها وبين فصائل المعارضة بجبل الزاوية جنوب إدلب، لمنع المزارعين من الوصول إلى مزارعهم وجنيهم محصول الزيتون لهذا الموسم، والذي يعد مصدر رزقهم الوحيد».
وقصفت الميليشيات التابعة لإيران خلال اليومين الماضيين عدداً من مزارع الزيتون في مناطق كفر عويد والفطيرة ودير سنبل بجل الزاوية جنوب إدلب، مستهدفة بشكل مباشر ورشة عمال قطاف الزيتون، ما أسفر عن إصابة 5 منهم بجروح خطيرة، فيما فر بقية العمال بعيداً من الحقول. وأعقب ذلك إطلاق قناصات قوات النظام الرصاص باتجاه إحدى المزارع المحيطة بقرية الكندة بريف إدلب الغربي، ما أدى إلى إصابة امرأة بجروح خطيرة، «وذلك في خطة خبيثة وسياسة ممنهجة تتبعها قوات النظام مع بدء المزارعين جني مواسمهم من كل عام، وهدفها إفقار الناس وتجويعهم»، بحسب ناشطين في المكان.
الحاج دياب؛ ذو الـ61 عاماً، يترقب منذ أيام التصعيد العسكري لقوات النظام وقصفها بين الحين والآخر محيط بلدته البارة جنوب إدلب، حيث توجد أرضه المزروعة بأشجار الزيتون التي تمتد على مساحة تقدر بأكثر من 10 هكتارات، راجياً أن تتراجع وتيرة القصف وعودة الهدوء عله يتمكن وعماله من الوصول إلى مزرعته وجني محصوله من الزيتون هذا العام.
يتابع دياب أن «قوات النظام تتعمد في مثل هذه الأيام التي يقبل فيها أهالي المنطقة على جني مواسمهم من الزيتون، قصف المنطقة بالمدفعية الثقيلة بكثافة، وبالطبع ذلك يعرض حياتنا للخطر، وبالتالي يعرض أيضاً مواسمنا للتلف والخسارة. ففي العام الماضي وفي مثل هذه الفترة، شهدت منطقتنا تصعيداً عسكرياً استمر لأكثر من شهرين متتالين، ما منعنا من الوصول إلى مزارعنا حتى جفت ثمار الزيتون ومنينا بخسارة نصف الإنتاج الذي كنا نأمله في حينها، ونخشى أن يتكرر الأمر مجدداً هذا العام».
أما أبو محمود؛ أحد سكان ومزارعي بلدة الموزرة جنوب إدلب، فيخاطر و10 عمال معه، منذ أيام، بجني موسمه من الزيتون بعد أن اتفق مع العمال على مضاعفة أجورهم اليومية لتصل إلى 25 دولاراً بمدة عمل 4 ساعات يومياً. ويقول: «زرعت وأنا بعمر الـ25 سنة نحو 200 شجرة زيتون، أمضيت سنوات كثيرة وأنا أعتني بها واحدة واحدة، حتى كبرنا معاً إلى أن وصلت أعمارنا الـ50، وباتت مواسمها مصدر رزقنا الوحيد الذي أعتمد وأسرتي عليه في الحياة، وخسارتي لأكثر من 50 شجرة بقصف جوي روسي سابقاً أحزنني كثيراً، أما ما تبقى منها فأعمل جاهداً في العناية بها طوال العام حتى موسم جني ثمارها».
يضيف: «بسبب التصعيد العسكري الذي تشهده منطقة جبل الزاوية هذا العام والذي تزامن مع بدء موسم جني الزيتون، اتفقت مع ورشة عمال على جني المحصول في أوقات محددة (مع بزوغ الشمس)، عندما يغيب فيها طيران الاستطلاع الروسي 4 ساعات عن الأجواء، وعند عودته نترك العمل لليوم الثاني في الوقت ذاته، خشية أن ترصد طائرات الاستطلاع مكان وجودنا ويجري قصفنا برياً من قبل قوات النظام المتمركزة في المناطق المجاورة».
في السياق، أعلنت «مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)»، «إسعافها امرأة تعرضت للإصابة بطلق ناري إثر استهداف قوات النظام وروسيا مجموعة من النساء يعملن بقطاف الزيتون في منطقة الكندة بريف إدلب الغربي، في وقت كثفت فيه المؤسسة وفرقها أعمالها في إزالة آلاف الذخائر غير المنفجرة من مخلفات قصف النظام وروسيا التي تنتشر في مناطق شمال غربي سوريا، لحماية المدنيين خلال جني محصول الزيتون هذا العام».
وبحسب الترتيب؛ تأتي محافظة إدلب بجبلها المعروف (جبل الزاوية) جنوبها، في المرتبة الثانية بعد محافظة حلب، من حيث المساحات المزرعة بأشجار الزيتون التي تمتد على مساحة 120553، فيما يبلغ عدد الأشجار فيها نحو 13.5 مليون شجرة زيتون معظمها مثمرة. وتراجعت خلال السنوات الاخيرة الماضية نسبة إنتاج الزيت والزيتون بسبب الأوضاع الميدانية والقصف المستمر على قرى وبلدات جبل الزاوية، ونزوح المزارعين وعدم العناية بالأشجار مما أدى إلى تلف الآلاف منها.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

​«هدنة غزة»: هل تسرّع نتائج الانتخابات الأميركية جهود الوسطاء؟

امرأة فلسطينية تبكي على أقاربها الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية على خيام النزوح بدير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
امرأة فلسطينية تبكي على أقاربها الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية على خيام النزوح بدير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

​«هدنة غزة»: هل تسرّع نتائج الانتخابات الأميركية جهود الوسطاء؟

امرأة فلسطينية تبكي على أقاربها الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية على خيام النزوح بدير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
امرأة فلسطينية تبكي على أقاربها الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية على خيام النزوح بدير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

يعول كثيرون على نتائج الانتخابات الأميركية، التي ستقود المرشح الجمهوري دونالد ترمب أو نظيرته الديمقراطية كامالا هاريس للبيت الأبيض، في إنجاز صفقة الرهائن، وإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد نحو عام راوحت المفاوضات مكانها، وسط مطالبات لنحو 50 دولة بوقف تسليح إسرائيل.

تلك النتائج التي يترقبها، لا سيما دولتا الوساطة مصر وقطر، وطرفا الحرب «حماس»، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفق خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، قد تؤثر بشكل كبير على مسار المفاوضات بغزة، وتسرع من وتيرة إبرام الوسطاء صفقة تنهي أطول حرب بين الجانبين، لافتين إلى وجود حراك دولي وعربي نحو إتمام حل دائم للأزمة في القطاع، يظهر مع القمة العربية الإسلامية الوشيكة في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، والجهود الدولية لوقف تسليح إسرائيل.

وفتحت مراكز الاقتراع، الثلاثاء، أبوابها أمام الناخبين الأميركيين بالانتخابات التي تُجرى لاختيار الرئيس الـ47 للولايات المتحدة، بعد أيام كانت قضية غزة هي مثار حديث كلا المرشحين في حملاتهما الانتخابية في محاولة لخطب ود الأميركيين العرب الذين يقدر عددهم بنحو 3.7 مليون من أصل 337 مليون نسمة يعيشون في الولايات المتحدة، ويعد اللبنانيون أكبر جالية عربية بينهم، وفق تقديرات المعهد العربي الأميركي (غير حكومي).

وأكدت هاريس، الأحد، في خطاب «الحاجة لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن»، وتعهدت بـ«بذل كل ما في وسعها من أجل حلّ الدولتين، ومنح الفلسطينيين حقّهم في تقرير المصير والأمن والاستقرار».

وتعهد ترمب، في تغريدة أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بأنه سيحل السلام بالشرق الأوسط، وسيوقف المعاناة والدمار في لبنان إذا عاد إلى البيت الأبيض، في حين نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مصدرين مطلعين قولهما إن الرئيس الأميركي السابق أخبر نتنياهو أنه يريد أن تضع إسرائيل حداً لحربها في غزة بحلول موعد تسلمه للسلطة إذا فاز في الانتخابات.

وعشية الانتخابات الأميركية، طالب أكثر من 50 دولة مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة باتخاذ خطوات فورية لوقف بيع أو نقل الأسلحة إلى إسرائيل، وفق رسالة موجهة إلى الهيئتين التابعتين للأمم المتحدة والأمين العام أنطونيو غوتيريش: «اتهمت إسرائيل بانتهاك القوانين الدولية بشكل مستمر في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية، وكذلك في لبنان وبقية الشرق الأوسط».

أطفال فلسطينيون يجمعون الدقيق من الأرض بعد سقوط كيس من شاحنة مساعدات كانت تسير على طريق صلاح الدين في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

وبالمقابل، ندّد مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، بطلب الحظر، ووصف على منصة «إكس» ذلك الطلب بأنه «تحرك آخر من محور الشر ضد إسرائيل على الساحة الدولية».

غير أن هذا التحرك، وفق المحلل السياسي الأميركي، مايكل مورغان، يأتي ضمن «حراك عربي ودولي يريد وقف الحرب فوراً بغزة ولبنان، وقد تساعد تلك المطالبات وغيرها في إنهاء ذلك، لا سيما بعد الانتخابات الأميركية التي يعول على نتائجها في حسم استقرار المنطقة».

ويتوقع الأكاديمي المصري المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، تسريع جهود الوسطاء في إنهاء الحرب بغزة بعد إعلان الفائز بالسباق الرئاسي، مرجعاً ذلك إلى «رغبة الإدارة الأميركية الجديدة أياً كانت في تحقيق استقرار في المنطقة تحقيقاً للوعود، ويعلم الجانبان؛ الإسرائيلي ومعسكر المقاومة ذلك وربما يستعدان».

وتحرك الـ50 دولة لحظر تسليح إسرائيل، ينضم لحراك مصري باستضافة القاهرة على مدار الأيام الماضية اجتماعات «حماس» و«فتح» للتحضير لليوم التالي للحرب، وإنشاء لجنة لإدارة قطاع غزة، بجانب قمة عربية إسلامية مرتقبة بالرياض ستحمل فرصاً أخرى لتسريع حل أزمة غزة، وفق أنور الذي أكد أنها مؤشرات تقول إن ثمة انفراجة محتملة، واستعدادات عربية ودولية لإنهاء الأزمة بالمنطقة.

بالمقابل، يعتقد المحلل السياسي الأردني، صلاح العبادي، أن موقف الدول الخمسين «لن يكون مؤثراً على الدول المزودة لإسرائيل بالأسلحة؛ على اعتبار أن إسرائيل تحظى بدعم أميركي ودعم غربي واضح في الاتجاهات كافة»، غير أنه «قد يشكل ضغطاً على الجانب الإسرائيلي يسهم في تسريع إنهاء الحرب».

وتزامناً مع الانتخابات الأميركية نشرت صحيفة «واشنطن تايمز» مقالاً لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بعنوان «حل الدولتين ممكن بين الفلسطينيين وإسرائيل»، في إطار المساعي المصرية لحشد المجتمع الدولي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وفق إفادة الخارجية المصرية، الثلاثاء.

وشدّد وزير الخارجية المصري على أنه «يجب التعامل مع الأسباب الجذرية للصراع وليس أعراضه، من خلال إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، وممارسة الفلسطينيين حقهم في تقرير المصير»، مؤكداً أن «مصر تواصل العمل لتحقيق هذه الغاية».

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد في لقاء بالقاهرة الاثنين مع نظيره الفلسطيني، محمود عباس: «استمرار الجهود المصرية المكثفة والهادفة للتهدئة ووقف إطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، ودعم مصر للسلطة الفلسطينية، وبذل جهود كبيرة لمساعدة الأشقاء في الوصول لتفاهمات وتوافق في الرؤى بين جميع أطياف الشعب الفلسطيني، لضمان مواجهة التحديات الجسيمة والتهديدات التي تواجهها القضية الفلسطينية».

وباعتقاد مورغان، فإن الموقف المصري ثابت في دعم القضية الفلسطينية وإقامة دولة مستقلة، مؤكداً أن المطالبة المستمرة بحل الدولتين يشكل نوعاً من الضغط على ترمب وهاريس، لكنه سيواجه بتعنت إسرائيلي، وربما يقود لصفقة وقف إطلاق نار على الأقل لتفادي تلك المطالبة.

ويرى الأكاديمي المصري فؤاد أنور، أن «مطلب حل الدولتين بات يلاقي جدية في الطرح أكثر مما سبق خلال السنوات الماضية»، متوقعاً أن «تكون هناك مساع لإعلان قيام دولة فلسطينية من جانب واحد، وذلك في سياق طبيعي بعد التضحيات الكبيرة التي قدمتها فلسطين بالحرب الحالية».

ووفق المحلل السياسي الأردني، صلاح العبادي، فإن «ما ذهب إليه وزير الخارجية المصري في مقاله هو عين الصواب، وهو يشدّد على تمسك الدبلوماسية المصرية برؤيتها الواضحة والثاقبة تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية».

ويؤكد أن «مصر تلعب دوراً دبلوماسياً كبيراً في التأثير على المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية وإنهاء الحرب على غزة، خصوصاً أن الدبلوماسية المصرية تتوافق مع الدبلوماسية الأردنية، وهناك تنسيق مشترك بينهما على صعيد تحشيد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية»، وأن «حل الدولتين أمر ممكن لكنه مرهون بحزمة من الإجراءات التوافقية لإنهاء القضايا الخلافية، والتوصل إلى قرار ملزم للجانبين».