تواجه حركة طالبان الأفغانية تهديدات أمنية متعددة، ولديها أقل قدر من الخبرات والمعدات للتعامل مع هذه التهديدات". و مع ذلك، يقول الخبراء العسكريون الإقليميون أن هذه التهديدات لا تشكل تهديدا وجوديا لنظام طالبان في كابل".
يقول الخبراء أيضا أن المشكلة الأساسية أن طالبان الأفغانية لا تملك القدرة المالية لتشكيل هيكل أمني حديث يهدف إلى الحفاظ على السلام الداخلي، "أما الغرب، حتى الآن، فقد استبعد تماما إمكانية التعاون الأمني مع طالبان الأفغانية"، حسبما قال خبير باكستاني مرتبط بالحكومة الباكستانية".
اتخذت حركة طالبان خطوة سياسية لاجتذاب دعم معارضيها في محاولة لإيجاد هيكل أمني من خلال إعلان العفو العام.
تواجه حركة طالبان الأفغانية حركتين تمرديتين، واحدة في شرق البلاد والثانية في الجزء الشمالي من البلاد موجهة إلى زعزعة استقرار حكومة طالبان في كابل.
في شرق أفغانستان، نجحت قوات طالبان في الحد - لدرجة ما من أنشطة تنظيم "داعش-خراسان" في أفغانستان، إلا أن الخبراء يشيرون إلى عودة ظهور التنظيم والمتطرفين بين صفوف طالبان، وهم يتعاونون مع "داعش-خراسان" بسبب ارتفاع وتيرة الصلات الدولية لحركة طالبان.
وفي شمال أفغانستان، تقوم طالبان "بمحاربة بقايا الجيش السابق والشرطة وأجهزة الاستخبارات التي هزمتها في أغسطس آب 2021".
قد أدت حملة طالبان الوحشية ضد "داعش-خراسان" إلى تقليص قدرة التنظيم في الشرق، لكن التنظيم بدأ يتأقلم على الأوضاع الجديدة حيث يغيّر منطقة عملياته ويعدل من تكتيكاته".
تأتي المعارضة الأكبر لحركة طالبان من فصائل المتمردين في الشمال، حيث اكتسبت "جبهة المقاومة الوطنية" التي يقودها نجل القائد العسكري الطاجيكي السابق أحمد شاه مسعود، زخما على الرغم من حملة القمع التي تشنها طالبان.
وفي كلتا الحالتين، تتعامل حركة طالبان مع المتمردين بيد من حديد باللجوء إلى عمليات المداهمة والتفتيش من منزل إلى منزل، والقتل تحت الاحتجاز، والاختفاء القسري للمواطنين الأفغان، وتعذيب المشتبه فيهم".
برغم ذلك، يعتقد الخبراء العسكريون أن كلا من جماعات المتمردين لا تشكل أية تهديدات وجودية لنظام طالبان في كابل".
قال خبير عسكري باكستاني اشترط عدم الإفصاح عن هويته: "لا تمتلك طالبان القدرة العسكرية أو التقنية أو الإدارية للتعامل مع العنف المنظم".
وأضاف قائلا: "تقتصر القوة العسكرية لطالبان على قيادة ميليشيا وهمية لا تضم سوى عدد قليل من وحدات قوات طالبان المنظمة على أساس الهياكل التنظيمية العسكرية الحديثة".
وقال مسؤول باكستاني: "معظم معداتهم تتكون من أسلحة صغيرة ذات طبيعة هجومية، ولاستخدامات معظم أجهزة الأمن الحديثة فإنهم يعتمدون على البيروقراطية القديمة وآليات الدولة، وأغلبها موال للحكومة الأفغانية التي تشكلت على مرأى ومسمع من الأميركيين".
حتى الآن، لم تسترعي جماعات مثل القاعدة انتباه طالبان. وتهدف طريقة طالبان في التعامل مع هذه الجماعات إلى احتوائها من دون تحفيزها على الانقلاب على حكومتها الوليدة. ويبدو أن هذا التوازن الهش قد أسفر عن نتائج عكسية، وقد لا يكون مستداما بعد غارة الطائرات الأميركية المسيرة التي قتلت الظواهري.
"أوضح اغتياله التناقضات في رغبة الطالبان في استضافة العناصر الجهادية العالمية الذين يهدفون من حيث المبدأ إلى إسقاط نظام دولي تسعى طالبان نفسها إلى الاعتراف به".
الواقع أن قيادة طالبان مولعة بالادعاءات السخيفة بأن تنظيم القاعدة ليس له وجود في البلاد. "وتصدر حركة الطالبان إنكارا مماثلا بشأن حجم حركات التمرد المحلية، يُفترض أن ذلك يهدف إلى إحباط جهود الدعاية والتجنيد التي يقوم بها خصومها، بينما تسحق المعارضة بأساليب قمعية".
وقد توقعت مجموعة الأزمات الدولية، وهي مركز أبحاث دولي، بأن "العديد من السيناريوهات المستقبلية يمكن أن تشكل مخاطر أكبر على سيطرتهم: الانقسام المعلن لحركة طالبان نفسها، وتوحيد الجماعات المعارضة، أو تمرد المتشددين الجهاديين ضد جهود طالبان لاحتواء هذه الجماعات". وفي الوقت الحالي، تبدو هذه التطورات غير مرجحة. وثمة خطر آخر يمكن أن يتمثل في قيام القوى الإقليمية والغربية بتسليح قوات قتالية بالوكالة، أو لجوء البلدان الغربية إلى أسلوب جديد من الغارات الجوية، أو القيام بعمل انفرادي آخر ضد المقاتلين الأجانب على الأراضي الأفغانية، مع ما يترتب على ذلك من آثار غير متوقعة".
يشير تحليل مجموعة الأزمات الدولية إلى أن "اكتشاف زعيم تنظيم القاعدة في قلب كابل سوف يقود بطبيعة الحال العديد من الحكومات الأجنبية إلى الشك في قدرة طالبان أو رغبتها في احتواء المقاتلين الذين يتجاوزون الحدود الوطنية".
طالبان تفتقر القدرة لضمان الأمن الداخلي في أفغانستان
"داعش-خراسان" غير منهج عملياته
طالبان تفتقر القدرة لضمان الأمن الداخلي في أفغانستان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة