لندن في قصائد تستكشف وجهها الآخر

وفاة الملكة إليزابيث حملت العاصمة البريطانية العريقة إلى قلب الاهتمام

جسر برج لندن الذي يربط بين ضفتي نهر التيمز
جسر برج لندن الذي يربط بين ضفتي نهر التيمز
TT

لندن في قصائد تستكشف وجهها الآخر

جسر برج لندن الذي يربط بين ضفتي نهر التيمز
جسر برج لندن الذي يربط بين ضفتي نهر التيمز

ككل المدن الكبرى في التاريخ، تلمع صورة لندن في قصائد عديدة، كما في روايات ومسرحيات ربما تكون أكثر وتناولها أشهر. وهي إذ تلمع فإن لمعانها ليس مشرقاً باستمرار، وإنما هو براق مبهج حيناً وخافت باعث على الكآبة حيناً آخر. وفاة الملكة إليزابيث مؤخراً حملت العاصمة البريطانية العريقة إلى بؤرة الأحداث وقلب الاهتمام، وحملتني إلى قصائد بعضها من الشعر الرومانسي الإنجليزي، وبعضها من الشعر الحديث. من تلك القصائد قصيدتان رومانسيتان إحداهما لوليم بليك Blake والأخرى لمعاصره وزميله في التيار ذاته، وليم وردزورث Wordsworth. غير أن الانتماء إلى التيار الرومانسي ذاته في النصف الثاني من القرن الثامن عشر لم يؤد بالشاعرين الإنجليزيين الكبيرين إلى النظر إلى لندن من الزاوية ذاتها. اختلفت زاويتاهما لكنه الاختلاف الذي لم يؤد إلى اختلاف الخلاصات، كما سأحاول أن أبين في هذه التأملات.
في القرن العشرين، أو في أوائله بالأحرى، عادت لندن لتحتل واجهة الشعر مرة أخرى، وإن بتناول مختلف اختلافاً كبيراً ومتوقعاً بتغير الظروف وتغير الرؤية الشعرية والمزاج الثقافي. ولعل أبرز الشعراء الذين رأوا لندن من زاوية مغايرة كان ت. س. إليوت في قصيدته الأشهر «الأرض اليباب». تلتقي صورة لندن في قصيدة إليوت، وبصورة مباشرة تقريباً، بقصيدة وليم بليك من حيث إن كليهما معني بوجه كالح من وجوه المدينة، لكن كيفية التناول مختلفة كلياً. لغة إليوت الموغلة في الحداثة والتجريب تقف على وجه النقيض من قصيدة بليك التقليدية في بنيتها الشعرية وإن لم تكن تقليدية في رؤيتها.
تنسجم رؤية بليك للندن مع نقده اللاذع في أعمال أخرى للحياة الإنجليزية إبان عصر الثورة الصناعية حين انتشر الفقر واضطهد الإنسان، وامتهنت الطفولة بإخضاعها لأعمال قاسية ومهينة في صورة عمال صغار دفعتهم أسرهم (كما يحدث اليوم في مناطق عديدة من آسيا وأفريقيا) إلى ممارسات قاسية مثل تنظيف المداخن، الوظيفة التي تركزت عليها قصائد لبليك ضمن مجموعتيه «أغاني البراءة» و«أغاني الخبرة» اللتين كانتا في نهاية القرن الثامن عشر، وعلى الأرجح، أول مجموعتين شعريتين تتركزان على الطفولة في الشعر الإنجليزي. يرسم بليك مدينة تحت السيطرة، فالشوارع مخططة أو مرسومة (charted)، وإن بدا ذلك طبيعياً فإن التخطيط يكتسب دلالة مقلقة حين نتبين أن نهر التيمز نفسه واقع تحت نفس القبضة، فهو نهر يتدفق كما خطط له. لينطلق الشاعر من ذلك لرسم ملامح القلق والأسى على وجوه الناس، في صرخات الناس أطفالاً ونساء، ماسحي مداخن ونساء غرر بهن أو دفعتهن الظروف ليصرن مومسات. المدينة مثقلة بالقيود التي «اصطنعها العقل»، والمسؤول عن ذلك هو الكنيسة من ناحية، الكنيسة التي تسود جدرانها بصرخات ماسح المداخن، إلى جانب السلطة السياسية ممثلة بالقصر، حيث «تتدفق آهة الجندي المسكين دماً» على جدرانه. لينتهي كل ذلك بصورة المومس الشابة ومعها طفلها إذ ترى حفلة عرس حرمت من الاستمتاع بمثلها.
إنه عالم يبابي من ناحية، ومؤشر باتجاه رواية أورويل حول الأخ الأكبر في القرن العشرين، من ناحية أخرى. لكن قبل المضي في ذلك الاتجاه المظلم، دعونا نتأمل صورة تبدو مناقضة للندن، صورة تحمل قدراً أكبر من الإشراق في قصيدة وردزورث. زار الشاعر الرومانسي لندن في أوائل عام 1800 ودون رؤيته لها في قصيدة شهيرة هي «نُظمتْ على جسر وستمنستر» التي ترسم مشهداً لمدينة نائمة مثل عملاق التقط الشاعر صورته في لحظة من لحظات البراءة والسلام. في الصورة «ترتدي المدينة وجه الصباح» ويلوم الشاعر من يمر بالمشهد دون اكتراث، لا سيما والمدينة تتخلى في تلك اللحظة عن مدنيتها، تصير جزءاً من الطبيعة التي آثر الشاعر العيش فيها. هنا «تمتد السفن والأبراج والقباب والمسارح والمعابد/ صامتة وعارية، مكشوفة على الحقول ونحو السماء». الهواء هنا «خالٍ من الدخان» الذي تحدث عنه بليك. والنهر الذي وصفه الشاعر الرومانسي الآخر بأنه مقيد نراه هنا «يتدفق... كما تملي إرادته الحلوة». يحدث ذلك في تلك اللحظة من الهدوء حين «البيوت نفسها تبدو نائمة».
ما يرسمه وردزورث عالم جميل ومتلألئ لكنه يحمل مؤشرات نقيضه: ماذا سيحدث حين تستيقظ المدينة؟ حين يصحو العملاق؟ كل ذلك الهدوء سيتبخر بالتأكيد وسيمتلئ الهواء بدخان بات محبوساً طوال الليل وستضج البيوت التي «تبدو» الآن نائمة، ربما بصراخ ماسحي المداخن ودماء الجنود وأصوات المومسات. المدينة التي يرسمها وردزورث لا تختلف جوهرياً أو ضمنياً عن تلك التي يرسمها بليك، لكن اللقطة جاءت في لحظة تفارق فيها المدينة حقيقتها، حين تكتسي وداعة الطبيعة وهدوء البحيرات التي عاش وردزورث بجوارها زمناً طويلاً. اختار الشاعر المدينة حين لا تكون نفسها وذكرنا في الوقت نفسه بما ليس ماثلاً أمامنا.
تلك الصورة الضمنية الممتلئة بالضجيج والدخان والقيود هي ما استعاده ت. س. إليوت بعد قرنين ليضعه في بؤرة الصورة وليضيف إليه المزيد من الكآبة والألم، كآبة أوروبا التي شهدت حرباً عالمية وعرفت تمزقاً سياسياً واقتصادياً وتشظياً اجتماعياً وثقافياً وانهيارات إنسانية لا حصر لها. اختيار إليوت لجسر لندن الذي سبق لوردزورث أن نظم عليه قصيدته قد لا يكون مجرد صدفة أو فقط لأن للجسر رمزية عالية. هذه ترجمة فاضل السلطاني للمشهد ضمن ترجمته الكاملة للنص:

مدينة وهمية
تحت الضباب الأسمر لفجر شتائي،
تدفق جمع غفير على جسر لندن، غفير جداً،
ما كنت أحسب أن الموت حصد كل هذا العدد،
كانوا ينفثون حسرات قصيرة متقطعة،
الكل مسمر عينيه على قدميه...

ليس من السهل على كل قارئ، حتى الغربي، أن يدرك أن عبارة «ما كنت أحسب أن الموت حصد كل هذا العدد» مستلة من جحيم دانتي (حسب الملاحظة الشارحة التي أضافها إليوت نفسه). يتحول الناس إلى أحياء/أموات في مدينة وهمية هي لندن، وهمية (unreal) بمعنى أن من الصعب تصديق أن ذلك ما وصلت إليه.
هل يمكن النظر إلى لندن، بتلك الطوابير من البشر التي امتدت على طول نهر التيمز لتودع الملكة إليزابيث، من هذه الزوايا المظلمة التي رسمها ثلاثة شعراء على تباعد المسافات الزمنية بينهم؟ قد لا يكون في ذلك إنصاف لمشاعر الناس أو لجمال وأهمية مدينة عريقة وغنية بالحضارة مثل لندن. لكن المؤكد أن للندن، كما لمدن أخرى كبيرة وصغيرة، وجوهها الأخرى التي لا تلمع عادة على شاشات التلفزيون أو السينما، وبالتأكيد ليس على شاشات الإعلان في ساحة بيكاديلي اللندنية أو تايم سكوير في نيويورك أو الشانزليزيه في باريس. لكن للرؤية الشعرية أو للفن عامة حريته في عرض رؤى مغايرة للعالم الذي نعيش فيه، بل لعل ذلك ما يتوقع منه.
ولعل من الطريف هنا أن إليوت كان يقلل من شأن الشعراء الرومانسيين بل ويذم الرومانسية كلها، والأرجح أنه لم يدرك أن رؤيته الشعرية للمدينة التي عاش فيها بقية حياته جمعته باثنين من أعلام الرومانسية نفسها، أنه التقى معهما في قراءات للمدينة تقاربت في استكشاف وجوهها الأخرى.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

كيف تشتري سلعاً مسروقة قانونية في بريطانيا؟

ساعات «رولكس» التي تبلغ قيمتها عشرات الآلاف من بين المسروقات (شاترستوك)
ساعات «رولكس» التي تبلغ قيمتها عشرات الآلاف من بين المسروقات (شاترستوك)
TT

كيف تشتري سلعاً مسروقة قانونية في بريطانيا؟

ساعات «رولكس» التي تبلغ قيمتها عشرات الآلاف من بين المسروقات (شاترستوك)
ساعات «رولكس» التي تبلغ قيمتها عشرات الآلاف من بين المسروقات (شاترستوك)

هل تساءلت يوماً عما تفعله مراكز الشرطة البريطانية بالمسروقات والممتلكات والبضائع، التي تضبطها من خلال المداهمات، أو تلك المفقودة التي يتم العثور عليها، ولا يُعرف صاحبها؟ الأمر لا يتطلب سوى أن تأخذ دقيقة واحدة للتفكير في العدد الهائل من البضائع والمفقودات المسروقة التي تستردها قوات الشرطة في جميع أنحاء البلاد كل عام. وإذا كنت تفكر في جرائم مثل السرقة والسطو والاحتيال، فإن كمية المضبوطات التي يتعاملون معها مذهلة. أضف إلى ذلك البضائع التي تم شراؤها بشكل غير قانوني من خلال عائدات الجريمة وسيزداد هذا العدد مع مرور الزمن.

مجوهرات مسروقة يتم عرضها في مزاد للشرطة (مزاد الشرطة)

السؤال الطبيعي: ما هو مصير كل هذه الممتلكات؟ وماذا تفعل بها الشرطة في نهاية المطاف؟ الإجابة عن ذلك، كخطوة أولى، تكمن في محاولة منها للمّ شملها مع المالكين الحقيقيين، وهذا يعتبر من أولوية أفراد الشرطة الأولى. فالشرطة ليست لديها القدرة على الاحتفاظ بالأشياء المفقودة أو المسروقة إلى الأبد، وإذا لم يتمكنوا من معرفة أصحابها الأصليين، فإنهم يبيعونها عبر مزادات تابعة لها ومخصصة لهذا الغرض.

ويمكن أن تكون مبيعات مزادات الشرطة بمثابة منجم ذهب للمساومات والصفقات؛ إذ يمكنك الحصول على قطع قيمة بسعر رائع أو زهيد.

وحسب تقرير للشرطة البريطانية على موقعها الرسمي، فإنها تطمئن المشترين بالقول: «لا تقلقوا، ولا تحملوا هماً، نحن نعلم جيداً أن موقع (موني سيفيرز/ MoneySavers) - التابع للشرطة - يلتزم بالقانون. ونحن لسنا بصدد تشجيعك على خرق القانون، وإنما يتعلق الأمر كله بالممتلكات أو البضائع المفقودة أو المسروقة التي تم استردادها من أيدي المجرمين، عندما لا تتمكن الشرطة (البريطانية) من العثور على أصحابها الشرعيين».

لا يوجد سعر مبدئي للعناصر الفاخرة في المزاد (شاترستوك)

تقوم العديد من مراكز الشرطة في جميع أنحاء المملكة المتحدة ببيع المسروقات التي صادرتها. ولأن هذا الأمر ليس معروفاً على نطاق واسع، ولأن الشرطة تبيع أشياء كان يتعين عليها تخزينها أو التخلص منها؛ فإن هذا الأمر يصب في مصلحة المواطنين ويتيح لهم الحصول على صفقات جيدة للغاية. فعلى سبيل المثال، تم بيع دراجة أطفال مقابل 99 بنساً، وغيتار كلاسيكي مقابل 14 جنيهاً إسترلينياً (شاملة خدمة التوصيل)، وساعة «أرماني» مقابل 15 جنيهاً إسترلينياً.

وحسب تقرير الشرطة، هناك ثلاث طرق رئيسية تنتهجها القوات النظامية للتخلص من هذه الأشياء، ومن المفيد التحقق من ذلك، لكن الطريقة المناسبة لك شخصياً هي أن تعتمد على ما هو متاح بالقرب من منطقتك.

مجوهرات معروضة في مزاد للشرطة (مزاد «البريطانية»)

وتؤكد الشرطة أنها تبذل قصارى جهدها للوصول إلى المالك الشرعي للممتلكات، قبل الشروع في بيعها. كما تطلب من المواطنين الذين تعرضوا للسرقة أن يبلغوا الشرطة في حال رصدوا قطعة تخصهم على موقع المزاد «Bumblee Auctions»، وتوصي الشرطة بأنه يجب عليهم بعث رسالة إلكترونية عبر الحساب التالي: [email protected].

وبحسب الشرطة، فمن النادر أن يجد أي شخص أي قطعة تخصه بعد بيعها بالفعل، ولكن في حال حصل ذلك، فستتصل الشرطة بالمشتري وتتفاوض معه في محاولة لاستعادة ما اشتراه. وتضيف الشرطة: «إذا عثرت على شيء يخصك على موقع (eBay)، أو أحد المزادات، فسيتعين عليك الاتصال بالشرطة المسؤولة عن عملية البيع».

يُذكر أن الكثير من مراكز الشرطة داخل إنجلترا وويلز تستخدم موقعاً على غرار «eBay»، يُعرف باسم «Bumblee Auctions»، بهدف بيع الممتلكات أو السلع التي جرت مصادرتها من مجرمين.

ومن غير المستغرب أن أكثر الفئات شيوعاً في المزادات كانت أكثر الأشياء احتمالاً أن تتعرض للسرقة مثل دراجات وكاميرات ومجوهرات وأدوات وأجهزة ألعاب.

وحسب التقرير، ينبغي الانتباه إلى أنه في أغلب الأحيان ستضطر للذهاب وتسلم ما اشتريته بنفسك، لذلك عليك النظر إلى أي مركز للشرطة تتعامل معه قبل التقدم بطلب شراء. ومع ذلك، في بعض الأحيان، يمكنك سداد مصاريف توصيل البضاعة إليك.