«طالبان» ترفض تدخل مجلس الأمن في «شأن اجتماعي داخلي»

أفغانيات يتظاهرن ضد القيود المفروض عليهن من «طالبان» في كابل 28 ديسمبر 2021 (رويترز)
أفغانيات يتظاهرن ضد القيود المفروض عليهن من «طالبان» في كابل 28 ديسمبر 2021 (رويترز)
TT

«طالبان» ترفض تدخل مجلس الأمن في «شأن اجتماعي داخلي»

أفغانيات يتظاهرن ضد القيود المفروض عليهن من «طالبان» في كابل 28 ديسمبر 2021 (رويترز)
أفغانيات يتظاهرن ضد القيود المفروض عليهن من «طالبان» في كابل 28 ديسمبر 2021 (رويترز)

اعتبرت حركة «طالبان» الحاكمة في كابل، الجمعة، أن منع النساء الأفغانيات من العمل مع الأمم المتحدة «شأن اجتماعي داخلي»، وذلك رداً على تبني مجلس الأمن قراراً يندد بالقيود التي تفرضها الحركة المتشددة على الأفغانيات عموماً ومنعهن من العمل مع وكالات الأمم المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الأفغانية، في بيان: «انسجاماً مع القوانين الدولية والالتزام القوي للدول الأعضاء (في الأمم المتحدة) باحترام الخيارات السيادية لأفغانستان، إنه شأن اجتماعي داخلي لأفغانستان لا تأثير له على الدول الخارجية».
وتبنى مجلس الأمن، الخميس، بإجماع أعضائه الـ15، قراراً أكد فيه أن الحظر الذي أعلنته «طالبان» في مطلع الشهر الحالي على عمل الأفغانيات مع المنظمة الأممية «يقوّض حقوق الإنسان والمبادئ الإنسانية». وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن مجلس الأمن دعا «طالبان» إلى «التراجع السريع عن السياسات والممارسات التي تقيد الحقوق الإنسانية والحريات الأساسية للنساء والفتيات»، وأشار إلى حقهنّ في الوصول إلى التعليم والتوظيف وحرية التنقل و«مشاركة المرأة الكاملة والمتساوية والهادفة في الحياة العامة».
وحضّ «جميع الدول والمنظمات على استخدام نفوذها» من أجل «إبطال هذه السياسات والممارسات بشكل عاجل».
كما شدد على «الوضع الاقتصادي والإنساني المتردي»، و«الأهمية البالغة لاستمرارية وجود» بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان. وقالت سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة لانا زكي نسيبة إن أكثر من 90 دولة شاركت في رعاية القرار «من الجوار المباشر لأفغانستان ومن العالم الإسلامي ومن جميع أنحاء العالم».
ونقلت عنها «رويترز» قولها: «هذا... الدعم يجعل رسالتنا الأساسية اليوم أكثر أهمية مما هي عليه. العالم لن يقف صامتاً بينما يتم محو وجود النساء في أفغانستان من المجتمع».
وقال نائب المبعوث الأميركي لدى الأمم المتحدة روبرت وود للمجلس: «لن نقبل قمع (طالبان) للنساء والفتيات. هذه القرارات لا يمكن الدفاع عنها. لا يمكن رؤيتها في أي مكان آخر في العالم... مراسيم (طالبان) تلحق ضرراً لا يمكن إصلاحه بأفغانستان».
في المقابل، انتقد السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا نص القرار على الرغم من تصويت بلاده لصالحه، قائلاً إنه لم يذهب بعيداً بما فيه الكفاية، محمّلاً الغرب مسؤولية ذلك. وأضاف: «نأسف بشدة ونشعر بخيبة الأمل لأن مقاربات ونصوصاً أكثر طموحاً منعها الزملاء الغربيون... إذا كنتم بهذا الإخلاص، لماذا لا تعيدون الأصول التي سرقتموها من البلاد من دون أي شروط مسبقة؟»، في إشارة إلى أصول المصرف المركزي الأفغاني البالغة 7 مليارات دولار، التي جمّدتها الولايات المتحدة عام 2021.
وقال نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة قنغ شوانغ للمجلس: «حتى اليوم، كل ما رأيناه هو نقل الأصول من حساب إلى آخر، ولكن لم تتم إعادة قرش واحد للشعب الأفغاني».
وأعلنت الولايات المتحدة في سبتمبر (أيلول) إنشاء صندوق مقره سويسرا لإدارة نصف الأموال المجمدة. وجاء تصويت مجلس الأمن قبل أيام من الاجتماع الدولي المقرر عقده في الدوحة في الأول والثاني من مايو (أيار) بشأن أفغانستان. وسيجتمع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلف الأبواب المغلقة، مع المبعوثين الخاصين المعنيين بأفغانستان من مختلف البلدان للعمل على نهج موحد للتعامل مع «طالبان» و«تنشيط المشاركة الدولية» حول أفغانستان. وحظرت «طالبان» في 4 أبريل (نيسان) عمل النساء الأفغانيات في مكاتب الأمم المتحدة في جميع أنحاء البلاد، وهو حظر كان محصوراً بالمنظمات غير الحكومية في السابق. وأثارت هذه الخطوة استياء الغرب ودفعت بالأمم المتحدة إلى مراجعة نشاطها في أفغانستان، وهي عملية ستستمر حتى الخامس من مايو.
ومنذ استيلاء «طالبان» على السلطة مجدداً في أغسطس (آب) 2021، عادت الحركة إلى تطبيق تفسيراتها المتشددة للإسلام التي ميزت فترة حكمها الأولى بين عامي 1996 و2001.


مقالات ذات صلة

مجلس الأمن يدعو «طالبان» إلى تراجع سريع عن تقييد حركة النساء

العالم مجلس الأمن يدعو «طالبان» إلى تراجع سريع عن تقييد حركة النساء

مجلس الأمن يدعو «طالبان» إلى تراجع سريع عن تقييد حركة النساء

تبنى مجلس الأمن الدولي، الخميس، قرارا يدعو حركة «طالبان» إلى «التراجع بسرعة» عن جميع الإجراءات التقييدية التي فرضتها على النساء. وأضاف القرار الذي تمت الموافقة عليه بالإجماع، أن الحظر الذي فرضته «طالبان» هذا الشهر على عمل النساء الأفغانيات مع وكالات الأمم المتحدة «يقوض حقوق الإنسان والمبادئ الإنسانية».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ واشنطن: «طالبان» قتلت العقل المدبر لمجزرة مطار كابل

واشنطن: «طالبان» قتلت العقل المدبر لمجزرة مطار كابل

قال مسؤولون أميركيون إن حركة «طالبان» قتلت مسلحاً تابعاً لتنظيم «داعش» كان «العقل المدبر» وراء هجوم انتحاري بمطار كابل الدولي في 2021، أسفر عن مقتل 13 جندياً أميركياً وعشرات المدنيين، خلال عمليات الإجلاء الأميركية من البلاد، وفقاً لوكالة «رويترز». ووقع التفجير في 26 أغسطس (آب) 2021، بينما كانت القوات الأميركية تحاول مساعدة المواطنين الأميركيين والأفغان في الفرار من البلاد، في أعقاب سيطرة حركة «طالبان» على السلطة هناك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم «طالبان»: حظر عمل الأفغانيات في الأمم المتحدة مسألة داخلية

«طالبان»: حظر عمل الأفغانيات في الأمم المتحدة مسألة داخلية

قالت حكومة «طالبان» الأفغانية إن حظر عمل الأفغانيات في الأمم المتحدة «مسألة داخلية»، بعدما عبرت المنظمة الدولية عن قلقها من القرار، وقالت إنها ستراجع عملياتها هناك، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حكومة «طالبان» اليوم (الأربعاء) إنه «ينبغي أن يحترم جميع الأطراف القرار»، وذلك في أول بيان لحكومة «طالبان» حول الخطوة منذ إقرار الأمم المتحدة بمعرفتها بالقيود الجديدة الأسبوع الماضي. وذكرت الأمم المتحدة أنها لا يمكنها قبول القرار لأنه ينتهك ميثاقها. وطلبت من جميع موظفيها عدم الذهاب إلى مكاتبها بينما تجري مشاورات وتراجع عملياتها حتى الخامس من مايو (أيار).

«الشرق الأوسط» (كابل)
الولايات المتحدة​ إدارة بايدن تصدر ملخصاً للتقارير المتعلقة بالانسحاب من أفغانستان

إدارة بايدن تصدر ملخصاً للتقارير المتعلقة بالانسحاب من أفغانستان

أصدرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس (الخميس)، ملخصاً للتقارير السرية التي ألقى معظمها اللوم على سلفه، دونالد ترمب، في انسحاب الولايات المتحدة الفوضوي في أغسطس (آب) 2021 من أفغانستان، لفشله في التخطيط للانسحاب الذي اتفق عليه مع حركة «طالبان»، وفقاً لوكالة «رويترز». وأثار ملخص الإدارة الديمقراطية، المأخوذ من المراجعات السرية لوزارتي الخارجية والدفاع، التي أُرسلت إلى «الكونغرس»، ردود فعل غاضبة من المشرعين الجمهوريين الذين طالبوا بالوثائق من أجل تحقيقهم الخاص في الانسحاب. وانتقد مايكل ماكول، الرئيس الجمهوري للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأميركي، الإدارة الأميركية بشدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ البيت الأبيض يسلّم الكونغرس تقريراً سرّياً عن الانسحاب من أفغانستان

البيت الأبيض يسلّم الكونغرس تقريراً سرّياً عن الانسحاب من أفغانستان

أعلن البيت الأبيض، اليوم الخميس، أنّه سلّم الكونغرس تقريراً سرّياً طال انتظاره عن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان عام 2021، مدافعاً عن مسار هذا الانسحاب، الذي أنهى 20 عاماً من المحاولات الفاشلة لهزيمة حركة «طالبان». ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قال مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إنّه ما من شيء كان بإمكانه «تغيير مسار الانسحاب»، وإنّ «الرئيس (جو) بايدن رفض إرسال جيل آخر من الأميركيين لخوض حرب كان يجب أن تنتهي، بالنسبة للولايات المتحدة، منذ فترة طويلة». وصدم الانسحاب الذي انتهى في 30 أغسطس (آب) 2021 الأميركيين وحلفاء الولايات المتحدة بعدما تغلبت «طالبان» في أسابيع على القوات الأفغا

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بلينكن يزور بروكسل لبحث الدعم لأوكرانيا بعد فوز ترمب

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستقبلا بلينكن في كييف مايو الماضي (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستقبلا بلينكن في كييف مايو الماضي (رويترز)
TT

بلينكن يزور بروكسل لبحث الدعم لأوكرانيا بعد فوز ترمب

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستقبلا بلينكن في كييف مايو الماضي (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستقبلا بلينكن في كييف مايو الماضي (رويترز)

يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بروكسل، غدا (الأربعاء)، لإجراء محادثات طارئة مع الأوروبيين لتسريع المساعدات الموجهة لأوكرانيا على خلفية انتخاب دونالد ترمب رئيسا، على ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية.

وأوضح الناطق باسم الخارجية ماثيو ميلر أن بلينكن سيلتقي الأربعاء مسؤولي حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي «للبحث في دعم أوكرانيا في دفاعها في وجه العدوان الروسي» في زيارة لم تكن معلنة فيما هدد الرئيس الأميركي المنتخب بوقف المساعدات لكييف. وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية قال ترمب إنه سينهي الحرب «في يوم واحد».

وتعاني القوات الأوكرانية من نقص في القوى العاملة وإمدادات الأسلحة.

وتعهدت إدارة بايدن بصرف الأموال المتبقية لأوكرانيا خلال الأسابيع العشرة المقبلة، والتي كان أقرها الكونغرس؛ بما فيها ما يعادل 4.3 مليار دولار من الأسلحة الأميركية المعاد توجيهها، و2.1 مليار دولار عقوداً جديدة من شركات أميركية.